هل الصدف الحسنة أو السيئة حقيقة أم أن حالتك المزاجية تلعب دوراً؟

دراسة جديدة تحاول الكشف عن حقيقة الأمر

يحاول الناس تنميط الأحداث السيئة أو سوء الحظ كنوع من أنواع تهدئة النفس (أ.ب)
يحاول الناس تنميط الأحداث السيئة أو سوء الحظ كنوع من أنواع تهدئة النفس (أ.ب)
TT

هل الصدف الحسنة أو السيئة حقيقة أم أن حالتك المزاجية تلعب دوراً؟

يحاول الناس تنميط الأحداث السيئة أو سوء الحظ كنوع من أنواع تهدئة النفس (أ.ب)
يحاول الناس تنميط الأحداث السيئة أو سوء الحظ كنوع من أنواع تهدئة النفس (أ.ب)

عندما يحدث ما لا ترضاه، قد تتساءل عما إذا كان هناك معنى أكبر خلف ما حدث، حتى لو لم تكن تعرف ما هو هذا المعنى.

مثلاً، إذا سقطت وجرحت في أثناء العطلة، وقضيت بقية يومك في غرفة الطوارئ بالمستشفى بدلاً من الشاطئ. السقطة التي تعرضت لها تطلبت خياطة، ما يعني أنك لن تذهب إلى الشاطئ حتى نهاية العطلة.

والأسوأ من ذلك، أنك تتألم. قد تقول لنفسك إن كل هذا حدث «لسبب ما»، أو إن شيئاً أسوأ ربما كان سيحدث لو كنت استمررت في الاستلقاء تحت أشعة الشمس لأيام أو خرجت في رحلة غير مخطط لها.

وينقل موقع «سيكولوجي توداي»، عن عالم النفس في جامعة «غراز»، كريستيان رومينغر وزملائه: «تختلف درجة ميل الناس لاستخلاص العبر من الصدف العشوائية».

في أفضل الأحوال، قد يكون الذين يرون معنى في المصادفات من الأشخاص المبدعين، لكن في أسوأ الأحوال، قد يعكس هذا الميل نوعاً من الفصام أو التمسك بمعتقدات غريبة وغير مفيدة.

ومع ذلك، وبعيداً عن أنماط الشخصيات، قد يحاول الناس تنميط الأحداث السيئة أو سوء الحظ كنوع من أنواع تهدئة النفس.

عندما تحدث أمور جيدة، من الناحية النظرية، يبدو من غير المرجح أن يبتكر أحد سيناريوهات لتفسير السبب، لأنه لا يوجد شيء يتعين التعامل معه.

يقترح رومينغر وزملاؤه أن محاولة إيجاد منطق خلف حدوث الوقائع السيئة يعكس رغبة في تقليل تأثيرها السلبي. ويقتبس الباحثون النمساويون من أبحاث سابقة، أن «عقلنا يهدف إلى تقليل العواطف السلبية من خلال العثور على معان في واقع فوضوي وغير متوقع». إذا كان الأمر كذلك، فإن الأشخاص عندما يشعرون بشعور سلبي، سيسعون لإيجاد نمط وراء تلك الأحداث التي أدت لهذا الشعور، لوضعها ضمن نمط محدد وبعد ذلك، يشعرون بتحسن.

لكن هناك أيضاً إمكانية أن البحث عن معنى وسط الأحداث العشوائية يعكس أسلوب تفكير إبداعي. إذا كان الأمر كذلك، فإن كونك سعيداً يجعلك أكثر عرضة لتوسيع أفقك. نظرية «التوسيع والبناء» في العواطف تقول إن ذهنك يكون أكثر مرونة وفضولاً عندما يفكر بإيجابية.

البحث عن المعنى يومياً

باستخدام بيانات عن عينات درست مسبقاً، كان بحوزة باحثي جامعة «غراز» تقييمات الحالة المزاجية اليومية لـ169 مشاركاً (متوسط أعمارهم 30 عاماً). حيث أبلغ المشاركون عن «المصادفات ذات المعنى» مثل «لقاء صديق يرغب في بيع حاسوبه بالضبط عندما كنت تبحث عن واحد لتشتريه».

أظهرت النتائج، موقع «سيكولوجي توداي»، أن ستين في المائة من الأيام شهدت صدفة لها معنى واحد على الأقل، و88 في المائة من الأشخاص أفادوا بحدوث صدفة ذات معنى، أي أن هذا النوع من التفكير شائع جداً.

لتحليل سلسلة الصدف، أجرى رومينغر وزملاؤه تحليلات يوماً بعد يوم، وفصلوا التأثيرات الإيجابية عن السلبية. دعمت النتائج فرضية «التوسيع والبناء»، حيث أشارت إلى أنه عندما يكون الشخص في مزاج جيد، فسيصل على الأرجح لمعنى من الأحداث اليومية مقارنة بآخر مزاجه سيئ.

كما استنتج الباحثون: «قد تكون المشاعر الإيجابية هي الأرض الخصبة لـلفضول، والاستكشاف، والبحث عن الجديد»، والتي بدورها «قد تكون آليات دافعة للمصادفات ذات المعنى».

العثور على معنى في تجارب حياتك الخاصة

وعند العودة إلى مثال الحادثة التي أدت بك إلى المستشفى خلال العطلة، فإن نتائج فريق البحث النمساوي تشير إلى أنه على الرغم من أن إصابتك قد أثرت سلباً على مزاجك، فقد يكون بحثك عن سبب أعمق لما حدث له علاقة بمتعتك في الألعاب العقلية أكثر من محاولتك للتعامل مع الوضع.

كم مرة أخرى أحببت أن تلعب بالصدف لمجرد المتعة؟ التفكير في حياتك ليس سلسلة من الحوادث المنفصلة التي تنسج في النهاية قصة أكثر تماسكاً عن حياتك.

تقترح إيمان يوسف زاده من جامعة الزهراء وزملاؤها، أن الأحداث الضاغطة يمكن أن تفسد القصص التي يرويها الناس عن حياتهم. لكن بإدخال معنى على هذه الأحداث، يمكن استعادة شعور بالقوة أو السيطرة بدلاً من الشعور بالعجز أمام التجارب المقلقة.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك دماغ (أ.ف.ب)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق الكثير من الأشخاص (د.ب.أ)

لماذا يكتسب الكثيرون الوزن سريعاً بعد فقدانه؟

بحثت دراسة جديدة في السبب المحتمل وراء اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته، ووجدت أنه قد يرجع إلى ما أطلقوا عليه «ذاكرة الخلايا الدهنية».

«الشرق الأوسط» (برن)

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة.

وعقدت لجنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية اجتماعاً طارئاً في جنيف، اليوم الجمعة، لتقرير ما إذا كان فيروس جدري القردة «إمبوكس» لا يزال يمثل أزمة صحية عالمية.

وتجتمع اللجنة، التي تضم نحو 12 خبيراً مستقلاً، كل ثلاثة أشهر، بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية، في أغسطس (آب) الماضي، حالة طوارئ صحية بسبب انتشار فيروس جدري القردة في القارة الأفريقية.

وتبحث اللجنة حالياً في سبل مواجهة سلالة جديدة من الفيروس تسمى «كليد 1 بي»، انتشرت من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد تكون أكثر خطورة ومُعدية بشكل أكبر.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه جرى رصد أكثر من 50 ألف حالة مشتَبه بها من جدري القردة في البلدان الأفريقية، هذا العام، مع أكثر من 1800 حالة وفاة. ومن بين الإصابات جرى اكتشاف 12 ألف حالة في المختبرات.

وتعتزم منظمة الصحة العالمية تقديم تفاصيل حول نتائج مشاورات اللجنة، مساء اليوم الجمعة.