قمر الصياد العملاق يضوي سماء العالم... ماذا نعرف عنه؟

القمر العملاق خلف لافتة أثرية أعلى مبنى سكني في وسط مدينة كانساس سيتي بولاية ميسوري (أ.ب)
القمر العملاق خلف لافتة أثرية أعلى مبنى سكني في وسط مدينة كانساس سيتي بولاية ميسوري (أ.ب)
TT

قمر الصياد العملاق يضوي سماء العالم... ماذا نعرف عنه؟

القمر العملاق خلف لافتة أثرية أعلى مبنى سكني في وسط مدينة كانساس سيتي بولاية ميسوري (أ.ب)
القمر العملاق خلف لافتة أثرية أعلى مبنى سكني في وسط مدينة كانساس سيتي بولاية ميسوري (أ.ب)

يشهد العالم ارتفاعاً مذهلاً للقمر هذا المساء. وسيظهر أقرب قمر عملاق لهذا العام قريباً وكبيراً ومشرقاً في سماء الخريف.

من المقرر أن يصل «قمر الصياد» في أكتوبر (تشرين الأول) إلى ذروته في نحو الساعة 7:26 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الخميس، لكن الكرة الفضية ستظهر مساء الأربعاء حتى صباح الجمعة، وفقاً لوكالة «ناسا».

يعدّ هذا القمر المكتمل هو الثالث من 4 أقمار عملاقة متتالية متوقعة هذا العام، بحسب «ناسا».

تحدث الظاهرة مرات عدة خلال كل دورة قمرية؛ لأن مدار القمر بيضاوي الشكل، مما يعني وجود فترات يكون فيها القمر الطبيعي الدائم الوحيد للأرض أقرب أو أبعد عن الكوكب.

على طول مسار القمر المداري، تُعرف نقطة أقرب قرب باسم «الحضيض»، وهو عندما يكون القمر في المتوسط ​​على بُعد 226 ألف ميل (363300 كيلومتر) من الأرض. عندما تتزامن مرحلة اكتمال القمر مع «الحضيض»، يحدث حدث «القمر العملاق».

يرتفع القمر فوق المباني في وسط مدينة كانساس (أ.ب)

ما الذي يجعل القمر العملاق مميزاً؟

«القمر العملاق» هو مصطلح يصف القمر عندما يكون أقرب إلى الأرض من المعتاد.

عادةً، يدور القمر على مسافة متوسطة تبلغ نحو 238855 ميلاً (384400 كيلومتر) من كوكبه المستضيف، ولكن خلال القمر العملاق لهذا الشهر، سيكون على بعد 222095 ميلاً (357428 كيلومتراً) فقط من الأرض، مما يجعله أقرب قمر مكتمل لعام 2024.

خلال حدث «القمر العملاق»، قد يبدو الجسم أكبر بنسبة 8 في المائة، وأكثر سطوعاً بنسبة 16 في المائة من القمر المكتمل متوسط ​​الحجم، وفقاً لموقع «إيرث سكاي».

قال الدكتور روبن إل شيلتون، أستاذ الفيزياء بجامعة جورجيا، إن قمر أكتوبر ليس في الواقع أكبر أو أكثر سطوعاً من أي قمر آخر، لكنه قد يبدو بهذه الطريقة لأنه يُرى بالقرب من الأفق بعد غروب الشمس بفترة وجيزة.

ويربط كثير من الناس «قمر الصياد» باللون البرتقالي عند شروقه، ولكن يمكن قول الشيء نفسه عن الأقمار الكاملة جميعها. وأوضح شيلتون أن اللون هو نتيجة للتأثيرات البصرية التي تنطوي على مرور الضوء عبر الغلاف الجوي للأرض.

القمر العملاق فوق الخليج العربي في دبي (أ.ب)

لماذا يُسمى القمر المكتمل «قمر الصياد»؟

«قمر الصياد» هو أول قمر مكتمل بعد الاعتدال الخريفي، الذي حدث في 22 سبتمبر (أيلول) من هذا العام. يمثل الحدث القمري تغير الفصول، بحسب شبكة «سي إن إن».

ونشأ الاسم من السكان الأصليين، الذين استفادوا من المظهر الساطع للقمر؛ حيث يستعد الصيادون لشتاء طويل. كما كان الصيد يميل إلى أن يكون أسهل خلال هذا الوقت من العام لأن الحقول تم تطهيرها بالفعل، وفقاً لتقويم المزارع القديم.

تشمل الأسماء الأخرى للقمر المكتمل في أكتوبر لدى مختلف الشعوب الأصلية «قمر الصقيع الأول» من أمة بوتاواتومي، والوقت الذي يتم فيه أخذ الذرة من قبيلة الأباتشي أو «قمر الأوراق المتساقطة» من شعب أنيشينابي.

قمر عملاق مكتمل بنسبة 99 % يرتفع فوق تمثال زرافة في حديقة حيوان دالاس (أ.ب)

وتتضمّن التقاليد في هذا الوقت عيد قمر الصياد، وهو إعادة تمثيل سنوية لتجمعات الخريف في منتصف القرن الثامن عشر للفرنسيين والأميركيين الأصليين في حصن أوياتينون، على بعد 4 أميال (6.4 كيلومتر) جنوب غربي ويست لافاييت بإنديانا.

ومن المتوقع أن ينضم إلى «قمر الصياد» كوكب المشتري ونجم عملاق أحمر يُسمى «الدبران» ومجموعة النجوم الثريا، وفقاً لـ«إيرث سكاي»، واعتماداً على موقعك، قد تكون هذه العجائب الكونية مرئية ليل الجمعة والسبت حتى الفجر.


مقالات ذات صلة

تأجيل عودة طاقم بمحطة الفضاء الدولية منذ مارس بسبب الظروف الجوية

يوميات الشرق محطة الفضاء الدولية (أ.ب)

تأجيل عودة طاقم بمحطة الفضاء الدولية منذ مارس بسبب الظروف الجوية

تأجلت عودة أفراد الطاقم الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية منذ مارس (آذار) بسبب الظروف الجوية السيئة، وفقاً لما ذكرته وكالة «ناسا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق «شجرة القمر» على الأرض (أ.ب)

مدرسة أميركية تزرع «شجرة القمر» ببذور حلّقت في الفضاء

زُرِعت «شجرة القمر»، كما أُطلق عليها، ببذور طارت حول القمر، ثم وُضعت على عربة شحن برفقة تلاميذ يحملون مجارف للمساعدة في حفر موطنها الجديد.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
أوروبا الكرملين في العاصمة الروسية موسكو (رويترز)

الكرملين ينفي تأخر برنامجه الفضائي غداة تحقيق «سبايس إكس» سابقة عالمية

نفى الكرملين اليوم الاثنين أن يكون برنامجه الفضائي متأخرا بعد أن نجحت شركة سبايس إكس الأميركية للمرة الأولى عالميا في إعادة طبقة تعزيز صاروخية إلى منصة الإطلاق.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تكنولوجيا صورة لـ«ستارشيب» في محطة بوكا تشيكا الأميركية (أ.ف.ب)

شاهد... «سبايس إكس» تستعيد لأول مرة قاذف صاروخها العملاق «ستارشيب»

استعادت شركة «سبايس إكس»، المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، الطبقة الأولى من صاروخها العملاق «ستارشيب» بعد رحلة في سابقة من نوعها.

«الشرق الأوسط» (بوكا تشيكا (تكساس))
يوميات الشرق أضواء الشفق القطبي أو كما تُعرف أيضاً بالأضواء الشمالية تضيء السماء في مقاطعة هالديماند بالقرب من هاميلتون بأونتاريو في كندا (رويترز)

كانت تحدث مرة في العمر... لماذا تتكرر أضواء الشفق القطبي مؤخراً؟

لقد أصبح ما كان في الماضي حدثاً يحدث مرة واحدة في العمر، أو يتطلب رحلة إلى الدائرة القطبية الشمالية، أكثر شيوعاً في العامين الماضيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

فيروسات تنفسية تختبئ في الخلايا المناعية للرئتين

فيروسات تنفسية تختبئ في الخلايا المناعية للرئتين
TT

فيروسات تنفسية تختبئ في الخلايا المناعية للرئتين

فيروسات تنفسية تختبئ في الخلايا المناعية للرئتين

تشير دراسة، أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن، إلى أن الفيروسات التنفسية، مثل «الفيروس المخلوي التنفسي»، قد تختبئ في الخلايا المناعية بالرئتين لمدة طويلة بعد زوال الأعراض الأولية للعدوى.

بقايا الفيروسات تخلق بيئة التهابية

تأتي أهمية هذا الاكتشاف من أنه يشير إلى أن الفيروسات المستمرة في الخلايا المناعية يمكن أن تخلق بيئة التهابية مزمنة، مما يعزز تطور أمراض الرئة، مثل الربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وهو مرض مزمن يتسم بانسداد الشعب الهوائية، وقلة تدفق الهواء بشكل مزمن، وقصور في وظائف الرئة لا رجعة فيه.

وتشير النتائج، التي نشرت بمجلة «Nature Microbiology» في 2 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، إلى نهج جديد محتمل للوقاية من الربو و«مرض الانسداد الرئوي المزمن chronic obstructive pulmonary disease (COPD)»، وأمراض الرئة المزمنة الأخرى، عبر القضاء على الفيروسات التنفسية المستمرة التي تغذي هذه الحالات.

رصد البقايا قبل إخراج الأطفال من المستشفى

وقالت المؤلفة الرئيسية، كارولينا لوبيز، أستاذة علم الأحياء الدقيقة الجزيئية في كلية الطب بجامعة واشنطن: «في الوقت الحالي يرسَل الأطفال الذين أُدخلوا إلى المستشفى بسبب عدوى تنفسية بـ(الفيروس المخلوي التنفسي respiratory syncytial virus - RSV) إلى منازلهم بمجرد اختفاء أعراضهم. ولتقليل خطر إصابة هؤلاء الأطفال بالربو، فربما نتمكن في المستقبل من التحقق مما إذا كان الفيروس قد اختفى بالفعل من الرئة، والقضاء على جميع الفيروسات المتبقية، قبل إرسالهم إلى المنزل».

ويتعايش نحو 27 مليون شخص في الولايات المتحدة مع حالات الربو، فكثير من العوامل يؤثر على احتمالية إصابة الشخص بمرض الجهاز التنفسي المزمن، بما في ذلك العيش في حي ذي جودة هواء رديئة، والتعرض لدخان السجائر، والدخول إلى المستشفى بسبب الالتهاب الرئوي الفيروسي، أو التهاب الشعب الهوائية في أثناء الصغر.

الفيروسات المختبئة تسبب الربو لاحقاً

وقد اشتبه بعض الباحثين في أن الصلة بين عدوى الرئة الخطرة وتشخيص الربو اللاحق كانت بسبب الفيروس نفسه المتبقي في الرئتين، الذي يسبب تلفاً مستمراً. ولكن لم يُثبَت وجود صلة مباشرة بين الوجود المستمر للفيروس وأمراض الرئة المزمنة من قبل.

وقد طورت لوبيز والمؤلف الآخر للدراسة، إيتالو أراوغو كاسترو، وهو باحث ما بعد الدكتوراه في مختبرها، نظاماً فريداً من نوعه يتضمن فيروس فأر طبيعياً يُعرف باسم «فيروس سينداي (Sendai virus)». ويرتبط «سينداي» بـ«فيروس نظير الإنفلونزا البشري (human parainfluenza virus)»، وهو فيروس تنفسي شائع مثل «الفيروس المخلوي التنفسي» يرتبط بالربو لدى الأطفال.

ويتصرف «سينداي» في الفئران بالطريقة نفسها التي يتصرف بها «فيروس نظير الإنفلونزا البشري» في البشر، مما يجعله نموذجاً ممتازاً لأنواع العدوى التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض الرئة المزمنة.

الأهمية الطبية للاكتشاف

لطالما عرف الأطباء أن الأطفال الذين يصابون بعدوى شديدة بفيروسات الجهاز التنفسي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالربو لاحقاً. ومع ذلك، لم يكن السبب وراء هذا الرابط واضحاً، لكن هذه الدراسة تقدم حلاً لهذا اللغز عبر إظهار أن الفيروسات المستمرة في الخلايا المناعية تساهم في إحداث التهاب مزمن يؤدي إلى تلف في الرئتين يمكن أن يتطور إلى أمراض رئة مزمنة.

الاختباء داخل الخلايا المناعية

تستمر الفيروسات التنفسية في الاختباء داخل الخلايا المناعية، وليس في الخلايا الظهارية (التي تبطن الجهاز التنفسي) كما كان يُعتقد سابقاً. وهذه الخلايا المناعية المصابة تصبح أكثر التهابية، مما يؤدي إلى إحداث التهاب مزمن في الرئتين.

ومع مرور الوقت، يؤدي هذا الالتهاب إلى تغييرات في أنسجة الرئة، مثل التهاب الأوعية الدموية والحويصلات الهوائية، وظهور أنسجة مناعية زائدة؛ مما يتسبب في تلف طويل الأمد، على الرغم من أن الشخص قد يبدو ظاهرياً متعافياً.

تطبيقات علاجية ووقائية

تشير الدراسة الجديدة إلى أنه إذا تمكن الأطباء من استهداف هذه الخلايا المناعية المصابة والقضاء عليها، فقد يكون من الممكن منع أو تقليل تطور أمراض الرئة المزمنة مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.

كما تفتح هذه النتائج الباب أمام نهج جديد في الوقاية من الربو لدى الأطفال المعرضين للخطر بعد الإصابة بعدوى فيروسية تنفسية شديدة؛ إذ يمكن أن تشمل الاستراتيجيات المستقبلية فحص المرضى، خصوصاً الأطفال، بعد زوال الأعراض للتأكد من القضاء على الفيروس تماماً قبل خروجهم من المستشفى.

وقد يغير اكتشاف أن الفيروسات يمكن أن تستمر في الخلايا المناعية وتؤدي إلى التهاب مزمن، الطريقة التي يجري التعامل بها مع المرضى الذين يعانون من عدوى تنفسية شديدة؛ مما يعزز الجهود لتقليل المخاطر طويلة الأمد المتعلقة بأمراض الرئة.

وأضافت لوبيز: «قد يصاب كل طفل تقريباً بهذه الفيروسات قبل سن الثالثة، وربما يصاب 5 في المائة بمرض خطر بما يكفي لدرجة أنه قد يصاب بعدوى مستمرة، لكننا في المقام الأول لن نتمكن من منع إصابة الأطفال، ولكن إذا فهمنا كيف تستمر هذه الفيروسات والتأثيرات التي يخلفها استمرارها على الرئتين، فقد نتمكن من تقليل حدوث مشكلات خطرة طويلة الأمد».