أكثر أعراض فيروس كورونا «المجهولة»... هضمية وليست تنفسية

وباء «فليرت» الصيفي يزداد انتشاراً

أكثر أعراض فيروس كورونا «المجهولة»... هضمية وليست تنفسية
TT

أكثر أعراض فيروس كورونا «المجهولة»... هضمية وليست تنفسية

أكثر أعراض فيروس كورونا «المجهولة»... هضمية وليست تنفسية

في يناير (كانون الثاني) عام 2020، وصل رجل أصبح معروفاً بوصفه أول مريض موثّق مصاب بـ«كوفيد - 19» في الولايات المتحدة، إلى عيادة الرعاية العاجلة. وكان اثنان من أعراضه، السعال والحمى، من بين الأعراض التي ستُعرف باسم «الأعراض اللافتة لفيروس كورونا». لكن المريض عانى أيضاً من يومين من الغثيان والقيء.

فيروس مثل قنبلة في الجسم

يربط كثير منا فيروس «كورونا» بمشكلات الجهاز التنفسي. لكن الدكتور بيتر تشين هونغ، اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا بسان فرنسيسكو، قال: «إن بعض الأشخاص الذين يصابون بالفيروس لا يعانون أبداً من التهاب الحلق أو السعال أو آلام الجسم. وينتهي الأمر ببعض الأشخاص إلى الشعور بأنهم مصابون بالتسمم الغذائي أكثر من أي شيء آخر».

وقال كين كادويل، أستاذ الطب بجامعة بنسلفانيا الذي يدرس كيفية تأثير «كوفيد» في الأمعاء، إن ذلك لأن فيروس كورونا «يشبه إلقاء قنبلة على جسمك. ستشعر بذلك في عديد من الأعضاء المختلفة، وليس فقط في الرئتين».

وباء «فليرت» الصيفي

مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس «كورونا»، وما يُسمى بـ«فليرت (FLiRT)»، يزيد انتشار وباء صيفي آخر.

رصد أعراض الفيروس الهضمية

إليك كيفية اكتشاف أعراض الجهاز الهضمي الأقل شهرة، ومعالجتها. التعرف على أعراض المعدة وحلها.

تظهر أعراض الجهاز الهضمي لدى بعض الأشخاص خلال الأيام القليلة الأولى من الإصابة، قبل أن يصابوا بالحمى والسعال. وقال تشين هونغ إن عديداً من الأشخاص الذين يعانون من أعراض المعدة فقط «لا يفكرون في الأمر على أنه كوفيد». وأضاف أن الإسهال هو أحد أعراض الجهاز الهضمي الشائعة المرتبطة بـ«كوفيد». يمكن أن يفقد الأشخاص أيضاً شهيتهم ويعانون من الغثيان وآلام البطن والقيء.

وقال الدكتور ديفي سميث، متخصص الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا، في سان دييغو: «إن فيروس كورونا لا يبدو كما هو في كل مرة تصاب فيها بالعدوى. قد تعاني من أعراض البرد والإنفلونزا خلال نوبة واحدة من الفيروس، ثم أعراض الجهاز الهضمي في المرة التالية».

«باكسلوفيد (Paxlovid)»، وهو دواء مضاد للفيروسات يقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة، يمكن أن يسبب الإسهال أيضاً.

تناول السوائل

يعد شرب الماء أمراً مهماً لأي شخص مصاب بفيروس «كورونا»، ولكن شرب كمية كافية من السوائل أمر بالغ الأهمية إذا كنت تعاني من الإسهال أو القيء. قالت الدكتورة أدرينا جيريك، متخصصة أمراض الجهاز الهضمي في كليفلاند كلينيك، إذا كنت تواجه صعوبة في الاحتفاظ بالطعام، فالتزم بالأطعمة الخفيفة مثل الخبز المحمص والموز. يمكن لأولئك الذين يتشاركون الحمّام اتخاذ خطوات لتجنب تلويث المنطقة بالجزيئات الفيروسية الموجودة في نفاياتك، مثل فتح نافذة لتحسين التهوية.

أعراض فيروس «كورونا» الأخرى

يبدو أن المتغيرات الأكثر شيوعاً المنتشرة حالياً تسبب الأعراض التي رأيناها نفسها في سلالات أخرى حديثة من الفيروس.

بالإضافة إلى التلبّك الهضمي، يصاب الأشخاص عادةً بالتهاب في الحلق، واحتقان وسيلان في الأنف، وآلام في الرأس والعضلات، وحمى أو قشعريرة، وسعال وتعب. وفي الحالات الشديدة، قد يجدون صعوبة في التنفس.

في حين أن بعض الأشخاص الذين يصابون بالمرض يفقدون حاسة التذوق أو الشم، فإن هذا العرض أصبح أقل شيوعاً الآن مما كان عليه في وقت سابق من الوباء.

يمكن أن تظهر أي من هذه الأعراض بعد أيام من قضاء الوقت مع شخص مصاب بالفيروس. وقال تشين هونغ، إذا كنت تعلم أنك تعرّضت للفيروس، فمن المهم مراقبة جميع الأعراض، بما في ذلك أعراض الجهاز الهضمي.

* خدمة «نيويورك تايمز».


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

توظيف الذكاء الاصطناعي لرصد تريليونات الفيروسات داخل الإنسان

العاثيات «ملتهمة البكتيريا»
العاثيات «ملتهمة البكتيريا»
TT

توظيف الذكاء الاصطناعي لرصد تريليونات الفيروسات داخل الإنسان

العاثيات «ملتهمة البكتيريا»
العاثيات «ملتهمة البكتيريا»

الفيروسات التي نعرفها بشكل أفضل هي تلك التي تجعلنا مرضى: فيروسات الإنفلونزا التي ترسلنا إلى الفراش، وفيروسات الجدري التي قد ترسلنا إلى القبر.

مليارات الفيروسات في أجسام الأصحاء

لكن الأشخاص الأصحاء يمتلئون بالفيروسات التي لا تجعلنا مرضى. يقدر العلماء أن عشرات المليارات من الفيروسات تعيش داخل أجسامنا، على الرغم من أنهم حددوا جزءاً ضئيلاً منها فقط. والغالبية العظمى حميدة، وقد يكون بعضها مفيداً، وهم لا يعرفون ذلك على وجه اليقين؛ لأن معظم ما يسمَّى «الفيروم البشري» human virome (مجموع كل الفيروسات داخل الجسم البشري) لا يزال لغزاً.

أبحاث جامعية مشتركة

هذا العام تتعاون 5 جامعات في مهمة غير مسبوقة لتحديد هذه الفيروسات؛ إذ سيجمع الباحثون عينات من اللعاب والبراز والدم والحليب، وعينات أخرى من آلاف المتطوعين. وسوف يقوم هذا الجهد الذي يستمر مدة 5 سنوات الذي يطلق عليه برنامج الفيروم البشري Human Virome Program، ودُعم بمبلغ 171 مليون دولار من التمويل الفيدرالي، بفحص العينات باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، على أمل التعرف على كيفية تأثير الفيروسات البشرية على صحتنا.

وقال فريدريك بوشمان، عالم الأحياء الدقيقة في جامعة بنسلفانيا، وأحد قادة البرنامج: «أعتقد أنه سينغمر في البيانات التي لدينا حتى الآن».

اكتشاف الفيروسات البشرية

ظهرت أولى التلميحات حول «الفيروم» البشري منذ أكثر من قرن من الزمان. فعند تحليل عينات البراز، اكتشف العلماء فيروسات تُعرف باسم العاثيات (phages) (فيروسات لاقمة للبكتيريا، أو «ملتهمة البكتيريا») التي يمكن أن تستهدف البكتيريا داخل الأمعاء. كما ظهرت العاثيات في الفم والرئتين والجلد.

اكتشف العلماء لاحقاً فيروسات تصيب خلايانا دون التسبب في أي أعراض رئيسة. على سبيل المثال: تصاب الغالبية العظمى من سكان العالم بفيروسات تضخم الخلايا التي يمكن أن تستعمر كل عضو تقريباً.

في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قادت طرق التسلسل الجيني الجديدة العلماء إلى العثور على مزيد من الفيروسات في اللعاب والدم والبراز. كما سمحت لهم التكنولوجيا بتقدير عدد الفيروسات في أجسامنا، من خلال حساب نسخ الجينات الفيروسية. واتضح أن كل غرام من البراز يحتوي على مليارات من العاثيات.

قد تحتوي أمعاء كل شخص على مئات أو حتى ألف نوع من العاثيات. ولكن عندما ينتقل علماء الأحياء من شخص إلى آخر، فإنهم سيجدون كثيراً من الأنواع الفيروسية في شخص واحد مفقودة من شخص آخر، حتى عندما يكون هؤلاء الأشخاص متزوجين. وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يدرسهم العلماء، اكتشفوا مزيداً من أنواع العاثيات.

عشرات ملايين العاثيات

قالت إيفلين أدريانسنز، عالمة الأحياء العاثية في معهد كوادرام في نورويتش بإنجلترا: «أتوقع وجود عشرات الملايين من الأنواع».

لقد تبين أن الفيروسات التي تصيب الخلايا البشرية متنوعة بشكل غير متوقع. ففي عام 1997، اكتشف باحثون في اليابان أثناء فحص دم أحد المرضى عائلة فيروسات جديدة تماماً، عُرفت باسم «الفيروسات الحلقية» anelloviruses. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، كشفت دراسة عن أكثر من 800 نوع جديد من الفيروسات الحلقية، ما يرفع العدد الإجمالي للأنواع المعروفة إلى أكثر من 6800 نوع.

تعريف الفيروس الحقيقي

تثير بعض الدراسات الحديثة حول الفيروم البشري تساؤلات حول التعريف الحقيقي للفيروس. يتكون الفيروس القياسي من غلاف بروتيني يحمل جينات مشفرة، إما في الحمض النووي ثنائي السلسلة، وإما الحمض النووي الريبي أحادي السلسلة؛ لكن العلماء يجدون أن أجسامنا هي أيضاً موطن لحلقات صغيرة للغاية من الحمض النووي الريبي العائم.

ولا يزال العلماء غير قادرين على رؤية كثير من الفيروسات البشرية. فالفيروسات صغيرة جداً لدرجة أنها يمكن أن تختبئ داخل الخلايا. ويمكن لبعضها حتى التسلل بجيناتها إلى الحمض النووي لخلية المضيف؛ حيث يمكنها الاختباء سنوات قبل التكاثر.

توظيف الذكاء الاصطناعي

وقالت الدكتورة بارديس سابيتي، عالمة الأحياء الحاسوبية في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد تي إتش تشان: «سيتعين علينا إيجاد أدوات جديدة تماماً للكشف عنها». وتعمل سابيتي وزملاؤها على تطوير نظام ذكاء اصطناعي، سيستخدمه برنامج الفيروسات البشرية لاكتشاف السمات الدقيقة للجينات الفيروسية.

سيحاول الباحثون بعد ذلك معرفة ما تفعله كل هذه الفيروسات داخل أجسامنا. كان العلماء يعاملون العاثيات تقليدياً على أنها مفترسات للبكتيريا، ويقتلونها بلا رحمة لصنع مزيد من النسخ منها. لكن التجارب الأخيرة تشير إلى علاقة أكثر تعقيداً.

وقال كولين هيل، عالم الأحياء الدقيقة في مركز أبحاث «APC Microbiome Ireland» في كورك: «إنهما ليسا في قتال حتى الموت، إنهما في شراكة». وعلى سبيل المثال، لا تقضي العاثيات في جسم الإنسان على البكتيريا المضيفة لها. وقد تستفيد البكتيريا من علاقاتها الودية مع العاثية، والتي يمكنها نقل الجينات من ميكروب مضيف إلى آخر، مما قد يعزز من بقائها.

قد تكون هذه الشراكة جيدة لصحتنا أيضاً؛ إذ تشير الدراسات الحديثة إلى أن العاثيات توزع جينات دفاعية يمكن لمضيفيها استخدامها لصد مسببات الأمراض الغازية. وقد تساعد الفيروسات المضخمة للخلايا في الدفاع عنا ضد سرطان الجلد.

دفاعات ضد السرطان

وقد وجد الدكتور شادمهر ديمهري، عالم المناعة السرطاني بجامعة هارفارد، وزملاؤه، أدلة على أن الفيروسات المضخمة للخلايا تصبح نشطة داخل خلايا الجلد التي تضررت بسبب الشمس. وتصنع الخلايا المصابة بروتينات فيروسية، تجذب انتباه الخلايا المناعية القريبة التي تهاجم الخلايا التالفة، وبالتالي قد تمنعها من التطور إلى السرطان.

أظهرت دراسات ديمهري أن فيروس الورم الحليمي البشري، أيضاً، يمكن أن يساعد في تدمير خلايا الجلد المعرضة لخطر إنتاج الورم. وقال ديمهري: «إنه تحول نموذجي في كيفية تفكيرنا في الفيروسات بشكل عام».

* خدمة «نيويورك تايمز».