علماء يبحثون ضرب الكويكبات التي تشكل تهديداً للأرض بقنبلة نووية

احتمال حدوث اصطدام خطير لكويكب بالأرض منخفض (رويترز)
احتمال حدوث اصطدام خطير لكويكب بالأرض منخفض (رويترز)
TT

علماء يبحثون ضرب الكويكبات التي تشكل تهديداً للأرض بقنبلة نووية

احتمال حدوث اصطدام خطير لكويكب بالأرض منخفض (رويترز)
احتمال حدوث اصطدام خطير لكويكب بالأرض منخفض (رويترز)

بحثت دراسة علمية جديدة إمكانية إطلاق قنبلة نووية «لملايين الأميال» في الفضاء؛ لمنع الكويكبات الخطيرة من تدمير الأرض.

ووفق صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد طوَّر الباحثون، في مختبر لورانس ليفرمور الوطني، أداة نمذجة لإجراء عمليات محاكاة متعددة ومتطورة لبحث وتقييم مدى نجاح هذا الاحتمال.

وقالت ماري بوركي، التي قادت فريق الدراسة: «إذا جرى تحذيرنا باحتمالية إصابة كويكب للأرض قبلها بوقت كاف، فمن المحتمل أن نطلق قنبلة نووية، ونرسلها على بُعد ملايين الأميال إلى هذا الكويكب».

وأوضحت بوركي أن القنبلة النووية حين تصل إلى الكويكب، سيقوم العلماء بتفجيرها لتدمر الكويكب وتدفع شظاياه لمسافة بعيدة عن الأرض.

وقالت الدكتورة ميغان بروك سيال، التي شاركت أيضاً في البحث: «إذا تأكّدنا من وجود تهديد حقيقي ضد الأرض من أي كويكب، فإن أداة النمذجة الخاصة بنا ستساعد على التصدي لهذا التهديد».

وأضافت: «على الرغم من أن احتمال حدوث اصطدام خطير لكويكب بالأرض منخفض، فإن العواقب المحتملة قد تكون مدمّرة».

لكن هناك مخاطر مرتبطة بإطلاق قنبلة نووية على كويكب. وقال الدكتور باتريك ميشيل، الخبير في الكويكبات، لصحيفة «نيويورك تايمز»، في وقت سابق، إن قطع الكويكب المنفجر قد تكون كبيرة بما يكفي لإيذاء الأرض.

وأضاف: «إذا أخطأتُ في حساب الطاقة التي تحتاج إليها لتدميرها، فقد يتشكل كثير من الشظايا التي ستضرُّ كوكبنا بالنهاية».

يُذكر أن هناك دراسة أُجريت، في عام 2019، بواسطة علماء من قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة جونز هوبكنز بولاية ميريلاند الأميركية، وأكدت أن محاولة تدمير الكويكبات بالقنابل النووية تتسبب في تحطيم أجزاء منها، إلا أن هذه الأجزاء سرعان ما تعود إلى حالتها الطبيعية مرة أخرى.

وقال الدكتور تشارلز ألمير، الذي قاد فريق هذه الدراسة: «كان السؤال الذي طرحناه في بداية دراستنا هو: ما مقدار الطاقة المطلوب لتحطيم الكويكبات؟ ولطالما اعتقدنا أنه كلما كبر الجسم كان من السهل كسره؛ لأن الكائنات الأكبر تكون أكثر عرضة للعيوب، لكن نتائجنا تشير إلى أن الكويكبات أقوى مما كنا نعتقد، وأننا بحاجة إلى طاقة أكبر بكثير مما اعتقدنا من قبل لتدميرها بالكامل».

وأشار ألمير إلى أنهم أجروا تجربة محاكاة لاستهداف كويكب بصاروخ نووي فوجدوا أنه في المرحلة الأولى من ضرب الكويكب بصاروخ نووي، تحطم الكويكب إلى ملايين الأجزاء والقِطع الصخرية، إلا أنه في المرحلة الثانية ظلت نواة الكويكب متماسكة، وقامت بجذب الأجزاء الصخرية المحطمة إليها من جديد.


مقالات ذات صلة

محاكاة حاسوبية ترجّح نشأة قمري المريخ جراء حطام كويكب

يوميات الشرق كوكب المريخ (رويترز)

محاكاة حاسوبية ترجّح نشأة قمري المريخ جراء حطام كويكب

قال موقع «سبيس» إن محاكاة حاسوبية رجّحت أن قمري كوكب المريخ المحيرين، فوبوس وديموس، ربما تكوّنا من الحُطام الناتج عن اقتراب كويكب كبير من الكوكب الأحمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

اندلع حريق ضخم صباح اليوم (الثلاثاء) في موقع تجارب تابع لوكالة الفضاء اليابانية أثناء اختبارها صاروخ «إبسيلون إس» الذي يعمل بالوقود الصلب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)

ما سبب زيادة ارتفاع جبل إيفرست سنوياً؟

ارتفاع جبل إيفرست يزداد سنوياً بنحو 2 مم (أ.ف.ب)
ارتفاع جبل إيفرست يزداد سنوياً بنحو 2 مم (أ.ف.ب)
TT

ما سبب زيادة ارتفاع جبل إيفرست سنوياً؟

ارتفاع جبل إيفرست يزداد سنوياً بنحو 2 مم (أ.ف.ب)
ارتفاع جبل إيفرست يزداد سنوياً بنحو 2 مم (أ.ف.ب)

من المعروف أن جبل إيفرست، وهو أعلى جبل على وجه الأرض، يزداد ارتفاعاً بنحو 2 مم سنوياً. إلا أن السبب وراء هذا الارتفاع المستمر حيّر العلماء لفترة طويلة.

وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد اعتقد الكثير من العلماء في السابق أن نمو الجبل يرجع إلى تحرك الصفائح التكتونية، على الرغم من أن هذه النظرية لم تفسر سبب ارتفاع قمة إيفرست بشكل غير طبيعي مقارنة بغيرها في النطاق، حيث يبلغ ارتفاعها نحو 250 متراً فوق أعلى قمة تالية في جبال الهيمالايا.

وتختلف القمم الثلاث التالية في الهيمالايا عن بعضها في الارتفاع بنحو 120 متراً فقط.

والآن وجد باحثون من جامعة لندن أن التأكّل في التربة الناجم عن شبكة نهر تبعد نحو 75 كيلومتراً عن إيفرست هو السبب في ارتفاعه السنوي.

وأوضح الباحثون في الدراسة التي نُشرت (الاثنين) في مجلة «نيتشر» أن هذا التأكّل حدث منذ اندماج نهر أرون القريب مع نهر كوسي المجاور من آلاف السنين. وقد خلق ذلك ظاهرة تسمى «الرفع»، والتي تحدث عندما يفقد جزء من قشرة الأرض كتلته، ثم «يطفو» إلى الأعلى بسبب الضغط الشديد أدناه.

وهذه العملية ليست سريعة؛ إذ يقدر العلماء أن جبل إيفرست نما بمقدار يتراوح بين 15 و50 متراً في الـ89 ألف عام الماضية.

وقال ماثيو فوكس، أحد المشاركين في الدراسة من جامعة لندن: «لطالما لاح للعلماء أن الجبل ينمو بنحو 2 مم سنوياً، والآن لدينا فهم أفضل لما يدفعه إلى ذلك».

ويجري نهر أرون حالياً إلى الشرق من جبل إيفرست، ويندمج في اتجاه مجرى النهر مع نهر كوسي. وعلى مدى آلاف السنين، نحت هذا الاندماج مضيقاً جرف مليارات الأطنان من التربة والرواسب وتسبب في تأكّلها.