علماء يبحثون ضرب الكويكبات التي تشكل تهديداً للأرض بقنبلة نووية

احتمال حدوث اصطدام خطير لكويكب بالأرض منخفض (رويترز)
احتمال حدوث اصطدام خطير لكويكب بالأرض منخفض (رويترز)
TT
20

علماء يبحثون ضرب الكويكبات التي تشكل تهديداً للأرض بقنبلة نووية

احتمال حدوث اصطدام خطير لكويكب بالأرض منخفض (رويترز)
احتمال حدوث اصطدام خطير لكويكب بالأرض منخفض (رويترز)

بحثت دراسة علمية جديدة إمكانية إطلاق قنبلة نووية «لملايين الأميال» في الفضاء؛ لمنع الكويكبات الخطيرة من تدمير الأرض.

ووفق صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد طوَّر الباحثون، في مختبر لورانس ليفرمور الوطني، أداة نمذجة لإجراء عمليات محاكاة متعددة ومتطورة لبحث وتقييم مدى نجاح هذا الاحتمال.

وقالت ماري بوركي، التي قادت فريق الدراسة: «إذا جرى تحذيرنا باحتمالية إصابة كويكب للأرض قبلها بوقت كاف، فمن المحتمل أن نطلق قنبلة نووية، ونرسلها على بُعد ملايين الأميال إلى هذا الكويكب».

وأوضحت بوركي أن القنبلة النووية حين تصل إلى الكويكب، سيقوم العلماء بتفجيرها لتدمر الكويكب وتدفع شظاياه لمسافة بعيدة عن الأرض.

وقالت الدكتورة ميغان بروك سيال، التي شاركت أيضاً في البحث: «إذا تأكّدنا من وجود تهديد حقيقي ضد الأرض من أي كويكب، فإن أداة النمذجة الخاصة بنا ستساعد على التصدي لهذا التهديد».

وأضافت: «على الرغم من أن احتمال حدوث اصطدام خطير لكويكب بالأرض منخفض، فإن العواقب المحتملة قد تكون مدمّرة».

لكن هناك مخاطر مرتبطة بإطلاق قنبلة نووية على كويكب. وقال الدكتور باتريك ميشيل، الخبير في الكويكبات، لصحيفة «نيويورك تايمز»، في وقت سابق، إن قطع الكويكب المنفجر قد تكون كبيرة بما يكفي لإيذاء الأرض.

وأضاف: «إذا أخطأتُ في حساب الطاقة التي تحتاج إليها لتدميرها، فقد يتشكل كثير من الشظايا التي ستضرُّ كوكبنا بالنهاية».

يُذكر أن هناك دراسة أُجريت، في عام 2019، بواسطة علماء من قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة جونز هوبكنز بولاية ميريلاند الأميركية، وأكدت أن محاولة تدمير الكويكبات بالقنابل النووية تتسبب في تحطيم أجزاء منها، إلا أن هذه الأجزاء سرعان ما تعود إلى حالتها الطبيعية مرة أخرى.

وقال الدكتور تشارلز ألمير، الذي قاد فريق هذه الدراسة: «كان السؤال الذي طرحناه في بداية دراستنا هو: ما مقدار الطاقة المطلوب لتحطيم الكويكبات؟ ولطالما اعتقدنا أنه كلما كبر الجسم كان من السهل كسره؛ لأن الكائنات الأكبر تكون أكثر عرضة للعيوب، لكن نتائجنا تشير إلى أن الكويكبات أقوى مما كنا نعتقد، وأننا بحاجة إلى طاقة أكبر بكثير مما اعتقدنا من قبل لتدميرها بالكامل».

وأشار ألمير إلى أنهم أجروا تجربة محاكاة لاستهداف كويكب بصاروخ نووي فوجدوا أنه في المرحلة الأولى من ضرب الكويكب بصاروخ نووي، تحطم الكويكب إلى ملايين الأجزاء والقِطع الصخرية، إلا أنه في المرحلة الثانية ظلت نواة الكويكب متماسكة، وقامت بجذب الأجزاء الصخرية المحطمة إليها من جديد.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ أعضاء البعثة الفضائية وهم يودعون قبل انطلاق مركبة الفضاء «سويوز إم إس-27» من منصة الإطلاق في قاعدة بايكونور الفضائية الروسية المستأجرة في كازاخستان إلى محطة الفضاء الدولية (أ.ب)

انطلاق مركبة «سويوز إم إس-27» حاملة إلى محطة الفضاء طاقماً يضم روسيَّيْن وأميركياً

انطلقت، اليوم (الثلاثاء)، من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان مركبة من نوع «سويوز» حاملة إلى محطة الفضاء الدولية رائدَيْن روسيَّيْن وثالثاً أميركياً.

«الشرق الأوسط» (الماتي (كازاخستان))
يوميات الشرق القمر يتحرك ببطء شديد مبتعداً عن الأرض (ناسا)

الأرض على موعد مع تغييرات صادمة في الزمن

يتحرك القمر ببطءٍ شديد، بعيداً عن الأرض، مما سيؤثر يوماً ما على الزمن، كما نعرفه. أما سبب ابتعاده التدريجي عن كوكبنا، فيعود إلى الجاذبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم التقطت  "بلو غوست" ا صورة ذاتية لنفسها مع وجود كوكب الأرض في الخلفية

استكشاف القمر.. كنز بيانات حديثة في متناول العلماء

أسفر نجاح سفينة شركة «فايرفلاي إيروسبيس» في الهبوط على سطح القمر عن كنز من البيانات التي سوف يبحث فيها العلماء لسنوات. رهانات «ناسا»: خيبة ونجاح لقد راهنت…

كينيث تشانغ (نيويورك)
يوميات الشرق علماء يشتهون هذا الاصطدام (ناسا)

كويكب «مُدمِّر للمدن» في مسار تصادمي مُحتَمل مع القمر

توقّعت التقديرات أن يؤدّي الاصطدام إلى تدمير المنشآت على بُعد 80 كيلومتراً من منطقة الاصطدام...

«الشرق الأوسط» (لندن)

​«الشمس الطائرة»... مسيّرة تحول سماء الليل المظلمة إلى نهار

​«الشمس الطائرة»... مسيّرة تحول سماء الليل المظلمة إلى نهار
TT
20

​«الشمس الطائرة»... مسيّرة تحول سماء الليل المظلمة إلى نهار

​«الشمس الطائرة»... مسيّرة تحول سماء الليل المظلمة إلى نهار

طائرة «فلاينغ صن 1000» Flying Sun 1000 هي بالضبط ما يوحي به اسمها (الشمس الطائرة)، فهي مصدر ضوء قوي للغاية، يحلّق في الجو. ومع أنها ليست بقوة الشمس، ولكنها مزودة بمصدر ضوء قوي بقوة 3333 واط - ما يعادل مصباحاً ضوئياً تقليدياً في ملعب - يكفي لتحويل الليل إلى نهار في لحظة واحدة.

إضاءة صناعية للبناء ومناطق الكوارث

تستهدف هذه الطائرة المسيرة المستخدمين التجاريين والحكوميين للنشر السريع لتقنيات الإضاءة الصناعية، مثل أعمال البناء والهندسة، وأمن المناطق، وجهود الإغاثة من الكوارث التي تتطلب تشغيلاً على مدار الساعة. يمكن لمشغل واحد نشر «الشمس الطائرة» في دقائق، لإضاءة مساحة تصل إلى 130000 قدم مربعة (12077 متراً مربعاً) على الفور.

ووفقاً للشركة المصنعة، فري فلاي سيستمز، تحل الطائرة المسيرة مشكلة فجوات تغطية أبراج الإضاءة التقليدية، للمساحات المطلوبة للإضاءة. ذلك أن كشاف الإضاءة المثبت على الطائرة من دون طيار يمكن تحريكه، ولذا فإنه يوفر إضاءة جوية مستمرة تتحرك مع فرق العمل والإنقاذ أثناء تقدمهم في المنطقة.

... ولاستوديوهات الأفلام

علاوة على ذلك، من خلال الاستغناء عن تركيبات مكثفة للأبراج والكابلات على الأرض، تتجنب «فلاينغ صن» المخاطر في مناطق الكوارث، حيث غالباً ما تكون هناك فيضانات ومخاطر كهربائية محتملة أخرى.

وتشير الشركة أيضاً إلى استخدام أقل أهمية، ولكنه قد يُحدث نقلة نوعية: إضاءة إنتاجات الأفلام والتلفزيون، التي يمكن أن تستفيد من قدرة الطائرة من دون طيار على «تحويل الليل إلى نهار» في زمن يسير.

تحليق متواصل... ورخيص

ربما لا يبدو أن كشاف الإضاءة سيغير قواعد اللعبة في هذه الصناعات. ففي النهاية، يمكنك إضاءة الأرض باستخدام طائرة هليكوبتر وكشاف إضاءة. لكن تكاليف المروحيات باهظة، وهي تُصدر ضوضاءً ورياحاً عاتية (ناهيك عن محدودية وقت تشغيلها).

وبالمقابل يمكن لـ«الشمس الطائرة» أن تطير مربوطة بمصدر طاقة أرضي - سواء كان مولداً كهربائياً بقوة 5 كيلوواط أو بطاريات أو مركبة كهربائية - ما يسمح لها بالطيران إلى الأبد تقريباً.

وهذه الطاقة الهائلة المنبعثة من الطائرة تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة مصابيح الطائرة المسيرة. وتقول شركة «فري فلاي» إنها صممت نظاماً يُبقي ألواح إضاءة إل إي دي LED باردة بفضل تشغيل الطائرة المسيرة نفسها.

نظام «ساطع»

يتكون النظام من أربعة ألواح من 72 مصباح إل إي دي مثبتة على طائرة رباعية المراوح من طراز «ألتا إكس» الثقيلة، وهي منصة طائرات مسيرة صناعية من إنتاج «فري فلاي سيستمز». ويمكن لما مجموعه 288 مصباحاً عالي الطاقة توليد 300 لومن مذهلة، وهو مقدار نموذجي لمصابيح إل إي دي الحديثة المستخدمة في ملاعب كرة القدم، أو ملاعب البيسبول، أو قاعات الحفلات الموسيقية الكبيرة.

وتوفر مجموعة المصابيح هذه ضوءاً كشافاً بزاوية 60 درجة، ما يترجم إلى منطقة تغطية واسعة حتى على ارتفاعات منخفضة. إذ إنه على ارتفاع نحو 100 قدم، يغطي النظام ما يقرب من 14000 قدم مربعة وهي الإضاءة النموذجية لممر أو موقف سيارات في مركز تجاري. وهذه كثافة كافية للعمل بسلاسة كما لو كان في ضوء النهار.

مع ارتفاع الطائرة من دون طيار، تتسع منطقة التغطية. ولكن هذا يأتي على حساب شدة الضوء: على ارتفاع 316 قدماً، ستضيء الطائرة من دون طيار مساحة 137000 قدم مربعة، ولكن فقط مثل ضوء القمر أو أكثر، وأقل من ضوء الشارع. لذا، فرغم خفتها، فهي قابلة للاستخدام. كما يتوفر خيار دمج عدة طائرات «فلاينغ صن» لتغطية مساحة أكبر بكثافة أعلى.

تكلفة أقل في المستقبل

أما سعر الطائرة الواحدة 60 ألف دولار أميركي - يشمل كابلات الطاقة ونظام التحكم - فلن يكون رخيصاً، لكنه أفضل من تكلفة تركيب الأعمدة ومصابيح الإضاءة. وتوفر الطائرة مبالغ كبيرة على المدى الطويل بفضل انخفاض نفقات التشغيل، وتقليل العمالة (لا يتطلب الأمر طاقم إعداد)، والحد الأدنى من الصيانة. كما توفر الطائرة من دون طيار تغطية فائقة، وإعادة تموضع فورية، وسلامة مُحسنة من خلال القضاء على المخاطر الأرضية.

كما أن تأثير الطائرة من دون طيار على البيئة أقل، إذ لا تتطلب تركيباً أو إزالة.

*مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».