أطلقت مؤسسة «محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» عدداً من الإصدارات البارزة ضمن فعاليات مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، ومن ضمنها كتاب «الأشباه والنظائر في النحو» للإمام جلال الدين السيوطي (849-911هـ)، الذي يعد مرجعاً موسوعياً نخبوياً في النحو والصرف، وقد انتهج فيه الإمام السيوطي طريقة الفقهاء في تصنيف المسائل وتأصيل القواعد، فنقل روح المنهج المقارن إلى علم النحو.
ويُقدم السيوطي في كتابه دراسة مقارنة عميقة للمسائل اللغوية بمنهج فريد في جمع القواعد النحوية وتصنيفها؛ حيث قسّمه إلى 7 فنون، تشمل القواعد والأصول النحوية، والفروع المرتبة على حروف المعجم، والضوابط والاستثناءات، ما يسهل على الدارسين فهم واستيعاب المسائل النحوية المعقدة.
وقد نجح المؤلف في بناء جسر بين الألفية النحوية والموسوعة الجدلية، فجاء عمله جامعاً بين الفقه النحوي والرؤية الموسوعية.
ويُبرز الكتاب دقة اللغة العربية وغناها بأسلوب منهجي يُفكك المسائل النحوية والصرفية عبر شواهد قرآنية وشعرية ونصوص تراثية، فيما يُشبه ندوة علمية تجمع آراء علماء العربية من سيبويه إلى عصر المؤلف، عاكساً تطور الفكر النحوي عبر العصور.
كما قدَّم السيوطي للباحثين والمهتمين بدراسة النحو العربي في كتابه هذا رؤية شاملة لتطور القواعد النحوية والتأثيرات المتبادلة بين علم النحو والعلوم الأخرى، فأصبح مرجعاً لا غنى عنه لكل من أراد التعمق في فقه النحو ومسالكه الجدلية.
جاءت هذه الطبعة (2025م) مستهدية -مع إضافة جزء خامس بفهارس كاملة لهذه الموسوعة- بطبعة دمشق التي صدرت في عام (1986)، بتحقيق نخبة من علماء اللغة العربية المبرَّزين هم: الدكتور عبد الإله نبهان، والدكتور غازي مختار طليمات، والدكتور إبراهيم محمد عبد الله، والدكتور أحمد مختار الشريف.
وقال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة «محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة»، إن كتاب «الأشباه والنظائر في النحو للإمام السيوطي» هو إحياء لأهم كتاب في نحو اللغة العربية.
وأضاف: «الإمام السيوطي كان رجلاً موسوعياً بوركت حياته من مؤلفاته في التاريخ والفقه واللغة؛ حيث ألّف أكثر من ألف كتاب، وقد بلغ من غزارة إنتاجه أن معدل كتابته اليومية تجاوز كثيراً من الصفحات؛ حيث قضى حياته متفرغاً للعلم زاهداً منشغلاً بالقراءة والتعليم والبحث والكتابة».
وأوضح بن حويرب أن «أمر التحقيق وإعداد فهرس الكتاب الذي يحتوي على فصول في الشعر والأدب والحديث والنحو استغرق 4 سنوات، مشيراً إلى أن النسخة الصادرة عن المؤسسة هي نسخة فاخرة ومحققة، وطبعت على أعلى المعايير، وقد تم إنجاز التحقيق العلمي للنصوص بالاستفادة من التحقيق القديم والنفيس لمجمع اللغة العربية بدمشق، لضمان ضبط الألفاظ والنقول وتحقيق أعلى درجات الدقة العلمية».