دراسة: الابتعاد عن الهاتف لمدة ثلاثة أيام فقط قد يعيد تشكيل نشاط الدماغ

مواطنون يستخدمون هواتف ذكية في لندن (أرشيفية - رويترز)
مواطنون يستخدمون هواتف ذكية في لندن (أرشيفية - رويترز)
TT
20

دراسة: الابتعاد عن الهاتف لمدة ثلاثة أيام فقط قد يعيد تشكيل نشاط الدماغ

مواطنون يستخدمون هواتف ذكية في لندن (أرشيفية - رويترز)
مواطنون يستخدمون هواتف ذكية في لندن (أرشيفية - رويترز)

تسلط دراسة جديدة الضوء على التأثيرات على نشاط الدماغ التي يمكن أن تحدث عندما نقلل من استخدام الهواتف الذكية.

وشملت الدراسة 25 شاباً بالغاً تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، حيث طُلب منهم تقييد استخدامهم للهواتف الذكية قدر الإمكان لمدة 72 ساعة: سُمح فقط بالاتصالات الأساسية والأنشطة المتعلقة بالعمل.

واستخدم باحثون من جامعة هايدلبرغ وجامعة كولونيا في ألمانيا عمليات مسح بالرنين المغناطيسي (إم أر إي) واختبارات نفسية قبل وبعد اتباع نظام غذائي للهاتف لتحديد نوع التأثير الذي كان له على الأنماط العصبية والنشاط.

وكتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: «لقد استخدمنا نهجاً طولياً للتحقيق في آثار تقييد الهواتف الذكية لدى مستخدمي الهواتف الذكية». وتابع البحث، وفقا لموقع «ساينس آلرت»: «تم العثور على ارتباطات بين تغيرات تنشيط الدماغ بمرور الوقت وأنظمة الناقل العصبي المرتبطة بالإدمان».

خلال عمليات المسح التي أجريت بعد فترة الـ 72 ساعة، عُرض على المشاركين مجموعة متنوعة من الصور - بما في ذلك صور للهواتف الذكية قيد التشغيل وإيقاف التشغيل، بالإضافة إلى صور «أكثر حيادية» تُظهر موضوعات مثل القوارب والزهور.

عندما تم استخدام إشارات صور الهاتف، لوحظت تغييرات في أجزاء من الدماغ مرتبطة بمعالجة المكافأة والشغف، مماثلة في بعض النواحي لإشارات الدماغ المرتبطة بإدمان المواد - مما يشير إلى أن هواتفنا يمكن أن تكون مسببة للإدمان مثل النيكوتين أو الكحول.

ووفقا للدراسة، فإن التغييرات التي شوهدت في الدماغ كانت مرتبطة بأنظمة الدوبامين والسيروتونين تدعم فكرة إدمان الهاتف. ويرتبط هذان الناقلان العصبيان بوظائف دماغية متعددة، بما في ذلك السلوك القهري والتحكم في الحالة المزاجية.

ومع ذلك، بناءً على الاختبارات النفسية، لم تكن هناك تغييرات في مزاج المشاركين أو أي مشاعر بالرغبة الشديدة، على الرغم من الوصول المحدود للهاتف. أبلغ بعض المتطوعين عن تحسنات في الحالة المزاجية، لكن هذا لم يظهر في بيانات الاختبار بشكل كبير.

لم تتعمق الدراسة في أي تفاصيل حول سبب دفع سلوكيات الهواتف الذكية لتغييرات نشاط الدماغ، ولكن من المرجح أن يكون هناك عدة عوامل تلعب دوراً. من المحتمل ألا تكون جميع الأنشطة القائمة على الهاتف مسببة للإدمان مثل غيرها.

كتب الباحثون: «لا تفصل بياناتنا بين الرغبة الشديدة في استخدام الهواتف الذكية والرغبة الشديدة في التفاعل الاجتماعي، وهما عمليتان متشابكتان بإحكام في الوقت الحاضر».

ولا يزال العلماء يحاولون معرفة كيف تغير الهواتف حياتنا وأدمغتنا، حيث لم يمر سوى أقل من 20 عاماً منذ ظهور أول هاتف آيفون، لكننا الآن نعرف المزيد عن بعض أعراض الانسحاب الدقيقة التي تحدث عندما لا نلتقط هواتفنا الجوالة كل بضع دقائق.

ويقول الباحثون إن «الآليات العصبية التي تم تحديدها قد تعزز السلوك الإدماني بشكل كبير لدى الأشخاص المعرضين لخطر الاستخدام المفرط للهواتف الذكية».


مقالات ذات صلة

كيف يمكننا إبطاء شيخوخة الدماغ ومنع الخرف؟

صحتك البروتينات الضارة محرك مهم لشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر (رويترز)

كيف يمكننا إبطاء شيخوخة الدماغ ومنع الخرف؟

تشمل نصائح إبطاء شيخوخة الدماغ: تشجيع ممارسة الرياضة، النظام الغذائي الصحي، تقليل تعرّض الناس لتلوث الهواء والتدخين، التأكد من أن الناس ليسوا معزولين اجتماعياً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك قضاء ساعات طويلة في تصفح الإنترنت قد يصيبك بـ«تعفن الدماغ» (رويترز)

«تعفن الدماغ»... ما علاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

تُعرف «أكسفورد» تعفن الدماغ بأنه «التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص»

ماري وجدي (القاهرة)
يوميات الشرق التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص في العصر الحديث يحدث نتيجة الإفراط في استهلاك الإنترنت وفقاً لـ«أكسفورد» (أ.ب)

«تعفن الدماغ»... كلمة عام 2024 من جامعة أكسفورد

اختيرت كلمة «تعفن الدماغ» لتكون كلمة عام 2024 في «أكسفورد».

«الشرق الأوسط» (لندن)

10 أمور أساسية للتقدم في السن بصحة ورشاقة

لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً للحفاظ على الصحة والحيوية (رويترز)
لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً للحفاظ على الصحة والحيوية (رويترز)
TT
20

10 أمور أساسية للتقدم في السن بصحة ورشاقة

لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً للحفاظ على الصحة والحيوية (رويترز)
لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً للحفاظ على الصحة والحيوية (رويترز)

التقدم في السن بشكل صحي لا يعتمد على الحظ، بل على الخيارات اليومية. ويعد إعطاء الأولوية لنظام غذائي متوازن، والحركة المنتظمة، والنوم الجيد، وإدارة التوتر، كلها عوامل أساسية للحفاظ على الصحة. كما أن الحفاظ على النشاط الذهني، والتواصل الاجتماعي، والحفاظ على عقلية إيجابية، يلعب دوراً مهماً.

ووفق ما ذكره موقع «ذا هيلث سايت» المهتم بأخبار الصحة، فإن الأوان لا يفوت أبداً للبدء في بناء عادات تدعم حياة أطول، وأقوى، وأكثر حيوية. وهذه عشرة أشياء يجب معرفتها إذا كنت ترغب في التقدم في السن بشكل صحي:

التغذية هي الأساس

ضع الأطعمة الصحية في أولوياتك، مثل: الخضراوات، والفواكه، والدهون الصحية، والبروتينات الخالية من الدهون، والألياف. وقلل من الأطعمة المصنعة، والسكر، والكحوليات.

التمارين اليومية

لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً. لا داعي لأن تُرهق نفسك، وتذكر أن الاستمرارية هي الأساس. امزج بين تمارين القوة، وتمارين الكارديو (التي تنشط الدورة الدموية مثل المشي وركوب الدراجة والسباحة)، وتمارين المرونة (مثل اليوغا أو المشي).

النوم ليس اختيارياً

احرص على الحصول على 7-9 ساعات من النوم الجيد. ترتبط قلة النوم بالتدهور المعرفي، وزيادة الوزن، وضعف المناعة.

قم بتنشيط دماغك

تعلم أشياء جديدة، اقرأ، العب ألعاباً استراتيجية، أو مارس هواية جديدة. التحفيز الذهني يُبقي مساراتك العصبية نشطة.

سيطر على توترك

يؤدي التوتر المزمن إلى التهاب يُسرّع شيخوخة جسمك. استخدم اليقظة الذهنية، والتأمل، وتدوين اليوميات، أو تمارين التنفس للسيطرة على نفسك.

إجراء الفحوصات الدورية

اكتشف المشاكل الصحية المزمنة مبكراً، مثل ارتفاع أو انخفاض الكوليسترول، ومشاكل مثل نقص الفيتامينات. الرعاية الوقائية أقل تكلفة وأكثر فعالية من الرعاية الطارئة.

احمِ بشرتك

لا يقتصر استخدام واقي الشمس على الشاطئ، بل استخدمه يومياً. فالجلد هو أكبر عضو في جسمك، وهو أول من تظهر عليه علامات الشيخوخة.

حافظ على تواصل اجتماعي

قد تكون الوحدة ضارة كالتدخين. خصص وقتاً للأشخاص الذين يُشجعونك ويُنشطونك.

ابنِ عقلية إيجابية

الامتنان، وتحديد الهدف، والتفاؤل كلها عوامل تُطيل عمرك. الشيخوخة ليست تراجعاً، بل هي تحول في التركيز.

ابدأ الآن فالأوان لم يفت

سواءً كنت في الثلاثين أو السبعين من عمرك، فإن تغيير نمط الحياة سوف يُجدي نفعاً. يتمتع الجسم بقدرة مذهلة على الشفاء والتكيف والنمو بقوة مع العزم.