6 علامات تحذيرية تكشف عن الإصابة بـ«الخرف المبكر»

الخرف أحياناً يصيب الأشخاص في سن مبكرة (أرشيفية - أ.ب)
الخرف أحياناً يصيب الأشخاص في سن مبكرة (أرشيفية - أ.ب)
TT

6 علامات تحذيرية تكشف عن الإصابة بـ«الخرف المبكر»

الخرف أحياناً يصيب الأشخاص في سن مبكرة (أرشيفية - أ.ب)
الخرف أحياناً يصيب الأشخاص في سن مبكرة (أرشيفية - أ.ب)

يعتقد كثيرون أن الإصابة بمرض الخرف تقتصر على كبار السن، ظانين أن المرض ينتج عن تداعيات الشيخوخة.

لكن الحقيقة هي أن الخرف أحياناً يصيب الأشخاص في سن مبكرة، فعدد الإصابات بالخرف المبكر حول العالم يبلغ سنوياً نحو 370 ألف حالة.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن مجموعة من خبراء الصحة قولهم إن هناك 6 علامات تحذيرية تكشف عن الإصابة بالخرف المبكر. وهذه العلامات هي:

1-تأثر الرؤية

بعض أنواع الخرف قد يحدث نتيجة «ضمور القشرة الخلفية (PCA)»، وهذه الأنواع غالباً ما تبدأ قبل سن 65 عاماً.

ويعالج الجزء الخلفي من الدماغ المعلومات البصرية الآتية من العينين، لذا عادةً ما تكون أولى علامات «ضمور القشرة الخلفية» تغيرات في الرؤية.

ويمكن أن يظهر هذا على شكل «صعوبة في القراءة، وتقدير المسافات، وإدراك العمق»، وفقاً للدكتورة ناتالي رايان، استشارية طب الأعصاب و«الزميلة الأولى في الأبحاث السريرية» بـ«مركز أبحاث الخرف» في جامعة «كوليدج لندن».

من جهتها، تقول جان أويبود، أستاذة رعاية الخرف بجامعة برادفورد البريطانية: «قد يلجأ المصابون بضمور القشرة الخلفية إلى طبيب عيون ويطلبون المساعدة، لكن أطباء العيون في الأغلب لن يتمكنوا من تشخيص إصابتهم بالخرف؛ لأن ذلك ليس مشكلة في العينين، بل في الدماغ».

2-تغيرات في الشخصية

هناك نوع آخر من الخرف الذي يصيب الأشخاص قبل سن 65 عاماً، هو «الخرف الجبهي الصدغي (FTD)».

ويتطور هذا النوع من الخرف في مقدمة وجوانب الدماغ، ويمكن أن يظهر في الأربعينات من العمر.

وقد يُسبب «الخرف الجبهي الصدغي» تغيرات في الشخصية، وفق أويبود، التي أكدت أن هذه المشكلات قد تؤدي إلى الطلاق وانهيار العلاقات. وفي هذه الحالة، يُشار إليه باسم «الخرف الجبهي الصدغي المصاحب لتغير السلوك».

وتقول أويبود: «قد يجد الأشخاص المصابون بهذا النوع من الخرف صعوبة أكبر في وضع أنفسهم مكان الآخرين، والتحكم في انفعالاتهم. هذا في الواقع تغير ناتج عن تلف في الدماغ، يُسمى (فقدان التثبيط). بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعرفون الشخص المعني، سيبدو الأمر تغيراً ظاهراً في الشخصية».

وبالطبع، قد يكون التعايش مع هذا الأمر صعباً للغاية. كما قد يكون من الصعب جداً على البعض فهمه.

3-صعوبة إيجاد الكلمات المناسبة أو الفهم

قد ينجم فقدان القدرة اللغوية عن نوع محدد من «الخرف الجبهي الصدغي» يُسمى «فقدان القدرة على الكلام التدريجي». يؤثر هذا النوع من الخرف على مراكز اللغة في الدماغ، و«يُصعّب على الناس إيجاد الكلمات المناسبة»، كما تؤكد أويبود.

ويحدث نوع آخر من الخرف، يُسمى «الخرف الدلالي»، بعد تلف أجزاء الدماغ نفسها، وقد يُسبب صعوبة في فهم معاني الكلمات.

4-الشعور بالارتباك وفقدان التركيز في الأماكن الجديدة

تقول أويبود: «شعور الشخص بالارتباك وفقدان التركيز عند زيارة أماكن جديدة هو من علامات الخرف المبكر، على الرغم من أن الشخص قد يكون بخير تماماً وبكامل تركيزه في منزله، لكنه في العطلة قد يجد نفسه تائهاً في الفندق ويقضي ساعات يبحث عن غرفته».

5-تعلم أشياء جديدة لم يعد سهلاً كما كان

تقول أويبود إن الصعوبة الشديدة في استيعاب أساليب عمل جديدة، أو تعلم مهارات جديدة، قد تكون أيضاً علامة على الإصابة بمرض ألزهايمر لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً.

وتوضح: «من السهل إرجاع الأمر إلى ضعف ذكائك، أو عدم إتقانك استخدام الكومبيوتر، ولكن إذا كنت تواجه صعوبة كبيرة لم تكن تواجهها من قبل في تعلم أشياء جديدة، فقد يكون ذلك علامة على بدء ظهور مشكلات إدراكية».

6-صعوبة تذكر الأسماء أو المحادثات أو الأحداث الأخيرة

تُعدّ المشكلات والتغيرات في الذاكرة قصيرة المدى علامة مميزة على الخرف، فإذا كنت تواجه صعوبة في تذكر أسماء الأشخاص، أو الأحداث الأخيرة، أو المحادثات، فقد يكون مرض الخرف هو السبب في ذلك.


مقالات ذات صلة

44 % من حالات الخرف يمكن الوقاية منها

صحتك 44 % من حالات الخرف يمكن الوقاية منها

44 % من حالات الخرف يمكن الوقاية منها

ضمن جهد علمي مشترك، نشر باحثون، دراستهم العلمية حول علاقة صحة الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ باحتمالات الإصابة بالخَرَف.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك  أعشاب إكليل الجبل يمكن أن تتصدى للقلق ومشاكل الذاكرة (أ.ف.ب)

أعشاب شهيرة تقلل القلق وتتصدى لألزهايمر

كشفت دراسة جديدة أن أعشاب إكليل الجبل (الروزماري) الشهيرة يمكن أن تتصدى للقلق ومشاكل الذاكرة وتقلل خطر الإصابة بألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأشخاص الذين يتبّعون حمية «مايند» أقل عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر

تحمي من ألزهايمر حتى لو بدأتها بسن متأخرة... ما هي حمية «مايند» الغذائية؟

اكتشف بحث جديد أن الأشخاص الذين يتبّعون حمية «مايند» (MIND )، حتى لو بدأوا اتباعها في مرحلة متأخرة من حياتهم، يكونون أقل عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك 6 من أسوأ الأطعمة التي ترفع الكوليسترول

أسوأ 6 أطعمة ترفع الكوليسترول

أصبح كثير من الأشخاص يعيرون اهتماماً أكبر لضبط مستويات الكوليسترول، إذ قد يقلل ذلك من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الخرف لا يُميّز بين إنسان وحيوان (إ.ب.أ)

الخرف يضرب الكلاب والقطط مع التقدُّم في العمر

لا يقتصر الخرف على الإنسان فحسب، فهو شائع أيضاً بين الكلاب والقطط مع التقدُّم في العمر.

«الشرق الأوسط» (هانوفر (ألمانيا) )

دراسة جديدة تحذّر من الحمل بعد 45 عاماً

احتمالات حدوث مضاعفات أثناء الحمل والولادة تزداد مع تقدم النساء في السن (جامعة أريزونا)
احتمالات حدوث مضاعفات أثناء الحمل والولادة تزداد مع تقدم النساء في السن (جامعة أريزونا)
TT

دراسة جديدة تحذّر من الحمل بعد 45 عاماً

احتمالات حدوث مضاعفات أثناء الحمل والولادة تزداد مع تقدم النساء في السن (جامعة أريزونا)
احتمالات حدوث مضاعفات أثناء الحمل والولادة تزداد مع تقدم النساء في السن (جامعة أريزونا)

حذّر باحثون من جامعة أوبسالا في السويد من أن الأطفال الذين يُولدون لأمهات تجاوزن سن الـ45 معرضون بشكل أكبر لمخاطر صحية عند الولادة، مقارنة بأبناء الأمهات الأصغر سناً.

وأوضح الباحثون في النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية «Acta Paediatrica»، أن هذه الدراسة تُسهم في توعية النساء اللاتي يخططن للحمل في عمر متقدم بالمخاطر المحتملة، مما يساعدهن في اتخاذ قرارات مستنيرة بالتشاور مع الأطباء.

ومع تقدم النساء في السن، لا سيّما بعد الأربعين، تزداد احتمالات حدوث مضاعفات أثناء الحمل والولادة. ويعود ذلك إلى التغيرات الطبيعية في الجسم، مثل انخفاض جودة البويضات، وزيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية مزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، والتي قد تؤثر على صحة الحمل. كما ترتفع معدلات الإجهاض والولادة المبكرة، ويزداد احتمال اللجوء إلى الولادة القيصرية. إضافةً إلى ذلك، فإن استجابة الجسم للتغيرات الهرمونية تكون أبطأ؛ مما يجعل الحمل أكثر تطلباً من الناحية الطبية.

واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات السجل الوطني السويدي للولادات خلال الفترة من 2010 إلى 2022، حيث تم تحليل بيانات أكثر من 312 ألف حالة ولادة لأمهات تجاوزن عمر 34 عاماً، مع استبعاد حالات التوائم لضمان دقة النتائج.

وقُسمت المشاركات إلى 3 فئات عمرية: 35 – 39 عاماً، و40 – 44 عاماً، و45 عاماً فأكثر، بهدف رصد الفروق الدقيقة في نسب المخاطر بين هذه الفئات.

وأظهرت النتائج أن نسبة الولادات الميتة (وفاة الجنين داخل الرحم) بلغت 0.83 في المائة بين الأمهات فوق سن 45، مقارنة بـ0.42 في المائة فقط في الفئة العمرية 35 – 39 عاماً. كما لوحظ ارتفاع في نسب الولادة المبكرة من 4.8 في المائة في الفئة الأصغر إلى 8.4 في المائة لدى الأمهات الأكبر سناً. وتُشير النتائج إلى أن تقدّم عمر الأم يؤثر بشكل واضح على صحة المواليد، خصوصاً في الفئة التي تجاوزت سن الـ45.

وأرجع الباحثون هذه المضاعفات إلى عوامل عدة؛ منها ارتفاع معدل استخدام تقنيات الإخصاب الصناعي لدى النساء المتقدمات في السن، وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة خلال الحمل، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم، فضلاً عن ارتفاع معدلات الولادة القيصرية.

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة أوبسالا الدكتورة صوفيا فوس: «الولادات المعقدة نادرة عموماً في السويد، بغض النظر عن عمر الأم، لكننا لاحظنا ارتفاعاً في خطر المضاعفات لدى الأطفال المولودين لأمهات تجاوزن سن الـ45».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن «نتائج الدراسة تُساعد النظام الصحي في التخطيط بشكل أدق لتقديم الفحوص والتدخلات المناسبة للأمهات الأكبر سناً، كما تُوفر معلومات مهمة للنساء الراغبات في الحمل في عمر متقدم، حتى يتمكنّ من اتخاذ قرارات مبنية على وعي ومعرفة».