التمارين الرياضية تقي مرضى السكري خطر الوفاة المبكرة

التمارين الرياضية يمكن أن توازن خطر الوفاة المرتفع المرتبط بالجلوس لفترات طويلة (جامعة جنوب كاليفورنيا)
التمارين الرياضية يمكن أن توازن خطر الوفاة المرتفع المرتبط بالجلوس لفترات طويلة (جامعة جنوب كاليفورنيا)
TT

التمارين الرياضية تقي مرضى السكري خطر الوفاة المبكرة

التمارين الرياضية يمكن أن توازن خطر الوفاة المرتفع المرتبط بالجلوس لفترات طويلة (جامعة جنوب كاليفورنيا)
التمارين الرياضية يمكن أن توازن خطر الوفاة المرتفع المرتبط بالجلوس لفترات طويلة (جامعة جنوب كاليفورنيا)

كشفت دراسة جديدة، أجراها باحثون من كلية ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا الأميركية، أن المصابين بمرض السكري، الذين يستوفون الإرشادات الموصى بها، فيما يتعلق بالنشاط البدني، قد يوازنون بذلك خطر الوفاة المرتبط بالجلوس لفترات طويلة من الوقت.

ووفق باحثي الدراسة المنشورة في دورية «Diabetes Care»، تُعدّ هذه الدراسة هي الأولى التي تُظهر أن الحصول على قدر من التمارين الرياضية الكافية يمكن أن يوازن خطر الوفاة المرتفع المرتبط بالجلوس لفترات طويلة من الوقت كل يوم، حتى بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري.

من جانبه، قال وين داي، الحاصل على درجة الدكتوراه، والمؤلف الأول الذي كان طالب دكتوراه في علم الأوبئة بكلّية ميلمان: «إن إدارة مخاطر الوفيات المتصاعدة في هذه الفئة المرضية المعرضة للخطر أمرٌ ملحٌ بشكل خاص؛ نظراً لانتشار وباء السكري، ورصد وجود ميلٍ بين البالغين المصابين بالسكري إلى الجلوس أكثر والتحرك بمعدلات أقل».

ويُعدّ الجلوس المفرط مشكلة صحية عامة، خصوصاً مع زيادة خطر الوفيات بين عامة السكان.

حلّل الباحثون البيانات من مسوحات الفحص الوطني للصحة والتغذية (NHANES) في الفترة ما بين عامي 2007 و2018، للأفراد الذين تبلغ أعمارهم 20 عاماً فأكثر، والمصابين بالسكري، وفق معايير جمعية السكري الأميركية.

وتمّت متابعة الأفراد المصابين بالسكري حتى عام 2019، لتحديد المعلومات المتعلقة بالوفيات، مع الأخذ في الاعتبار البيانات الخاصة بوقت الجلوس وممارسة النشاط البدني المعتدل إلى القوي.

وكذلك جُمعت بيانات عن التركيبة السكانية، والعوامل الاجتماعية، وعوامل نمط الحياة والظروف الطبية المرتبطة بها من خلال مقابلات شخصية.

وعلى مدار ما يقرب من 6 سنوات، كان هناك 1278 حالة وفاة من جميع الأسباب، و354 حالة وفاة بسبب أمراض القلب للأفراد الذين يبلغون من العمر 60 عاماً في المتوسط؛ إذ ارتبط الأفراد غير النشطين المصابين بالسكري بخطر وفاة أكبر من جميع الأسباب.

وهو ما علّقت عليه الدكتورة ساندرا ألبريشت، الأستاذة في علم الأوبئة المساعدة في كلية ميلمان للصحة العامة، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: «تدعم نتائجنا التركيز على تشجيع المرضى ودعمهم للالتزام بمستويات النشاط البدني الموصى بها، خصوصاً أولئك الذين تتطلّب ظروف حياتهم الجلوس لفترات طويلة، مثل السائقين أو العاملين في المكاتب».


مقالات ذات صلة

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.