«الكلوفازيمين» بديل فعال لتقليل الآثار الجانبية وتعزيز الجهاز المناعي في محاربة السرطان

تمثل النتائج البحثية تقدماً محتملاً للعديد من مرضى السرطان (الشرق الأوسط)
تمثل النتائج البحثية تقدماً محتملاً للعديد من مرضى السرطان (الشرق الأوسط)
TT

«الكلوفازيمين» بديل فعال لتقليل الآثار الجانبية وتعزيز الجهاز المناعي في محاربة السرطان

تمثل النتائج البحثية تقدماً محتملاً للعديد من مرضى السرطان (الشرق الأوسط)
تمثل النتائج البحثية تقدماً محتملاً للعديد من مرضى السرطان (الشرق الأوسط)

أظهر مضاد حيوي غامض موجود منذ عقود من الزمن، نتائج واعدة في تقليل السمية وتعزيز فاعلية علاج حصار نقطة التفتيش المناعية المزدوجة في علاج السرطان. ووفق دراسة أجراها مستشفى هيوستن ميثوديست، يمكن للكلوفازيمين أن يوسع نطاق العلاج الثوري، ليشمل المزيد من المرضى.

ومن خلال استخدام تقنية فحص الأدوية المضيئة، التي نظرت في أكثر من 3 آلاف دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وجد فريق هيوستن ميثوديست أن الكلوفازيمين يزيد من فوائد العلاج بالمستضد المرتبط بالخلايا اللمفاوية التائية السامة للخلايا 4 (CTLA-4)، ونقاط التفتيش المناعية للموت المبرمج 1 (PD-1)، التي تُعد منظمات سلبية للوظيفة المناعية للخلايا التائية، وكلاهما يُعد مزيجاً قوياً يعمل في مجموعة فرعية من المرضى، ولكنه يمكن أن يسبب أيضاً آثاراً جانبية تحد من العلاج.

وقال البروفيسور الدكتور معن عبد الرحيم، اختصاصي زراعة الأورام ورئيس قسم أورام الجهاز الهضمي في مستشفى هيوستن ميثوديست وأحد قادة البحث: «تمثل هذه النتائج البحثية تقدماً محتملاً مطلوباً بشدة للعديد من مرضى السرطان، الذين لم يتمكنوا من الاستفادة الكاملة من العلاج المناعي بسبب شدة الآثار الجانبية. وقد يمثل هذا الاكتشاف طريقاً جديداً للمضي قدماً في إيجاد خيارات علاجية قوية وسهلة الإدارة للسرطان، قد تعمل على إطالة العمر المتوقع للمريض وتحسين نوعية الحياة».

ووصف أعضاء الفريق عقار كلوفازيمين بأنه لم يتفوق على العلاج بالستيرويد أو خفض جرعات حصار نقطة التفتيش - الاستجابات القياسية للأحداث السلبية المرتبطة بالمناعة (irAEs) - في عكس الآثار الجانبية فحسب، بل إنه عزّز أيضاً الاستجابات العلاجية. وعلى النقيض من ذلك، فإن الستيرويدات لها تأثير ضار على فاعلية مكافحة الأورام.

ونشرت نتائج الدراسة والبحث في مجلة «كانسر سل - Cancer Cell»، التي تخضع لمراجعة النظراء في هذا الاختصاص، وسلطت الضوء على قدرة الكلوفازيمين على التغلب على عقبة طويلة الأمد في العلاج المناعي للسرطان؛ هي: الموازنة بين فاعلية العلاج وسلامة المرضى.

ويوضح الدكتور عبد الرحيم أن العلاج المناعي المزدوج يُطلق العِنان لقوة الجهاز المناعي إلى أقصى حد، وهو أمر رائع لمهاجمة الخلايا السرطانية، لكنه يزيد بشكل كبير من سمية العلاج وخطر حدوث مضاعفات شديدة قد تكون مميتة. ففي المرضى الذين يتلقون مزيجاً من المستضد المرتبط بالخلايا اللمفاوية التائية السامة للخلايا 4 (CTLA-4)، ونقاط التفتيش المناعية للموت المبرمج 1 (PD-1)، فرص حدوث الأحداث السلبية المرتبطة بالمناعة (irAEs) تتراوح من 30 في المائة لسرطان الرئة إلى 70 في المائة للورم الميلاني.

ويشرح الدكتور عبد الرحيم أنه عندما تؤثر الأحداث السلبية على القولون، أو القلب، أو الكبد، أو الكلى، أو الأعضاء الأساسية الأخرى لدى المريض، فإن الأطباء المعالجين عادة ما يقطعون العلاج، أو يضيفون الستيرويدات المخفضة للفاعلية أو مثبطات المناعة، أو يوقفون العلاج تماماً.

وفي سعيهم لإيجاد بديل أفضل، بحث فريق هيوستن ميثوديست عن بديل يمكنه المساعدة في الحد من الآثار الجانبية غير المرغوبة المرتبطة بالأحداث السلبية المرتبطة بالمناعة دون المساس بقوة العلاج في مكافحة السرطان. ووجدوا عقار كلوفازيمين، الذي تمت الموافقة عليه في الأصل لعلاج الجذام، مرشحاً مثالياً لأنه لم يقلل الآثار الجانبية في النماذج المعملية فحسب، بل بدا أيضاً أنه يعزز قدرة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.

وسيبدأ الفريق التجارب السريرية للمرحلة 1/2 أ في أوائل عام 2025. وإذا نجحت، يمكن أن يصبح الكلوفازيمين إضافة قيمة إلى علاجات حصار نقطة التفتيش المناعية المزدوجة لسرطانات «immune checkpoint blockade therapies» مثل سرطان الجلد، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان الكبد، وسرطان الرئة غير صغير الخلايا؛ التي حصل نظام علاجها على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ولكن غالباً ما يتم مقاطعته أو تعديله بسبب الأحداث السلبية المحتملة.


مقالات ذات صلة

صحتك جميع المرضى الذين شاركوا في التجربة فشلوا في الاستجابة للعلاجات المتاحة (بكسلز)

تجربة جينية غير مسبوقة... علماء يحققون إنجازاً تاريخياً بعلاج اللوكيميا العدوانية

يعيش اليوم عدد من المرضى الذين كانوا يعانون نوعاً من سرطان الدم المصنَّف سابقاً بوصفه غير قابل للعلاج في حالة خالية من المرض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُصيب مرض باركنسون نحو 10 ملايين شخص حول العالم (أرشيفية - أ.ف.ب)

عدد خطواتك اليومية قد يتنبأ باحتمالية إصابتك بـ«الشلل الرعاش»

كشفت دراسة جديدة أن انخفاض عدد الخطوات التي يمشيها الشخص يومياً قد يكون علامة تحذيرية مبكرة عن إمكانية إصابته بمرض باركنسون (الشلل الرعاش) في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك إصابة الأم بفقدان الشهية العصبي أو الشره العصبي ترفع احتمالات إصابة الطفل بالربو (بكسلز)

اضطرابات تغذية الحامل تزيد خطر مشكلات التنفس لدى الأطفال

كشفت دراسة علمية أن إصابة الأم باضطرابات الغذاء في أثناء الحمل، تزيد مخاطر إصابة الطفل بالربو وأزيز الصدر خلال التنفس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك ارتبط العزف على آلة موسيقية بانخفاضٍ قدره 35 % في خطر الإصابة بالخرف (أرشيفية- رويترز)

دراسة: عادة يومية ممتعة قد تقلِّل خطر الإصابة بالخرف

أظهرت دراسة حديثة أن الاستماع المنتظم للموسيقى أو عزفها قد يرتبط بانخفاض كبير في خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الجراحة متعددة المستويات» تحسِّن حركة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي

«الجراحة متعددة المستويات» تحسِّن حركة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي
TT

«الجراحة متعددة المستويات» تحسِّن حركة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي

«الجراحة متعددة المستويات» تحسِّن حركة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي

سلَّطت دراسة حديثة لباحثين من قسم جراحة العظام بجامعة نوفيلد بالمملكة المتحدة، ونُشرت مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، في «مجلة العظام والمفاصل» (The Bone & Joint Journal)، الضوء على فوائد الجراحة متعددة المستويات في وقت واحد (SEMLS)، للأطفال المصابين بالشلل الدماغي، في تقويم الساقين بشكل خاص، وتحسين القدرة على المشي. وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها على مستوى المملكة المتحدة.

جراحة متعددة المستويات

الجراحة متعددة المستويات تعني إجراء عمليات جراحية لتصحيح كثير من المشكلات الموجودة في أجزاء الجهاز الحركي؛ حيث يتم علاج عظام ومفاصل وعضلات كلا الساقين في جلسة واحدة. وهذه الجراحة على الرغم من أنها تستغرق وقتاً أطول في أثناء الجراحة الوحيدة المستوى، فإنها توفر على المريض إجراء كثير من العمليات لكل جزء على حدة.

الشلل الدماغي

من المعروف أن الشلل الدماغي (CP) يُعد أكثر الإعاقات الجسدية الخطيرة شيوعاً في مرحلة الطفولة؛ حيث يُصيب نحو طفلين إلى 3 أطفال من كل ألف ولادة، ويؤدي إلى شلل الأطراف التي يصيبها، ويسبب تشوهات في العظام تتفاقم مع النمو، مما يؤثر على القدرة على الحركة لاحقاً.

وتابع الباحثون 188 طفلاً من مرضى الشلل الدماغي، في 20 مستشفى بجميع أنحاء المملكة المتحدة، وكانت أعمارهم تتراوح بين 5 و18 عاماً، لمدة عامين، لتقييم فوائد إجراء الجراحة متعددة المستويات، مقارنة بالأطفال الآخرين الذين لم تُجرى لهم؛ حيث خضع 139 من هؤلاء الأطفال للجراحة التي شملت في المتوسط ​​خمس عمليات جراحية لكل طفل.

تصحيح مشكلات إعاقة الحركة

وتابع الباحثون التقنيات الجراحية التي استُخدمت مع الأطفال، وكذلك تمت متابعة المضاعفات التي حدثت؛ سواء أكانت خلال إجراء العملية أم بعدها مباشرة، وقَيَّموا النتيجة النهائية للجراحة في كل حالة، بما في ذلك القدرة على المشي، وحالة الساق.

وأوضح الباحثون أن الجراحة متعددة المستويات تساعد الجرَّاحين في تصحيح كثير من مشكلات إعاقة الحركة في عملية واحدة، تليها فترة إعادة تأهيل، ما يساعد على تحسين القدرة على الحركة، وتقليل الحاجة إلى عمليات جراحية متكررة وفترات نقاهة طويلة طوال مرحلة الطفولة.

وعلى الرغم من أن تقنيات هذه الجراحة تطورت على مدار 30 عاماً، فإن معدل إجرائها لا يزال قليلاً جداً.

وتم قياس نتائج الدراسة من خلال استبيانات المرضى؛ حيث أبلغ الآباء والأطفال عن مدى تحسن حالتهم بعد العلاج.

تحسن في القدرة على المشي

وأظهر الأطفال الذين خضعوا للجراحة تحسناً ملحوظاً في القدرة على المشي، ومعظمهم تجاوز الحد الأدنى المتوقع في التحسن، كما أفاد الآباء بتحسن في الوظائف الحركية والقدرة على الحركة اليومية، في استبيان معين مُعد خصيصاً لتقييم المشي.

وفي المقابل، أظهرت المجموعة الصغيرة من الأطفال الذين لم يخضعوا للجراحة تراجعاً في قدرتهم على المشي خلال الفترة نفسها.

وكان هناك طفل واحد من كل خمسة حدثت له مضاعفات، معظمها مؤقتة. وكانت هذه المضاعفات متوقعة بالنسبة لهؤلاء الأطفال بعد خضوعهم لعمليات تقويم عظام معقدة. ولكن النتائج الإجمالية تشير إلى تحسن ملحوظ في القدرة على المشي، وعلى الرغم من أن التغيرات في سرعة المشي ومسافته كانت طفيفة، فإن نمط المشي في الأطفال كان أفضل.

تأهيل المستشفيات والطواقم الطبية للجراحة

ووجدت الدراسة اختلافاً كبيراً بين المراكز في كيفية إجراء الجراحة، ما يشير إلى ضرورة توفير مستشفيات مجهزة لمثل هذه العمليات، مع وجود طاقم جراحي مؤهل، حتى يمكن تعميم الاستفادة من هذه التقنية؛ خصوصاً في ظل وجود مؤشرات واضحة على فائدة الجراحة في استعادة القدرة على المشي.

حقائق

2- 3

أطفال من كل ألف ولادة يصابون بشلل دماغي يؤدي إلى شلل الأطراف


تجربة جينية غير مسبوقة... علماء يحققون إنجازاً تاريخياً بعلاج اللوكيميا العدوانية

جميع المرضى الذين شاركوا في التجربة فشلوا في الاستجابة للعلاجات المتاحة (بكسلز)
جميع المرضى الذين شاركوا في التجربة فشلوا في الاستجابة للعلاجات المتاحة (بكسلز)
TT

تجربة جينية غير مسبوقة... علماء يحققون إنجازاً تاريخياً بعلاج اللوكيميا العدوانية

جميع المرضى الذين شاركوا في التجربة فشلوا في الاستجابة للعلاجات المتاحة (بكسلز)
جميع المرضى الذين شاركوا في التجربة فشلوا في الاستجابة للعلاجات المتاحة (بكسلز)

يعيش اليوم عدد من المرضى الذين كانوا يعانون نوعاً من سرطان الدم، المصنَّف سابقاً بوصفه غير قابل للعلاج في حالة خالية من المرض، بعدما خضعوا لعلاج جيني يطبَّق لأول مرة عالمياً.

ووفق تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز»، أصبحت أليسا تابلي، البالغة من العمر 16 عاماً، أول مريضة تُعالج بهذا الأسلوب التجريبي عام 2022، وذلك بعد إصابتها بنوع عدواني من اللوكيميا، وكانت تفكّر في خيارات الرعاية التلطيفية، لكنها باتت الآن بصحة جيدة.

وقد نُشرت نتائج جديدة للتجربة السريرية التي أُجريت على 8 أطفال إضافيين وبالغين اثنين في مستشفى «غريت أورموند ستريت» (GOSH) ومستشفى «كينغز كوليدج» في لندن.

وأظهرت النتائج أن ثلثي المرضى يعيشون من دون مرض لمدة تصل إلى 3 سنوات.

وقالت الدكتورة ديبورا يالوب، استشارية أمراض الدم في مستشفى كينغز: «شهدنا استجابات لافتة في القضاء على اللوكيميا التي بدت مستعصية على العلاج... إنها مقاربة بالغة القوة».

علاجات سابقة لم تفلح

وكان المرضى المشاركون في الدراسة يعانون من اللوكيميا الليمفاوية الحادة من نوع الخلايا التائية، وهو شكل نادر من سرطان الدم ينتج عن نمو غير منضبط للخلايا التائية ضمن الجهاز المناعي.

وكان جميع المرضى قد فشلوا في الاستجابة للعلاجات المتاحة.

ولهذا، جرّب الفريق الطبي تقنية تجريبية تقوم على تحويل الخلايا التائية المأخوذة من متبرع، إلى «خلايا مقاتلة» قادرة على هزيمة السرطان.

تعديل دقيق لـ«حروف» الشيفرة الجينية

وتُعرف التقنية باسم «BE-CAR7»، وهي أداة بالغة الدقة لتغيير حروف فردية في الشيفرة الجينية، والتي تُعدّ بمثابة دليل التعليمات لكل خلايا الجسم.

ويمكن لتغيير حرف واحد، ما يسميه العلماء «قواعد» الحمض النووي، أن يغيّر وظيفة الجين، تماماً كما يؤدي استبدال حرف واحد في رسالة نصية إلى تغيير معناها.

وأجرى العلماء 3 «تعديلات أساسية» منفردة على الخلايا التائية الخاصة بالمتبرعين.

وجعلت هذه التعديلات الجينية الخلايا علاجاً جاهزاً للاستخدام من دون الحاجة إلى مطابقة مع المرضى، كما يحدث في عمليات الزرع التقليدية. كما أنها وجهت الخلايا التائية المتبرع بها لتدمير كل الخلايا التائية لدى المريض، سواء كانت سرطانية أم سليمة.

وإذا تم القضاء على جميع الخلايا التائية خلال 4 أسابيع من العلاج، أمكن للمرضى الخضوع لزرع نخاع عظم لإعادة بناء جهاز مناعي صحي.

نتائج لافتة

وبحسب النتائج المنشورة في «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن»، فإن 82 في المائة من المرضى كانوا في «استجابة علاجية عميقة جداً» بعد العلاج، وتمكنوا من الخضوع لزرع النخاع. ولا يزال 64 في المائة منهم يعيشون من دون مرض.

وقالت أليسا إنها الآن «بأحسن حال»، وأضافت: «ذهبت للإبحار، وقضيت وقتاً خارج المنزل أثناء مشاركتي في جائزة دوق إدنبرة، وحتى مجرد الذهاب إلى المدرسة كان شيئاً حلمت به عندما كنت مريضة».

وتابعت: «أنا لا أعتبر أي شيء أمراً مفروغاً منه. التالي على قائمتي هو تعلم القيادة، لكن هدفي النهائي أن أصبح عالمة أبحاث، وأن أكون جزءاً من الاكتشاف الكبير المقبل الذي يساعد أشخاصاً مثل حالتي».

تمويل علاج 10 مرضى إضافيين

وافقت مؤسسة «غريت أورموند ستريت» الخيرية على دعم علاج 10 مرضى إضافيين.

وقال الدكتور روب كييزا، الباحث في الدراسة واستشاري زراعة نخاع العظم في المستشفى: «على الرغم من أن معظم الأطفال المصابين بلوكيميا الخلايا التائية يستجيبون جيداً للعلاجات القياسية، فإن نحو 20 في المائة قد لا يستجيبون».

وأضاف: «هؤلاء المرضى هم الذين يحتاجون بشدة إلى خيارات أفضل، وهذا البحث يمنح أملاً بتوقعات أفضل لكل من يُشخّص بهذا النوع النادر والعدواني من سرطان الدم».

وتعاونت منظمة «أنتوني نولان» البريطانية المتخصصة بالخلايا الجذعية، مع الفريق البحثي لتوفير المتبرعين بالخلايا التائية.

وقالت الدكتورة تانيا ديكستر، كبيرة الأطباء في المنظمة: «بالنظر إلى أن فرص بقاء هؤلاء المرضى كانت ضعيفة قبل التجربة، فإن هذه النتائج تبث الأمل في أن تستمر العلاجات من هذا النوع في التطور، وتصبح متاحة لعدد أكبر من المرضى».

وأضافت: «كما هي الحال مع أي علاج خلوي جديد، فإن هذه التجربة من المرحلة الأولى تشكّل مجرد مؤشر أولي على فاعلية العلاج وسلامته، ولا بد من إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد تطبيقه السريري الواسع».

وأوضحت أن «النتائج مشجعة وتدل على القفزات التكنولوجية الحديثة التي تمكننا من مواجهة تحديات أكبر في علاج سرطانات واضطرابات الدم».


عدد خطواتك اليومية قد يتنبأ باحتمالية إصابتك بـ«الشلل الرعاش»

يُصيب مرض باركنسون نحو 10 ملايين شخص حول العالم (أرشيفية - أ.ف.ب)
يُصيب مرض باركنسون نحو 10 ملايين شخص حول العالم (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

عدد خطواتك اليومية قد يتنبأ باحتمالية إصابتك بـ«الشلل الرعاش»

يُصيب مرض باركنسون نحو 10 ملايين شخص حول العالم (أرشيفية - أ.ف.ب)
يُصيب مرض باركنسون نحو 10 ملايين شخص حول العالم (أرشيفية - أ.ف.ب)

كشفت دراسة جديدة أن انخفاض عدد الخطوات التي يمشيها الشخص يومياً قد يكون علامة تحذيرية مبكرة عن إمكانية إصابته بمرض باركنسون (الشلل الرعاش) في المستقبل.

وبحسب مجلة «نيوزويك» الأميركية، فقد شملت الدراسة ما يقرب من 95 ألف بالغ، تم الحصول على بياناتهم من البنك الحيوي البريطاني (بيوبانك)، وهي قاعدة بيانات بحثية تتضمن المعلومات الوراثية والصحية لمئات الآلاف من البريطانيين.

وقام الباحثون بتحليل بيانات أجهزة تتبع نشاط كانوا يرتدونها لمعرفة عدد الخطوات التي يخطونها يومياً.

وبعد ذلك بحث الفريق في تشخيصات مرض باركنسون الجديدة بمرور الوقت باستخدام سجلات المرضى في المستشفيات وسجلات الوفيات المرتبطة بالمرض.

وعلى مدى فترة متابعة امتدت لنحو 8 سنوات، أصيب 407 مشاركين بمرض باركنسون.

وأشار الباحثون إلى أن المذهل في الأمر هو أنهم وجدوا أن كل ألف خطوة إضافية يومياً ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 8 في المائة.

وقال أيدن دوهيرتي، الأستاذ بجامعة أكسفورد والذي قاد فريق الدراسة: «وجدنا أن الأشخاص الذين يمشون خطوات أقل لديهم خطر أعلى للإصابة بمرض باركنسون بشكل ملحوظ»، مشيراً إلى أن انخفاض عدد الخطوات قد يتنبأ بإمكانية الإصابة بالمرض قبل تشخيصه بنحو 5 سنوات.

وأكد أن هذه العلاقة ظلت قائمة حتى بعد الأخذ في الاعتبار العوامل التي قد تؤثر على كل من مستويات النشاط والصحة، بما في ذلك العمر والجنس، بالإضافة إلى المتغيرات الديمغرافية ونمط الحياة.

وهناك أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم مصاب بمرض باركنسون، الذي يقوم بتدمير تدريجي للخلايا العصبية في الدماغ المسؤولة عن إنتاج مادة الدوبامين، مما يؤدي إلى صعوبة التحكم في الحركة.

وتبدأ أعراضه غالباً برعشة خفيفة أو تصلب في العضلات، ثم تتطور لتؤثر على التوازن والتنقل والكلام.