في مساعٍ رائدة مدعومة من حكومة المملكة المتحدة، يقود معهد تكنولوجيا الطيران مشروعاً لتطوير طائرة ثورية اسمها «فلاي زيرو (FlyZero)» مصمّمة للطيران في جميع أنحاء الكوكب من دون الحاجة إلى إعادة تعبئة الوقود. ويكمن سرّ عملها في حلّ ذكي: استخدام الهيدروجين السائل لتزويدها بالطاقة.
تنبع قدرات «فلاي زيرو» من تصميمها الاستثنائي المبتكر الذي يضمّ 4 خزانات مصنوعة خصيصاً لتخزين الهيدروجين السائل بدرجة حرارة قصوى، ويتمركّز الخزانان الكبيران في الخلف، والخزانان الصغيران في مقدّمة الطائرة.
يبلغ امتداد الجناح 54 متراً، أي أكبر بمرّتين من المسافة الفاصلة بين جناحي «بوينغ 737»، وتضمّ 279 مقعداً، وفق موقع «إمباكت لاب». وتتطلّب طبيعة «فلاي زيرو» الطموحة تكلفة هائلة، ولكنّ تمويل هذه المحاولة الثورية لا يزال محدوداً. فعلى الرغم من حصول معهد تكنولوجيا الطيران على 2.6 مليار دولار من التمويل، ذهبت حصّة متواضعة جداً منه لبرنامج «فلاي زيرو»، ما لا يزيد على 20 مليون دولار تقريباً حتّى اليوم، أي رقم صغير جداً في عالم تطوير الطائرات.
لم يعلن المشروع موعد تسليم محدّداً، ولكنّ الهدف الأساسي منه هو امتلاك طائرة «فلاي زيرو» عاملة بالهيدروجين وجاهزة للعمل بحلول العقد المقبل. ويتماشى هذا الإطار الزمني مع خطط شركات طيران كثيرة، ومنها «إيرباص»؛ لطرح طائراتها الخاصة العاملة بالهيدروجين في السوق في عام 2035.
مع تقدّمها في مرحلة التطوير، تقف «فلاي زيرو» شاهداً على قدرات الطيران العامل بالهيدروجين، وتشكّل خطوة محورية نحو السفر الجويّ المستدام.