ماذا يحدث عندما تتصادم مجرتان؟.. «جيمس ويب» يجيب

الصورة التي نشرها حساب تلسكوب «جيمس ويب» على «تويتر»
الصورة التي نشرها حساب تلسكوب «جيمس ويب» على «تويتر»
TT

ماذا يحدث عندما تتصادم مجرتان؟.. «جيمس ويب» يجيب

الصورة التي نشرها حساب تلسكوب «جيمس ويب» على «تويتر»
الصورة التي نشرها حساب تلسكوب «جيمس ويب» على «تويتر»

تمكن علماء فلك من اكتشاف كارثة قديمة حلت بالكرة الأرضية، تعود إلى أكثر من نصف مليار عام، وهو ما من شأنه أن يعيد رسم تاريخ الكون وتطور الحياة على كوكب الأرض، ويشكل أهمية كبيرة في مجال تحديد مسار البشرية.

وقال تقرير نشرته صحيفة «ميترو» البريطانية إن تلسكوب «جيمس ويب» التابع لـ«وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)» رصد كارثة لا تُصدق؛ عمرها نصف مليار عام.

ووفق التفاصيل التي كشف عنها العلماء الأميركيون، فقد تمكنوا بفضل هذا الاكتشاف من تكوين نظرة ثاقبة أخرى لتاريخ الكون، وأشاروا إلى أن هذه الكارثة التي اكتشفت هي «تصادم كوني بين مجرتين حدث قبل نصف مليار سنة».

وتُظهر الصورة الملتقطة بواسطة التلسكوب دوامة متوهجة من اللونين الأحمر والبرتقالي، تتخللها النجوم اللامعة، وذلك على بعد 120 مليون سنة ضوئية، ومع ذلك، فإن شيئاً ما في كتلة النجوم والغبار يدل على ماضيها، ويؤكد حقيقة أنها كانت ذات يوم ليست مجرة واحدة؛ بل مجرتان.

ويقول العلماء إنه عند اصطدام المجرات تقوم بتوجيه الغاز والغبار اللازمين معاً لتشكيل نجوم جديدة، ويمكن رؤية ذلك في المناطق الأكثر إشراقاً؛ إذ تطلق النجوم الفتية ضوء الأشعة تحت الحمراء الذي يشع حبيبات صغيرة من الغبار، مما يمنح المجرة توهجها المميز الذي التقطه التلسكوب.

وقال الفريق البحثي: «أدى الاصطدام المجري الذي تسبب في تكوين (NGC 3256) إلى انفجار مضيء لتشكيل النجوم يمكن رؤيته في ألمع الأجزاء من الصورة».

وأضاف: «تتألق هذه النجوم الصغيرة بشكل أكثر سطوعاً عند أطول موجات الأشعة تحت الحمراء، والضوء الذي يمكن أن يخترق عبر الغبار المعتم في المجرة، ومع ذلك تارةً تكون النجوم القديمة آمنة عندما تصطدم المجرات، وذلك بفضل المسافات الكبيرة بينها؛ إذ إن أقرب نجم إلينا بعد الشمس هو (بروكسيما سنتوري)، ويبعد نحو 25 تريليون ميل».

وقال الفريق: «إذا طُلب منك تصوير اصطدام مجرة، فقد تتخيل النجوم تتمايل بعضها مع بعض بنتائج كارثية». وتابع: «في الواقع، المساحات بين النجوم في المجرة شاسعة، وعندما تصطدم المجرات، تمر غيوم نجومها بعضها عبر بعض وتختلط مثل سحابتين من الدخان».

ويقول العلماء إن هذه النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تعلمهم المزيد عن تكوين مجرتنا.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، رصد تلسكوب «جيمس ويب» أول كوكب غريب، حيث أظهرت صوره الأولى، التي كُشف عنها لاحقاً، الكون قبل 13 مليار سنة.


مقالات ذات صلة

نيزك يكشف وجود مياه على المريخ قبل 742 مليون سنة

يوميات الشرق النيزك «لافاييت» عُثر عليه بمدينة لافاييت في ولاية إنديانا الأميركية (جامعة بوردو)

نيزك يكشف وجود مياه على المريخ قبل 742 مليون سنة

توصل باحثون من جامعة بوردو الأميركية إلى أن نيزكاً يعود أصله إلى المريخ تعرضَ لتفاعل مع المياه السائلة أثناء وجوده على سطح الكوكب الأحمر قبل نحو 742 مليون سنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق يمنح الغبار هذه المجرات الضخمة الثلاث مظهراً أحمر مميزاً (تلسكوب جيمس ويب)

اكتشاف 3 مجرات من «الوحوش الحمراء»

تمكن فريق دولي، بقيادة جامعة جنيف السويسرية (UNIGE)، يضم البروفيسور ستين وويتس من جامعة باث في المملكة المتحدة، من تحديد 3 مجرات فائقة الكتلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق صورة تخيلية لمركبة «أوروبا كليبر» وهي تحلق بالقرب من قمر «المشتري - أوروبا» (ناسا - رويترز)

«المشتري»... كوكب بلا سطح ويتسع لأكثر من 1000 أرض بداخله

قال بنيامين رولستون الأستاذ المساعد في الفيزياء بجامعة كلاركسون الأميركية، إنه لا توجد لكوكب «المشتري» أرض صلبة ولا سطح مثل العشب أو التراب الذي نطأه على الأرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الصين تُخطِّط لِما لا يُنسى (أرشيفية - أ.ب)

للبيع في الصين... تذكرتان لاختبار انعدام جاذبية الفضاء

طَرحت شركة صينية للبيع تذكرتين لرحلة فضائية تجارية من المزمع تسييرها عام 2027... ما ثمنهما؟

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق محطة الفضاء الدولية (أ.ب)

تأجيل عودة طاقم بمحطة الفضاء الدولية منذ مارس بسبب الظروف الجوية

تأجلت عودة أفراد الطاقم الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية منذ مارس (آذار) بسبب الظروف الجوية السيئة، وفقاً لما ذكرته وكالة «ناسا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نظام «كريسبر» جديد لإسكات الجينات بدلاً من «قصّها»

نظام «كريسبر» جديد لإسكات الجينات بدلاً من «قصّها»
TT

نظام «كريسبر» جديد لإسكات الجينات بدلاً من «قصّها»

نظام «كريسبر» جديد لإسكات الجينات بدلاً من «قصّها»

توصَّل باحثون في «مركز علوم الحياة بجامعة» فيلنيوس في ليتوانيا، إلى اكتشاف طريقة جديدة رائدة في مجال البحث الجيني تسمح بإسكات (أو إيقاف عمل) جينات معينة دون إجراء قطع دائم للحمض النووي (دي إن إيه).

وتُقدِّم الدراسة مساراً جديداً محتملاً لتعديل الجينات بشكل أكثر أماناً يشبه الضغط على زر «إيقاف مؤقت» على التعليمات الجينية داخل الخلايا.

آلية عمل نظام «كريسبر» الجديد

اكتشف فريق البروفسور باتريك باوش من معهد الشراكة لتقنيات تحرير الجينوم بمركز العلوم الحياتية في جامعة فيلنيوس بليتوانيا، بالتعاون مع خبراء دوليين في البحث المنشور في مجلة «Nature Communications» في 29 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، نظاماً جديداً مختلفاً للتعديل الجيني.

وعلى عكس نظام «كريسبر كاس9 (CRISPR-Cas9)»، المعروف الذي اشتهر بقدرته على قطع الحمض النووي (DNA)، يعمل نظام «كريسبر» من النوع «آي في إيه» (IV-A CRISPR) بشكل مختلف، حيث يستخدم مركباً موجهاً بالحمض النووي الريبي لإسكات الجينات دون انشقاق خيوط الحمض النووي «دي إن إيه (DNA)».

كما يستخدم النظام الجديد مركباً مؤثراً يجنِّد إنزيماً يُعرف باسم «دين جي (DinG)». ويعمل هذا الإنزيم عن طريق التحرك على طول خيط الحمض النووي (DNA)، وتسهيل إسكات الجينات من خلال عملية غير جراحية.

تقنية «كريسبر-كاس9» للقص الجيني

هي أداة تعمل كمقص جزيئي لقص تسلسلات معينة من الحمض النووي (دي إن إيه). وتستخدم الحمض النووي الريبي الموجه للعثور على الحمض النووي المستهدف. و«كاس9» هو البروتين الذي يقوم بالقص، وهذا ما يسمح للعلماء بتعديل الجينات عن طريق إضافة أو إزالة أو تغيير أجزاء من الحمض النووي، وهو ما قد يساعد على علاج الأمراض الوراثية، وتعزيز الأبحاث.

** آفاق جديدة لتعديل الجينات بشكل أكثر أماناً وغير جراحي

بروتينات وحلقات

يستخدم نظام «كريسبر» من النوع «IV-A» بروتينين مهمين، هما «Cas8»، و«Cas5» للعثور على بقع محددة على الحمض النووي (DNA). ويبحث هذان البروتينان عن تسلسل قصير من الحمض النووي بجوار المنطقة المستهدفة التي تتطابق مع دليل الحمض النووي الريبي. وبمجرد العثور عليه يبدآن في فك الحمض النووي وإنشاء هياكل تسمى حلقات «آر (R)».

وحلقات «آر» هي الأماكن التي يلتصق فيها الحمض النووي الريبي بخيط واحد من الحمض النووي (DNA)، وتعمل بوصفها إشارةً للنظام لبدء إيقاف أو إسكات الجين.

وكما أوضح البروفسور باوش، فإن «آر» في حلقة «R» تعني الحمض النووي الريبي. وهذه الهياكل أساسية لأنها تخبر النظام متى وأين يبدأ العمل. ولكي تكون حلقات «آر» مستقرةً وفعالةً يجب أن يتطابق الحمض النووي، ودليل الحمض النووي الريبي بشكل صحيح.

وظيفة إنزيم «دين جي»

يساعد إنزيم «DinG» نظام «كريسبر» على العمل بشكل أفضل من خلال فك خيوط الحمض النووي (DNA). وهذا يجعل من الأسهل على النظام التأثير على قسم أكبر من هذا الحمض النووي، ما يجعل عملية إسكات الجينات أكثر فعالية وتستمر لفترة أطول.

وأشار البروفسور باوش إلى أنه نظراً لأن إنزيم «DinG» يمكنه تغيير كيفية التعبير عن الجينات دون قطع الحمض النووي، فقد يؤدي ذلك إلى تطوير أدوات وراثية أكثر أماناً في المستقبل.

تطبيقات محتملة لتخفيف تلف الحمض النووي

يحمل الاكتشاف إمكانات هائلة لتحرير الجينوم والبحث في المستقبل، إذ يمكن أن تخفف الطبيعة غير القاطعة لهذه الطريقة من المخاطر المرتبطة بتلف الحمض النووي( DNA). وهو مصدر قلق عند توظيف تقنيات تحرير الجينات الحالية.

ومن خلال تمكين تعديل الجينات دون إحداث تغييرات دائمة في الحمض النووي( DNA) يمكن أن يكون هذا النهج الجديد مفيداً بشكل خاص في التطبيقات السريرية مثل العلاج الجيني للاضطرابات الوراثية. كما أن القدرة الفريدة لهذا النظام على عبور الحمض النووي دون إجراء قطع، أمر مثير للاهتمام لتطبيقات تحرير الجينات المتقدمة.

الدقة والسلامة

ويعتقد فريق البحث بأن هذه الطريقة يمكن أن تزوِّد العلماء وخبراء التكنولوجيا الحيوية بأدوات أكثر دقة لدراسة وظائف الجينات وتصحيح التشوهات الجينية بطريقة خاضعة للرقابة.

ويمثل الاكتشاف تقدماً كبيراً في مجال البحث الجيني؛ حيث يفتح نظام «كريسبر» من النوع «IV-A» آفاقاً جديدة لتعديل الجينات بشكل أكثر أماناً وغير جراحي، ويمكن أن تحدث هذه الطريقة ثورةً في كيفية دراسة الأمراض الوراثية وعلاجها، مع التركيز على الدقة والسلامة.