الطائرات الكهربائية... من أحلام الماضي إلى تصاميم المستقبل

اختبارات نماذج منها لرحلات قصيرة المدى

الطائرات الكهربائية... من أحلام الماضي إلى تصاميم المستقبل
TT

الطائرات الكهربائية... من أحلام الماضي إلى تصاميم المستقبل

الطائرات الكهربائية... من أحلام الماضي إلى تصاميم المستقبل

في بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقف كريس كابوتو على مدرج مطار برلنغتون الدولي في ولاية فيرمونت الأميركية، ونظر إلى الغيوم البعيدة.

حلّق كابوتو بطائرات عسكرية ومدنية طوال حياته المهنية، ممضياً آلاف الساعات في الجوّ، ولكنّ الرحلة التي كان على وشك الانطلاق بها كانت مختلفةً جداً. وهذا لأنّ الطائرة التي كان سيقودها كابوتو هذه المرّة تعمل بالبطاريات. وهكذا، فقد حلّق مع زملائه لمدّة 16 يوماً بطائرة «CX300» التي طورتها شركة «بيتا تكنولوجيز» في منطقة الساحل الشرقي. وتوقّف الفريق نحو 20 مرّة للاستراحة وشحن الطائرة، وحلّقوا في مساحات جوية مزدحمة فوق بوسطن، ونيويورك، وواشنطن، ومدن أخرى. عندما انتهت رحلتهم في فلوريدا، سلّمت «بيتا» الطائرة للقوّات الجوية الأميركية التي تعتزم اختبارها في الأشهر القليلة المقبلة. قدّمت هذه الرحلة رؤيةً عن شكل الطيران في السنوات المقبلة التي ستمتلئ خلالها السماء بطائرات لا تنتج غازات الدفيئة التي تزيد تسخين الأرض. وعلق كابوتو: «إننا نقوم بعملٍ مهمّ جداً لولايتنا وبلدنا وكوكبنا. من الصعب جداً ألا ترغب في أن تكون جزءاً منه».

موجة نشاطات جديدة

لم تتعدَّ الطائرة الكهربائية الأفكار الخيالية فيما مضى من تاريخ الطيران، ولكن التطوّر التقني، خصوصاً في مجال البطاريات واستثمار مليارات الدولارات، ساعدا ويساعدان على تحويل الطيران الجوي الكهربائي قصير المدى إلى فكرة مجدية، يأمل داعموها في أن تكون صالحة للطيران التجاري (المدني).

جمعت «بيتا»، ذات الملكية الخاصة، أكثر من 800 مليون دولار من المستثمرين كـ«فيدليتي»، وصندوق «كلايمت بليدج» التابع لـ«أمازون»، وشركة «تي بي جي كابيتال». انتهت الشركة التي بلغ عدد موظفيها 600 شخص، ومعظمهم يعيش في فيرمونت، أخيراً من بناء مصنعٍ في برلنغتون لتصنيع طائراتها الكهربائية (التي لم تحصل إلى اليوم على ترخيص إدارة الطيران الفدرالي) على نطاق تجاري.

أولى هذه الطائرات هي «CX300» التي تتميّز بتصميم طويل ومستقبلي ومسافة 15 متراً فاصلة بين الجناحين، ونوافذ كبيرة مقوّسة، ومروحة خلفية. صُممت هذه الطائرة لحمل 600 كيلوغرام. وبعد فترة قصيرة، ستليها «A250» التي تشاركها نحو 80 في المائة من تصميمها، تُضاف إليه دوّارات رفع لتقلع وتهبط مثل الطوافة. وتقول الشركة التي تسوّق للطائرتين باسم «آليا (Alia)»، إنّهما أخيراً ستُستخدمان لنقل الركّاب.

طائرات عمودية

«بيتا» هي واحدة من شركات كثيرة تعمل في مجال الطيران الكهربائي. ففي كاليفورنيا، تعكف شركتا «جوبي أفييشن»، و«آرتشر أفييشن» على تطوير طائرة عاملة بالبطارية قادرة على التحليق عمودياً، لتقلّ لاحقاً عدداً قليلاً من الركّاب لمسافات قصيرة. تحظى هذه الشركات بدعم أسماء كبيرة كـ«تويوتا»، و«ستيّانتيس»، و«يونايتد إيرلاينز»، و«دلتا إيرلاينز»، بالإضافة إلى شركات استثمارية كبرى. وتعمل شركات صناعة الطائرات العالمية كـ«إيرباص»، و«بوينغ»، و«إمبراير» على تطوير طائراتها الكهربائية الخاصة أيضاً.

بدورها، لم تقف الحكومة الأميركية مكتوفة اليدين، إذ تخطط إدارة الطيران الفدرالية لدعم تشغيل الطائرات التي تستخدم وسائل دفع جديدة، بدءاً من عام 2028. وتَلزم القوّات الجوية عقود، وتعتزم اختبار طائرات كهربائية، كـ«CX300» وأخرى من تطوير شركة «جوبي»، في قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا، في سبتمبر (أيلول) المقبل.

تصميم خفيف مريح

قد لا تكون طائرة «بيتا» كبيرة وقوية مثل الطائرات التي حلّق بها كابوتو لصالح القوّات الجويّة الأميركية، والحرس الجوي الوطني، أو شركة «دلتا»، إلّا أنّ خفّتها، على حدّ تعبيره، وهدوءها واستجابتها المذهلة تجعل قيادتها ممتعة.

وقال كابوتو: «تشعر كأنّك والطائرة شيء واحد. يمكنك سماع تدفق الهواء والشعور به وهو يحوم حول أسطح التحكّم. حالياً، نرتدي الخوذ؛ لأنّنا لا نزال في المرحلة التجريبية، والسلامة ضرورية جداً، ولكن يمكننا نزع هذه الخوذ داخلها والتحدّث بعضنا إلى بعض بكلّ بساطة».

وأضاف الطيّار المخضرم أنّ «CX300» وغيرها من الطائرات الكهربائية قد تفتح الباب لفرصٍ جديدة، كتحسين الاتصال مع المناطق النائية التي تقلّ أو تنعدم فيها خدمات النقل الجوي.

حلّقت طائرة «بيتا» مسافة 621 كيلومتراً حتّى اليوم بشحنة واحدة، ولكنّ الشركة تتوقّع من زبائنها استخدام هذه الطائرة في رحلات تتراوح مسافتها بين 160 و241 كيلومتراً. وتجدر الإشارة إلى أنّ «CX300» حصلت على إذن بالتحليق فوق فلوريدا تحت سلطة محدودة من إدارة الطيران الفدرالية.

صُمّمت الطائرات الكهربائية التي لا تنتج انبعاثات مضرّة، لتكون سهلة التشغيل والإدارة أكثر من الطائرات والطوافات التقليدية. ومع ذلك، لا أحد يتوقّع أن تصل هذه الطائرات بأعدادٍ كبيرة إلى السماء قبل سنوات، على أن تكون رحلاتها الأولى قصيرة، من مانهاتن إلى مطار كينيدي الدولي في نيويورك مثلاً.

وتستطيع البطاريات العصرية دعم نطاق ووزن محدودين، وبالنتيجة، ستستطيع الطائرة العاملة بها حمل عددٍ قليلٍ من الركّاب أو ما يعادله من الحمولة.

بداية عصر جديد

في البداية، من المتوقع أن تتنافس الطائرات الكهربائية مع الطوافات والسيارات والشاحنات؛ لأنّ تكاثر الرحلات فوق المدن لن يكون ممكناً من دون توسيع البنية التحتية وتزويدها بمواقع للإقلاع والهبوط العمودي والدعم العام. إضافة إلى ذلك، ستكون تكلفة تطوير هذا النوع من الطائرات مرتفعة في البداية، ما سيحدّ من استخدامها إلّا في حالات الخدمات الحيوية كالإخلاءات الطبية.

يرى كيفن مايكلز، مدير شركة «أييرو دايناميك أدفايزوري» المتخصصة في استشارات النقل الجوي، أنّ التحدّي والوعد الذي يواجهُه الطيران الكهربائي اليوم يشبه ذلك الذي واجهته العربات في القرن العشرين.

ويضيف أنّ «مئات الجهات المصنِّعة حول العالم كانت في ذلك الوقت تملك مقارباتها الخاصة لصناعة هذه الآلات في غياب الطرقات وإشارات المرور وخدمات التأمين، إلّا أنّ الصناعة استطاعت تحقيق ذاتها أخيراً. وبعد 20 عاماً، استقرّت الأمور وانخفضت التكاليف وبرز الرابحون، وتغيّرت أمورٌ كثيرة، ومنها طريقة حياة الناس».

* خدمة «نيويورك تايمز»



بشر العصر الحجري اعتمدوا طريقة إنهاك الطريدة حتى اصطيادها

رسومات وجدت في كهف في سولاويزي بإندونيسيا تصور صيادا يطارد فريسته (رويترز)
رسومات وجدت في كهف في سولاويزي بإندونيسيا تصور صيادا يطارد فريسته (رويترز)
TT

بشر العصر الحجري اعتمدوا طريقة إنهاك الطريدة حتى اصطيادها

رسومات وجدت في كهف في سولاويزي بإندونيسيا تصور صيادا يطارد فريسته (رويترز)
رسومات وجدت في كهف في سولاويزي بإندونيسيا تصور صيادا يطارد فريسته (رويترز)

تَبيّن أن القدرة على التحمّل، وهي ميزة يتفرد بها البشر، وفّرت لهم خلال العصر الحجري القديم وسيلة إضافية لاصطياد الطرائد، وفقاً لدراسة استخدمت عدداً كبيراً من الروايات الإثنوغرافية التي كانت إلى اليوم متجاهَلَة.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تزخر كتب التاريخ بالرسوم التوضيحية التي تُظهِر مجموعة من الرجال يكمنون للطريدة، يمسكون أوتاداً، ويتقدمون ببطء نحو الفريسة، أو ينتظرونها حول فخ.

لكنّ علماء الإثنوغرافيا رصدوا في بعض الروايات العائدة إلى القرن العشرين طريقة أخرى، وهي ما يُسمّى الصيد بالمثابرة، ويقوم على ملاحقة الطريدة حتى إنهاكها، وهي التقنية المعتمدة إلى اليوم في الصيد بواسطة كلاب الصيد.

لكنّ الباحثين كانوا يرون أن الاستعانة بهذه التقنية كان هامشياً ومحدوداً، على ما لاحظ أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة ترينت الكندية أوجين موران، وهو المُعدّ الأول للدراسة التي نُشرت الاثنين في مجلة «نيتشر هيومن بيهايفيور».

وأوضح موران لوكالة الصحافة الفرنسية أنه وجد خلال تفحّصه وثائق عرقية وتاريخية تعود إلى القرنين الخامس عشر والتاسع عشر الكثير من حالات الصيد التي تنطبق عليها مواصفات الصيد بالمثابرة.

وظهرت هذه الفرضية قبل 40 عاماً من خلال دراسة أجراها عالم الحيوان الأميركي ديفيد آر كارير، الذي شرح أن التطور وفّر على الأرجح خاصية حاسمة لأسلاف الإنسان، هي القدرة غير العادية على التعرق، وبالتالي على تبديد الحرارة الناتجة عن بذل الجهد البدني.

«القرد المتعرق»

ولهذا «القرد المتعرق» ميزة أخرى تتمثل في أن طبقة الشعر على جسمه رقيقة جداً مما يجعل العدّاء المشارك في سباق الماراثون مثلاً يتعرق أكثر من ثلاثة لترات من الماء في الساعة.

والبشر عدّاؤون متواضعو السرعة، إذ يستطيعون اجتياز عشرة أمتار في الثانية الواحدة، والحفاظ على هذه الوتيرة لمدة 20 ثانية، في حين أن الفهد يركض أسرع بثلاث مرات لبضع دقائق. لكنّ الفهد، مع أنه «أشبه بسيارة فيراري من دون مبرّد ويستطيع تالياً الركض بسرعة عالية جداً»، حسب البروفسور موران، فإنه «عاجز عن تصريف الحرارة» الداخلية.

وهذا الارتفاع في درجة الحرارة الداخلية يجبره في النهاية على التوقف عن الركض، ويدفع حيوانات «الجري» مثل الخيول أو الأيائل أو الظباء إلى أخذ قسط من الراحة لتبرد، في حين أن مُطاردها البشري لا يعاني مشكلة من هذا النوع.

وثمة ميزة أخرى لفت إليها علماء الأحياء وهي أن الجهاز العضلي الهيكلي يتكون في شكل أساسي من ألياف بطيئة، تلائم التحمل أكثر مما يُعرف بالألياف السريعة التي توفر الحيوية.

أما العنصر الأخير، فهو أن خصائص الأطراف السفلية للإنسان تحمل على الاعتقاد أن صفات التحمل لدى سلف الإنسان العاقل بدأت بالظهور قبل 1.8 مليون سنة.

ورأى غير المقتنعين بنظرية الصيد بالمثابرة أن تكلفة الطاقة الناجمة عنها غير متناسبة مع تلك المترتبة عن المشي. وقال موران إن «الجري أكثر تكلفة من المشي»، ولكن تُعَوَّض هذه التكلفة إلى حد كبير بالوقت الذي يتم توفيره. وفق ما يبيّن النموذج الحسابي الذي اعتمدته الدراسة.

«الركض من الصباح إلى المساء»

واستندت هذه الدراسة المهمة إلى مجموعة غير مسبوقة من المصادر العرقية والتاريخية.

وشرح موران أن «هذا النوع من الصيد كان معتمداً في كل مكان من العالم (...) وفي السياقات كافة (...) وعلى امتداد أكثر من فصل»، مشيراً إلى وجود نحو 400 رواية تنطبق على أكثر من 270 مكاناً في العالم، من القطب الشمالي إلى تشيلي، ومن أفريقيا إلى أوقيانوسيا.

ويروي هنود في نصٍّ يعود تاريخه إلى عام 1850، قصصاً عن أسلافهم يصفون فيها «صيد الأيائل عن طريق مطاردتها حتى الإرهاق بأحذية الثلوج»، حسبما أشارت إليه الدراسة. وتتناول إحدى روايات القرن السادس عشر طريقة الصيد التي اتَّبعها الأميركيون الأصليون في كواويتيكانز الذين كانوا يستطيعون «الركض من الصباح إلى المساء» خلف الغزلان «حتى إنهاك الطريدة».

وتتطرق قصة من بورنيو تعود لمنتصف القرن التاسع عشر إلى صيادين يستخدمون أساليب مماثلة.

ولم يتنبه علماء الأعراق كثيراً في الماضي إلى هذه الروايات، إذ في القرن التاسع عشر، عندما «بدأوا يحترفون» مهنتهم، حسب موران، أدى انتشار الأسلحة النارية إلى انقراض أسلوب الصيد بالمثابرة تقريباً. ولا تزال هذه الطريقة معتمَدة اليوم لدى بعض القبائل في بُتسوانا، إذ يستطيع أبناؤها مطاردة الظباء حتى الإنهاك.

وأوضح الباحث أنه تمكَّن من استخدام «مجموعة من المصادر التاريخية التي لم تسبق دراستها». وبفضل رقمنة الوثائق التي تتولاها مؤسسات عدة، تمكَّن من استخدام نحو ثمانية آلاف منها، يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر.

ويبقى السؤال قائماً عن دور الصيد بالمثابرة في تشكيل ضغط انتقائي على أسلاف الإنسان، مما جعلهم عدَّائي مسافات طويلة.


«رقيق كالحلوى»... اكتشاف كوكب ضعف حجم المشتري خارج نظامنا الشمسي

رسم توضيحي لناسا يوضح تكوين كوكب خارج نظامنا الشمسي (رويترز)
رسم توضيحي لناسا يوضح تكوين كوكب خارج نظامنا الشمسي (رويترز)
TT

«رقيق كالحلوى»... اكتشاف كوكب ضعف حجم المشتري خارج نظامنا الشمسي

رسم توضيحي لناسا يوضح تكوين كوكب خارج نظامنا الشمسي (رويترز)
رسم توضيحي لناسا يوضح تكوين كوكب خارج نظامنا الشمسي (رويترز)

حدد علماء الفلك كوكباً «خفيفاً ورقيقاً» مثل خيوط الحلوى، على الرغم من كونه أكبر بكثير من كوكب المشتري الغازي العملاق في نظامنا الشمسي، بحسب تقرير نشرته «سكاي نيوز».

وقال العلماء، بحسب دراسة نشرت في مجلة «ناتشور أسترونومي»، إن «(WASP-193b) رقيق للغاية»؛ لأن كثافته منخفضة بشكل ملحوظ بالنسبة لحجمه.

ويعتقد أنه يتكون في معظمه من الهيدروجين والهيليوم، وفقاً للدراسة.

و«WASP-193b» هو ثاني أقل الكواكب كثافة التي اكتشفها علماء الفلك، لكنه يشكل لغزاً للخبراء بسبب حجمه، الذي يبلغ نحو 50 في المائة أكبر من كوكب المشتري.

وقال المؤلف الرئيسي خالد البرقاوي، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «الكوكب رقيق للغاية»؛ لأنه يتكون في الغالب من غازات خفيفة، وليس من مواد صلبة.

وسيتعين إجراء المزيد من أعمال المراقبة قبل أن يتمكن علماء الفلك من الإجابة عن جميع الأسئلة التي يطرحها وجوده «الرقيق».

وقال العلماء إن «WASP-193b»، الذي يعتقد بعض الخبراء أنه خفيف للغاية لدرجة أنه يمكن أن يطفو على الماء، مثالي لدراسة تكوين وتطور الكواكب.

رسم توضيحي قدّمته «ناسا» يصور الكوكب WASP-139 (أ.ب)

تم تأكيد وجود الكواكب الخارجية، أي التي تقع خارج نظامنا الشمسي، في العام الماضي، لكن الأمر استغرق وقتاً إضافياً وعملاً لتحديد اتساقها، بناءً على ملاحظات التلسكوبات الأرضية.

ويقع الكوكب خارج نظامنا الشمسي على بُعد نحو 1200 سنة ضوئية (السنة الضوئية الواحدة تعادل 5.8 تريليون ميل)، ويدور حول نجم مشابه للشمس.

ويُعتقد أن الحرارة المنبعثة من شمسه القريبة، والتي يدور حولها قليلاً كل ستة أيام، يمكن أن تؤدي إلى تضخم غلافه الجوي.

ويأتي ظهور الكوكب الزغبي بعد أيام من كشف الباحثين عن وجود «أرض خارقة» تقع في مجرة درب التبانة.

ويقع العالم الصخري، المسمى 55 Cancri e أو Janssen، على بُعد نحو 41 سنة ضوئية من الأرض، ويبلغ قطره نحو ضعف قُطر كوكبنا.

وقال رينيو هو، من مختبر الدفع النفاث التابع لـ«ناسا» والمؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة «نيتشر»: «من المحتمل أن يكون الغلاف الجوي غنياً بثاني أكسيد الكربون أو أول أكسيد الكربون، ولكن يمكن أن يحتوي أيضاً على غازات أخرى مثل بخار الماء وثاني أكسيد الكبريت». وأضاف: «لا يمكن للملاحظات الحالية تحديد التركيب الدقيق للغلاف الجوي».

وأضاف العلماء أن الكوكب «لا يمكن أن يكون صالحاً للسكن»؛ لأنه حار جداً، بحيث لا يحتوي على مياه سائلة.


برنامج تعليمي للذكاء الاصطناعي يساعد النساء في كسر الحواجز التكنولوجية

برنامج تعليمي للذكاء الاصطناعي يساعد النساء في كسر الحواجز التكنولوجية
TT

برنامج تعليمي للذكاء الاصطناعي يساعد النساء في كسر الحواجز التكنولوجية

برنامج تعليمي للذكاء الاصطناعي يساعد النساء في كسر الحواجز التكنولوجية

تم تطوير برنامج تعليمي جديد متخصص في علوم الكومبيوتر للمساعدة في تعليم تخصصات الحوسبة لفئات النساء ذوات الدخل المنخفض من الأعراق اللاتينية والسوداء بهدف تمكينهن من شغل وظائف في مجال الذكاء الاصطناعي. ويدعم البرنامج كل من جامعة كورنيل للتكنولوجيا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس.

«مبادرة اختراق» للذكاء الاصطناعي

ويوفر البرنامج للشابات فرص التعلم والعمل في مجال الذكاء الاصطناعي. وعلى سبيل المثال وعلى مدى الأشهر العشرة الماضية، حصلت تشيلسي برودينسيو، طالبة السنة الثالثة في كلية باروخ في مانهاتن، على دورة مكثفة في الذكاء الاصطناعي من خلال البرنامج الجديد.

وكجزء من البرنامج المسمى Break Through Tech A.I أكملت برودينسيو فصلاً دراسياً مكثفاً صممته هيئة تدريس جامعة كورنيل للتكنولوجيا مع مدخلات من عدد قليل من المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا. ثم شاركت الطالبة في مشروع طلابي للذكاء الاصطناعي لشركة «فايزر» موجه لتطوير نماذج للتنبؤ بأمراض القلب. وقد تم إرشادها من قبل أحد المسؤولين التنفيذيين للأمن السيبراني في شركة «سيتي غروب» حول كيفية إجراء المقابلات الفنية للحصول على عمل.

فرص تعليمية لمناصب متقدمة

هذه هي أنواع الفرص التعليمية والمهنية المهمة التي يمكن أن تساعد تخصصات الحوسبة المذكورة، في الحصول على وظائف في مجالات سريعة التغير مثل الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات. وهي تفيد الطالبات مثل السيدة برودينسيو، اللواتي يدرسن في كليات عامة لا تدرس فيها برامج الحوسبة المتميزة.

وقالت برودينسيو، 20 عاماً، التي تعمل بدوام جزئي في مركز للتنس: «لم أكن على علم قط بالتكنولوجيا الصحية قبل مشروعي مع شركة فايزر». وهي تأمل الآن في ممارسة مهنة في مجال الصحة بالذكاء الاصطناعي.

جهود جامعية

وتعد مبادرة Break Through Tech في طليعة الجهود التي تقودها الجامعات لتقليل العقبات التي تعترض المهن التقنية للطالبات غير المتخصصات.

يأخذ هذا البرنامج، وهو الأكبر من نوعه في الولايات المتحدة، نهجاً جديداً في صناعة التكنولوجيا التي غالباً ما تفيد معايير التوظيف فيها - المقابلات الفنية، وإحالات الموظفين الداخليين، والتدريب الداخلي السابق - وهي المعايير التي يستفيد منها غالبا الطلاب الأكثر ثراءً في أفضل الجامعات، ويهدف إلى مساعدة الطالبات ذوات الدخل المنخفض اللاتي يعمل كثير منهن في وظائف بدوام جزئي بالإضافة إلى واجباتهن المدرسية، ومساعدتهن على تعلم الذكاء الاصطناعي، والمهارات وتطوير الاتصالات الصناعية والمشاركة في المشاريع البحثية التي يمكنهن مناقشتها مع مسؤولي التوظيف.

* خدمة «نيويورك تايمز».


جهاز استشعار حراري لحماية عمال البناء في فصل الصيف

جهاز استشعار حراري لحماية عمال البناء في فصل الصيف
TT

جهاز استشعار حراري لحماية عمال البناء في فصل الصيف

جهاز استشعار حراري لحماية عمال البناء في فصل الصيف

في عام 2022، تُوفي ما يقرب من 300 شخص بسبب أمراض مرتبطة بالحرارة في تكساس، وهو أكبر عدد منذ عقدين. ومع ذلك، وفي العام التالي، وقّع حاكم الولاية غريغ أبوت قانوناً يمنع الحكومات المحلية من فرض فترات راحة إلزامية أو فترات راحة للعمال العاملين في الهواء الطلق.

تدريبات السلامة الحرارية

إلا أن روس دالي، مدير السلامة بشركة «روجرز أوبراين» للإنشاءات، وهي شركة مقاولات عامة مقرها دالاس، يقول إنه تجاهل ما أصبح يُعرَف باسم «قانون نجمة الموت». ويضيف: «سنفعل ما هو صائب من أجل موظفينا، ونوفر مكان عمل آمناً وصحياً».

وتُجري الشركة بالفعل تدريباً على السلامة الحرارية، كل ربيع، لعمال البناء البالغ عددهم 98 عاملاً، الذين يعملون من 50 إلى 60 ساعة أسبوعياً في حرارة تكساس الحارقة.

أداة استشعار حراري

أثناء بحث الشركة عن أدوات تقنية مفيدة، عثرت على «سايف غارد SafeGuard» من شركة «فيجي لايف VigiLife»، وهو جهاز استشعار يمكن ارتداؤه يستخدم التحليلات والتنبيهات لتعزيز سلامة العمال.

ويقول دالي إن الجهاز القابل للارتداء يتصل بالساعة، مثلما يفعل تطبيق اللياقة البدنية تقريباً، ويراقب القياسات الحيوية، مثل معدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم الأساسية. وبمجرد وصول أحد هذه العناصر إلى مستوى معين، يرسل المستشعر تنبيهاً إلى العامل لإبطاء سرعة العمل.

تحذير نهائي

أما التنبيه الثاني، عند عتبة أعلى من الإجهاد، فسيؤدي إلى إرسال تنبيه إلى مدير السلامة في الموقع لإحضار العامل إلى المكتب المكيّف، للراحة وتناول الماء حتى تعود درجة حرارة الجسم إلى وضعها الطبيعي.

ونجحت التجربة، التي استمرت لمدة شهر في أبريل (نيسان) الماضي، عبر أربعة مواقع عمل، لذا أوصلت الشركة الأداة إلى جميع المواقع؛ تأهباً لفصل الصيف، واختار 80 في المائة من العمال الاشتراك طوعاً. وبينما توفر الشركة الجهاز مجاناً للعمال، فإن أولئك الذين رفضوا المشاركة كانوا قلِقين بشكل أساسي من «المراقبة»، كما يقول دالي. لكنه يؤكد لهم أن الشركة لا تجمع البيانات أو تستخدم الجهاز لتتبُّع الإنتاجية.

وفي السابق وفي معظم فصول الصيف، عانى عدد قليل من عمال «روجرز أوبراين» أمراضاً طفيفة مرتبطة بالحرارة، مثل التعب والتشنجات الحرارية.

نظام يقلل التكاليف

يقول دالي: «بشكل عام، مع الحرارة في تكساس، عليك الانتظار حتى تبدأ الشعور بها، وعند هذه النقطة يكون الأوان قد فات... الهدف الأساسي من هذا النظام هو أن يكون أكثر استباقية، ويعطيك تنبيهات قبل أن تصل إلى هذه النقطة»، كما أنه يوفر المال أيضاً، إذ تضيف الأمراض المرتبطة بالحرارة مزيداً من التكاليف إلى المشاريع بسبب الوقت الضائع والفواتير الطبية والتحقيقات في الحوادث.

وعلى الرغم من أن الشركة تدفع رسوماً شهرية لـ«سايف غارد (SafeGuard)»، و125 دولاراً لكل ساعة ذكية من «غارمين (Garmin)»، فإن التكاليف كانت أقل بمقدار 200 ألف دولار في عام 2023، مقارنة بعام 2022.

السلامة هي الشغل الشاغل للشركة، كما يقول دالي، «فإذا [أنقذت] العاملين من مرض واحد فقط مرتبط بالحرارة، فستجري تغطية ثمن النظام بأكمله».

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا»


«غني بالبروتين ويحارب السمنة»... علماء يدعون لإنتاج دقيق مصنوع من الحشرات

العلماء قالوا إن الحشرات غنية بالبروتين ومتوفرة بكميات كبيرة (رويترز)
العلماء قالوا إن الحشرات غنية بالبروتين ومتوفرة بكميات كبيرة (رويترز)
TT

«غني بالبروتين ويحارب السمنة»... علماء يدعون لإنتاج دقيق مصنوع من الحشرات

العلماء قالوا إن الحشرات غنية بالبروتين ومتوفرة بكميات كبيرة (رويترز)
العلماء قالوا إن الحشرات غنية بالبروتين ومتوفرة بكميات كبيرة (رويترز)

دعا عدد من العلماء البريطانيين لإنتاج دقيق مصنوع من الحشرات مشيرين إلى فائدته الكبيرة في إنقاص الوزن، وإمداد الجسم بنسبة عالية من البروتين.

وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد قال العلماء إن الحشرات غنية بالبروتين، ومتوفرة بكميات كبيرة، وتحتوي على نسبة دهون قليلة جداً، وبالتالي يمكن أن تساعد في التصدي للسمنة، كما أن لها تأثيراً سلبياً أقل على البيئة من الماشية.

ومع ذلك، وجدت دراسة استقصائية أجراها أكاديميون أن غالبية الناس لن يكونوا راغبين في أكل الحشرات.

فقد أُجريَ استطلاع عبر الإنترنت شمل 603 بالغين في المملكة المتحدة بين عامي 2019 و2020. وتم طرح أسئلة على الأشخاص حول أعمارهم وجنسهم وعرقهم ومستوى تعليمهم، بالإضافة إلى مستوى اهتمامهم بالبيئة.

وشمل الاستطلاع أيضاً «مقياس اشمئزاز من الطعام»، والذي صنف اشمئزاز المشاركين من عدد من الأطعمة من بينها الحشرات.

وقال ما يقرب من نصف المشاركين (47 في المائة) إنهم لن يكونوا على استعداد لأكل الحشرات، بينما قال 40 في المائة إنهم غير متأكدين مما إذا كانوا يستطيعون فعل ذلك أم لا.

وقال 13 في المائة فقط من الأشخاص الذين أكملوا الاستطلاع إنهم على استعداد لتناول الحشرات بانتظام.

وقالت الدكتورة ماكسين شاربس، من جامعة دي مونتفورت، أثناء عرض النتائج في المؤتمر الأوروبي للسمنة: «يمكن التغلب على عامل الاشمئزاز المرتبط بتناول الحشرات عن طريق إنتاج دقيق مصنوع منها».

ومن جهتها، قالت الدكتورة لورين ماكغيل، من جامعة إيدج هيل في لانكشاير، والتي شاركت أيضاً في هذه الدراسة: «الحشرات مصدر غني بالبروتين والمغذيات الدقيقة، ويمكن أن تساعد في توفير حل للعبء المزدوج للسمنة ونقص التغذية».

ولفتت إلى أنها متوفرة بكميات كبيرة، وأقل ضرراً بالبيئة من الماشية.

إلا أن العلماء أكدوا أن عامل الاشمئزاز هو أحد أهم التحديات التي يجب التغلب عليها في هذا الشأن.


«نمو البلوغ المتسارع» يرتبط بمخاطر صحية للبالغين

«نمو البلوغ المتسارع» يرتبط بمخاطر صحية للبالغين
TT

«نمو البلوغ المتسارع» يرتبط بمخاطر صحية للبالغين

«نمو البلوغ المتسارع» يرتبط بمخاطر صحية للبالغين

كشفت دراسة جديدة عن وجود صلة وراثية بين نمو الطول السريع خلال فترة البلوغ وزيادة المخاطر الصحية في هذه المرحلة العمرية، مثل الرجفان الأذيني والسكري من النوع الثاني وسرطان الرئة.

كما كشفت النتائج عن كيف يمكن لعوامل وراثية محددة مرتبطة بنمو البلوغ أن يكون لها تأثيرات طويلة المدى على الصحة، مما يؤكد أهمية الأساليب الطبية الشخصية القائمة على الملامح الجينية. ويقدم البحث رؤى مهمة حول كيفية تأثير النمو المبكر في الحياة على إدارة مخاطر أمراض البالغين المختلفة.

نمو البلوغ

استخدمت الدراسة بيانات واسعة النطاق لأفراد من خلفيات متنوعة، لتحليل أنماط نمو البلوغ وتأثيراتها الصحية على المدى الطويل، وتم التعرف على العلاقة الجينية بين نمو الطول خلال فترة البلوغ والصحة طويلة المدى في مرحلة البلوغ من خلال دراسة جديدة من جامعة «ساري» في المملكة المتحدة وجامعة «بنسلفانيا» في الولايات المتحدة، نُشرت في مجلة «جينوم بيولوجي Genome Biology» في 16 يناير (كانون الثاني) 2024.

إصابات خطيرة في الكِبَر

كانت إحدى النتائج الملحوظة، الارتباط بين كون الفرد أطول في وقت مبكر من سن البلوغ ومروره بمرحلة نمو أسرع في سن البلوغ من جهة، مع زيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني (atrial fibrillation) في وقت لاحق من الحياة من جهة أخرى. وهذا الرجفان هو حالة تتميز بمعدل ضربات القلب غير المنتظم والسريع بشكل غير طبيعي. بالإضافة إلى ذلك وُجد أن الأفراد الذين لديهم وتيرة أسرع لنمو الطول في سن البلوغ لديهم كثافة معادن أعلى في العظام وزيادة في مستويات مقاومة الأنسولين وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وسرطان الرئة.

ولمعالجة الفجوة المعرفية في هذا المجال استخدم الباحثون تحليلاً لمنحنى النمو على 56 ألف شخص من خلفيات أسلاف متنوعة يحتوي على قياسات طولهم من سن الخامسة إلى مرحلة البلوغ. ومنحت هذه البيانات للباحثين رؤية شاملة لأنماط النمو عبر مجموعات سكانية مختلفة وفترات زمنية مختلفة.

وقالت الدكتورة زانا بالخياروفا، المؤلفة المشاركة في الدراسة من قسم الطب السريري والتجريبي بجامعة «ساري» بالمملكة المتحدة، إن الدراسة تؤكد أهمية التحليلات الجينية واسعة النطاق في الكشف عن تعقيدات صحة الإنسان وهي تكشف عن رؤى جديدة حول العوامل الوراثية التي تؤثر في النمو خلال فترة البلوغ وتأثيراتها على المدى الطويل. ومع كل اكتشاف يقترب الباحثون أكثر من الطب الذي يلبِّي الاحتياجات الفريدة لكل فرد.

علاقات جينية لنمو الطول

وحدد الباحثون 26 جيناً مرتبطاً بمختلف جوانب نمو البلوغ بما في ذلك حجم طفرة النمو وتوقيتها وشدتها. ومن أجل إجراء مزيد من التحقيق في التأثير مدى الحياة للمتغيرات الجينية المرتبطة بمسارات نمو البلوغ حلّل الباحثون أيضاً الارتباط الجيني والأنماط الظاهرية، وهي الخصائص التي تمكن ملاحظتها للفرد من بيانات من بنك «Penn Medicine Biobank» والبنك الحيوي في المملكة المتحدة.

وباستخدام هذه البيانات وجد الفريق لأول مرة العلاقات الجينية بين نمو الطول لدى الأطفال ومجموعة واسعة من النتائج الصحية على مدى عمر الشخص.

وقالت الدكتورة آنا أولريش من قسم التمثيل الغذائي والهضم والتكاثر في «إمبريال كوليدج لندن» بالمملكة المتحدة والمشاركة أيضاً في الدراسة، إن النتائج التي توصل الباحثون إليها تتحدى فكرة نمط النمو الأمثل الذي يناسب الجميع. وبدلاً من ذلك فإنها تؤكد التفاعل المعقَّد بين علم الوراثة والصحة وتسلِّط الضوء على أهمية النهج الشخصي لإدارة الصحة. وتؤكد البروفسورة إنجا بروكوبينكو، كبيرة الباحثين في الدراسة وأستاذة e - One Health ورئيسة قسم الإحصاءات المتعددة في جامعة «ساري»، أن «هذه الدراسة تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في فهم الأساس الجيني لنمو البلوغ وأثره البعيد، والتوصل إلى آثاره على الصحة مدى الحياة، ولكونها تكشف عن الأسرار المشفرة في حمضنا النووي فإننا نقترب من المستقبل، إذ تُحدث التدخلات المصممة بناءً على السمات الجينية الفردية ثورةً في الرعاية الصحية».

وأشارت إلى أهمية الأساليب الشخصية لإدارة الصحة من خلال فهم التفاعل المعقَّد بين علم الوراثة والصحة، إذ يهدف الباحثون إلى إحداث ثورة في الرعاية الصحية من خلال تدخلات مخصصة تعتمد على الملامح الجينية الفردية.


طفرة وراثية نادرة تسبب التقزم قد تبطئ الشيخوخة

طفرة وراثية نادرة تسبب التقزم قد تبطئ الشيخوخة
TT

طفرة وراثية نادرة تسبب التقزم قد تبطئ الشيخوخة

طفرة وراثية نادرة تسبب التقزم قد تبطئ الشيخوخة

جذب انتباهَ الباحثين الذين يدرسون الشيخوخة والأمراض الأيضية شكلٌ نادرٌ من التقزم يعرف باسم متلازمة لارون (LS) Laron syndrome. ويؤثر شكل التقزم هذا على بضع مئات فقط من الأفراد في جميع أنحاء العالم.

وترتبط هذه المتلازمة أيضاً بالعديد من التأثيرات الصحية الإيجابية، إذ ربطت دراسات سابقة بينها والحماية من حالات مثل مرض السكري والسرطان والتدهور المعرفي.

وتعرف «متلازمة لارون» أيضاً باسم «نقص مستقبلات هرمون النمو» growth hormone receptor deficiency (GHRD)، وهي اضطراب وراثي جسمي متنحٍ يتميز بنقص إنتاج عامل النمو الشبيه بالإنسولين Insulin-like growth factor (IGF-1) التي عادة ما يكون سببها طفرات مستقبلات هرمون النمو الموروثة. وقد تم تحديد أكثر من 70 طفرة في جين مستقبلات هرمون النمو في جميع أنحاء العالم.

متلازمة تقلل أمراض القلب

في دراسة حديثة من الإكوادور نشرت في 26 أبريل (نيسان) 2024 في مجلة Med Trends in Genetics برئاسة خايمي جيفارا أغيري اختصاصي الغدد الصماء كلية الطب ومعهد الغدد الصماء جامعة سان فرنسيسكو دي كيتو في الإكوادور، سلط الباحثون الضوء على اكتشاف مهم آخر هو أن الأفراد المصابين بمتلازمة لارون يبدو أن لديهم خطراً أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

* وفي هذه الدراسة التي أجريت في الإكوادور تم فحص 24 فرداً مصاباً بالمتلازمة و27 من أقاربهم جميعهم يعيشون في الإكوادور، وهي الدولة التي تضم نحو ثلث جميع الأشخاص المصابين بهذه الحالة.

* وكشفت نتائج الدراسة أن المصابين بمتلازمة لارون أظهروا انخفاضاً في ضغط الدم وانخفاض تراكم الدهون في الشرايين، كما أن جدار الشريان السباتي أقل سماكة من أقاربهم الذين لا يعانون من هذه المتلازمة بعد متابعة هذه المجموعة، منذ الوقت الذي تم فيه تحديد مجموعة من الحالات في عدد قليل من القرى المنعزلة في جبال الأنديز.

ويقول فالتر لونغو عالم الشيخوخة الحيوية بجامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجليس، والمؤلف المشارك في الدراسة إن النتائج أظهرت أن المصابين بمتلازمة لارون محميون من جميع الأمراض الرئيسية المرتبطة بالعمر. ويضيف أن دراسة تفاصيل المتلازمة قد تلهم تطوير أدوية أو أنظمة غذائية ذات تأثيرات وقائية مماثلة.

من الإكوادور إلى العالم

يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة لارون من نقص في مستقبلات هرمون النمو ما يمنع أجسامهم من استخدام الهرمون بشكل صحيح. ولدى هؤلاء الأفراد مستويات طبيعية أو عالية من الهرمون لكن لديهم مستويات منخفضة من عامل النمو الشبيه بالأنسولين يُسمى أيضاً السوماتوميدين C (somatomedin C (الذي عادة ما يساعد هرمون النمو على تعزيز نمو العظام والأنسجة، كما انه يلعب دوراً مهماً في النمو في مرحلة الطفولة وله تأثيرات بنائية لدى البالغين. وهو هرمون مشابه في التركيب الجزيئي لتركيب الإنسولين.

وكان عالم الغدد الصماء ثايس فيليلا من الجامعة الفيدرالية في ميناس جيرايس كلية الطب قسم الغدد الصماء للأطفال والمراهقين بيلو هوريزونتي في البرازيل وزملاؤه قد وجدوا في دراسه سابقه نشرت في مجلة Genetics and Molecular Biology في 20 يناير (كانون الثاني) 2020 تأثيرات وقائية مماثلة للقلب والأوعية الدموية في مجموعة من الأشخاص الذين كان يتابعهم لأكثر من 30 عاماً في البرازيل.

وكان الباحثون مهتمين باحتمال أن يعيش الأشخاص المصابون بمتلازمة لارون لفترة أطول من المتوسط، إلا أن خايمي جيفارا أغيري وفالتر لونغو وزملاؤهما من الباحثين من الإكوادور لم يجدوا أي علامة على ذلك. لكنهم ما زالوا يأملون في العثور على إشارة طول العمر إذا قارنوا الأشخاص المصابين بالمتلازمة مع أشقائهم غير المصابين.

الودانة من أستراليا

ومن الإكوادور والبرازيل إلى أستراليا وجد رافي سافاريرايان عالم الوراثة السريرية والباحث في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في ملبورن أستراليا وزملاؤه في البحث المنشور في مجلة نيتشر Nature في 30 أغسطس (آب) 2023 نتائج مماثلة للمرضى الذين يعانون من نوع آخر من التقزم يسمى الودانة achondroplasia، وهو اضطراب في نمو العظام يؤدي إلى التقزم بسبب طفرة جينية في الذراعين والساقين.

وهذا هو الشكل الأكثر شيوعاً لقِصَر القامة للبالغين الذين يقل طولهم عن 1.5 متر. ويستطيع جميع الأطفال المصابين بالودانة تقريباً أن يعيشوا حياة كاملة وصحية بعد التشخيص. وكان الأمر مثيراً للاهتمام في التشابه بين الحالتين، أي المصابين بمتلازمة لارون والمصابين بتقزم الودانة.

رصد وتمييز الجينات

ويضيف فالتر لونغو أن العمل الحالي مهم في المساعدة على تمييز الجينات والمسارات التي قد توفر الحماية ضد أمراض القلب والأوعية الدموية. ويقول إن تحديد هذه الجينات له أهمية حاسمة بالنسبة للتدخلات الغذائية أو الدوائية في المستقبل، كما يأمل أن تلهم النتائج الأخيرة تطوير استراتيجيات جديدة للوقاية من هذه الأمراض لدى الأشخاص الذين لا يعانون من هذه الحالة، وربما تطوير دواء عن طريق الفم لخفض مستويات عامل النمو الشبيه بالإنسولين عن طريق استهداف مستقبل هرمون النمو.

وتمتد الآثار المحتملة لهذه النتائج إلى ما هو أبعد من متلازمة لارون، مما يثير الاهتمام بفهم الآليات الجينية والجزيئية الأساسية التي توفر الحماية ضد أمراض القلب والأوعية الدموية. ويأمل الباحثون في الاستفادة من هذه المعرفة لتطوير استراتيجيات جديدة للوقاية من تلك الأمراض لدى عامة السكان مثل استهداف مستقبلات هرمون النمو لتنظيم مستويات عامل النمو الشبيه بالإنسولين.

بالإضافة إلى ذلك تُبذل الجهود لدعم الأفراد المصابين بمتلازمة لارون من خلال التدخلات الطبية والعلاجات التي تهدف إلى تحسين صحتهم العامة ونوعية حياتهم. وتشمل هذه المبادرات الدعوة إلى الوصول إلى علاج عامل النمو الشبيه بالإنسولين واستكشاف الأساليب الغذائية وتوفير الرعاية الطبية للأفراد المصابين بالمتلازمة.

ويعدُّ هذا الاكتشاف دليلاً حاسماً يشير إلى الحماية من الأمراض الرئيسية المرتبطة بالعمر بين الأفراد المصابين بمتلازمة لارون، وتؤكد الدراسة على أهمية الحالات الوراثية النادرة؛ مثل متلازمة لارون في الكشف عن رؤى حول صحة الإنسان والأمراض، مع إمكانية توجيه استراتيجيات علاجية جديدة وتحسين نتائج المرضى.


جهاز استشعار بيولوجي صيني صغير يكشف أسرار العرق

رسم توضيحي لعمل أجهزة استشعار العرق:
a - جهاز استشعار العرق المفرز من الغدد العرقية
b - تحليل مكونات العرق البيولوجية
رسم توضيحي لعمل أجهزة استشعار العرق: a - جهاز استشعار العرق المفرز من الغدد العرقية b - تحليل مكونات العرق البيولوجية
TT

جهاز استشعار بيولوجي صيني صغير يكشف أسرار العرق

رسم توضيحي لعمل أجهزة استشعار العرق:
a - جهاز استشعار العرق المفرز من الغدد العرقية
b - تحليل مكونات العرق البيولوجية
رسم توضيحي لعمل أجهزة استشعار العرق: a - جهاز استشعار العرق المفرز من الغدد العرقية b - تحليل مكونات العرق البيولوجية

كل أجسادنا تتعرق، فالعرق يلعب دوراً رئيسياً في التحكم بدرجة حرارة الجسم، عن طريق تبريد الجلد عبر التبخر. إلا أن بإمكانه كذلك حمل الأملاح والجزيئات الأخرى خارج الجسم عبر هذه العملية.

العرق مؤشر الصحة

في العصور الوسطى، كان الناس في أوروبا يلعقون الأطفال الرضع، وإذا وجدوا الجلد مالحاً، كانوا يعدّون ذلك مؤشراً على أن ثمة مرضاً خطيراً محتملاً. ونعلم اليوم أن الجلد المالح يمكن أن يكون مؤشراً على التليف الكيسي.

ويواصل العلماء حتى يومنا هذا، دراسة كيف يمكن للمواد الموجودة في العرق أن تكشف عن تفاصيل حول صحة الفرد. وفي كثير من الأحيان، يتعين عليهم الاعتماد على جمع عينات من الأشخاص في أثناء ممارسة تمارين رياضية شاقة، بهدف الحصول على عينات كبيرة كافية للتحليل.

لصقة استشعار بيولوجيالآن، طور باحثون في معهد هاربين للتكنولوجيا في الصين نظام استشعار يمكن ارتداؤه، بحيث يتولى جمع ومعالجة كميات صغيرة من العرق، مع الرصد المستمر. وأطلقوا على التصميم اسم «رقعة لاصقة إلكترونية نانوية ذكية من الغرافين متصلة بالجلد» skin - interfaced intelligent graphene nanoelectronic، أو «إس آي جي إن» «ساين» SIGN على سبيل الاختصار.

ونشر الباحثون نتائج دراستهم بدورية «المواد الوظيفية المتقدمة» Advanced Functional Materials. وذكرت مجلة «معهد المهندسين الكهربائيين الأميركيين أن رقعة استشعار «ساين» اللاصقة تعتمد على ثلاثة مكونات منفصلة لإنجاز مهمتها.

- أولاً: يجب نقل العرق من الجلد إلى غرف ميكروفلويدية (لتجميع أصغر الجزيئات السائلة الميكرووية).

- ثانياً: يتولى غشاء خاص إزالة الشوائب من السائل.

- وأخيراً، يجري نقل السائل إلى مستقبل بيولوجي يمكن ضبطه لاكتشاف أنواع المستقلبات (أي عناصر الاستقلاب أو التمثيل الغذائي داخل الجسم) المختلفة.

ويعتمد نظام النقل على مزيج من المواد المحبة للماء (أي الجاذبة للماء)، والمواد الكارهة للماء (الطاردة للماء). ويمكن لهذا النظام تحريك المحاليل المائية على طول قنوات دقيقة، حتى ضد حركة الجاذبية. ويتيح ذلك نقل عينات صغيرة بدقة، بغض النظر عن اتجاه الجهاز.

يجري نقل السائل إلى «غشاء يانوس» (وهو غشاء نانوي)، حيث يجري حجب الشوائب، ما يعني أن العينة التي تصل إلى المستشعر من المحتمل أن تقدم نتائج دقيقة.

وأخيراً، يصل العرق المنقى إلى جهاز استشعار بيولوجي مرن وهو مستشعر الغرافين، الذي يجري تنشيط عمله بواسطة إنزيمات مصممة لاكتشاف العلامة الحيوية المطلوبة. وبهذا يمكن التوصل إلى النتيجة بعد قياس العلامة البيولوجية في العينة بدقة.

قياسات مستمرة

من بين السمات المثيرة في رقعة «ساين»، قدرتها على توفير قياسات مستمرة. واختبر الباحثون الجهاز عبر دورات متعددة من العينات التي تحمل تركيزات معروفة من العلامة البيولوجية المستهدفة، وجاءت نتائجه بعد نحو خمس دورات على ذات المستوى من الدقة مثل نتائجه بعد دورة واحدة فقط. وتوحي هذه النتيجة بأنه يمكن ارتداؤه لفترة طويلة دون الحاجة إلى استبداله.

يمكن أن توفر القياسات المستمرة بيانات طولية مفيدة.

ومع ذلك، أوضحت تيس سكايرمي، كبيرة محللي التكنولوجيا في شركة الأبحاث «آي دي تيكس»، أن الأجهزة المستمرة يمكن أن يكون لها معدلات متفاوتة عند أخذ العينات. وأشارت إلى أن الأجهزة تحتاج كذلك إلى تحسين «عمر البطارية والمعايرة ودقة البيانات».

وقد ركز الباحثون الصينيون على اللاكتات lactate، وهو مستقلب يمكن استخدامه لتقييم مستويات ممارسة الشخص للتمارين الرياضية والشعور بالإجهاد، بوصفه المؤشر الحيوي الأولي الذي يجب رصده. ولهذه الوظيفة أهمية خاصة للرياضيين، لكن يمكن كذلك الاستفادة منها لمراقبة الحالة الصحية للعاملين في الوظائف التي تتطلب نشاطاً بدنياً شاقاً، خاصة في ظروف العمل الخطرة أو القاسية.

كما طور الباحثون حزمة لضم جهاز الاستشعار داخلها، مصممة لتقليل استهلاك الطاقة، باستخدام وحدة تحكم دقيقة منخفضة الطاقة. وتتضمن كذلك شريحة اتصالات عبر تقنية «بلوتوث» لنقل البيانات لا سلكياً من رقعة «ساين» اللاصقة. ويتيح التصميم ساعتين من الاستخدام المتواصل دون شحن، أو ما يصل إلى 20 ساعة في وضع الاستعداد.

وما يلفت الانتباه في هذا الشأن أن الخبراء ليسوا كلهم مقتنعين بأن المؤشرات الحيوية الموجودة في العرق يمكن أن توفر بيانات صحية دقيقة. ويقول جيسون هيكنفيلد، مدير مختبر «نوفيل ديفايس لاب» في جامعة سينسيناتي الأميركية، الذي تركز أبحاثه على أجهزة الاستشعار الحيوي القابلة للارتداء المعنية بالعرق وصولاً إلى السائل الخلالي بين الأوعية الدموية والخلايا، أن «الغلوكوز واللاكتات في العرق أقل جودة عن القياسات الأخرى التي يمكن إجراؤها بالاعتماد على السائل الخلالي باستخدام أجهزة مثل تلك المستخدمة في مراقبة الغلوكوز».


مزايا تنافسية تُمكن مصر من استدامة «الاستزراع المائي» للأسماك

مصر تعد أكبر منتج للاستزراع السمكي في البحر المتوسط (رويترز)
مصر تعد أكبر منتج للاستزراع السمكي في البحر المتوسط (رويترز)
TT

مزايا تنافسية تُمكن مصر من استدامة «الاستزراع المائي» للأسماك

مصر تعد أكبر منتج للاستزراع السمكي في البحر المتوسط (رويترز)
مصر تعد أكبر منتج للاستزراع السمكي في البحر المتوسط (رويترز)

يعدُّ قطاع «الاستزراع المائي»، مساهماً رئيسياً في الإنتاج السمكي بمصر، حيث شهد توسعاً وتطويراً كبيرين في السنوات الأخيرة ونمواً سريعاً وزيادة في الإنتاج، الأمر الذي شجع باحثين على تقديم مقترحات علمية لتطويره واستدامته.

ويُعدُّ الاستزراع المائي خياراً مثالياً لسد الفجوة بين إنتاج واستهلاك الأسماك في مصر التي تعد المنتج الرئيسي لتربية الأحياء المائية في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وتتميز مصر بوفرة مواقع الأحواض الترابية الساحلية المستخدمة في تربية أسماك مثل «القاروص والدنيس واللوت»، حيث تحتل أسماك الدنيس والقاروص مكانة بارزة في صناعة الاستزراع المائي بالاتحاد الأوروبي، وتأتي في المرتبة الثانية بعد السلمون.

ريادة في الاستزراع السمكيوكشفت دراسة مصرية، أن مصر تعد أكبر منتج للاستزراع السمكي في البحر المتوسط وتتميز بمرتبة متقدمة عالمياً في إنتاج الأسماك البحرية، حيث تحتل المرتبة الأولى في إنتاج سمك اللوت، والثالثة عالمياً في إنتاج القاروص والدنيس، ورغم هذا التميز، يفتقر القطاع لوجود خطة استراتيجية لتطويره.

وسلطت دراسة نُشرت بعدد أبريل (نيسان) الماضي، من دورية «Marine Policy» الضوء على التقدم الذي أحرزته مصر في قطاع الاستزراع المائي البحري والتحديات التي يواجهها.

مصر تحتل الثالثة عالمياً في إنتاج القاروص والدنيس (الدكتور محمود عبد الهادي)

واستخدم الباحثون بيانات من خبراء في المجال، بما في ذلك مزارعو الأسماك البحرية والأكاديميون والمسؤولون، وتم تحليلها كميّاً باستخدام أدوات التخطيط الاستراتيجي للمساعدة في تحديد وترتيب العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة على القطاع، وقُدمت مقترحات علمية لتعزيز الاستدامة في هذا المجال.

يقول الدكتور محمود عبد الهادي، خبير اقتصاديات الموارد السمكية والباحث الرئيسي للدراسة، لـ«الشرق الأوسط»، إن مصر تعدُّ من الدول الرائدة في مجال الاستزراع السمكي عالمياً، ولديها فرص واعدة لنمو واستدامة هذا القطاع.

وأشار إلى أن الاستزراع المائي يشكل نحو 79 في المائة من الإنتاج السمكي المصري، وأن مصر تعدُّ أكبر منتج للأسماك من الاستزراع في أفريقيا بنسبة 68 في المائة من إجمالي إنتاج القارة، وتحتل المرتبة السابعة عالمياً بإنتاج 1.6 مليون طن في عام 2021.

ويوفر هذا القطاع العديد من فرص العمل، حيث يسهم إنتاج كل 100 طن من الاستزراع المائي في توفير نحو 19.56 فرصة عمل، مضيفاً أن الغالبية العظمى من إنتاج الاستزراع السمكي تأتي من أسماك المياه العذبة مثل البلطي والبوري، بينما يأتي نحو 6 في المائة فقط من الإنتاج من استزراع الأسماك البحرية مثل القاروص والدنيس واللوت.نقاط القوة والتحدياتوتبرز الدراسة أن مصر تمتلك عدة نقاط قوة في قطاع الاستزراع المائي، منها الميزة التنافسية في أسعار أسماك اللوت، والقدرة على تمديد موسم التربية لأسماك القاروص والدنيس لأكثر من عام دون مخاطر البرد الشديد في الشتاء، مما يوفر لمصر ظروفاً تنافسية تفوق منافسيها مثل تركيا واليونان.

الاستزراع المائي يُعدُّ الخيار المثالي لسد الفجوة بين إنتاج واستهلاك الأسماك في مصر (الدكتور محمود عبد الهادي)

وأشار عبد الهادي إلى أن هذه المزايا تمكّن المزارعين المصريين من تحقيق أوزان تسويقية تتجاوز كيلوغرام للقاروص، وهو ما يُمثل ضِعف الوزن الشائع بالأسواق الأوروبية، مما يعطي مصر فرصة لتحقيق مكاسب كبيرة، خاصة خلال موسم عيد الميلاد، حيث يزداد الطلب على الأسماك الكبيرة.مع ذلك، يواجه قطاع الاستزراع المائي في مصر تحديات عديدة تحتاج لمعالجة، تشمل الاعتماد على مصادر تغذية غير مستدامة مثل استخدام الأسماك والجمبري الصغير غير المخصص للاستهلاك الأدمي، وارتفاع أسعار الأعلاف السمكية. كما تشمل التحديات سوء جودة المياه والاعتماد على زريعة مجمعة من المصايد، بالإضافة إلى التأثيرات الناتجة عن التغيرات المناخية والمنافسة القوية من دول أخرى مثل تركيا واليونان.

حلول مقترحةوقدم الباحثون مقترحات علمية لتعزيز القطاع واستدامته تشمل الحفاظ على التسعير التنافسي لأسماك اللوت، والتركيز على إنتاج القاروص والدنيس بأحجام كبيرة، وتحسين الإنتاجية من خلال التوسع الرأسي وتدريب المزارعين. كما تضمنت الخطة تطوير مصادر تغذية بديلة واستخدام زريعة المفرخات، بالإضافة لاغتنام الفرص لتلبية متطلبات السوق الأوروبية وتطوير استراتيجيات التصدير لأوروبا والشرق الأوسط. وتشمل الخطة أيضاً التخفيف من التهديدات عبر الامتثال للوائح التجارة الدولية لضمان الوصول للأسواق العالمية وتنفيذ ممارسات مستدامة لمواجهة التلوث وتغير المناخ.


لماذا لا نستطيع رؤية الجانب البعيد من القمر؟

لماذا لا نستطيع رؤية الجانب البعيد من القمر؟
TT

لماذا لا نستطيع رؤية الجانب البعيد من القمر؟

لماذا لا نستطيع رؤية الجانب البعيد من القمر؟

من الأرض، يبدو كما لو أن القمر لا يدور على الإطلاق، لكنه يدور حول محوره، تمامًا كما تفعل الأرض. ومع ذلك، فإن القمر مقفل المدى على كوكبنا. وهذا يعني أن القمر يستغرق وقتًا طويلاً للدوران حول محوره كما هو الحال في الدوران حول الأرض حوالى شهر واحد. حيث يحدث قفل المد والجزر نتيجة للجاذبية بين جسمين سماويين.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال روبرت تايلر عالم المحيطات الفيزيائي بمركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) «إن التجاذب بين القمر والأرض يشوه كلا الجسمين ويمتدهما قليلا نحو بعضهما البعض، في شكل يشبه كرة القدم الأميركية». مضيفا «سيكون هذا هو الشكل إذا تمكنت جميع السوائل والمواد الصلبة من الاستجابة بشكل فوري». وذلك وفق ما ذكر موقع «لايف ساينس» العلمي.

لكن السوائل والمواد الصلبة التي يتكون منها القمر والأرض لا يمكنها الاستجابة بشكل فوري. وعندما يسحب الجسمان بعضهما البعض، فإنهما يخلقان احتكاكًا يؤدي إلى إبطاء دورانهما.

هل ستفقد الأرض قمرها يومًا ما؟

ويشرح تايلر «ان القمر يسحب المحيط، لذلك يحاول جزء من المحيط الانتشار بطريقة من شأنها، من الناحية المثالية، أن تخلق انتفاخًا يبقى تحت القمر مباشرة. لكن المد والجزر يمتد عبر قاع البحر ويحاول الالتفاف حول القارات؛ ويستغرق الأمر وقتًا وطاقة لتحريك انتفاخ المد والجزر؛ استجابةً لحركة القمر حول كوكبنا».

ويحدث الشيء نفسه عندما تتحرك الصخور على القمر استجابةً لسحب الأرض. وفق ما يقول ماتيجا تشوك عالم الديناميكية المدارية بمعهد SETI. مؤكدا ان «الصخور ليست مرنة. وعندما يتم ثنيها سيتم استهلاك الطاقة. لذا يجب أن تأتي الطاقة من مكان ما، فهي تأتي من دوران الجسم، فيتباطأ دوران القمر بالنسبة للأرض، حتى يصل في النهاية إلى الصفر».

القمر يبطئ دوران الأرض

ويبين تايلر أنه قبل نصف مليار سنة، ربما كان يوم الأرض يبلغ 21 ساعة. فإذا أُعطي ما يكفي من الوقت، يمكن للقمر أن يبطئ دوران كوكبنا بدرجة كافية بحيث يصبح مقيدًا مديًا للقمر، ولن يتمكن سوى جانب واحد من كوكبنا من رؤية القمر. لكن هذا لن يحدث قبل 50 مليار سنة أخرى؛ أي بعد فترة طويلة من موت الشمس بعد حوالى 5 مليارات سنة من الآن.

وعلى الرغم من أننا لن نتمكن أبدًا من رؤية الجانب البعيد من القمر مباشرة من الأرض، إلا أن المركبات الفضائية قامت بتصويره؛ فقد التقطت المركبة الفضائية السوفيتية (لونا 3) الصور الأولى للجانب البعيد من القمر عام 1959. ومنذ ذلك الحين، التقطت العديد من المركبات الفضائية الأخرى صورًا للجانب البعيد من القمر، بما في ذلك المركبة الفضائية Lunar Reconnaissance Orbiter التابعة لناسا والمركبة الصينية Chang'e 4، وهي أول مركبة فضائية تهبط على الجانب البعيد من القمر.

جدير بالذكر، ان الصور تُظهر أن الجانب البعيد من القمر مغطى بالحفر، ويحتوي على عدد أقل من البقع الداكنة الكبيرة مقارنة بالجانب القريب. ومع وجود عدد أقل من الحفر، يصعب تحديد الأشكال التي قد تتشكل بالجانب البعيد منه. لكن لا يزال هناك الكثير مما يمكن رؤيته.