تهمل العديد من النساء في مختلف بلدان العالم بصحتهنَّ الجسدية والنفسية، ومع اختلاف أدوارهن المجتمعية وضغوط حياتهنَّ المهنية، يتسبب هذا الإهمال في وقوعها بالعديد من المتاعب والمشكلات.
مع التركيز بشكل أكبر على صحة الأميركيين من خلال حركة «لنجعل أميركا صحية مرة أخرى»، يقول أحد الخبراء إن صحة المرأة يجب أن تكون أولوية.
ويقول الدكتور أوستن ليك، وهو طبيب متخصص في الطب الوظيفي من تولسا بولاية أوكلاهوما الأميركية، الذي تخصص في علاج النساء اللاتي يعانين من اختلالات هرمونية وأمراض مناعية ذاتية وأمراض مزمنة، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، أنه التقى بالعديد من النساء «المحبَطات» اللاتي يعانين من مشكلات صحية مزمنة، فضلاً عن الأمهات والجدات اللاتي يشعرن بالقلق بشأن صحة أطفالهن.
ومن ضمن تلك المشكلات التي رصدها الطبيب ليك:
التعرض للمبيدات الحشرية
وفقاً لما ذكره ليك، فإن التعرُّض للجليفوسات، وهو مبيد أعشاب يتم رشه غالباً على المحاصيل كمبيد للآفات، يمكن أن يعيق قدرة الجسم على محاربة السرطان.
وأشار إلى أنه «لا يجرد طعامنا من المعادن والعناصر الغذائية الأساسية فحسب، بل يزيل أيضاً مكونات الشفاء الرئيسية التي من شأنها منع تشكل شيء مثل السرطان»، ويضيف: «أحد أدوية العلاج الكيميائي التي يستخدمونها لمحاربة السرطان موجودة في طعامنا، ولكن يتم حظرها بواسطة الجليفوسات».
واقترح الطبيب أن يقوم المزارعون المحليون بحماية محاصيلهم بطريقة أكثر أماناً للمستهلكين.
الفلورايد في الماء
في حين يؤثر السرطان على كل من الرجال والنساء، يري ليك أنه قد يكون له تأثير أكثر شدة على صحة المرأة.
في خضم الجدل المستمر حول إيجابيات وسلبيات الفلورايد، أظهرت أبحاث جديدة أن تناول هذه المادة الكيميائية يمكن أن يؤدي إلى انخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال، وأن يكون ضاراً بالغدة الدرقية، وهي مشكلة شائعة بين النساء.
وأشار: «يعمل الفلورايد على تقليل اليود في جسم الإنسان لأنه يتنافس على الامتصاص، لذا فجأة أصبح لديك المزيد من مشاكل الغدة الدرقية».
وبينما تُعدّ أدوية الغدة الدرقية واحدة من أكثر الأدوية الموصوفة للنساء في العالم، فإن ليك أشار إلى أنها «لا تعالج المشكلة في الواقع».
العقم ومشاكل الإنجاب
وأشار ليك إلى أن أحد المخاوف الرئيسية بين النساء لخوض عملية الإنجاب الأعراض الشديدة لمتلازمة ما قبل الحيض (PMS) وقال: «لقد قمنا بتتبع أعراض متلازمة ما قبل الحيض الشديدة، أعتقد أن كثيراً من النساء قد أدركن أنها شائعة جداً، في كل مراحلها، من تقلُّصات الدورة الشهرية قبل الدورة مباشرة أو الشعور بألم أو عدم القدرة على الشعور بالنشاط قبل الدورة... لكن هذا ليس أمراً طبيعياً».
وقال ليك إن العديد من الحالات الصحية التي تعاني منها النساء يمكن ربطها بعوامل نمط الحياة، بما في ذلك الأطعمة المسببة للالتهابات والإجهاد المزمن.
وأشار إلى أن بعض أوجه القصور يمكن أن «تؤثر بشكل مباشر على الخصوبة لدى المرأة وقدرتها على صنع الحياة».
كما يتم تشخيص المزيد من النساء بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS)، التي تسبب مجموعة متنوعة من الأعراض، مثل عدم انتظام الدورة الشهرية وزيادة الوزن وصعوبة الحمل أو التعرض للإجهاض.
قال ليك إن اختلال التوازن في المسارات الهرمونية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، وإن السبب الجذري الأساسي هو مقاومة الإنسولين، مما يعني أن جسمك غير قادر على إدارة الطاقة بشكل صحيح.
كما ترتبط متلازمة تكيس المبايض بالالتهاب المزمن، وفقاً لجامعة جونز هوبكنز الطبية، ما يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى تفاقم مقاومة الإنسولين.
وأشار ليك إلى أن الطعام والعوامل البيئية والنوم والإجهاد الشديد ونقص العناصر الغذائية يمكن أن تؤدي إلى الإجهاد التأكسدي والالتهابات، مما يؤدي إلى «عدم القدرة على إزالة السموم بشكل صحيح بحيث لا يتخلص جسمك من هذه الأشياء».
اختيارات الطعام غير الصحية
لا شك أن الاستثمار في الطعام الصحي الجيد أمر يستحق العناء، ولكن كثيراً من الأشخاص يتبعون حكمة أن الطعام ليس له تأثير كبير على الصحة، وأن هناك مكوناً وراثياً وراء معاناتهم وأمراضهم.
وقال ليك إنه «يتعين علينا أن نبدأ في زيادة الوعي بهذا الأمر والتأكد من إظهار للناس أن أفعالهم لها عواقب، وأن اختياراتهم الجيدة لها أيضاً عواقب إيجابية».
وأكد ليك أن الناس يجب أن يعلموا أن أجسادهم لديها القدرة على شفاء نفسها، وأن اتباع أنماط حياة صحية يؤثر بشكل فعال في نشاط المرأة والرجل على حد سواء.