«نظارات تلسكوبية حيوية» لمساعدة ضعاف البصر

تتيح لهم استعادة الرؤية المتدهورة

«نظارات تلسكوبية حيوية» لمساعدة ضعاف البصر
TT

«نظارات تلسكوبية حيوية» لمساعدة ضعاف البصر

«نظارات تلسكوبية حيوية» لمساعدة ضعاف البصر

تعمل أجهزة غير معروفة كثيراً، على تعزيز استعادة الرؤية للأشخاص الذين لا يمكن مساعدتهم بالنظارات العادية.

تدهور العصب البصري

في يوليو (تموز) 2021، عانى ديك بريمر مما شخصه الأطباء على أنه سكتة دماغية في العين، قائلين إن جسيماً صغيراً من الترسبات لا بد أنه منع تدفق الدم إلى العصب البصري في عين واحدة. وكان قد فقد قبل ذلك الرؤية في عينه الأخرى قبل عقود، بسبب ما قال الأطباء إنه تورم في العصب البصري.

بعد السكتة الدماغية، أصبح كل شيء ضبابياً. عندما ذهب مع زوجته بولي لرؤية أحفادهم يلعبون كرة القدم أو البيسبول، لم يتمكن من متابعة المباريات لأنه لم يتمكن من رؤية الكرة.

بحثت عائلة برمير في كل مكان عن شيء قد يساعد. ذهبت إلى المتاجر التي تلبي احتياجات المستهلكين ضعاف البصر، لكنهم وجدوا أن معظم المنتجات كانت عبارة عن أدوات لمساعدة الأشخاص على العمل بشكل أفضل دون بصرهم، وليس تحسين وضوحه. ثم حدث أن أخبرهم أحد الأصدقاء عن وجود نظارات لحالات ضعف الرؤية.

نظارات «تلسكوبية حيوية»

وقد كتبت كايتي ريد في «ستار تريبيون» أن اختصاصي فحص النظر كريس بالمر، أسس عيادة للأجهزة التي يمكن أن تساعد في تحسين رؤية الناس عندما تعجز النظارات الأخرى عن ذلك. وقام الطبيب بالمر بتزويد بريمر بالأجهزة التي تشبه المناظير المصغرة أو التلسكوبات المثبتة على النظارات العادية. وبعد أن جرب بريمر واحدة منها رأى فجأة زوجته بوضوح لأول مرة منذ إصابته بالسكتة الدماغية. وقال: «أستطيع رؤيتها! أستطيع رؤية وجهها! إنها ترتدي قلادة!».

وعلق بالمر أن الأجهزة، التي تسمى النظارات التلسكوبية الحيوية bioptic telescopic glasses، يمكن أن تساعد المرضى على استئناف القراءة، والتعرف على الوجوه في الغرفة، ومشاهدة التلفزيون، ولعب الورق، وحتى القيادة في بعض الحالات. ولكن لأسباب لا يبدو أن أحداً قادر على تفسيرها، لم يسمع بها سوى عدد قليل من الناس.

كثير من الناس لا يعرفون عنها

وقال سكوت بيترسون، طبيب العيون في كون رابيدز، الذي يحيل المرضى إلى بالمر: «إنها (النظارات) لا تستخدم على نطاق واسع. ولسوء الحظ فإن بعض الناس لا يعرفون أن اختصاصي فحص النظر مثل الدكتور بالمر موجودون، أو أنهم يجدون صعوبة في العثور عليهم».

من جهته، قال بالمر إن أطباء العيون «لا يقومون بعمل رائع» في إحالة المرضى الذين قد يستفيدون من هذه النظارات إنه غير متأكد من السبب. «تقريباً كل مريض نتحدث إليه لديه الأسئلة نفسها: لماذا لم يخبرني طبيبي؟ لماذا لم أسمع عن هذا من قبل؟».

مناظير فوق النظارات

وأضاف بالمر، المتخصص في هذا المجال منذ عام 2008، إن النظارات التلسكوبية هي في الأساس مناظير يتم تثبيتها على النظارات وتكبير الصور بحيث تبدو الأشياء أكبر وأقرب وأكثر وضوحاً. وهي تشبه العدسات المكبرة لصائغي المجوهرات.

وتابع بالمر: «إن الأمر يشبه وجود تلسكوب مصغر أو منظار مصغر داخل زوج من النظارات... إنهما عدستان فرديتان تنظر من خلالهما»، يمكن تعديل مواقعهما حسب الحاجة.

وتعدُّ التلسكوبات الحيوية مفيدة للأشخاص الذين يعانون من أمراض العين - بما في ذلك التنكّس البقعي macular degeneration، والمهق العيني ocular albinism، ومرض ستارغاردت Stargardt disease، والزرق glaucoma، واعتلال الشبكية السكري diabetic retinopathy، وضمور المخروط العصوي (حثل المخروطية) rod cone dystrophy - التي يمكن أن تقلل الرؤية إلى مستويات منخفضة للغاية بحيث لا يمكن الاستفادة من النظارات والعدسات اللاصقة العادية.

إلا أن د. سكوت بيترسون أشار إلى أن هذه الأجهزة لن تساعد كل من يعاني من مشكلات في العين، «ولكن في كثير من الحالات يمكن للناس استعادة مستوى معين من الاستقلالية والقراءة والقدرة على أداء المهام في جميع أنحاء المنزل».

أسعار باهظة

وقال بالمر إن السبب الآخر لعدم استخدامها على نطاق واسع هو أنها باهظة الثمن ولا يغطيها التأمين بشكل عام. ومرة أخرى، يمكن أن تكون المعينات السمعية - وهي منتج مماثل في العديد من النواحي - باهظة الثمن وغالباً لا يتم تغطيتها أيضاً، ولكن معظم الناس يعرفون عنها.

وقد دفع برمير 5 آلاف دولار مقابل النظارات - 2500 دولار للقطعة الواحدة... واحدة للمسافة وواحدة للتقريب. بالنسبة له، كانت التكلفة تستحق العناء. لقد عاد إلى القيام بمعظم الأشياء التي كان يستطيع القيام بها دائماً، مثل رؤية الطيور ونتائج مباريات كرة القدم ووجه زوجته. إلا أنه لا يقود السيارة، لأنه على الرغم من قدرته على رؤية الطريق، فإنه أحياناً لا يلحظ الأشياء التي تظهر فجأة. وقال: «لا يزال بإمكاني المشي بشكل لائق، علي فقط أن أعرف نوعاً ما أين أنا... إذا كنت أسير في وسط المدينة، على سبيل المثال، يجب أن أكون على دراية بالحواجز والأسطح غير المستوية».

خدمات صحية لضعاف البصر

قالت المديرة ناتاشا جيردي إن برنامج خدمات ولاية مينيسوتا لإعادة التأهيل المهني للمكفوفين يقدم تلسكوبات بصرية من بين عدد من الأجهزة التي يوفرها لمساعدة الأشخاص ضعاف البصر (إلى جانب أجهزة التلفاز ذات الدوائر المغلقة وتطبيقات وبرامج التكبير والنظارات المتخصصة وما إلى ذلك). وقال جيردي إن البرنامج يوفر أحياناً الأجهزة مجاناً، من بين منتجات الرؤية الأخرى.

ولكن نظراً لأنه برنامج عمل، فيجب أن تكون هناك حاجة إلى العناصر كجزء من خطة للحصول على وظيفة أو الاحتفاظ بها أو التقدم في الحياة المهنية. وقالت: «لم نقم بشراء الكثير من هذه الأجهزة. ولكن كانت هناك بعض المواقف الفريدة والفردية حيث كان الشخص بحاجة إلى ذلك، لذلك تمكنا من شرائه له».

* «ستار تريبيون»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

فيديوهات «شورتس» من «يوتيوب» ستصل إلى 3 دقائق في 15 أكتوبر

تكنولوجيا تعكس هذه التحسينات التزام «يوتيوب» بالتطور مع مستخدميه وتقديم أدوات تلهم عملياتهم الإبداعية (أدوبي)

فيديوهات «شورتس» من «يوتيوب» ستصل إلى 3 دقائق في 15 أكتوبر

«يوتيوب» يوسّع نطاق «شورتس» بميزات جديدة مثيرة للمبدعين والمشاهدين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تطرح «أوبن أيه آي» برنامج «كانفاس» كمساعد رقمي يفهم سياق مشروعك بالكامل (شاترستوك)

تعرف على «كانفاس»... الواجهة التعاونية الجديدة لـ«تشات جي بي تي»

يوفر «كانفاس» أدوات لصقل القواعد النحوية، وتعزيز الوضوح، وضمان الاتساق.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب» العالمي في نسخته الماضية (الشرق الأوسط)

الرياض تجمع المبتكرين لتوظيف الذكاء الاصطناعي في المشروعات العقارية

من المقرر أن يجمع معرض «سيتي سكيب» العالمي، الذي سيقام من 11 إلى 14 نوفمبر المقبل، في العاصمة السعودية الرياض، أبرز خبراء المستقبل والمبتكرين.

بندر مسلم (الرياض)
تكنولوجيا على غرار الميزات المتوفرة عبر منصات مثل «زووم» يقدم «واتساب» خياري «اللمسات الأخيرة» و«الإضاءة المنخفضة» (واتساب)

ميزات جديدة من «واتساب» لتحسين جودة الاتصال عبر الفيديو

يكثف «واتساب»، الذي يُعد أكبر تطبيق مراسلة في العالم، مع أكثر من ملياري مستخدم عبر 180 دولة، جهوده لإثراء تجربة المستخدم في مجال مؤتمرات الفيديو.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تقدم الميزة عشرة خيارات صوتية مختلفة حصرياً للمستخدمين الذين يدفعون اشتراكاً في الخدمة (شاترستوك)

​«جيمناي لايف» من «غوغل» متاح مجاناً لمستخدمي «آندرويد» بالإنجليزية

كانت الميزة حصرية لمشتركي «جيمناي أدفانسد» (Gemini Advanced) بتكلفة 20 دولاراً شهرياً

نسيم رمضان (لندن)

آفاق توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالس إدارة الشركات

آفاق توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالس إدارة الشركات
TT

آفاق توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالس إدارة الشركات

آفاق توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالس إدارة الشركات

يوضح أحد المسؤولين التنفيذيين في «غولدمان ساكس»، من أشهر المؤسسات المصرفيَّة في الولايات المتَّحدة والعالم، كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالس إدارة الشركات.

لقد شهدنا مع تطور ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي ظهور تطبيقاته المتنوعة مثل «مساعد الذكاء الاصطناعي AIcopilot»، و«زملاء فريق الذكاء الاصطناعي AI teammates»، بل وحتى مساعد ذكي أطلق عليه «الرؤساء التنفيذيون بدوام جزئي في مجال الذكاء الاصطناعي» part - time AI CEOs!.

الذكاء الاصطناعي يخترق نسيج المؤسسات

إن هذا الاختراق المتزايد للذكاء الاصطناعي في نسيج مؤسساتنا التجارية يثير التساؤل حول متى سنرى الذكاء الاصطناعي يؤسس وجوداً في مجالس إدارة الشركات. وفي حين أنه من الصعب تخيل عالم يحل فيه الذكاء الاصطناعي محل أعضاء مجلس الإدارة من البشر بشكل كامل، يبدو من الواضح أن الأدوات التي يدعمها الذكاء الاصطناعي ستؤثر على مستقبل مجالس إدارة الشركات.

«متفرج محايد غير عاطفي»

وكتب جورج سي لي (*) الرئيس المشارك لمعهد غولدمان ساكس العالمي أنه يعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تنمية ثقافة المساءلة والصراحة والحوكمة الفعالة. وهنا السبب:

* الذكاء الاصطناعي كمتفرج محايد. زعم زميلي ماركو أرجنتي أخيراً أن المزيد من الطلاب في عصر الذكاء الاصطناعي يحتاجون إلى دراسة الفلسفة. ومن بين الأعمال التي ينبغي لهم أن يطلعوا عليها كتاب آدم سميث الأقل شهرة «نظرية المشاعر الأخلاقية». وكان سميث كتب عن مفهوم «المتفرج المحايد»، وهو مراقب افتراضي مطلع يصفه بأنه «العقل والمبدأ والضمير... الرجل الداخلي، القاضي العظيم والمحكم لسلوكنا»... إنه مراقب موثوق به وموضوعي، ومحامي الشيطان، وصوت العقل.

قد يكون الذكاء الاصطناعي قادراً بشكل فريد على الوفاء بهذا الدور المنطقي غير العاطفي، بما في ذلك داخل قاعات مجالس إدارة الشركات. يفكر في مسؤوليات أعضاء مجلس إدارة الشركات - الإشراف الواسع، وضمان الحوكمة السليمة، والولاء.

شراكة ذكية لوزن الأدلة المتضاربة

إن هذه الالتزامات تتطلب تجميع كميات هائلة من المعلومات، والقدرة على وزن الأدلة المتضاربة، وطرح أسئلة صعبة، وتقديم التوجيه في بيئات معقدة. وقد أصبحت الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي اليوم قادرة بشكل متزايد على الوفاء بهذه الأدوار وإضافة «صوتها» إلى مداولات مجلس الإدارة. ويضيف جورج سي لي أنه يدرك أن فكرة إدخال الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي إلى قاعة مجلس إدارة الشركة قد تبدو متناقضة، حيث تتألف المجالس من أفراد من ذوي الخبرة والخبرة المحددة ذات الصلة – أي نوع الأشخاص الذين قد تعتقد أنهم لا يمكن استبدال الآلات بهم.

ولكن، قد يكون من الأفضل التفكير في الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً لهذه القدرات، ولكن أداة لتعزيزها، وتمكين المجالس من أداء مسؤولياتها بمساعدة شريك لا يعرف الكلل وحريص وغير عاطفي.

يمكن أن تتخذ هذه الشراكة أشكالاً عديدة. تخيل تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية تجاه بعض التحديات الأكثر صعوبة التي تواجهها مجالس الإدارة اليوم، أولاً من خلال تنويع الرؤى التي يمكن لأي مجلس الوصول إليها. قد يستلزم هذا نظاماً يعمل بالذكاء الاصطناعي ويستند إلى الحقائق البارزة المحيطة بأي مسألة معينة تتعلق بالمجلس أو قرار تجاري، والذي يمكنه تحليل اتجاهات السوق ومراجعات العملاء والديناميكيات التنافسية في دقائق.

إن مثل هذه الأداة قادرة على توسيع سياق أي مناقشة، وتقديم رؤى جديدة، وربط النقاط عبر تحليلات السيناريوهات المعقدة - والقيام بذلك دون قيود بشرية من التذكر المحدود. يمكن لهذه القدرة أن تزود أعضاء مجلس الإدارة برؤى مدفوعة بالبيانات من شأنها أن تساعد في اتخاذ قرارات أكثر موضوعية تستند إلى الأدلة، بدلاً من الحدس أو وجهات النظر الجزئية.

طرح أسئلة جديدة يثري المؤسسات

* طرح أسئلة جديدة. يمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أيضاً توسيع محيط وعي مجالس الإدارة، وطرح أسئلة لم تكن تعلم أنها بحاجة إلى طرحها. يمكن أن يعمل اتساع ونطاق الذكاء الاصطناعي المضبوط جيداً على إثراء مناقشات مجلس الإدارة من خلال طرح مجموعة واسعة من الأسئلة التي تساعد في تعزيز الرقابة واختبار القرارات.

وبينما يجلب أعضاء مجلس الإدارة من البشر مجموعة من الخبرات والرؤى، فإن تعقيدات بيئة اليوم تتطلب خبرة واسعة وعميقة. وهنا يمكن للذكاء الاصطناعي دمج مجموعة واسعة من المعرفة وطرح أسئلة مهمة تساعد في تحديد المخاطر الجديدة وتوسيع نطاق القضايا التي يجب مراعاتها.

تحدي الميول والحساسيات البشرية

هناك أيضاً ميول بشرية طبيعية، مثل ديناميكيات القوة الشخصية، والتي تمنع أحياناً ظهور رؤى جديدة أو طرح أسئلة جديدة. بالنسبة لمجالس الإدارات، يمكن لديناميكيات القوة هذه أن تخنق المناقشة، حيث غالباً ما تتحدى طبيعة بعض العلاقات الإنسانية غير المريحة أعضاء مجلس الإدارة في أداء واجباتهم في الصراحة.

كما يمكن للحساسيات الشخصية، والممارسات الدقيقة للسلطة، ودرجات متفاوتة من الحيازة والخبرة أن تمنع المناقشة المباشرة والموضوعية. يمكن للذكاء الاصطناعي، غير المثقل بهذه التأثيرات الطبيعية، أن يساعد في ضمان التعبير عن «المخاوف غير المعلنة».

تخطيط لأحوال غير متوقعة

* التخطيط للأمور غير المتوقعة. يمكن للأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تساعد مجالس الإدارات في التخطيط للأمور غير المتوقعة.

عندما سُئل هارولد ماكميلان (رئيس الوزراء البريطاني الأسبق - المحرر) عن أصعب جزء في كونه رئيساً للوزراء، أجاب، «الأحداث، يا عزيزي، الأحداث».

في هذا العقد، واجهت الشركات سلسلة من الأحداث التي كان من الصعب تخيلها ذات يوم. على سبيل المثال، جائحة وظهور الذكاء الاصطناعي. ولمساعدتهم في الاستعداد لمستقبل غير مؤكد، يمكن لمجالس الإدارة أن تفكر في استخدام أدوات تخطيط السيناريوهات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لمساعدتهم على اجتياز تعقيدات العمليات العالمية.

يمكن للنظام المدعوم بالذكاء الاصطناعي محاكاة تأثير التغيرات السياسية، أو اضطرابات سلسلة التوريد، أو الابتكارات التكنولوجية على عمليات الشركة. من خلال طرح أسئلة حاسمة مثل «إذا حدث هذا، فماذا بعد؟»، أو «ما هي المخاطر التي لم نفكر فيها بعد؟»، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة مجالس الإدارة في إجراء تقييمات ديناميكية للمخاطر وإنشاء استراتيجيات بديلة.

قيود الهلوسة

* حدود التطور وآفاقه. الذكاء الاصطناعي اليوم بعيد كل البعد عن الكمال، ولا بد من مراعاة مجموعة واسعة من الاعتبارات قبل تقديم نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى مجلس الإدارة. فهناك قيود على هذه التكنولوجيا، بما في ذلك الهلوسة، والافتقار إلى القدرة على التفسير، والميل إلى تقليد التحيزات البشرية الأخرى المعبر عنها في بيانات التدريب.

رفيق وليس عضواً كاملاً في المجلس

وينبغي لهذه العوامل أن تدفع أعضاء مجلس الإدارة إلى النظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره رفيقاً لمجلس الإدارة، وليس كأعضاء مصوتين أو مفكرين مستقلين، وكذلك معالجة مدخلات ومخرجات الذكاء الاصطناعي بفهم صحي لحدودها الحالية والحاجة إلى التحسينات المستمرة.

ويقع على عاتق مجالس الإدارة التأكد من تقييم وتنفيذ الحواجز والآليات المناسبة حتى تتمكن من الاستفادة بأمان من قدرات الذكاء الاصطناعي. ولا ​​تغير هذه العيوب حقيقة مفادها بأن جزءاً من واجب مجلس الإدارة هو تسخير الابتكار لصالح الشركة ومساهميها.

وتتمثل مسؤولية أخرى بالغة الأهمية تقع على عاتق مجالس الإدارة في التعرف على السياق الذي تعمل فيه شركاتهم والتكيف مع التغيرات. ففي الشركات الأميركية، هناك حاجة إلى مثل هذه القدرة على التكيف الآن أكثر من أي وقت مضى، حيث تتعامل مجالس الإدارة مع بيئة الأعمال المعقدة والمتغيرة اليوم، وتتنقل بين الحقائق الاقتصادية والجيوسياسية والاجتماعية والتكنولوجية المتطورة.

إن مهمة أفراد مجالس الإدارة هي رسم طريق للمضي قدماً لشركاتهم. وقد توفر الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي نفس النوع من المتفرج المحايد ووجهات النظر الجديدة التي كتب عنها سميث منذ أكثر من 200 عام.

وبذا يمكن للبشر والآلات، بالعمل معاً، تحويل المفهوم الفلسفي إلى حقيقة.

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»