قد تسهم في منع العدوى... تقنية جراحية جديدة «تضيء» البكتيريا في الجروح

التقنية الجديدة تستخدم الضوء الفلوري للكشف عن البكتيريا في الجروح (أ.ف.ب)
التقنية الجديدة تستخدم الضوء الفلوري للكشف عن البكتيريا في الجروح (أ.ف.ب)
TT

قد تسهم في منع العدوى... تقنية جراحية جديدة «تضيء» البكتيريا في الجروح

التقنية الجديدة تستخدم الضوء الفلوري للكشف عن البكتيريا في الجروح (أ.ف.ب)
التقنية الجديدة تستخدم الضوء الفلوري للكشف عن البكتيريا في الجروح (أ.ف.ب)

أظهرت الدراسات السابقة أن ما يصل إلى 5 في المائة من الأشخاص الذين يخضعون للجراحة يمكن أن يصابوا بعدوى بكتيرية، ما قد يطيل فترة الشفاء، ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

ولا يمكن رؤية بعض البكتيريا بالعين البشرية، ما يعني أن الأطباء قد لا يلتفتون إليها عند تنظيف الجرح.

وفي محاولة منهم للتصدي لهذه المشكلة، ابتكر عدد من الباحثين تقنية طبية جديدة تستخدم الضوء الفلوري للكشف عن البكتيريا في الجروح، وفق ما نقلته شبكة «سكاي نيوز» الأميركية.

وقال الباحثون التابعون لجامعة جنوب كاليفورنيا في بيان صحافي عن تقنيتهم: «نجح جهاز محمول يستخدم التصوير الفلوري التلقائي (AF) في (إضاءة) البكتيريا في 9 من أصل 10 جروح، إذ يتحوّل كل نوع من البكتيريا إلى لون مختلف يمكن رصده بسهولة».

ووفقاً للباحثين، تسمح التقنية للأطباء برؤية البكتيريا في الوقت الفعلي، ما يؤدي إلى رعاية أكثر استهدافاً وفاعلية للجروح. ففي الوقت الحالي، يأخذ الجراحون عينات من الأنسجة من الجروح، ويرسلونها إلى مختبر لتحديد أنواع البكتيريا المحتمل وجودها. وقد يستغرق الأمر أياماً للحصول على النتائج، وخلال هذه الفترة يمكن أن تبدأ العدوى الانتشار بالفعل.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ديفيد جي أرمسترونغ، أستاذ جراحة الأعصاب ومدير برنامج الحفاظ على الأطراف بجامعة ساوث كارولينا: «إن التصوير الفلوري يوفر تقدماً كبيراً في القدرة على اكتشاف الأحمال البكتيرية في الجروح المزمنة، مثل قرح القدم السكرية. كما يمكن أن يساعد أيضاً في منع الحاجة إلى المضادات الحيوية، إذ يمكن إزالة البكتيريا قبل حدوث العدوى».

وذكر الباحثون أن من أكثر الاكتشافات إثارة للدهشة في الدراسة أن الكميات الكبيرة من البكتيريا لا تُسبب دائماً أعراضاً، ولكنها لا تزال تبطئ عملية الشفاء.

وقد سلّط هذا الضوء على الحاجة إلى «أدوات تشخيصية أكثر تطوراً» في التعامل مع الجروح.


مقالات ذات صلة

كيف يؤثر هاتفك على صحة قلبك؟

صحتك سيدة تتحدث عبر الهاتف الجوال (رويترز)

كيف يؤثر هاتفك على صحة قلبك؟

تشير دراسة صينية حديثة إلى وجود صلة بين استخدام الهاتف الجوال وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وخصوصاً بين المدخنين ومرضى السكر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المرونة العقلية قد تكون السر لحياة أطول (رويترز)

مواجهة المشكلات بهدوء ومرونة تقلل خطر الوفاة للنصف

أكدت دراسة جديدة أن المرونة العقلية والقدرة على المثابرة في مواجهة الشدائد، والحفاظ على نظرة هادئة وفلسفية في الأوقات الصعبة، قد تكون السر لحياة أطول.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك البعض يتناول الطعام سعياً لملء الفراغ وإيجاد بعض الإلهاء (أرشيفية- رويترز)

لماذا نأكل عندما نشعر بالملل؟ وكيف نتخلص من تلك العادة؟

لا يأكل الناس فقط عند شعورهم بالجوع؛ إذ أفاد تقرير بأن البعض يأكل بسبب الملل، فكيف يمكننا التخلص من هذه العادة؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فتيات يستخدمن هواتفهن أثناء مشاركة نشطاء المناخ في احتجاج خلال قمة «كوب 27» بشرم الشيخ بمصر 17 نوفمبر 2022 (أرشيفية - رويترز)

«الصحة العالمية»: لا علاقة بين الهاتف المحمول وسرطان المخ

خلصت مراجعة جديدة أُجريت بتكليف من «الصحة العالمية» إلى عدم وجود صلة بين استخدام الهاتف المحمول وزيادة خطر الإصابة بسرطان المخ.

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك الخبراء يحذرون من أن الجرعات العالية من صودا الخبز قد تشكل مخاطر صحية كبيرة (موقع ميديكال نيوز توداي)

«ترند» صودا الخبز لإنقاص الوزن: هل هي فعالة وآمنة؟

تنتشر عبر تطبيق «تيك توك» فيديوهات تزعم أن إضافة ملعقة صغيرة من صودا الخبز إلى كوب من الماء  يمكن أن تقلل من ارتداد الحمض، وتحسن الطاقة وتمنع أمراض الكلى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اختراق قد ينهي الحاجة للتبرع بنخاع العظام... تطوير خلايا جذعية للدم في المختبر لأول مرة

العلماء توصلوا إلى طريقة لتطوير خلايا جذعية دموية بشرية في المختبر (أرشيف - رويترز)
العلماء توصلوا إلى طريقة لتطوير خلايا جذعية دموية بشرية في المختبر (أرشيف - رويترز)
TT

اختراق قد ينهي الحاجة للتبرع بنخاع العظام... تطوير خلايا جذعية للدم في المختبر لأول مرة

العلماء توصلوا إلى طريقة لتطوير خلايا جذعية دموية بشرية في المختبر (أرشيف - رويترز)
العلماء توصلوا إلى طريقة لتطوير خلايا جذعية دموية بشرية في المختبر (أرشيف - رويترز)

تمت زراعة خلايا جذعية للدم في المختبر لأول مرة في اختراق قد ينهي الحاجة إلى متبرعين بنخاع العظام.

وفي الوقت الحالي، يحتاج الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل سرطان الدم أو فشل نخاع العظم أو فقر الدم اللاتنسجي (حيث يكون عدد خلايا الدم في نخاع العظم أقل من الطبيعي)، إلى نخاع عظمي أو خلايا جذعية متبرع بها لتجديد دمائهم.

ولكن قد يكون من الصعب الحصول على تطابق دقيق، ويمكن أن تهاجم الخلايا المناعية غير المتطابقة أنسجة المريض، مما يؤدي إلى مرض شديد أو حتى الموت، بحسب ما نقلته صحيفة «التلغراف» البريطانية.

إلا أن العلماء في معهد أبحاث الخلايا الجذعية في ميريدوخ في ملبورن بأستراليا توصلوا إلى طريقة لتطوير خلايا جذعية دموية بشرية في المختبر.

ويقوم الابتكار الجديد على وضع خلايا من جلد المريض أو شعره في حساء كيميائي يعكس ظروف الجسم حيث تتطور الخلايا الجذعية للدم.

وبعد قيامهم بعملية زرع الخلايا الجذعية، قام العلماء بتجربتها على عدد من الفئران حيث أثبتت فاعليتها الشديدة.

وأكد الفريق أنه يطمح للانتقال إلى التجارب البشرية في غضون خمس سنوات.

وكتبوا في دراستهم التي نشرت في مجلة «نيتشر»: «هذا الاختراق يفتح الباب أمام إنتاج إمداد غير محدود من خلايا الدم الجذعية من جلد المريض أو شعره. كما أنه يمكن الأطباء أيضاً من تعديل أي عيب وراثي بالخلايا».

وقالت الدكتورة إليزابيث نيغ، الأستاذة المساعدة في معهد أبحاث الخلايا الجذعية، التي قادت الدراسة، إن «القدرة على أخذ أي خلية من مريض وإعادة برمجتها إلى خلية جذعية ثم تحويلها إلى خلايا دموية مناسبة للزرع سيكون لها تأثير هائل على هؤلاء المرضى المعرضين للخطر».

وأضافت: «الشيء المميز في هذه الخلايا هو أنها تنتمي إلى خلايا المريض نفسه، ومن ثم فإنها ستكون متطابقة تماماً معه ولن يرفضها الجسم ولن تسبب مشاكل للمريض».

ومن جهتها، قالت البروفسورة كونستانز بونيفير، الأستاذة الفخرية لأمراض الدم التجريبية في جامعة برمنغهام والمؤلفة المشاركة للدراسة: «هذا اكتشاف رائع يمكن أن يؤدي إلى تحسينات كبيرة في كيفية علاج سرطان الدم واضطرابات فشل نخاع العظم في المستقبل».

وبالإضافة إلى استخدامها لعلاج أمراض الدم، يمكن أيضاً استخدام الخلايا الجذعية لإنشاء إمداد من خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية، لاستخدامها بشكل فردي في العلاجات.

وأثبت الفريق أيضاً أنه يمكن تجميد الخلايا الجذعية المزروعة في المختبر قبل زرعها بنجاح، مما يعني أنه يمكن تخزينها حتى الحاجة إليها.