فستان يقرأ أفكارك ويعبر عن مزاجك ومشاعرك

موضة ملابس «ترصد ما في العقول»

فستان «سكرين دريس» بست شاشات لرصد الأفكار
فستان «سكرين دريس» بست شاشات لرصد الأفكار
TT

فستان يقرأ أفكارك ويعبر عن مزاجك ومشاعرك

فستان «سكرين دريس» بست شاشات لرصد الأفكار
فستان «سكرين دريس» بست شاشات لرصد الأفكار

الموضة هي شكل من أشكال التعبير، فهي تسمح لنا بالتعبير عن هويتنا أو ما نشعر به. ولكن ماذا لو كان من الممكن أن تساعد على إيصال ما يدور في أذهاننا؟.

ملابس «تقرأ الأفكار»

صممت أنوك ويبريشت، المصممة الهولندية المهووسة إلى حد ما بصنع «الملابس التي تقرأ العقول»، فستاناً أبيض مستقبلياً ذا مظهر غريب مغطى بما يشبه مُقل (حدقات) العيون، يُطلق عليه اسم «سكرين دريس (ScreenDress)» (فستان المسح الفكري)، وهو مصمم لمساعدة مرتديته على التعبير عن كيفية تغير «حملها المعرفي» (أي كل محتويات أفكارها) على مدار اليوم. يشير مصطلح «الحمل المعرفي» إلى مقدار ما يعالجه دماغك من أفكار في أي لحظة.

على مدار اليوم، نتلقى باستمرار معلومات ومشتتات تبعدنا عن المهمة التي بين يدينا، إذ وبينما تحاولين الاستعداد للعمل في الصباح، يطلب منك طفلك تناول وجبة الإفطار، ويرن هاتفك، بينما يعمل التلفزيون في الخلفية. إنه أمر كثير يجب استيعابه. وعندما يكون عقلك مثقلاً، يمكن أن يؤدي ذلك إلى التوتر والتعب والإحباط.

المشكلة هي أن كثيراً منا لا يدرك تماماً حجم أعبائه المعرفية. وهذا يجعل من الصعب أن نعبّر للآخرين عن حجم ما نتعامل معه، ومدى قصر محفزاتنا.

عندما تكون مرتدية الفستان مرهقة عقلياً تتوسع شاشة حدقة العين

عيون شاشات تعكس المزاج

اعتقدت ويبريشت أن الموضة المشبعة بالتكنولوجيا يمكن أن تقدم حلاً. وتقول: «يمكن للأزياء أن تساعد مرتديتها على التواصل مع الأخريات حول ما يجري داخلهن».

ويتميز فستان «سكرين دريس» بقطعة عنق تحتوي على 6 شاشات مستديرة تبدو وكأنها عيون صغيرة، مع قزحية وبؤبؤ العين. وترتبط قطعة العنق بعصابة رأس ترتديها المستخدمة، تتتبع موجات الدماغ. وتستخدم عصابة الرأس، التي تصنعها شركة التكنولوجيا «جي تك (G Tec)»، بيانات من الدماغ لتقدير الحمل المعرفي. وبدورها تقوم المصممة أنوك ويبريشت بتصور هذه البيانات على شاشات العرض.

وعندما تكون السيدة التي ترتدي الفستان مثقلة أو مرهقة عقلياً، تتوسع حدقة العين بشكل أوسع وأوسع. وعندما يكون لديها حمل معرفي معقول، تنقبض الحدقات. وتقول ويبريشت إنها اختارت تصور الحمل المعرفي في البؤبؤ؛ لأن البشر يميلون إلى إظهار أحمالهم المعرفية في أعينهم، حتى لو لم نكن ندرك تماماً أننا نفعل ذلك. وتقول: «لقد اعتدنا على النظر إلى حدقة العين، ويمكننا أن نقيّم بسرعة مدى توسعها أو انقباضها».

فستان بمكونات إلكترونية

إلى جانب دمجها بالتكنولوجيا، استخدمت المصممة أحدث التقنيات لإنشائها بالفعل. فقد تعاونت مع شركة «إتش بي (HP)» لطباعة الثوب ثلاثي الأبعاد، باستخدام نوع من النايلون خفيف الوزن، لكنه قوي أيضاً بما يكفي لحمل المكونات الإلكترونية.

في الوقت الحالي، يعدّ الفستان مفاهيمياً، وهو شكل من أشكال فن الأداء. لكن ويبريشت تقول إن الهدف منه هو استلهام الأفكار حول كيف يمكن للأزياء أن تساعدنا على التغلب على ضغوط الحياة اليومية.

إذا كانت ملابسك تعكس، بطريقة أو بأخرى، حملك المعرفي لمن حولك، فقد يساعد ذلك على تخفيف التوترات في علاقتك. إذا رأى شريكك أنك تتعاملين مع عبء عمل عقلي ثقيل، فقد يختار تأجيل محادثة صعبة إلى وقت أفضل. إذا تمكّن زملاؤك في العمل من إخبارك بأنك مثقلة بالأعباء، فقد يختارون لحظة مختلفة لمشاركة ما فعلوه في إجازتهم.

وتضيف ويبريشت: «إن العالم في خضم أزمة تتعلق بالصحة العقلية... لقد اعتدنا على إخفاء ضغوطنا. ولكن ماذا لو تمكّنا من التعبير عن التوتر بدلاً من ذلك، وتمكين بقية العالم من التكيف مع حالتنا العقلية؟».

مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

«غوغل» تعزز تجربة زوار ومتابعي أولمبياد باريس عبر تقنيات وتحديثات خاصة

تكنولوجيا تقدم «غوغل» التحديثات في الوقت الفعلي والخرائط التفاعلية وخدمات البث ومساعدي الذكاء الاصطناعي لمتابعي الأولمبياد (غوغل)

«غوغل» تعزز تجربة زوار ومتابعي أولمبياد باريس عبر تقنيات وتحديثات خاصة

بمساعدة التكنولوجيا المتقدمة والمنصات الرقمية لـ«غوغل»، يمكن لمشجع أولمبياد باريس في جميع أنحاء العالم البقاء على اتصال واطلاع طوال المباريات.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا «كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (شاترستوك)

«كراود سترايك»: 97 % من أجهزة استشعار «ويندوز» عادت للعمل

بعد أسبوع من الأزمة المعلوماتية العالمية التي تسببت بها، أعلنت «كراود سترايك» عودة 97 في المائة من أجهزة استشعار «ويندوز» للعمل.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا من السهل على مجرمي الإنترنت اعتراض أو فك تشفير أو اختراق البيانات التي يتم نقلها عبر شبكات الـ«واي فاي» المجانية (شاترستوك)

25 % من شبكات الـ«واي فاي» المجانية في أولمبياد باريس غير آمنة

يلعب توافر نقاط الـ«واي فاي» المجانية دوراً مهماً، وخاصة أثناء الأحداث العامة الكبيرة، لكنها تطرح مخاطر التهديدات الإلكترونية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص ينتظر أن يشهد أولمبياد باريس عشرة أضعاف الحوادث السيبرانية التي استهدفت أولمبياد طوكيو (شاترستوك)

خاص 4 مليارات حادث سيبراني متوقع في أولمبياد باريس

فريق «استخبارات التهديدات» والذكاء الاصطناعي في طليعة أسلحة أول مركز موحد للأمن السيبراني في تاريخ الأولمبياد.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يمكن أن يسهّل التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يتقدموا بسرعة العلاج في الوقت المناسب والمراقبة الدقيقة (شاترستوك)

الذكاء الاصطناعي أكثر دقة بـ3 مرات في التنبؤ بتقدم مرض ألزهايمر

ابتكر باحثون بجامعة كمبردج نموذجاً للتعلم الآلي يمكنه التنبؤ بتطور مشاكل الذاكرة والتفكير الخفيفة إلى مرض ألزهايمر بدقة أكبر من الأدوات السريرية.

نسيم رمضان (لندن)

في زمن السياحة الفضائية... مخاطر صحية خارج عالمنا حتى للزيارات القصيرة

الذهاب إلى الفضاء يغيرك (ناسا)
الذهاب إلى الفضاء يغيرك (ناسا)
TT

في زمن السياحة الفضائية... مخاطر صحية خارج عالمنا حتى للزيارات القصيرة

الذهاب إلى الفضاء يغيرك (ناسا)
الذهاب إلى الفضاء يغيرك (ناسا)

مع الحديث عن السياحة الفضائية، يقال إن الذهاب إلى الفضاء يغيرك، والفكرة هي أن الناس يحصلون على منظور جديد عن رؤية عالمنا من الأعلى يطلق عليه تأثير النظرة العامة.

لكن مشروعاً جديداً يقدم أدلة حول كيفية تغيير رحلات الفضاء لأجسامنا أيضاً، إذ قام «Space Omics»، والأطلس الطبي (SOMA) بقياس التأثيرات، وفق تقرير نشره موقع «ساينس نيوز إكسبلورز».

ودرس الباحثون تأثيرات رحلات الفضاء على الصحة منذ فجر عصر الفضاء. وبحثوا في تأثيرات انعدام الوزن، والإشعاع الفضائي، وغيرهما من الظروف خارج هذا العالم، عندما انطلق الناس إلى مدار أرضي منخفض، وقضوا أحياناً أشهراً هناك.

وتشمل المشكلات المعروفة تفتت العظام، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، ولكن ظهرت علامات ضعف البصر وهبوط في أنواع معينة من أنسجة المخ، وقد تضعف المناعة، وتتغير المفاتيح التي تشغل الجينات.

ما لم يكن دائماً واضحاً ما قد يتغير على المستوى الجزيئي. وأعرب «سوما» عن أمله في معرفة ذلك.

تظهر النتائج الأولية التي توصّل إليها «سوما» على شكل سلسلة من 30 ورقة بحثية، تم نشرها في 11 يونيو (حزيران) في مجلة «نايتشر» التي تشكّل بالفعل أكبر قاعدة بيانات منشورة في مجال طب الفضاء وبيولوجيا الفضاء.

ويجب أن يخضع رواد الفضاء المحترفون العاملون لدى وكالات الفضاء الحكومية لاختبارات صارمة للكشف عن المشكلات الصحية المحتملة، ولهذا السبب تعدّ بيانات «سوما» مهمة جداً، خصوصاً مع وجود تحول كبير في رحلات الفضاء مع ظهور السياحة الفضائية التجارية.

الفضاء يغيّر الحمض النووي

ولعل أشهر دراسة طبية حيوية طويلة الأمد أجرتها وكالة «ناسا» شملت توائم متماثلة.

ووفق الدراسة تدَّرب كل من سكوت ومارك كيلي بوصفهما رائدَي فضاء، وأمضى سكوت 340 يوماً في محطة الفضاء الدولية، بعد ذلك، نظر الباحثون في كيفية تأثير ذلك في وظائف الأعضاء، والتعبير الجيني، والجهاز المناعي، والتفكير العقلي. ولفهم أي تغييرات بشكل أفضل، قاموا بمقارنة هذه الميزات بتلك الموجودة في مارك، التوأم الذي بقي على الأرض.

إحدى النتائج الرائعة هي أن السفر إلى الفضاء أدى إلى إطالة التيلوميرات الخاصة بسكوت، وهي أجزاء قصيرة من الأحماض النووية المتكررة موجودة في نهايات الحمض النووي الخاص بنا، وهي تعمل نوعاً ما مثل الغطاء الموجود على رباط الحذاء، وتحمي خيوط الحمض النووي لدينا. ومع انقسام الخلايا، تقصر التيلوميرات، وهذا التغيير مرتبط عموماً بالشيخوخة.

فهل إقامة سكوت في الفضاء جعلت جسده يبدو أصغر سناً؟ لا، في الواقع، قد يؤدي تغيير التيلومير إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان.

ماذا وجد «سوما»؟

تظهر بيانات «سوما» أنه حتى بضعة أيام في الفضاء يمكن أن تؤدي إلى تغييرات جينية. في الواقع، لم تختلف التغييرات قصيرة المدى كثيراً عن تلك التي شوهدت خلال المهمات الأطول.

كما هي الحال مع سكوت كيلي، أصبحت التيلوميرات الخاصة بطاقم «Inspiration4» أطول خلال رحلتهم.

وقالت إيليا أوفيربي من جامعة أوستن في تكساس، وتدرس التأثيرات الصحية لرحلات الفضاء: «على الرغم من بقائهم هناك لمدة 3 أيام فقط، فإننا في الواقع مازلنا قادرين على رؤية التأثير الدراماتيكي جداً»، وبمجرد عودتهم إلى الأرض، عادت أطوال غطاء الحمض النووي الخاصة بهم إلى وضعها الطبيعي.

كما اتبعت عديد من التغيرات الجزيئية الأخرى أنماطاً مشابهة لتلك الموجودة في دراسة التوائم. ويبدو أنها تتحرك في أثناء الرحلات الفضائية، بغض النظر عن طولها. ثم عادوا إلى حد كبير إلى خط الأساس بمجرد عودة المسافرين إلى الأرض.

ماذا تعني هذه البيانات لصحة رائد الفضاء؟

هذا ليس واضحاً، خاصة عند التفكير في الفترات الزمنية الطويلة لمهمة المريخ، أو الإقامة في قاعدة قمرية. والعدد الإجمالي للأشخاص الذين يذهبون إلى الفضاء لا يزال صغيراً. ففي نهاية المطاف، تحمل كل مهمة خاصة جديدة طاقماً مكوناً من 4 أفراد فقط.

ومع ذلك، تعتزم «أوفربي» وفريقها أن يصبح «سوما» مركزاً للبيانات الصحية في المهمات التجارية والحكومية المأهولة.