مركز الدرعية لفنون المستقبل و«سكاتاريلا أسوسياتي» يفتتحان معرض «البصمة الخفيفة» في البندقية

جانب من المعرض (تصوير: أنطوان هورنبيك)
جانب من المعرض (تصوير: أنطوان هورنبيك)
TT

مركز الدرعية لفنون المستقبل و«سكاتاريلا أسوسياتي» يفتتحان معرض «البصمة الخفيفة» في البندقية

جانب من المعرض (تصوير: أنطوان هورنبيك)
جانب من المعرض (تصوير: أنطوان هورنبيك)

افتتح اليوم مركز الدرعية لفنون المستقبل، أول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالتعاون مع شركة «سكاتاريلا أسوسياتي» للهندسة المعمارية، معرض «البصمة الخفيفة» في مؤسسة «كويريني ستامباليا» العريقة بمدينة البندقية، بالتزامن مع انطلاق بينالي البندقية للعمارة 2025. ويستمر إلى 15 يونيو (حزيران)، مستعرضاً مسيرة تطوير التصميم المعماري المتميّز لمقر المركز في الرياض، بوصفه نموذجاً ريادياً عالمياً.

وبتنسيق من القيّمة الفنية مارتا فرانكوتشي، يسلّط المعرض الضوء على المفاهيم المعمارية التي شكّلت تصميم مقر مركز الدرعية لفنون المستقبل، من خلال عرض نماذج معمارية، ورسومات، ومقاطع فيديو، وصور فوتوغرافية، ومواد أرشيفية متخصصة، تعكس مراحل تطور المشروع ورؤيته التصميمية المتفرّدة.

حضر افتتاح المعرض كلٌّ من منى خزندار، المستشارة في وزارة الثقافة، والدكتور هيثم نوار، مدير مركز الدرعية لفنون المستقبل، والمعماريين أماديو وأندريا سكاتاريلا، الشريكين المؤسسين في مكتب «سكاتاريلا أسوسياتي»، وشارك الحضور في جولة تعريفية داخل المعرض، قادتها القيّمة الفنية مارتا فرانكوتشي، وتناولوا خلالها الأسس المفاهيمية والمعمارية التي قام عليها تصميم المبنى.

ويشكّل مقر مركز الدرعية لفنون المستقبل، الذي صمّمه مكتب «سكاتاريلا أسوسياتي»، علامة فارقة في تصميم المعالم الثقافية المتقدّمة تقنياً، بفضل دمجه بين البعد التاريخي والرؤية المستقبلية. وقد نُحت المبنى في جرف الدرعية الطبيعي، مستلهماً عناصره من التقاليد النجدية، والمواد المحلية، وفلسفة معمارية تركّز على الاستدامة والاتصال الثقافي والإنساني مع البيئة المحيطة.

وقالت منى خزندار: «يسرّنا أن نشارك رؤيتنا لمركز الدرعية لفنون المستقبل بالتزامن مع افتتاح بينالي البندقية للعمارة 2025، فهذا المشروع الريادي يجسّد التزامنا بتطوير مؤسسات ثقافية مستقبلية، تدعم التجريب الجريء، وتُتيح أشكالاً ومسارات جديدة من التعبير الفني، منطلقة من تراثنا الثقافي المتفرّد. ومن خلال مشاريع مثل مركز الدرعية، نُسهم في رسم معايير جديدة للمؤسسات الثقافية المعاصرة، ونرسّخ مكانة المملكة بوصفها عاصمة عالمية رائدة للتبادل الثقافي».

ومن جانبهما، قالا المعماريَّان أماديو وأندريا سكاتاريلا: «نؤمن بأن العمارة يجب أن تُقاوم التشابه العالمي الذي يُفقد الأماكن هويّتها، وذلك من خلال احتضان الخصوصية الثقافية للمكان. ومع مركز الدرعية لفنون المستقبل، سعينا لتصميم مجمّع معماري متجذّر في سياقه المحلي، يعتمد على المواد الطبيعية، والاستمرارية التاريخية، وقيم التقاليد النجدية، لصياغة لغة معمارية معاصرة تنتمي إلى بيئتها. لم نكن نرغب في فرض شكل أو قالب، بل تخيّلنا صرحاً ينسجم مع الأرض، ويضع الطبيعة والإنسان والتميّز الثقافي في قلب التصميم. ومن خلال توازن دقيق بين الهندسة والعفوية، نتبنّى التناقض كقوة خلاقة نابضة بالحياة في العملية المعمارية».

وبمبادرة من هيئة المتاحف التابعة لوزارة الثقافة، أُسّس مركز الدرعية لفنون المستقبل في قلب الدرعية التاريخية والمُدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، ليكون صرحاً للفنون والبحوث والتعليم، يعتمد نهجاً إبداعياً متعدد التخصصات في تقاطع الفن والعلم والتكنولوجيا. صُمّمه مكتب «سكاتاريلا أسوسياتي» على مساحة 6.550 متراً مربعاً، وفق معايير تدمج الحداثة الجمالية والجذور النجدية العريقة، بمرافق تقنية متقدمة تُجسّد تطلعات المملكة لتأسيس مؤسسات ثقافية تتسم برؤية مستقبلية متجذّرة في هويتها.

ويجدر بالذكر أن يُعرض محتوى عن المركز في معرض «البصمة الخفيفة»، تقدم ضمن المعرض الجماعي (Intelligens Naturale، Artificiale)، والذي ينسّقه القيّم الفني كارلو راتي في مبنى «الأرسينالي»، أحد أبرز المواقع ضمن البرنامج الرسمي لبينالي البندقية للعمارة 2025.

ويؤكد هذا الافتتاح التزام مركز الدرعية لفنون المستقبل برفع معايير الممارسة الثقافية والمعمارية في المملكة، وتعزيز حضوره العالمي بوصفه مساحة ابتكار تتقاطع فيها الهويات المحلية مع الرؤى العالمية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.


مقالات ذات صلة

متحف لندني يفتح كنوزه «على الطلب»... الفنّ في متناول اليد

يوميات الشرق آلاف القطع تنتظر أن تُكتشف بلمسة (أ.ف.ب)

متحف لندني يفتح كنوزه «على الطلب»... الفنّ في متناول اليد

هذا المكان هو مخزن «ستورهاوس» التابع لمتحف «فيكتوريا أند ألبرت»، وهو فرع من هذا المتحف اللندني الكبير للفنون الزخرفية...

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال هيئة المتاحف ومتحف طارق رجب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثقافي

هيئة المتاحف ومتحف طارق رجب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثقافي

وقّعت هيئة المتاحف السعودية ومتحف طارق رجب في الكويت مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
عالم الاعمال هيئة المتاحف وفيلهارموني باريس توقّعان برنامجاً تنفيذياً

هيئة المتاحف وفيلهارموني باريس توقّعان برنامجاً تنفيذياً

وقّعت هيئة المتاحف، بالشراكة مع مدينة الموسيقى، فيلهارموني باريس في فرنسا، برنامجاً تنفيذياً للتعاون في مجالي المتاحف والموسيقى.

يوميات الشرق بدء مرحلة بناء المتحف في منطقة الدرعية التاريخية (آسان)

بدء أعمال البناء لمتحف آسان التراثي في الدرعية

بالتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف، أعلن متحف مسك للتراث (آسان)، الأحد، عن بداية مرحلة البناء في الموقع الذي سيحتضن المتحف بقلب منطقة الدرعية التاريخية بالرياض.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق الفعاليات تضمنت عروضاً استعراضية شعبية من المنوفية (متحف الحضارة المصرية)

«متحف الحضارة» يحتفي بالتراث الفلاحي من قلب دلتا مصر

بفعاليات متنوعة تضمنت عروضاً للأزياء والحرف التقليدية والأكلات الشعبية، احتفى المتحف القومي للحضارة المصرية بالتراث الفلاحي في مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )

«stc» توسّع شبكة الجيل الخامس على مستوى المملكة إلى أكثر من 9500 موقع

«stc» توسّع شبكة الجيل الخامس على مستوى المملكة إلى أكثر من 9500 موقع
TT

«stc» توسّع شبكة الجيل الخامس على مستوى المملكة إلى أكثر من 9500 موقع

«stc» توسّع شبكة الجيل الخامس على مستوى المملكة إلى أكثر من 9500 موقع

أعلنت مجموعة «stc» عن تحقيق إنجازات نوعية على صعيد توسيع شبكة الجيل الخامس (5G)، وتقديم تجربة اتصال رائدة للحجاج في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، بما يعكس التزامها بتوفير بنية تحتية رقمية متقدمة تدعم أهداف «رؤية السعودية 2030».

وفي المدينة المنورة، خصوصاً في محيط الحرم النبوي الشريف، سجلت «stc» مؤشرات أداء قياسية تمثّلت في ارتفاع بيانات التجوال الدولي بنسبة 348 في المائة مقارنة بالعام الماضي، إلى جانب نمو استخدام شبكة الجيل الخامس بنسبة 74 في المائة، وتحسن في سرعة تحميل البيانات بنسبة 20 في المائة، ما أسهم في توفير تجربة اتصال فعَّالة وسلسة للحجاج والزوار من داخل السعودية وخارجها.

وتمضي «stc» في تمكين الحرمين الشريفين من خلال بنية تحتية رقمية شاملة مدعومة بحلول الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة، التي أسهمت في تعزيز كفاءة الشبكة واستجابتها العالية للطلب المتزايد، لتجعل تجربة الحج أكثر ذكاءً واتصالاً من لحظة الوصول وحتى المغادرة، عبر خدمات رقمية آمنة ومرنة تعكس التقدم التقني المتطور للمملكة.

وفي هذا الإطار، ووفق تصنيفات «Ookla»، تصدّرت «stc» المرتبة الأولى في السرعة الإجمالية وسرعة الجيل الخامس (5G) في المشاعر المقدسة، ما يعكس كفاءة البنية التحتية وتفوقها في تقديم أداء شبكي عالي الجودة والموثوقية في المواقع الحيوية خلال موسم الحج.

وفي نطاق أوسع، أعلنت «stc» عن تجاوز عدد مواقع شبكة الجيل الخامس على مستوى المملكة أكثر من 9500 موقع، ضمن خطة استراتيجية لتوسيع التغطية وتقديم سرعات اتصال فائقة في المناطق الحضرية والنائية على حد سواء، وتقليص الفجوة الرقمية عبر توفير خدمات اتصال موثوقة وعالية الجودة.

كما واصلت المجموعة تطوير شبكتها تقنياً من خلال تشغيل الطيف الترددي المنخفض (600 ميغاهرتز – N71) الذي حصلت عليه مؤخراً، لتصبح أول مشغل في المنطقة يُفعّل هذا النطاق تجارياً وفقاً لإعلانها، مشيرة إلى أن ذلك جاء بفضل كفاءته العالية في التغطية واختراق العوائق، ما مكّن المستخدمين في المناطق الطرفية من الوصول إلى خدمات اتصال متقدمة وسرعات عالية.

وبالتوازي مع التوسعة الجغرافية، تواصل «stc» تطوير شبكتها تقنياً من خلال اعتماد تقنية الجيل الخامس المستقل (5G Standalone)، التي تتيح الاستفادة الكاملة من قدرات الجيل الخامس الحقيقية، مثل تقليل زمن الاستجابة، وتوفير جودة خدمة مُخصصة عبر تقنيات الشبكات المقسّمة (Network Slicing).

ويُعد هذا التحول خطوة محورية نحو تمكين قطاعات حيوية، مثل الرعاية الصحية الذكية، والنقل المتصل، والصناعة 4.0، والمدن الذكية.

وفي هذا السياق، أوضح المهندس هيثم الفرج، الرئيس التنفيذي للتقنية في مجموعة «stc»: «تُعد تقنية الجيل الخامس المستقل (5G Standalone) الجيل الأحدث من تقنيات الجيل الخامس، إذ تعتمد على بنية تحتية مستقلة بالكامل، وتُمكّن من تخصيص موارد الشبكة بشكل مرن لتلبية احتياجات متخصصة للقطاعات الحكومية والخاصة».

وأضاف: «من خلال تقنيات مثل (Network Slicing)، يمكننا تقديم حلول مخصصة تدعم تطبيقات المدن الذكية، والرعاية الصحية الرقمية، والمصانع المؤتمتة، ما يُعزز من جاهزية الشبكة لاحتياجات المستقبل، ويدعم الابتكار ونمو الاقتصاد الرقمي في المملكة».

وتأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية مجموعة «stc» الطموحة الهادفة إلى ترسيخ مكانة المملكة بوصفها مركزاً رقمياً رائداً على مستوى المنطقة والعالم، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، ويُعزز من مكانة المملكة في تبني وتطوير أحدث التقنيات العالمية، وبناء اقتصاد رقمي مزدهر قائم على المعرفة والابتكار.