لمحاربة ارتفاع معدلات السمنة... الصين تدرج الرياضة البدنية ضمن المناهج الدراسية

تسعى الصين إلى «تعليم أكثر شمولاً» وسط مخاوف متزايدة من ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال (رويترز)
تسعى الصين إلى «تعليم أكثر شمولاً» وسط مخاوف متزايدة من ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال (رويترز)
TT
20

لمحاربة ارتفاع معدلات السمنة... الصين تدرج الرياضة البدنية ضمن المناهج الدراسية

تسعى الصين إلى «تعليم أكثر شمولاً» وسط مخاوف متزايدة من ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال (رويترز)
تسعى الصين إلى «تعليم أكثر شمولاً» وسط مخاوف متزايدة من ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال (رويترز)

تهدف الصين إلى إعطاء أولوية للتربية الرياضية في المدارس، وجعلها جزءاً أساسياً من المناهج التعليمية وليس مجرد مادة ثانوية، وفق ما أعلنت السلطات، وذلك في إطار سعيها إلى «تعليم أكثر شمولاً»، وسط مخاوف متزايدة من ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، عن وزارة التعليم في البلاد، أنه سيتعين على المدارس الابتدائية والثانوية ضمان معاملة معلمي التربية الرياضية «بالطريقة نفسها التي تتم بها معاملة زملائهم معلمي اللغة الصينية والرياضيات واللغة الإنجليزية، وتكثيف الجهود لتطوير الرياضات الرئيسية؛ مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة».

وذكرت الوزارة أن «هذه الإجراءات جزء من حملة أوسع نطاقاً من أجل نهج تعليمي أكثر شمولاً، ودمج اللياقة البدنية مع التطوير الأكاديمي؛ من أجل إعداد الطلاب المؤهلين للمستقبل».

تأتي هذه الإجراءات بعد أن أصدرت الصين خطتها الوطنية الأولى في يناير (كانون الثاني) لبناء «أمة قوية التعليم» بحلول عام 2035. وتضمَّنت السياسات إلزام طلاب المدارس الابتدائية والثانوية بممارسة نشاط بدني لمدة ساعتين على الأقل يومياً؛ للسيطرة بشكل فعّال على معدلات قصر النظر والسمنة.

وازدادت معدلات السمنة بين صغار السن منذ عام 2019؛ بسبب انخفاض النشاط البدني في أثناء عمليات الإغلاق التي صاحبت «كوفيد - 19»، وزيادة الطلب عبر الإنترنت على الأطعمة غير الصحية.

الصين تدعو المدارس إلى تكثيف الجهود لتطوير الرياضات الرئيسية (رويترز)
الصين تدعو المدارس إلى تكثيف الجهود لتطوير الرياضات الرئيسية (رويترز)

ويتوقع الأطباء ارتفاع معدلات السمنة خلال السنوات الـ10 إلى الـ12 المقبلة، مع تباطؤ الاقتصاد وتعرُّضه لتغيرات هيكلية تؤدي إلى عادات غذائية سيئة وقلة النشاط البدني.

وارتفعت نسبة الأولاد أصحاب الوزن الزائد في الصين إلى 15.2 في المائة عام 2022 من 1.3 في المائة في عام 1990، وهي نسبة تقل عن الولايات المتحدة؛ حيث بلغ معدل السمنة 22 في المائة، لكنها أعلى من اليابان؛ حيث بلغت النسبة 6 في المائة، وبريطانيا وكندا؛ حيث تصل إلى 12 في المائة، والهند التي يصل المعدل بها إلى 4 في المائة. وارتفعت نسبة السمنة بين الفتيات إلى 7.7 في المائة في 2022 من 0.6 في المائة في عام 1990.


مقالات ذات صلة

علاج لحساسية الفول السوداني لدى الأطفال

صحتك حساسية الفول السوداني قد تحرم الأطفال من تناول الفول والسوداني ومنتجاته (جامعة ملبورن)

علاج لحساسية الفول السوداني لدى الأطفال

كشف باحثون أميركيون عن علاج جديد يمكن أن يساعد الأطفال المصابين بحساسية الفول السوداني على تحمل كميات أكبر منه دون التعرض لردود فعل تحسسية خطيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك النشاط الاجتماعي يؤخر إصابة كبار السن بالخرف 5 سنوات (أرشيفية - رويترز)

من أجل شباب دائم... 10 عادات إيجابية نتعلمها من «المسنّين الخارقين»

خبراء الشيخوخة يرون أن هناك بعض العادات التي يعتقد أننا يجب أن نتعلمها من كبار السن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

النساء أكثر عرضة للإصابة بـ«كورونا طويل الأمد»

كشفت دراسة جديدة أن النساء معرضات لخطر أعلى بكثير للإصابة بـ«كورونا طويل الأمد» مقارنة بالرجال.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم كشف لغز تلف الحمض النووي المستمر ودوره في نشوء السرطان

كشف لغز تلف الحمض النووي المستمر ودوره في نشوء السرطان

كشفت أبحاث رائدة من معهد «ويلكوم سانجر» في المملكة المتحدة، عن اكتشاف مثير يتمثل في أن بعض أشكال تلف الحمض النووي يمكن أن تفلت من آليات الإصلاح الخلوية

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
يوميات الشرق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد لا يكون دائماً إيجابياً (جامعة بايلور)

الاستخدام المفرط لـ«السوشيال ميديا» قد يزيد مشاعر العزلة

وجدت دراسة أميركية استمرت 9 أعوام أن الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، مثل تصفح المنشورات دون تفاعل، مرتبط بزيادة الشعور بالوحدة على المدى الطويل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

علاج لحساسية الفول السوداني لدى الأطفال

حساسية الفول السوداني قد تحرم الأطفال من تناول الفول والسوداني ومنتجاته (جامعة ملبورن)
حساسية الفول السوداني قد تحرم الأطفال من تناول الفول والسوداني ومنتجاته (جامعة ملبورن)
TT
20

علاج لحساسية الفول السوداني لدى الأطفال

حساسية الفول السوداني قد تحرم الأطفال من تناول الفول والسوداني ومنتجاته (جامعة ملبورن)
حساسية الفول السوداني قد تحرم الأطفال من تناول الفول والسوداني ومنتجاته (جامعة ملبورن)

كشف باحثون أميركيون عن علاج جديد يمكن أن يساعد الأطفال المصابين بحساسية الفول السوداني على تحمل كميات أكبر منه دون التعرض لردود فعل تحسسية خطيرة.

وأوضح الباحثون من المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية في الدراسة التي نُشرت نتائجها، الاثنين، بدورية (NEJM Evidence)، أن الأطفال الذين تناولوا جرعات تدريجية متزايدة من زبدة الفول السوداني لمدة 18 شهراً تمكنوا من تحمل ما يعادل 3 ملاعق كبيرة منه دون أي رد فعل تحسسي.

وكانت العلاجات المعتمدة سابقاً من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) موجهة للأطفال الذين لا يستطيعون تحمل حتى نصف حبة فول سوداني، وتهدف لتقليل مخاطر التفاعل التحسسي في حال التعرض العرضي له. ومع ذلك، هناك نحو 800 ألف طفل أميركي يعانون من حساسية الفول السوداني لكنهم يستطيعون تحمل كميات صغيرة، وكان خيارهم الوحيد هو تجنب الفول السوداني تماماً.

واستهدفت الدراسة 73 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 و14 عاماً كانوا قادرين على تحمل ما يعادل نصف حبة فول سوداني دون ظهور أعراض. وتم تقسيمهم لمجموعتين؛ الأولى تلقت العلاج الجديد؛ حيث بدأ الأطفال بتناول كميات صغيرة جداً من زبدة الفول السوداني (1-8 ملاعق صغيرة) يومياً، وزادت الكمية تدريجياً كل 8 أسابيع حتى وصلت لملعقة كبيرة من زبدة الفول السوداني أو ما يعادلها من منتجات الفول السوداني الأخرى تحت إشراف طبي، بينما واصلت المجموعة الثانية تجنبه كلياً.

وبعد انتهاء فترة العلاج، خضع الأطفال لاختبار تحت إشراف طبي، وأظهرت النتائج أن 100 في المائة من الأطفال الذين تلقوا العلاج استطاعوا تناول 9 غرامات من بروتين الفول السوداني (ما يعادل 3 ملاعق كبيرة) دون رد فعل تحسسي، مقارنة بـ10 في المائة فقط من الأطفال في المجموعة التي واصلت تجنب الفول السوداني. كما تمكن 86.7 في المائة من الأطفال الذين تلقوا العلاج من الحفاظ على قدرتهم على تحمل الفول السوداني حتى بعد التوقف عن تناوله لمدة 8 أسابيع، ما يشير إلى استجابة مناعية طويلة الأمد.

وفق الباحثين، قد تمهد هذه النتائج الطريق لاستخدام الاستراتيجية العلاجية نفسها لعلاج الحساسية تجاه أطعمة أخرى، مع الحاجة لمتابعة طويلة الأمد لتحديد مدى استمرارية هذا التحمّل لدى الأطفال.

يشار إلى أن حساسية الفول السوداني من أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعاً وخطورة؛ حيث يعاني منها ملايين الأطفال حول العالم. وتحدث هذه الحساسية عندما يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله تجاه البروتينات الموجودة في مكوناته؛ مما يؤدي لظهور أعراض تتراوح بين الطفح الجلدي وصعوبة التنفس وصولاً للصدمة التحسسية التي قد تهدد الحياة. وحتى الآن، كان تجنب الفول السوداني هو الاستراتيجية الوحيدة المتاحة لمعظم الأطفال المصابين بهذه الحساسية.