الرياضة تقلّل خطر مضاعفات سرطان القولون

الرياضة تساعد الناجين من السرطان على تحسين صحتهم (جامعة إديث كوان)
الرياضة تساعد الناجين من السرطان على تحسين صحتهم (جامعة إديث كوان)
TT
20

الرياضة تقلّل خطر مضاعفات سرطان القولون

الرياضة تساعد الناجين من السرطان على تحسين صحتهم (جامعة إديث كوان)
الرياضة تساعد الناجين من السرطان على تحسين صحتهم (جامعة إديث كوان)

وجدت دراسة أميركية أن النشاط البدني المنتظم قد يساعد الناجين من سرطان القولون على تحقيق معدلات بقاء طويلة الأمد مماثلة لمعدلات البقاء لدى الأفراد الأصحاء.

وأوضح الباحثون من مركز العلوم الصحية في جامعة ولاية لويزيانا، أن هذه النتائج يمكن استخدامها في حملات توعوية لمساعدة الناجين من السرطان على تحسين صحتهم وتقليل خطر مضاعفات سرطان القولون، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «CANCER»، الصادرة عن الجمعية الأميركية للسرطان.

وسرطان القولون هو أحد أكثر السرطانات شيوعاً، خصوصاً لدى كبار السن، وينشأ عادة في الأمعاء الغليظة نتيجة تحوّل الزوائد اللحمية إلى خلايا سرطانية إذا لم تُكتشف مبكراً. وترتبط الإصابة به بعوامل مثل الوراثة، والنظام الغذائي غير الصحي، وقلة النشاط البدني، والتدخين.

ويواجه المرضى خطر الوفاة بسبب تأخر التشخيص، حيث لا تظهر الأعراض بوضوح في المراحل المبكرة، مما يؤدي إلى اكتشافه في مراحل متقدمة. كما أن انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى يعقّد العلاج ويقلل فرص البقاء على قيد الحياة، في حين قد تسبّب بعض العلاجات مضاعفات تزيد من خطر الانتكاس.

وأجرى الفريق تحليلاً لبيانات من تجربتَيْن سريريتين بعد العلاج لمرضى سرطان القولون من المرحلة الثالثة، شملت 2875 مريضاً أُبلغوا ذاتياً عن مستويات نشاطهم البدني بعد الجراحة والعلاج الكيميائي. كما قارن الباحثون هذه البيانات ببيانات من عامة السكان غير المصابين بالسرطان التي جمعها المركز الوطني للإحصاءات الصحية في الولايات المتحدة.

وتمّ قياس النشاط البدني بالساعات أسبوعياً، حيث تُوصي الإرشادات الصحية بممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعياً، أي ما يعادل نحو 8 ساعات أسبوعياً.

ووجد الباحثون أن المرضى الذين نجوا لمدة ثلاث سنوات بعد تلقي العلاج دون عودة السرطان، وكانت مستويات نشاطهم البدني أقل من 3 ساعات أسبوعياً، كانت معدلات بقائهم أقل بنسبة 3.1 في المائة مقارنة بعامة السكان.

معدلات جيدة

أما المرضى الذين مارسوا الرياضة لمدة 18 ساعة أسبوعياً أو أكثر، فقد كانت معدلات بقائهم أعلى بنسبة 2.9 في المائة من عامة السكان، أي أن النشاط البدني قد لا يحسّن فرص البقاء فحسب، بل قد يجعلها أفضل من الأشخاص غير المصابين بالسرطان.

وأشار الباحثون إلى أن هذه الدراسة تقدّم أدلة علمية قوية على أن ممارسة النشاط البدني بانتظام يمكن أن تساعد الناجين من سرطان القولون على تقليل خطر الوفاة المبكرة وتحسين فرص بقائهم.

وأضافوا أن ممارسة الرياضة قد تكون بمثابة «علاج مكمل» منخفض التكلفة وفعال، مما يساعد المرضى على استعادة حياتهم الطبيعية بعد العلاج، وقد تدفع هذه النتائج الأطباء إلى تشجيع مرضى سرطان القولون على ممارسة الرياضة بانتظام ضمن برامج المتابعة الطبية. كما يمكن لصناع السياسات والعاملين في المجال الصحي استخدام هذه المعلومات لتعزيز برامج التوعية بأهمية النشاط البدني لمرضى السرطان.


مقالات ذات صلة

من الإرهاق إلى الجلطات الدموية... آثار جانبية قد تفاجئك لعلاج السرطان

صحتك العلاج الكيميائي الأولي المُركّز عادة ما يستمر من أربعة إلى ستة أشهر (رويترز)

من الإرهاق إلى الجلطات الدموية... آثار جانبية قد تفاجئك لعلاج السرطان

بعد أكثر من عام من إعلان الملك البريطاني تشارلز عن تشخيص إصابته بالسرطان، أصدر القصر بياناً يفيد بأنه عانى من آثار جانبية جراء علاجه، كانت شديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك السمنة من عوامل الخطر المعروفة لداء السكري من النوع الثاني (رويترز)

دراسة تربط بين السكري من النوع الثاني والإصابة ببعض أنواع السرطان

بدءاً من عام 2021، قدّر الباحثون أن نحو 10.5 في المائة من سكان العالم البالغين مصابون بداء السكري، 90 في المائة من الحالات هي من النوع الثاني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك حالات سرطان الفم ترتفع بسرعة خارج عوامل الخطر العادية وتشكل مصدر قلق حقيقي (رويترز)

دراسة: المشروبات السكرية تزيد خطر الإصابة بسرطان الفم

تشير الأبحاث الجديدة إلى أن هذه المشروبات المحلاة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الامتناع عن إجراء فحص البروستاتا يزيد مخاطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة تصل إلى 45 في المائة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: الرجال الذين يغفلون فحص البروستاتا تزداد احتمالات وفاتهم بالسرطان

أظهرت دراسة أجريت على مدار عشرين عاما في 7 دول أوروبية أن الرجال الذين يغفلون إجراء فحص البروستاتا تزداد احتمالات وفاتهم بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسسكو)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان

توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني يواجهون خطراً مزداداً للإصابة ببعض أخطر أنواع السرطان، من بينها سرطانات الكبد والبنكرياس

«الشرق الأوسط» (لندن)

إذا شعرت بأن تربية الأبناء تُشكّل عبئاً على صحتك... فجرّب هذا

يقول طبيب أميركي إن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة (أ.ب)
يقول طبيب أميركي إن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة (أ.ب)
TT
20

إذا شعرت بأن تربية الأبناء تُشكّل عبئاً على صحتك... فجرّب هذا

يقول طبيب أميركي إن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة (أ.ب)
يقول طبيب أميركي إن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة (أ.ب)

كشف طبيب أميركي مؤخراً تحذيراً أثار ذهول ملايين الناس، مُدّعياً أن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة، ويوضح في تقرير أن المخاطر تكمن في التأثير الضار للتوتر، والعزلة الاجتماعية، والضغوط المالية، وفقاً لما جاء في موقع «سايكولوجي توداي».

وفي مقال نُشر في مارس (آذار) 2025 في مجلة «نيويوركر» بعنوان «نهاية الأطفال»، يتناول الكاتب منظوراً عالمياً؛ إذ يُجري مقابلات مع آباء وأمهات من عدد من البلدان.

هل أصبحت تربية الأبناء أكثر إرهاقاً مما كانت عليه في السابق؟

يقول الطبيب، الذي يعمل مع الآباء والأطفال على حد سواء، ويكتب عن تربية الأبناء، يُمكنني فهم الضغوط والإحباطات. نعم، يبدو أن مُسببات التوتر قد ازدادت؛ فقد وجدت الأبحاث الحديثة أن الأمهات العاملات يُخصصن وقتاً أطول لرعاية الأطفال مُقارنةً بالأمهات ربات البيوت في الأجيال الماضية.

كما اتضح أن الأمهات الحاصلات على شهادات جامعية يقضين وقتاً أطول مع أطفالهن مُقارنةً بالأمهات غير الحاصلات على شهادات جامعية. كما أن الآباء أقل عُرضة للعيش بالقرب من العائلة المُمتدة. علاوة على ذلك، كلما طال انتظار الناس لتكوين أسرة، غالباً في ظل متطلبات الحياة المهنية، قلّت احتمالية تكوينها.

ولكن ماذا لو لم تكن الأمور قاتمة كما قد تبدو؟ هناك أمور يمكننا القيام بها كعائلات ومجتمعات لتخفيف الضغط على الآباء.

في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، ليس من الواضح ما ستكون عليه الوظيفة الجديدة.

وعندما نفكر في العالم المعقّد الذي نعيش فيه الآن، ومدى صعوبة التعامل مع الضغوط والمتطلبات، يجب أن نتذكر أيضاً أن لدينا أدوات لم تكن متاحة لأجدادنا؛ وهي مهارات اليقظة والتعاطف، وخاصةً التعاطف مع الذات. وقد وجد العديد من الأطباء ومعلمي التأمل أن التعاطف مع الذات من أهم الأدوات التي نمتلكها لبناء المرونة.

طريقة بسيطة للآباء لممارسة التعاطف مع الذات

للإجابة عن هذا السؤال، لستَ بحاجة إلى الجلوس بهدوء وإغلاق عينيك للتأمل، وهو أمر قد يكون صعباً مع الأطفال النشطين. إنها ممارسة يمكنك القيام بها عند توصيل الأطفال إلى مباراة كرة قدم، أو لقاء للعب، أو منافسات رياضية. يمكنك القيام بها حتى عندما يتشاجرون، أو تتجادل أنت وشريكك. دوّن هاتين النقطتين عندما تسنح لك الفرصة.

توقف للحظة، فحياتك مليئة بالأحداث، وقد تحتاج إلى بعض الدعم، واسأل نفسك: ما الذي أحتاج إليه؟ من الإجابات المحتملة:

أن أريح نفسي عاطفياً؟

أن أهدئ نفسي جسدياً؟

أن أشجع نفسي؟

أن أضع حدوداً؟

أن أهتم بنفسي؟

أن أتخذ إجراءً أو أُحدث تغييراً؟

في النهاية، تذكر جيداً أن الاهتمام بنفسك يُفيد الآخرين أيضاً.