ابتكار تكنولوجيا جديدة لإنتاج الوقود النووي

ابتكار تكنولوجيا جديدة لإنتاج الوقود النووي
TT

ابتكار تكنولوجيا جديدة لإنتاج الوقود النووي

ابتكار تكنولوجيا جديدة لإنتاج الوقود النووي

تعمل شركة «روس آتوم» الروسية على تطوير تكنولوجيات للانتقال إلى نظام طاقة تنافسي يعتمد على دورة الوقود النووي المغلقة التي تستخدم وقودا مختلطا من اليورانيوم والبلوتونيوم. إذ انه بفضل هذه التكنولوجيا سيكون من الممكن حل إحدى المشاكل الرئيسية لصناعة الطاقة النووية الحالية المتعلقة بالاحتياطيات المحدودة من اليورانيوم الطبيعي، وذلك وفق ما نقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية.

وتتمثل الطريقة الرئيسية التي تستخدم حاليا في إنتاج وقود اليورانيوم والبلوتونيوم المختلط في الخلط الميكانيكي لثاني أكسيد اليورانيوم ومساحيق ثاني أكسيد البلوتونيوم، ثم يتم تصنيع أقراص من الوقود. بينما يقول الخبراء إن هذه الطريقة لها عيوب عديدة.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال سيرغي فينوكوروف نائب مدير معهد «فيرنادسكي» للكيمياء الجيولوجية التحليلية لدى أكاديمية العلوم الروسية «إن فصل البلوتونيوم النقي يتناقض مع مفهوم عدم انتشار المواد الانشطارية. ومع ممارسة تلك التكنولوجيا يصعب تحقيق توزيع متجانس للبلوتونيوم في كتلة من ثاني أكسيد اليورانيوم، ما قد يؤدي في آخر المطاف إلى احتراق الوقود غير المتجانس نتيجة إطلاق الحرارة المحلية وإطلاق الغاز وظهور المشاكل في إذابة الوقود النووي المستهلك».

ويمكن الحصول على خليط أكثر تجانسا من ثاني أكسيد اليورانيوم والبلوتونيوم على أساس العملية المستخدمة في الصناعة النووية لفصل ثاني أكسيد اليورانيوم عن راسبات ثلاثي كربونات الأمونيوم، لكن العلماء لاحظوا أنه تتشكل في هذه العملية نتيجة لغسل الرواسب كمية كبيرة من النفايات المشعة السائلة.

من أجل ذلك، اقترح باحثو المعهد طريقة بديلة للإنتاج المباشر لمزيج من اليورانيوم وثاني أكسيد البلوتونيوم من محلول حمض النيتريك باستخدام إشعاع الميكروويف.

وتعتمد الطريقة الجديدة على الخصائص العازلة لليورانيوم القادر على امتصاص إشعاع الميكروويف بشكل مكثف وتسخينها إلى درجات حرارة عالية تصل الى 1700-1800 درجة مئوية، بما في ذلك التلبيد اللاحق والحصول على وقود نووي خزفي على شكل أقراص. علما ان الطريقة الجديدة لا تتطلب إدخال كواشف إضافية وتساعد على جعل عملية تصنيع الوقود آمنة.

وفي هذا الاطار، يخطط متخصصو المعهد في المستقبل لاختيار الأنماط المثلى للمراحل التكنولوجية التي يتم تنفيذها باستخدام إشعاع الميكروويف بدءا من الحصول على خليط من ثاني أكسيد اليورانيوم والبلوتونيوم وانتهاء بتصنيع أقراص الوقود.


مقالات ذات صلة

السعودية تسجل 44 % انخفاضاً في الهجمات الإلكترونية حتى نوفمبر مقارنة بـ2023

تكنولوجيا تعمل استراتيجيات مثل الأمن متعدد الطبقات واستخبارات التهديدات المتقدمة على تعزيز دفاعات الشركات السعودية (شاترستوك)

السعودية تسجل 44 % انخفاضاً في الهجمات الإلكترونية حتى نوفمبر مقارنة بـ2023

تواجه السعودية التحديات السيبرانية باستراتيجيات متقدمة مع معالجة حماية البيانات وأمن السحابة وفجوات مواهب الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تتضمن الاتجاهات الرئيسة لعام 2025 الاستعداد الكمومي وممارسات الأمن السيبراني الخضراء والامتثال (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

«بالو ألتو نتوركس» تشرح لـ«الشرق الأوسط» تأثير المنصات الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على مستقبل الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق الاختبارات المعملية أظهرت أن الطريقة الجديدة حسّنت الخصائص الميكانيكية للخرسانة (جامعة نانيانغ التكنولوجية)

خرسانة مطبوعة ثلاثية الأبعاد تمتص ثاني أكسيد الكربون

طوّر علماء من جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة طريقة جديدة لطباعة الخرسانة ثلاثية الأبعاد، تجعلها قادرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تسمح لك ميزة «Image Playground» بالدمج بين الذكاء الاصطناعي وسهولة الاستخدام (أبل)

كل ما تحتاج إلى معرفته عن ميزة «Image Playground» في «iOS 18.2»

تُمثل «Image Playground» قفزة نوعية في مجال الإبداع البصري؛ حيث تدمج بين الذكاء الاصطناعي وسهولة الاستخدام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

«البيانات الاصطناعية» الوقود السري الذي يقود ثورة الذكاء الاصطناعي

«البيانات الاصطناعية» الوقود السري الذي يقود ثورة الذكاء الاصطناعي
TT

«البيانات الاصطناعية» الوقود السري الذي يقود ثورة الذكاء الاصطناعي

«البيانات الاصطناعية» الوقود السري الذي يقود ثورة الذكاء الاصطناعي

يؤمن جون مايرز، المؤسس المشارك والمدير التقني لشركة «كريتيل» Gretel، بأن البيانات «المركّبة صناعياً» أو «البيانات الاصطناعية» ستصبح مثل البترول «الاصطناعي» لتطوير وعمل نظم الذكاء الاصطناعي. ويعدّها الوقود السري الذي يسرع الثورة في هذا الميدان.

«البترول الجديد»

عام 2006، قال عالم الرياضيات كلايف همبي، لأول مرة، إن «البيانات هي البترول الجديد. إنها قيّمة، ولكنها غير صالحة للاستخدام إذا لم يتم تكريرها». ومثل البترول، كما يعلق جون مايرز في حديث لمجلة «كوارتز»، فإن البيانات لها أيضاً نظير اصطناعي سيدعم مستقبل الذكاء الاصطناعي.

وتوفر «كريتيل» بيانات اصطناعية للمؤسسات لتحسين نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. وتمهد البيانات وضع الأساس لتطوير الأنظمة وتدريب النماذج لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً وفاعلية مع كل استخدام.

وتعليقاً له على تشبيه البيانات الاصطناعية كثيراً بالبترول الصناعي، يقول مايرز: «كل من يقود سيارة اليوم يستخدم بترولاً صناعياً. إنهم يعرفون فقط أنه يشبه البترول الحقيقي، لكنه مُصنَّع وله صفات مضمونة تضمن تشغيل المحرك بسلاسة».

طرق إنشاء البيانات الاصطناعية

تعمل البيانات الاصطناعية بنفس الطريقة تقريباً. وهناك طريقتان لإنشاء بيانات اصطناعية: الأولى هي أخذ البيانات الموجودة وجعلها آمنة للاستخدام، وتقليل الحجم، وجعلها «محمولة»، والقضاء على مخاطر التدخل في الخصوصية، كما أوضح مايرز. والأخرى هي صنعها «من الصفر»، ما يؤدي إلى توليد بيانات غير موجودة لحل المشكلات وبناء منتجات جديدة.

سوق توليد البيانات الاصطناعية

وكانت شركة الاستشارات «غارتنر» قدّرت أن 60% من البيانات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والتحليلات سيتم إنشاؤها بشكل مصطنع بنهاية عام 2024. ووفقاً لشركة BCC Research فمن المتوقع أن ينمو سوق توليد البيانات الاصطناعية إلى 2.1 مليار دولار في عام 2028، بعد أن سجل 381.3 مليون دولار في عام 2022.

خالية من البيانات الشخصية الحساسة

وانعدام التدخل في الخصوصية يعدّ واحدة من أكبر نقاط التسويق الرابحة للبيانات الاصطناعية، وخاصة في القطاعات الخاضعة للتنظيم الشديد، مثل الخدمات المالية والرعاية الصحية التي تتعامل مع كثير من المعلومات الشخصية الحساسة. كما يمكن أن تساعد البيانات الاصطناعية أيضاً في سد الفجوات، حيث تفتقر البيانات في العالم الحقيقي، وتكمل البيانات المنتجة عضوياً والتي عفا عليها الزمن أو رديئة الجودة.

ولا يرى مايرز أن البيانات الاصطناعية تحل محل البيانات الخام. بدلاً من ذلك، فإنها ستعمل بوصفها مكملاً للبيانات والسجلات الحقيقية. ويعتقد أنه «سيتم إنشاء تطبيقاتك على مستوى المؤسسة، لاستخدام البيانات الخام لتحسينها وتحويلها إلى بيانات اصطناعية».

حقائق

2.1

مليار دولار... من المتوقع أن تنمو سوق توليد البيانات الاصطناعية عام 2028