هل تحتاج النساء إلى ساعات نوم أكثر من الرجال؟

النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)
النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)
TT

هل تحتاج النساء إلى ساعات نوم أكثر من الرجال؟

النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)
النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)

النوم مهم للجميع، ولكن هل تحتاج النساء إلى مزيد منه مقارنة بالرجال؟ هذا نقاش مستمر بين الباحثين والخبراء، فهم يبحثون العوامل البيولوجية المختلفة التي تلعب دوراً في ذلك.

وقالت الدكتورة ويندي تروكسيل، خبيرة النوم واختصاصية السلوك البارزة في مؤسسة «آر إي إن دي (RAND)» والطبيبة النفسية السريرية في ولاية يوتا الأميركية، إن فكرة احتياج النساء إلى قسط أكبر من النوم مقارنة بالرجال «مبالغ فيها في كثير من الأحيان»، وفقاً لما ذكرته لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية.

وأظهرت الأبحاث أن الفارق بين الرجال والنساء «ضئيل إلى حد ما»، إذ تحتاج النساء فقط إلى ما بين 11 و13 دقيقة إضافية من النوم أكثر من الرجال.

وقالت تروكسل إن «المبالغة في المقارنة بين الجنسين بشأن النوم قد تضغط على النساء للتركيز على عدد معين من ساعات النوم، وربما على حساب جودة النوم».

وأضافت: «هذا أمر إشكالي، لأن النساء معرضات لخطر الإصابة بالأرق بنسبة تصل إلى ضعف الخطر نفسه لدى الرجال».

وقال الدكتور ويليام لو، طبيب «طب النوم» المدير الطبي في «دريم هيلث (Dreem Health)» بسان فرنسيسكو، إن النساء يملن إلى النوم أكثر من الرجال بما بين 10 دقائق و20 دقيقة إضافية في الليلة، كما تظهر الدراسات.

ما مقدار النوم الأكثر من اللازم؟

قالت الطبيبة تروكسيل: «لا نعرف على وجه اليقين ما إذا كان ذلك يرجع إلى أن النساء بحاجة إلى مزيد من النوم، أم إلى أن الرجال لا ينامون بشكل كافٍ... إذا كان السبب هو أن المرأة تحتاج إلى مزيد من النوم، فمن المرجح جداً أن تكون الهرمونات تلعب دوراً مهماً».

وأضافت أنها تعدّ النوم «العناية الذاتية القصوى للنساء، ومع ذلك فهو غالباً أول شيء يُضحَّى به وسط متطلبات الحياة والمسؤوليات».

ونظراً إلى أن «النساء يواجهن خطر الإصابة بالاكتئاب بضعف ما يواجهه الرجال، فمن المهم جداً بالنسبة إليهن الحفاظ على جداول نوم صحية لدعم صحتهن العقلية ورفاههن»، كما أشارت.

وعلى نطاق أوسع، أوضح الخبراء أن النوم الجيد يمكن أن يدعم صحة الدماغ، وصحة العلاقات، والصحة البدنية عموماً، بما في ذلك تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

يمكن أن يساعد النوم السليم النساء أيضاً على إدارة التوتر بشكل أفضل، والحفاظ على وزن صحي، وتعزيز قوة المناعة.

ما مدة النوم الكافية؟

وفقاً للدكتور لو، فإن مدة النوم «تعتمد بشكل كبير على الفرد». وينصح: «احصلي على قسط كافٍ من النوم حتى تشعري بالراحة والانتعاش».

وأوضح: «يركز كثير من الناس على مقدار النوم المطلوب، ولا يركزون على شعورهم بعد الاستيقاظ. في قاعدة عامة، يمكن للنساء أن يهدفن إلى الحصول على نحو 7 ساعات ونصف من النوم كل ليلة».

وأشارت الدكتورة نافيا ميسور، إلى أن كلاً من الرجال والنساء يحتاجون إلى ما بين 7 و9 ساعات من النوم كل ليلة.

وقالت: «من الصعب تحديد مقدار النوم الإضافي الذي قد تحتاجه المرأة مقارنة بالرجل، لأن هناك عوامل كثيرة قد تؤثر على جودة النوم، مثل مستويات التوتر، وعادات نظافة النوم، وممارسة الرياضة، والنظام الغذائي».

تحديات النوم المؤثرة على النساء

تواجه النساء تغيرات هرمونية تجعلهن أكثر توتراً، وقالت تروكسيل إنها يمكن أن تؤدي إلى نوم متقطع وزيادة خطر الأرق، خصوصاً خلال الدورة الشهرية والحمل وانقطاع الطمث.

وأوضحت انه في النصف الثاني من الدورة الشهرية (أو المرحلة الأصفرية)، ترتفع مستويات هرمون البروجسترون، مما قد يجعل المرأة تشعر بالنعاس في أوقات كثيرة، وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض جودة النوم.

بالإضافة إلى أن كثيراً من النساء «الحوامل» يواجهن صعوبة في النوم أو البقاء نائمين، مما قد يؤدي إلى شعورهن بالتعب أكثر خلال النهار.

ويتفق الخبراء على أن النساء اللائي يقمن بأدوار الرعاية والمسؤولية الاجتماعية بالإضافة إلى العمل يمكن أن يصبن أيضاً باضطرابات النوم والتوتر الإضافي.

يجب على أولئك الذين يعانون من تحديات النوم المستمرة استشارة مقدم الرعاية الطبية للحصول على التوصيات اللازمة.


مقالات ذات صلة

يقبع بالعناية المركزة... أطباء يكشفون تطورات الحالة الصحية للرئيس البرازيلي

أميركا اللاتينية  الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (رويترز)

يقبع بالعناية المركزة... أطباء يكشفون تطورات الحالة الصحية للرئيس البرازيلي

كشف أطباء، في بيان اليوم (الأربعاء)، إن الرئيس البرازيلي لويس إينآسيو لولا دا سيلفا ما زال في العناية المركزة في أحد مستشفيات ساو باولو، لكن حالته تتحسن.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
يوميات الشرق يمكن لفرشاة الأسنان المبتكرة والذكية الاتصال بالإنترنت (معهد بليكينغ للتكنولوجيا)

فرشاة أسنان ذكية تنقل بيانات المستخدمين وتخزّنها

يمكن للفرشاة الجديدة أن تُحدِث فرقاً كبيراً في صحّة الفم، خصوصاً فيما يتعلّق بتحسين جودة الحياة لدى كبار السنّ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد على تعزيز ذكاء الأطفال (رويترز)

دراسة: ألعاب الفيديو تزيد معدل ذكاء الأطفال

قالت دراسة جديدة إن ممارسة الأطفال لألعاب الفيديو تزيد من معدل ذكائهم، وهو ما يتناقض إلى حد ما مع السرد القائل بأن هذه الألعاب سيئة لأدمغة وعقول الأطفال.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

دراسة: ممارسة الرياضة لنصف ساعة تساهم في تحسين الذاكرة

فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)
فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)
TT

دراسة: ممارسة الرياضة لنصف ساعة تساهم في تحسين الذاكرة

فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)
فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)

يحاول بعض الموظفين بدء يومهم عبر الذهاب إلى العمل بالدراجات الهوائية، أو حتى ممارسة رياضة المشي السريع؛ حيث إن فوائد التمارين الرياضية في الصباح الباكر مفهومة جيداً.

ويعتقد العلماء الآن أن النشاط البدني هذا ليس مجرد فكرة جيدة لتحسين اليوم القادم؛ بل يمكن أن يرتبط بزيادة طفيفة في درجات عمل الذاكرة في اليوم التالي أيضاً، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وأظهرت دراسة من كلية لندن الجامعية أن 30 دقيقة من النشاط المعتدل إلى القوي، والنوم لمدة 6 ساعات على الأقل في الليل، يمكن أن يساهما في تحسين الأداء الإدراكي في اليوم التالي.

وقالت الدكتورة ميكايلا بلومبرغ، المؤلفة الأولى للدراسة: «الخلاصة هي أن النشاط البدني مفيد لدماغك، والنوم الجيد يساعد أيضاً».

ولاحظ الباحثون أن النشاط البدني كان مرتبطاً سابقاً بتحسينات قصيرة المدى في الوظيفة الإدراكية، وانخفاض خطر الإصابة بالخرف. واقترحت هذه الدراسات أن الفوائد قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية.

ويقول الباحثون الآن إنهم نظروا في التأثير قصير المدى للنشاط البدني الذي يتم إجراؤه في الحياة الواقعية، ولم يجدوا فوائد للدماغ فحسب؛ بل كشفوا أيضاً أن هذه الفوائد تستمر لفترة أطول من المتوقع.

وفي مقال كتبته بلومبرغ وزملاؤها في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني، شرحت كيف طُلب من 76 بالغاً تتراوح سنهم بين 50 و83 عاماً، ولم يكن لديهم ضعف إدراكي أو خرف، ارتداء آلة لمدة 8 أيام لتتبع نومهم ونشاطهم البدني أثناء قيامهم بمهام حياتهم الطبيعية.

كل يوم، تم إعطاء المشاركين أيضاً اختبارات معرفية بسيطة عبر الإنترنت، لاستكشاف انتباههم وذاكرتهم وسرعة معالجتهم، من بين قدرات أخرى.

وأوضح الفريق أن نتائجهم تكشف أن كل زيادة لمدة 30 دقيقة في النشاط البدني المعتدل إلى القوي في اليوم السابق، تتوافق مع زيادة بنسبة 2- 5 في المائة في درجات الذاكرة العرضية والذاكرة العاملة في اليوم التالي.

وبينما أشارت بلومبرغ إلى أنه من الصعب القول ما إذا كان هذا يتوافق مع فرق ملموس -سريري- للمشاركين، أكدت أن الخطوة التالية هي القيام بعمل مماثل مع الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي.

وتابعت: «الفكرة هي بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف، أن زيادة طفيفة جداً في الأداء الإدراكي على أساس يومي يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً».

وجد الفريق أيضاً أن كل زيادة مدتها 30 دقيقة في السلوك المستقر كانت مرتبطة بانخفاض صغير في درجات الذاكرة العاملة في اليوم التالي -على الرغم من أن بلومبرغ قالت إن الطريقة الدقيقة التي يتم بها قضاء الوقت المستقر قد تكون مهمة- في حين أن أولئك الذين ناموا 6 ساعات على الأقل في الليلة كان لديهم درجات أعلى للذاكرة العرضية والانتباه وسرعة الاستجابة الجسدية في اليوم التالي، بعد الأخذ في الاعتبار مستويات النشاط البدني، مقارنة بأولئك الذين حصلوا على قسط أقل من النوم.