«متلازمة الفم الحارق»: الأسباب والعلاج

تتسبب بحرقة اللسان أو الشفاه

«متلازمة الفم الحارق»: الأسباب والعلاج
TT

«متلازمة الفم الحارق»: الأسباب والعلاج

«متلازمة الفم الحارق»: الأسباب والعلاج

تُعدّ متلازمة الفم الحارق من الحالات الطبية الغامضة والمعقدة التي تُسبب إحساساً بالحرقان والألم في الفم وتغييراً في طعم الفم وخدراً في اللسان، بالإضافة إلى جفاف الفم، وقد تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين بها.

تُعرف هذه المتلازمة أيضاً بأسماء أخرى مثل «حرقة اللسان» أو «حرقة الشفاه»، وغالباً ما تكون الأسباب الدقيقة وراءها غير واضحة. وتشير أغلب الإحصائيات إلى أن معدل الإصابة بهذه المتلازمة يصل إلى ما بين 1 و15 في المائة بين السكان. كما تصيب هذه المتلازمة النساء أكثر من الرجال ويلعب العمر دوراً مهماً، حيث تكثر معدلات الإصابة بعد عمر الخمسين عاماً.

أسباب الفم الحارق

هناك أسباب محتملة عدة لمتلازمة الفم الحارق، التي يمكن تقسيمها إلى فئات رئيسية:

- الأسباب العصبية: قد تكون ناجمة عن تلف في الأعصاب التي تنقل الإحساس من الفم إلى الدماغ. ويُعتقد أن التغيرات في الجهاز العصبي المركزي والمحيطي تلعب دوراً كبيراً في ظهور الأعراض.

- الاضطرابات الهرمونية تشمل تغيرات هرمونية مثل انخفاض مستويات هرمون الاستروجين لدى النساء بعد انقطاع الطمث؛ ما يمكن أن يؤثر على صحة الفم.

- الالتهابات: يمكن لبعض الالتهابات الفطرية أو البكتيرية أن تُسبب أعراضاً مشابهة لمتلازمة الفم الحارق. وعلى سبيل المثال، فإن العدوى الفطرية مثل الكانديدا قد تكون سبباً محتملاً.

- العوامل النفسية: يلعب القلق والاكتئاب دوراً مهماً في زيادة شدة الأعراض، حيث يمكن أن تزيد هذه الحالات النفسية من التوتر العصبي وتفاقم الإحساس بالألم.

- نقص التغذية: يمكن أن يؤدي نقص فيتامين بي12 B12 أو الحديد إلى ظهور الأعراض. إذ إن الفيتامينات والمعادن (خصوصاً الزنك والحديد) ضرورية لصحة الأعصاب والأنسجة الفموية.

الأعراض والعلاج

تتميز متلازمة الفم الحارق بمجموعة من الأعراض التي قد تختلف في شدتها من شخص إلى آخر، وتشمل:

- الإحساس بالحرقان أو الوخز في اللسان أو الشفتين أو الحنك، الذي قد يكون مستمراً أو متقطعاً.

- جفاف الفم وزيادة العطش؛ مما يزيد من الإحساس بعدم الراحة.

- التغير في حاسة التذوق، مثل الطعم المعدني أو المر في الفم، الذي يمكن أن يؤثر على الشهية وتناول الطعام.

- الصعوبة في تناول الطعام أو التحدث بسبب الألم؛ مما يؤثر على الحياة اليومية والتفاعل الاجتماعي.

- الشعور بالخدر والتنميل في اللسان وقد تتغير أماكن الخدر من أسبوع إلى آخر.

أما العلاج، فيتطلب نهجاً متعدد الأوجه يشمل أساليب عدة:

- العلاج الدوائي: يشمل استخدام مسكنات الألم، مضادات الاكتئاب، أو أدوية أخرى تهدف إلى تخفيف الأعراض العصبية. يُمكن أن تُستخدم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين.

- العلاج السلوكي: يهدف إلى مساعدة المرضى في إدارة القلق أو الاكتئاب المرتبط بالأعراض، وذلك من خلال تقنيات مثل العلاج السلوكي المعرفي.

- التعديلات الغذائية: يُمكن أن تُساعد مكملات غذائية مثل فيتامين بي12 أو الحديد في تعويض النقص الغذائي وتحسين الأعراض. يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن وصحي. وقد أثبتت دراسة من معهد ايستمان لطب الأسنان نُشرت في عام 2023 في مجلة «طب الأسنان» البريطانية، أن تناول الزنك بصفته مكملاً غذائياً يومياً يمكن أن يخفف كثيراً من أعراض هذه المتلازمة.

- العلاجات البديلة: تشمل تقنيات مثل العلاج بالإبر الصينية أو العلاج بالروائح، التي يُمكن أن تُساهم في تخفيف الألم وتحسين حالة المريض العامة.

وتعدّ متلازمة الفم الحارق تحدياً طبياً للعديد من الأطباء والمرضى بسبب غموض أسبابها وتنوع أعراضها. لكن من خلال الفهم العميق للأسباب المحتملة واتباع نهج علاج متكامل يشمل العلاجات الدوائية والسلوكية والغذائية، يمكن تحسين جودة حياة المصابين بشكل كبير. علاوة على ذلك، يُظهر الذكاء الاصطناعي إمكانيات واعدة في تحسين دقة التشخيص وتطوير خطط علاج مخصصة؛ ما يمنح الأمل في تحقيق نتائج أفضل للمصابين بهذه المتلازمة الغامضة.



علماء يستخرجون نواة جليدية عمرها أكثر من مليون سنة

أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)
أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)
TT

علماء يستخرجون نواة جليدية عمرها أكثر من مليون سنة

أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)
أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

أعلن فريق دولي من العلماء، اليوم الخميس، أنهم نجحوا في حفر واحدة من أعمق الحفر الجليدية حتى الآن، بعمق ميلين (2.8 كيلومتر) للوصول لطبقة جليدية في القارة القطبية الجنوبية يرجح أن يبلغ عمرها على الأقل 1.2 مليون سنة.

ويقول العلماء، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، إنهم بتحليل القطعة الجليدية من المتوقع أن يظهر كيف تطور الغلاف الجوي والمناخ على كوكب الأرض، وكذلك توفير رؤى حول كيفية تغير دورات العصور الجليدية، والمساعدة في فهم كيف أثر الكربون في الغلاف الجوي على المناخ.

قال كارلو باربانتي، عالم الجليد الإيطالي ومنسق مشروع «بيوند إيبيكا» للحصول على النواة الجليدية: «بفضل نواة الجليد، سنفهم ما الذي تغير من حيث غازات الدفيئة والمواد الكيميائية والغبار في الغلاف الجوي».

نواة جليدية استخرجت من موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

سبق واستخرج الفريق نفسه نواة جليدية عمرها نحو 800 ألف سنة. وقد وصلت عملية الحفر الأخيرة إلى عمق 2.8 كيلومتر (نحو 1.7 ميل)، حيث عمل فريق مكون من 16 عالماً وموظفي دعم، كل صيف على مدى أربع سنوات في درجات حرارة تبلغ نحو 35 درجة مئوية تحت الصفر.

وشارك الباحث الإيطالي فيديريكو سكوتو في إكمال عمليات الحفر في بداية يناير (كانون الثاني) في موقع يُدعى «ليتل دوم سي»، بالقرب من محطة أبحاث كونكورديا.

وقال سكوتو: «كانت لحظة رائعة بالنسبة لنا عندما وصلنا إلى الصخور الأساسية». وأشار إلى أن تحليل النظائر أظهر أن عمر النواة الجليدية لا يقل عن 1.2 مليون سنة.

الموقع «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

وأضاف كل من باربانتي وسكوتو أنه بفضل تحليل نواة الجليد من حملة «إيبيكا» السابقة، ظهر أن تركيزات غازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، حتى خلال أدفأ الفترات في الـ800 ألف سنة الماضية، لم تتجاوز المستويات التي تم رصدها منذ بدء الثورة الصناعية في العصر الحديث.

وأوضح باربانتي: «اليوم نشهد مستويات من ثاني أكسيد الكربون تزيد بنسبة 50% عن أعلى المستويات التي شهدناها خلال الـ800 ألف سنة الماضية».

تم تمويل مشروع «بيوند إيبيكا»، وهو اختصار لعبارة: المشروع الأوروبي لحفر الجليد في القارة القطبية الجنوبية، من قبل الاتحاد الأوروبي بدعم من دول عبر القارة، وتقوم إيطاليا بتنسيق المشروع.

أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

وأعرب ريتشارد ألي، عالم المناخ في جامعة ولاية بنسلفانيا، الذي لم يكن منخرطاً في المشروع والذي حصل مؤخراً على ميدالية العلوم الوطنية تقديراً لمسيرته في دراسة الصفائح الجليدية، عن سعادته بالاكتشاف الجديد، وقال: «التقدم في دراسة أنوية الجليد مهم لأنه يساعد العلماء على فهم أفضل لظروف المناخ في الماضي ويعزز فهمهم لمساهمات البشر في تغير المناخ في الحاضر».