الحليب واللحوم والفول السوداني قد تمنع أورام الأمعاء

الأطعمة التي تحتوي على الحليب واللحوم والفول السوداني والمحار والخبز والبيض تقلّل من نمو الأورام في الأمعاء الدقيقة (رويترز)
الأطعمة التي تحتوي على الحليب واللحوم والفول السوداني والمحار والخبز والبيض تقلّل من نمو الأورام في الأمعاء الدقيقة (رويترز)
TT

الحليب واللحوم والفول السوداني قد تمنع أورام الأمعاء

الأطعمة التي تحتوي على الحليب واللحوم والفول السوداني والمحار والخبز والبيض تقلّل من نمو الأورام في الأمعاء الدقيقة (رويترز)
الأطعمة التي تحتوي على الحليب واللحوم والفول السوداني والمحار والخبز والبيض تقلّل من نمو الأورام في الأمعاء الدقيقة (رويترز)

أظهرت دراسة يابانية نُشرت الأسبوع الماضي، أن البروتينات الموجودة في بعض الأطعمة، قد تعمل على قمع الأورام في الأمعاء الدقيقة.

وقالت دراسة أجراها علماء من مركز «RIKEN» للعلوم الطبية التكاملية، أن الأطعمة التي تحتوي على الحليب واللحوم والفول السوداني والمحار والخبز والبيض، تقلِّل من نمو الأورام في الأمعاء الدقيقة لدى الفئران.

وتحتوي كل هذه الأطعمة على مستضدّات، وهي بروتينات تحفز استجابة من الجهاز المناعي في الأمعاء عند تناولها، وقد تُسبّب ردود فعل تحسُّسية لدى بعض الأشخاص، وفقاً لما ذكرته صحيفة «نيوزويك» الأميركية.

واقترح العلماء أن هذه الاستجابة المناعية هي التي قد تمنع تكوين أورام جديدة في الأمعاء الدقيقة.

وقال الباحث الرئيسي هيروشي أونو، من معهد «ريكين» للعلوم الطبية، في بيان: «الأورام المعوية الصغيرة أكثر نُدرةً بكثير من تلك الموجودة في القولون، ولكن الخطر أعلى في حالات داء السلائل الغدي العائلي».

وداء البوليبات الغدي العائلي (FAP) هو حالة نادرة، يُشار إليها أحياناً باسم متلازمة غاردنر في الماضي، والتي يمكن أن تنتقل في العائلات، مما يؤدي إلى ظهور عديد من النمو الصغير في الأمعاء، التي يمكن أن تصبح سرطانية إذا لم يتم علاجها.

وقد قام معهد «RIKEN IMS» باختبار أنظمة غذائية مختلفة على الفئران التي تم تعديلها وراثياً، بحيث تنمو الأورام في جميع أنحاء أمعائها الدقيقة والغليظة.

وقد قارنوا بين نظام غذائي «طبيعي» ونظام غذائي خالٍ من المستضدات، حيث تم إزالة الأطعمة التي تحتوي على المستضدات، مثل الحليب، ووجدوا أن الفئران التي تناولت نظاماً غذائياً طبيعياً كان لديها عدد أقل من الأورام في أمعائها الدقيقة مقارنةً بالفئران الخالية من المستضدات.

ومع ذلك، فقد نجَت نفس الكمية من الأورام في الأمعاء الغليظة لكلا المجموعتين من الفئران.

وأضاف العلماء اللحوم «التي تحتوي على مستضد يسمى الألبومين» إلى وجبات الفئران التي كانت تتبع نظاماً غذائياً خالياً من المستضدات، وذلك لاختبار ما إذا كانت المستضدات هي التي كان لها هذا التأثير المضاد للأورام.

وبهذا النظام الغذائي تم قمع الأورام المعوية الدقيقة لدى الفئران التي كانت خالية من المستضدات من قبل، على نحو مماثل لتلك التي كانت تتبع النظام الغذائي العادي.

وخلص العلماء إلى أن المستضدات الموجودة في هذه الأطعمة هي التي بدَت وكأنها تقمع الأورام في الأمعاء الدقيقة لدى الفئران.

ولكن هذا ليس كل شيء، فقد كان للأنظمة الغذائية الثلاثة تأثير أيضاً على الخلايا المناعية في الأمعاء التي تسمى الخلايا التائية، وهي نوع مهم من خلايا الدم البيضاء التي تساعد الجهاز المناعي في محاربة الجراثيم والأمراض.

ووُجِد أن الفئران التي تناولت أنظمة غذائية خالية تماماً من المستضدات كان لديها عدد أقل بكثير من الخلايا التائية من تلك التي تناولت أنظمة غذائية طبيعية، أو تحتوي على الألبومين، مما يشير إلى أن هذه الأطعمة قد تنشّط استجابات الجهاز المناعي.

ومع ذلك، قال العلماء إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما يحدث بالضبط في التجربة.

وقال أونو إن بحثه قد يؤثر على الأنظمة الغذائية التي يتبعها الناس لعلاج أعراض الأمعاء.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أشكال حادّة من الحالات، مثل متلازمة القولون العصبي (IBS)، أو مرض «IBD»، قد يُقترح اتباع أنظمة غذائية للمساعدة في السيطرة على أعراضهم، بما في ذلك تلك التي تقلِّل من وجود الأطعمة الغنية بالمستضدات، حيث قد تسبِّب هذه الأطعمة استجابات حساسية أو التهابية لدى بعض الأشخاص.

لكن أونو قال إن استخدام مثل هذه الأنظمة الغذائية «يجب أن يُنظَر إليها بعناية شديدة»، في حالة استفادة المرضى من المستضدات.

ومع ذلك، يبدو أن هؤلاء الأشخاص يشكِّلون نسبةً صغيرة من عامة السكان.

ويرجع ذلك إلى أن الغالبية العظمى من الأورام المعوية تتكوّن في الأمعاء الغليظة دون أن تتأثر بالمستضدات، وفقاً لهذا البحث.

والمجموعة الرئيسية التي تم تحديدها على أنها تستفيد من نظام غذائي غني بالمستضدات هي تلك المتأثرة بمرض «FAP»، وهو مرض نادر.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق النظام يستخدم ضوء الأشعة تحت الحمراء لتجنُّب إزعاج النحل (جامعة دورهام)

نظام إلكتروني لمراقبة نحل العسل وحمايته

طوّر باحثون في جامعة «دورهام» البريطانية، بالتعاون مع شركاء دوليين، نظاماً إلكترونياً يُجري مراقبة مستمرّة وطويلة الأمد لمستعمرات نحل العسل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تواجه الخلايا السرطانية نقصاً دائماً في العناصر الغذائية نتيجة لنموها غير المنضبط (جامعة بازل)

استراتيجية جديدة لعلاج السرطان مستوحاة من «خميرة البيرة»

توصل باحثون في جامعة «فرجينيا» الأميركية إلى اكتشاف غير متوقع في خميرة البيرة، قد يفتح الأبواب أمام استراتيجيات جديدة لعلاج السرطان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الفم الاصطناعي يحاكي حركات اللسان البشري (المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية والغذائية والبيئية)

فم اصطناعي لتغذية كبار السن

ابتكر باحثون من المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية والغذائية والبيئية، فماً اصطناعياً لمحاكاة حركات اللسان البشري بهدف فهم كيفية معالجة الأطعمة اللينة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

تقنية واعدة تجعل زرع الوجه كاملاً حقيقة

آرون جيمس بعد عملية زرع الوجه والعين بالكامل (مركز لانغون الصحي في نيويورك)
آرون جيمس بعد عملية زرع الوجه والعين بالكامل (مركز لانغون الصحي في نيويورك)
TT

تقنية واعدة تجعل زرع الوجه كاملاً حقيقة

آرون جيمس بعد عملية زرع الوجه والعين بالكامل (مركز لانغون الصحي في نيويورك)
آرون جيمس بعد عملية زرع الوجه والعين بالكامل (مركز لانغون الصحي في نيويورك)

قام فريق بحثي من كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك الأميركية، الجمعة، باستعراض نتائج أول عملية زرع وجه وعين بالكامل في العالم أمام الحاضرين بالمؤتمر السريري للكلية الأميركية للجراحين (ACS) لعام 2024 في سان فرنسيسكو بكاليفورنيا في الولايات المتحدة. ويوضح الإنجاز العلمي للفريق جدوى زرع عين كاملة، جنباً إلى جنب مع عملية زرع الوجه.

وتُظهر العملية، التي أُجريت في عام 2023، الإمكانات المستقبلية لإجراءات زرع العين، ما يمثل تقدماً كبيراً في عملية زرع الأوعية الدموية المركبة (VCA).

ويعد هذا النوع من عمليات الزرع تحدياً خاصاً؛ لأنه على عكس عمليات زرع الأعضاء التي تنطوي على نوع واحد فقط من الأنسجة، مثل الكلى أو القلب، فإن عملية زرع الأوعية الدموية المركبة تنطوي على زرع مجموعة معقدة من الأنسجة المختلفة - الجلد والعضلات والأوعية الدموية والأعصاب وأحياناً العظام - كلها في قطعة واحدة.

وأكدت الاختبارات التي أُجريت بعد الجراحة، تدفقَ الدم بقوة إلى الشبكية والمناطق الحرجة الأخرى، وقد عملت التقنية المطبقة على تقليل الوقت الذي يمكن أن يمرّ دون تدفق الدم إلى الأعضاء المزروعة؛ مما أدى إلى حماية العين المزروعة، كما حافظت الجراحة على الهياكل المعقدة للعين والأنسجة المحيطة بها.

وهو ما علق عليه الدكتور بروس إي. جيلب، أستاذ مشارك في قسم الجراحة في كلية الطب بجامعة نيويورك: «أثبتت عملية زرع الوجه والعين بالكامل بنجاح أنه باستخدام التقنيات الجراحية الصحيحة، يمكن إجراء عملية زرع العين بالكامل».

وأضاف في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «الحفاظ على عين صحية يمثل اختراقاً حاسماً يمكن أن يؤثر بشكل كبير في جدوى الإجراءات المماثلة في المستقبل».

شارك في الجراحة فريق متعدد التخصصات يضم أكثر من 140 متخصصاً تحت قيادة الدكتور إدواردو د. رودريغيز، مدير برنامج زراعة الوجه في مركز لانغون الصحي بجامعة نيويورك.

يظهر هذا الإنجاز جدوى زرع عين كاملة جنباً إلى جنب مع عملية زرع الوجه (مركز لانغون الصحي في نيويورك)

وأُجريت عملية الزرع على آرون جيمس، وهو محارب عسكري يبلغ من العمر 46 عاماً من أركنساس، والذي عانى من إصابات واسعة النطاق في الوجه والعين؛ بسبب حادث كهربائي عالي الجهد.

ووفقاً للباحثين، كان الهدف الأساسي ضمان بقاء العين المزروعة قابلة للحياة، وكانت التقنيات المبتكرة المستخدَمة حاسمةً لتحقيق هذه النتيجة. ركز الفريق على تحسين عملية تدفق الدم إلى الأجزاء المزروعة، وهو عامل رئيسي للنجاح الطويل الأمد لمثل هذه العملية المعقدة.

وكان الفريق الطبي قد طوَّر «تقنية تجاوز الأوعية الدموية الدقيقة»؛ للحفاظ على تدفق الدم إلى العين المزروعة. استخدمت هذه التقنية الأوعية الدموية القريبة، وتحديداً الشريان والوريد الصدغي السطحي، التي تم تدويرها للاتصال بالشريان والوريد العيني للعين المزروعة.

وقد نجح هذا النهج المبتكر في الحد من نقص تروية الشبكية (فقدان تدفق الدم)، واستعادة تدفق الدم إلى الوجه والعين في الوقت نفسه، وهو ما عالج تحدياً كبيراً في زراعة العين.