دواء يخفف الأعراض المبكرة للصداع النصفي

الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم الشديد غالباً ما تتركز في جانب واحد من الرأس (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم الشديد غالباً ما تتركز في جانب واحد من الرأس (جامعة كاليفورنيا)
TT

دواء يخفف الأعراض المبكرة للصداع النصفي

الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم الشديد غالباً ما تتركز في جانب واحد من الرأس (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم الشديد غالباً ما تتركز في جانب واحد من الرأس (جامعة كاليفورنيا)

توصلت دراسة أميركية إلى أن دواء «أوبروجيبانت» (Ubrogepant)، المستخدم لعلاج نوبات الصداع النصفي، يمكنه أيضاً التخفيف من الأعراض المبكرة التي تسبق بداية نوبة الصداع النصفي الفعلية.

وأوضح الباحثون من جامعة كاليفورنيا أن هذا العقار قد يكون أول علاج فعّال لتلك الأعراض المبكرة التي تؤثر بشكل كبير على القدرة على أداء المهام اليومية، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية (Nature Medicine).

ويُعد الصداع النصفي من أكثر أنواع الصداع العصبي شيوعاً وتأثيراً، ويتميز بنوبات متكررة من الألم الشديد غالباً ما تتركز في جانب واحد من الرأس، وقد يصاحبها غثيان أو حساسية مفرطة للضوء والصوت.

قبل بداية نوبة الصداع، يعاني العديد من المرضى من الأعراض التمهيدية، وهي إشارات مبكرة تحدث قبل ساعات من ظهور الألم. وتشمل هذه الأعراض الإرهاق، وتقلب المزاج، وتصلب الرقبة، والدوخة، وصعوبة التركيز، وزيادة الحساسية للمؤثرات الحسية. ورغم تأثير هذه الأعراض على جودة حياة المرضى، فإنها غالباً ما تُهمل في العلاج والتشخيص، لصعوبة ربطها المباشر بالصداع النصفي. كما أن معظم العلاجات تركز فقط على تخفيف ألم الصداع نفسه دون التطرق لهذه المرحلة المبكرة.

ويعمل دواء «أوبروجيبانت» على حظر مستقبلات (CGRP)، وهو ناقل عصبي يرتبط بنقل الألم، ويُعتقد أن له دوراً في المراحل المبكرة من الصداع النصفي، لكن كانت فاعليته في علاج الأعراض الأولية غير واضحة.

وشارك في الدراسة 438 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاماً، يعانون جميعهم من الصداع النصفي المزمن منذ أكثر من عام.

تحسن ملحوظ

وخضع المشاركون لتجربة سريرية، حيث تناول كل منهم جرعة واحدة من 100 ملغ من «أوبروجيبانت» أو دواء وهمي عند بدء الأعراض البادرية للصداع النصفي، التي يتوقعون بعدها حدوث نوبة صداع خلال ساعة إلى ست ساعات.

وبعد مرور أسبوع على الأقل، كرر المشاركون التجربة مع تبديل العلاج بين العقار والدواء الوهمي لكل شخص.

وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا «أوبروجيبانت» شعروا بتحسن في قدرتهم على التركيز بعد ساعة واحدة من تناوله، كما انخفضت حساسية الضوء لديهم بعد ساعتين، وتراجعت أعراض التعب وآلام الرقبة بعد ثلاث ساعات، مقارنةً بمن تناولوا العلاج الوهمي. كما أظهرت الدراسة انخفاضاً في الدوخة والحساسية للصوت بين أربع ساعات و24 ساعة بعد تناول العقار.

وفقاً للباحثين، تشير النتائج إلى أن «أوبروجيبانت» قد يكون خياراً علاجياً واعداً للتعامل مع الأعراض المبكرة للصداع النصفي، مما يساهم في تقليل تأثير النوبة على حياة المرضى اليومية.

وأضافوا أن هذه النتائج تفتح الطريق لاستخدام علاجات مبكرة قبل ظهور الألم، وهو تحول كبير في استراتيجية التعامل مع الصداع النصفي، بدلاً من الاكتفاء بعلاج الألم بعد حدوثه.

لكن الباحثين يؤكدون الحاجة لدراسات إضافية مصممة خصيصاً لتقييم تأثير العلاج الفوري على الأعراض التمهيدية.



الصيام المتقطع يُضاهي فوائد حِميات إنقاص الوزن

جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع (جامعة هارفارد)
جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع (جامعة هارفارد)
TT

الصيام المتقطع يُضاهي فوائد حِميات إنقاص الوزن

جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع (جامعة هارفارد)
جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع (جامعة هارفارد)

أظهر تحليلٌ علمي لأدلة التجارب السريرية نشرته «المجلة الطبية البريطانية» (BMJ))، الأربعاء، أن حِميات الصيام المتقطع الغذائية تُقدم فوائد مُماثلة للحميات الغذائية التقليدية المُقيدة بالسعرات الحرارية لإنقاص الوزن. كما ارتبط الصيام المتقطع بانخفاض مستويات الكولسترول الكلي والكولسترول «الضار» مقارنةً بالنظام الغذائي المقيد زمنياً.

وكشف التحليل الذي قام به فريق من الباحثين من عدد من الجامعات في كل من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، عن أن للصيام المتقطع يوماً بعد يوم، فوائد أكبر مُقارنةً بكلٍّ من أنظمة تقييد السعرات الحرارية وأساليب الصيام المتقطع الأخرى.

وخلص الباحثون في بيان نُشر الأربعاء، إلى أن «الأدلة الحالية تُشير إلى أن حميات الصيام المتقطع لها فوائد مماثلة لتقييد الطاقة المستمر لفقدان الوزن، وتقليل عوامل خطر أمراض القلب والأوعية الدموية»، قائلين إن «هناك حاجة إلى تجارب أطول مدةً لإثبات هذه النتائج بشكل أكبر».

ويمكن أن يؤدي فقدان الوزن إلى تقليل عوامل الخطر القلبية والأيضية، مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكولسترول والسكر في الدم، وبالتالي تقليل عبء الأمراض المزمنة الخطيرة مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ففي عام 2022 كان نحو 2.5 مليار بالغ؛ أي 43 في المائة من سكان العالم البالغين، يعانون من زيادة الوزن، وكان نحو 890 مليون شخص (16 في المائة) يعيشون مع السمنة.

وتعتبر هذه الدراسة، والتي قام باحثوها بتحليل نتائج 99 تجربة سريرية عشوائية شملت 6582 بالغاً، لمقارنة تأثير أنظمة الصيام المتقطع مع أنظمة تقييد الطاقة المستمر أو الأنظمة الغذائية غير المقيدة على وزن الجسم وعوامل الخطر القلبية والأيضية، من أوائل المراجعات المنهجية التي تجمع بين المقارنات المباشرة وغير المباشرة لجميع الاستراتيجيات الغذائية، مما يمنحنا تقديرات أكثر دقة.

وأظهرت نتائج الدراسة أن جميع استراتيجيات الصيام المتقطع وأنظمة تقييد الطاقة المستمر قد تؤدي إلى انخفاض طفيف في وزن الجسم مقارنةً بنظام غذائي غير مقيد. ولكن الصيام المتقطع يوماً بعد يوم كان الاستراتيجية الوحيدة لنظام الصيام المتقطع التي أظهرت فائدة طفيفة أكبر في خفض وزن الجسم مقارنةً بنظام تقييد الطاقة المستمر.

وكما ذكر باحثون من جامعة كولومبيا الأميركية، في مقال افتتاحي للمجلة تعليقاً على نتائج هذا التحليل العلمي، فإنه «تكمن قيمة هذه الدراسة في إدراج الصيام المتقطع كخيار إضافي ضمن الخيارات العلاجية»، مشددين على أن «جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع».

فوائد عديدة

كما أكدوا على ضرورة التركيز على تعزيز التغييرات المستدامة بمرور الوقت، قائلين إن «الصيام المتقطع لا يهدف إلى استبدال الاستراتيجيات الغذائية الأخرى، بل إلى دمجها واستكمالها ضمن نموذج رعاية غذائية شامل يركز على المريض».

وقال البروفسور نافيد ستار، أستاذ طب القلب الأيضي بجامعة غلاسكو في اسكوتلندا: «يساعد هذا التحليل على إعطاء فكرة عامة عن فوائد الصيام المتقطع».

وأضاف في بيان نُشر الأربعاء: «بشكل عام، النتائج ليست مفاجئة؛ فالصيام المتقطع وسيلة أخرى تُمكّن الناس من الحفاظ على إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولونها أقل مما هو عليه في الظروف العادية - وهذا يساعد الناس على الحفاظ على وزن أقل من المعدل الطبيعي»، مشدداً على أن «الصيام المتقطع أصبح خياراً آخر لأسلوب الحياة لإدارة الوزن. ومن الضروري دراسة مدى استدامته على المدى الطويل».