أكد حسن علام، الرئيس التنفيذي لـ«حسن علام القابضة»، أن المجموعة تمضي في استراتيجية تقوم على 3 محاور خلال الأعوام الخمسة المقبلة تتمثل في التوسّع الإقليمي، والابتكار المستدام، والتحوّل الرقمي.
وقال علام إن الشركة، التي انطلقت من السوق المصرية وصُنّفت ضمن قائمة «إي إن آر (ENR)» لأفضل الشركات العالمية (المرتبة 45)، باتت حاضرة في أكثر من 10 دول عبر 3 قارات، وتعمل في الإنشاءات والهندسة والاستثمار والتطوير، مع ذراع استثمارية تنموية نشطة ممثّلة في «حسن علام للمرافق».
السعودية سوق استراتيجية
وشدد علام على أن السعودية تمثل سوقاً استراتيجية ومحوراً رئيسياً للنمو، لافتاً إلى تأسيس المقر الإقليمي للمجموعة في السعودية وتنامي محفظة المشاريع المتماشية مع مستهدفات «رؤية 2030». ويشمل ذلك أعمالاً في ميناء نيوم بمدينة «أوكساغون» على البحر الأحمر، والمشاركة في أكبر مبادرة لإحياء الشعاب المرجانية في نيوم بالتعاون مع «كاوست»، إلى جانب تنفيذ مشروع القطار الكهربائي «المونوريل» في مركز الملك عبد الله المالي (كافد).
وأضاف: في الضيافة، تنفذ الشركة حزمة فنادق فاخرة ضمن مشروع «أمالا» (فور سيزونز، وسيكس سينسز، وروزوود)، فضلاً عن التعاون مع «مشاريع الترفيه السعودية» (SEVEN) في إنشاء مجمع الخرج الترفيهي.
ويؤكد حسن علام أن قطاعي العقارات والبنية التحتية في السعودية يواصلان زخماً استثمارياً قوياً، مدفوعَين بـ«رؤية 2030» ومشاريع استراتيجية كبرى (نيوم، وأمالا، والقدية، والدرعية، وكافد)، وباستثمارات كثيفة في النقل والمياه واللوجيستيات والمرافق. وتُصنَّف المملكة «عنصراً محورياً» في استراتيجية التوسّع ومحركاً رئيسياً للنمو الإقليمي خلال السنوات المقبلة، في ظل طلب متزايد على شركات قادرة على تنفيذ مشاريع وفق أفضل المعايير العالمية.
توسّع إقليمي
وخارج السعودية، تسهم «حسن علام» في مشروع «قطار حفيت» الرابط بين الإمارات وسلطنة عُمان بطول 303 كيلومترات بين أبوظبي وصحار — أول خط سكك حديدية عابر للحدود في العالم العربي — بالشراكة مع «Kortech» و«سيمنز موبيليتي» لتطوير أنظمة الإشارات (ETCS-المستوى الثاني) والاتصالات والطاقة.
وتعمل الشركة في الإمارات على أعمال بنية تحتية ومرافق بجزيرة «رمحان»، إلى جانب مشروع مستشفى رأس الخيمة الجديد، وفي عُمان على محطة ضخ «الغبرة» في مسقط، وفي ليبيا على الطريق الدائري الثالث في طرابلس.
محفظة بقيمة 6 مليارات دولار
وتبلغ القيمة الإجمالية للمشاريع الجاري تنفيذها أو المتعاقد عليها نحو 6 مليارات دولار، يتمركز نحو 50 في المائة منها داخل مصر. وتتوقع الشركة نمواً ملموساً في محفظتها الخليجية خلال السنوات الثلاث المقبلة، مدفوعاً بمشاريع كبرى واستثمارات متزايدة في الطاقة والنقل على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

طاقة نظيفة
وشدد على أن «حسن علام للمرافق» تتصدر جهود المجموعة في التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، مع تصنيف أكثر من نصف المحفظة الحالية كمشاريع «خضراء». وتطوّر الشركة أكثر من 12 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، بالشراكة مع «مصدر» و«إنفينيتي باور» و«أكوا باور»، متوقعةً خفض أكثر من 24.4 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وتشمل المشاريع مجمّع «بنبان» الشمسي بأسوان، ومحطة شمسية في شرم الشيخ لدعم السياحة النظيفة، ومشروعاً شمسياً بقدرة 1.2 غيغاواط مرفقاً بتخزين بطاريات، إلى جانب مشروع ريادي لطاقة الرياح بقدرة 10 غيغاواط ومزرعة رياح 1.1 غيغاواط.
بنية تحتية ذكية
تعتمد المجموعة نهجاً رقمياً يقوده «قسم التقنية والتسليم الرقمي» الذي تطوّر من قدرات «نمذجة معلومات البناء (BIM)» منذ 2018، ليوفّر حلولاً تمتد من (3D) إلى (6D)، ونمذجة أصول، ونظم معلومات جغرافية (GIS)، ومسحاً بالدرونز والليزر، وتوأماً رقمياً، وتقنيات واقعين افتراضي ومعزّز، وتطبيقات ذكاء اصطناعي. ويسهم ذلك في تقليل الأخطاء، وتسريع الجداول الزمنية، وتحسين تخصيص الموارد وخفض التكاليف والأثر البيئي، مع تمكين تعاون لحظي واتخاذ قرارات مبنية على البيانات.
استدامة مُدمجة
تؤكد «حسن علام» إدماج الاستدامة في التصميم والمشتريات والتنفيذ، باستخدام مواد منخفضة الكربون وتفضيل سلاسل توريد محلية وممارسات البناء الدائري، ورفع كفاءة وحداتها التصنيعية (الخشب، والصلب، والطوب). كما تعتمد قياساً دقيقاً للمؤشرات البيئية وإدارة صارمة للنفايات من المنبع حتى إعادة التدوير والتوجيه ضمن اقتصاد دائري، بما يعزز قيمة المشاريع على المدى الطويل.
نموذج مؤسسي
وبحسب الرئيس التنفيذي لـ«حسن علام القابضة»، فإن نموذج المجموعة يرتكز على مواءمة التنفيذ عالي الكفاءة بقيادة «حسن علام للإنشاءات» مع الاستثمار وتطوير الأصول عبر «حسن علام للمرافق»، بما يمكّن من تقديم بنية تحتية حيوية بأثر مستدام.
وتستند الشركة إلى خبرة تتجاوز 90 عاماً، وقوة عاملة تفوق 50 ألف موظف، وعمليات نشطة في 3 قارات، مع تركيز على توطين العمليات وبناء الشراكات ورفع كفاءة الكوادر.
حوكمة موحّد
وحول اختلاف الأطر التنظيمية والمالية بين الأسواق، وضعت الشركة أطر عمل داخلية موحدة ومعايير امتثال و«حوكمة بيئية واجتماعية ومؤسسية» منذ المراحل الأولى للتخطيط، وأنشأت مكاتب إقليمية — خصوصاً في الخليج — لتعزيز القدرة على التكيّف والاستجابة لمتطلبات كل سوق، وبناء علاقات راسخة مع أصحاب المصلحة عبر شراكات واتفاقيات رسمية.

