«مبنى برّي» ينمو من الأشجار قد يجسد مستقبل الهندسة المعمارية

سقّالات مصممة بالكومبيوتر توجّه الأغصان

«مبنى برّي» ينمو من الأشجار قد يجسد مستقبل الهندسة المعمارية
TT
20

«مبنى برّي» ينمو من الأشجار قد يجسد مستقبل الهندسة المعمارية

«مبنى برّي» ينمو من الأشجار قد يجسد مستقبل الهندسة المعمارية

وسط الأشجار والشجيرات، في رقعة من الغابات بالقرب من مدينة نيويورك، هناك مبنى ينمو، مثل الغابة المحيطة به.

الأشجار ركائز هيكلية

تشكل مجموعات الأشجار الحية الركائز الهيكلية لهذا المبنى المصمم على شكل خيمة، الذي يتوسع تدريجياً حول سقالة خشبية توجِّه نمو جذوع الأشجار.

على مدار عقد من الزمن أو نحو ذلك، ستشكل هذه المظلة من الأشجار جدراناً وسقفاً ثابتاً تماماً مثل المبنى الذي تم بناؤه جيداً. وفاز هذا الهيكل التجريبي المسمى «Fab Tree Hab»، بجائزة مجلة «فاست كومباني» لعام 2024 للابتكار من التصاميم الحيوية.

تم بناء الجناح الذي تبلغ مساحته 1000 قدم مربعة بواسطة «تيريفورم وان Terreform ONE»، وهي مجموعة أبحاث غير ربحية متخصصة في الفن والهندسة المعمارية والتصميم الحضري. وهو نتاج أكثر من 20 عاماً من البحث، ويعتمد على تاريخ تشكيل الأشجار وتطعيمها الذي يعود إلى أعماق التاريخ البشري.

سقالات مصممة بالكومبيوتر توجه الأغصان

ويقول مؤسس «تيريفورم وان»، ميتشل يواكيم، إنه على عكس تلك الأمثلة المبكرة للأشجار التي تم تدريبها على أشكال محددة، يجمع المبنى بين تقنيات التطعيم التي تسرع نمو أشجارها الأساسية ونظام سقالات مصمَّم بالكومبيوتر يوجه الأشجار وعناصرها، أي فروعها في اتجاهات موحدة، مثل الأضلاع.

وتمتلئ المساحات الفاصلة بمزارع مطبوعة منتجة بالطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يوفر موطناً لأنواع الحيوانات والنباتات لتزدهر مع نضوج الأشجار. وفي وقت لاحق، يمكن لهؤلاء المزارعين أن يحملوا شتلات شجرة جديدة يتم تطعيمها في نقاط أعلى في الهيكل، مما يمكنها من النمو بشكل أطول.

هندسة المستقبل المعمارية

بالنسبة ليواكيم، فإن المبنى ليس مجرد مشروع فني لمرة واحدة. وهو يرى أن هذا النوع من الهياكل أصبح شكلاً جديداً من أشكال الهندسة المعمارية ذات الأساس الحيوي ومنخفضة الكربون التي يمكن استخدامها لبناء أي شيء تقريباً، وإن كان ذلك ببطء. ويقول إن المفهوم هو «دفع الطبيعة إلى القيام بالأشياء التي تفعلها بشكل طبيعي... ولكن تشكيلها في هياكل قابلة للاستخدام... وفي النهاية بناء منازل».

* «مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

أداء مؤشرات «رؤية 2030» يُسرّع من نمو الاقتصاد السعودي

الاقتصاد صورة جوية للعاصمة السعودية الرياض (واس)

أداء مؤشرات «رؤية 2030» يُسرّع من نمو الاقتصاد السعودي

أسهم انعكاس أداء المؤشرات الرئيسية والفرعية في تعزيز النمو الاقتصادي السعودي، مع اقتراب «رؤية المملكة 2030» من اختتام مرحلتها الثانية الممتدة من (2021 - 2025).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص تحول «يوتيوب» من منصة ترفيهية إلى مساحة للتعليم والتغيير الاجتماعي والتمكين الاقتصادي ما جعله جزءاً حيوياً من المشهد الرقمي العربي

خاص «يوتيوب» في عيده العشرين... ثورة ثقافية واقتصادية غيرت المحتوى الرقمي

«يوتيوب» يحتفل بمرور 20 عاماً على انطلاقه، مؤكداً دوره المحوري في تمكين صناع المحتوى، خصوصاً في السعودية عبر أدوات، ودعم وفرص دخل متنامية.

نسيم رمضان (سان فرانسيسكو - الولايات المتحدة)
تكنولوجيا ميزة «خصوصية الدردشة المتقدمة» من واتساب تحمي المحادثات بمنع التصدير وتعطيل التنزيل التلقائي وحظر الذكاء الاصطناعي (واتساب)

«واتساب» تعلن عن ميزة «خصوصية الدردشة المتقدمة» لتعزيز حماية المحادثات

في تحديث جديد يركّز على خصوصية المستخدمين، أعلنت «واتساب» (WhatsApp) عن ميزة «خصوصية الدردشة المتقدمة».

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
علوم اختراق علمي: مواد نانوية قد تُحدث ثورة في تطوير تقنيات الرؤية الليلية

اختراق علمي: مواد نانوية قد تُحدث ثورة في تطوير تقنيات الرؤية الليلية

طريقة لتصنيع مستشعرات أشعة تحت حمراء كبيرة الحجم فائقة الرقة

باتريك تاكر (واشنطن)
تكنولوجيا طابعة «أينيكيوبيك كوبرا إس 1»

أفضل الطابعات التجسيمية الاقتصادية لعام 2025

هناك شيء مميز حقا في تجسيد أفكارك الإبداعية بيديك - ويمكن للطابعة التجسيمية (ثلاثية الأبعاد) أن تجعل من هذا السحر حقيقة. وسواء كنت تصنع معدات تنكرية مخصصة، أو…


5 استخدامات غير متوقعة للذكاء الاصطناعي

5 استخدامات غير متوقعة للذكاء الاصطناعي
TT
20

5 استخدامات غير متوقعة للذكاء الاصطناعي

5 استخدامات غير متوقعة للذكاء الاصطناعي

روبوتات الدردشة أصبحت من الماضي، فكثير من الاستخدامات التقليدية للذكاء الاصطناعي موثقة جيداً: أنظمة التوصية (بالأشياء والمنتجات)، والتخصيص (الأمور الشخصية)، وبالطبع، أدوات المساعدة الرقمية. كما تُستخدم هذه التقنية في مرافقة كبار السن، واكتشاف الأدوية، وحتى في تربية النحل، كما كتبت شانون كارول*.

غرائبية الذكاء الاصطناعي

ولكن الأمر يزداد غرابة. فقد شاركت الممثلة كوينتا برونسون أخيراً في بودكاست آمي بولر «Good Hang» للحديث عن أحدث هوس لها: سلسلة قطط مُولّدة بالذكاء الاصطناعي على «تيك توك» تدعو حيوانات أخرى لتناول العشاء، لتجد لنفسها وجبة لذلك اليوم.

في الوقت نفسه، يساعد الذكاء الاصطناعي شركات الإنتاج على تصميم نكهات مُخصصة. وتتتبع فرشاة أسنان «أورال- بي» المُدعمة بالذكاء الاصطناعي عادات تنظيف الأسنان، وتُقدم ملاحظات فورية. أما تطبيق «CatsMe!» فيستخدم الذكاء الاصطناعي لمسح الصور وإخبار أصحابها بمشاعر قططهم الحقيقية.

هذا ليس كل شيء بالطبع، فعالم الذكاء الاصطناعي غني بالإمكانات.

استخدامات ذكاء اصطناعي غير متوقعة

إليكم 5 من أكثر الاستخدامات الحالية غير المتوقعة لهذه التقنية:

- روبوت المغازلة «فليرتبوت» (flirtbot) من «تندر» (Tinder) المدعوم بالذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى مساعدتك في الاستعداد لموعدك.

وقد تعاونت Tinder (MTCH) «تندر» مع شركة «أوبن إيه آي» أخيراً لإطلاق «روبوت المغازلة» هذا، وهو عبارة عن مُحاكٍ (نظام محاكاة) للمواعدة يُسمى «لعبة اللعبة» (The Game Game) الذي يستخدم واجهة برمجة التطبيقات الفورية الخاصة بشركة الذكاء الاصطناعي، لتمكين المستخدمين من ممارسة المغازلة. تستخدم الواجهة تقنية تحويل الكلام «لإنشاء أصوات وسيناريوهات مضحكة للغاية، ما يُخفف الضغط ويُسهِّل اختبار لعبتك دون تفكير مُفرط»، وفقاً لموقع المنتج.

وصرحت هيلاري باين، نائبة رئيس «تندر» للمنتجات والنمو والإيرادات، لـ«بلومبرغ»: «الهدف هو منح المستخدمين مساحة ممتعة وخالية من الأحكام للتجربة، وربما بناء القليل من الثقة قبل الدخول في محادثات واقعية».

- روبوت محادثة يتحدث بلهجة جيل «زد»: تسعى إحدى الشركات المالية إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة جيل «زد» (المولودون من منتصف التسعينات في القرن الماضي إلى أواخرها بوصفها بداية سنوات ميلاد لهذا الجيل، وأوائل عام 2010 بوصفها سنوات ميلاد نهائية) على الاستثمار دون تحديد سقف.

أطلقت «آرتا فاينانس» (Arta Finance) وهي شركة ناشئة لإدارة الثروات، مساعداً ذكياً بالذكاء الاصطناعي، تقول الشركة إنه قادر على تقديم نصائح مالية في المحادثات الشفهية بأي لهجة أو لغة عامية. وهو يقول عبارات مثل: «سأحلل خطتك الاستثمارية الآن»، و«دون تحديد سقف، محفظتك رائعة!».

إنتاج روايات رومانسية

- منصة نشر رقمية لإنتاج روايات رومانسية: تسعى «إنكيت» (Inkitt) إلى مساعدة صناعة النشر على تجاوز هذه المرحلة. وتستخدم الشركة الناشئة التي تُتيح للكُتاب نشر كتبهم بأنفسهم، الذكاء الاصطناعي في بعض الاستخدامات الأكثر توقعاً، مثل التحرير، وتحليل التوجهات، وتقديم ملاحظات القراء. ولكنها تستخدم أيضاً الذكاء الاصطناعي لاقتراح تطورات الحبكة، وتخصيص المخطوطات من خلال تعديل سمات الشخصيات ونقاط الحبكة لتناسب جماهير متنوعة. كما تتيح للكُتَّاب استخدام نماذج لغوية واسعة النطاق لكتبها، وهي روايات رومانسية في المقام الأول.

وربما ستخوض الشركة غمار الكتب الصوتية والمحتوى التلفزيوني المُولَّد بالذكاء الاصطناعي والمستند إلى الكتب على منصتها. في الوقت نفسه، يُحسِّن تطبيق «Galatea» وهو التطبيق الشقيق لـ«إنكيت»، القصص الأكثر مبيعاً، باستخدام المؤثرات الصوتية والموسيقى واللمسية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويوفر ميزة قصص المعجبين المُولَّدة بالذكاء الاصطناعي.

عارضات أزياء «رقمية»

- توائم «إتش أند إم» الرقمية: أعلنت شركة «H&M» (متجر الأزياء بالتجزئة) عن خططها لاستخدام نسخ رقمية مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي لـ30 عارضة أزياء، في بعض منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي وحملاتها التسويقية. ستمتلك العارضات حقوق «توائمهن» وسيتمكنَّ من السماح لعلامات تجارية أخرى باستخدام صورهن. وأوضحت الشركة أن الصور ستحمل علامات مائية لتوضيح استخدام الذكاء الاصطناعي، وأن العارضات سيحصلن على تعويضات مقابل استخدام «توائمهن» بطريقة مماثلة للاتفاقيات الحالية.

عطور حسب الطلب

- عطر مُصمم بالذكاء الاصطناعي: تتجه صناعة العطور أيضاً نحو الذكاء الاصطناعي. في وقت سابق من هذا العام، أعلنت شركة العطور والنكهات الدولية «IFF» عن أداة مُدعمة بالذكاء الاصطناعي تُسمى «سينت تشات» (ScentChat) التي تستخدم الرسائل الفورية لتقديم ملاحظات آنية ورؤى نوعية لتوجيه عملية ابتكار العطور.

في الوقت نفسه، استخدم أحدث عطر من «توم فورد بيوتي» (Tom Ford Beauty) وهو عطر «Bois Pacifique» الذكاء الاصطناعي لإنشاء «خريطة لقيمة الرائحة» لمزج المكونات بما يتناسب مع مُلخص «ما هو مطلوب». وتعاونت شركة «آي بي إم» مع دار العطور الألمانية «Symrise» لتطوير تطبيق «Philyra» وهو ذكاء اصطناعي قادر على تصميم العطور.

* مجلة «كوارتز»، خدمات «تريبيون ميديا».