هل علينا «حماية» أبنائنا من الشعور بالوحدة؟

قد يصيب الشعور بالوحدة الأشخاص في أي سن (رويترز)
قد يصيب الشعور بالوحدة الأشخاص في أي سن (رويترز)
TT

هل علينا «حماية» أبنائنا من الشعور بالوحدة؟

قد يصيب الشعور بالوحدة الأشخاص في أي سن (رويترز)
قد يصيب الشعور بالوحدة الأشخاص في أي سن (رويترز)

نصحت الطبيبة النفسية كورين ماسور في مقال نشره موقع «سيكولوجي توداي» الآباء بإعداد أطفالهم لحقيقة أنهم قد يشعرون بالوحدة والملل في حياتهم، ومساعدتهم على تعلم كيفية تحمل ذلك.

وقالت ماسور إن الأطفال يحتاجون إلى معرفة أنهم يمكن أن يشعروا بالوحدة ويتغلبوا على هذا الشعور، وأضافت أن التسامح مع مشاعر الملل والوحدة لدى أطفالنا أمر صعب، ولكنه مهم.

ولفتت إلى شعور معظم طلاب الجامعات الجدد بالذهول عندما شعروا بالوحدة، عندما يلتحقون بالدراسة بعد أن تم إقناعهم بمدى متعة الدراسة الجامعية، من قبل الآباء والمدرسين الذين يشعرون بالحنين إلى الماضي.

وذكرت أن دراسة أُجريت على 28 ألف طالب جامعي قال أكثر من 60 في المائة إنهم شعروا «بالوحدة الشديدة» في الأشهر الـ12 الماضية فيما ذكر ما يقرب من 30 في المائة أنهم شعروا بالوحدة خلال الأسبوعين الماضيين.

واستشهدت بما قاله فيكتور شوارتز، المدير الطبي لمؤسسة مهتمة بشؤون الصحة العقلية للمراهقين والشباب، إن هذه النتائج تتفق تماماً مع ملاحظاته. وأضاف: «كثير من الطلاب يشعرون بالوحدة ويعتقدون أن هذا أمر فريد بالنسبة لهم لأنه لا أحد يتحدث عنه».

وقالت إنه من المهم أن يبدأ الآباء في وقت مبكر بإعداد أطفالهم لحقيقة أنه يمكن أن تكون هناك أوقات الوحدة والملل في الحياة ومساعدتهم على تعلم كيفية تحمل ذلك.

وذكرت أن الآباء يحتاجون إلى التراجع تدريجياً عن إقامة مناسبات اجتماعية لأطفالهم مع تقدمهم في السن، واقترحت أن يقوم الأطفال بإعداد مناسباتهم الخاصة.

وقالت: «إذا لم يُسمح لأطفالنا بأن يشعروا ببعض مشاعر الوحدة أو الملل قبل أن يذهبوا إلى الكلية، فلن يتعلموا إدارة هذه الأوقات بمفردهم».

وتابعت أنه يمكن للأطفال من جميع الأعمار أن يشعروا بالوحدة. في الأسابيع القليلة الأولى من المدرسة، أو الطفل الذي لم يعد صديقاً لأطفال العام الدراسي الماضي أو الطفل الخجول أو القلق الذي لا يجرؤ على التقرب حتى من الأطفال الذين عرفهم من قبل.

وذكرت أنه يمكن للوالدين التحدث مع أطفالهم حول ذلك وأن يطلبوا من معلم أطفالهم المساعدة في اكتساب المهارات الاجتماعية. وفي حالات العزلة الاجتماعية الأكثر استمراراً، يمكن اللجوء إلى العلاج النفسي لزيادة مهارات التواصل مع الآخرين قبل أن يحين وقت الذهاب إلى المدرسة الثانوية أو الكلية.


مقالات ذات صلة

كيف تتخلص من الكرش؟

صحتك كيف تتخلص من الكرش؟

كيف تتخلص من الكرش؟

انظر في المرآة، فقد تلاحظ بروزاً طفيفاً حول خصرك، أو ربما أصبحت سراويلك ضيقة بعض الشيء. وحتى لو كان إجمالي وزن جسمك طبيعياً، فقد تكون لا تزال تحمل دهوناً زائدة

ماثيو سولان (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك اضطرابات الغدد الصماء وعلاج الأمراض النادرة عند الأطفال

اضطرابات الغدد الصماء وعلاج الأمراض النادرة عند الأطفال

في ظل التحولات المتسارعة في العلوم الطبية، وتزايد الحاجة إلى تبادل الخبرات في مجالات الغدد الصماء والأمراض النادرة عند الأطفال

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك تحذيرات من تزايد إقبال طلاب الجامعات على مشروبات الطاقة

تحذيرات من تزايد إقبال طلاب الجامعات على مشروبات الطاقة

على الرغم من ازدياد الوعي الصحي بخطورة تناول مشروبات الطاقة، فإن أحدث دراسة تُشير إلى تزايد الإقبال على هذه المشروبات بين طلبة الجامعة.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك ألزهايمر يؤدي لتراكم بروتينات في الدماغ تسبب تلف الخلايا العصبية وفقدان الوظائف العقلية (مايو كلينك)

أداة جديدة تتوقع خطر ألزهايمر قبل ظهور الأعراض

ابتكر باحثون في مجموعة «مايو كلينك» الطبية في الولايات المتحدة أداة جديدة يمكنها تقدير احتمالية إصابة الشخص بمشاكل الذاكرة والتفكير المرتبطة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك قد تؤذي جسمك أكثر مما تفيده... 7 أضرار للحميات قليلة السعرات

قد تؤذي جسمك أكثر مما تفيده... 7 أضرار للحميات قليلة السعرات

تنتشر نصائح تقليل السعرات الحرارية بوصفها وسيلة سريعة لفقدان الوزن، وتُروَّج الحميات منخفضة السعرات جداً على أنها «صحية وآمنة».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

كيف تتخلص من الكرش؟

كيف تتخلص من الكرش؟
TT

كيف تتخلص من الكرش؟

كيف تتخلص من الكرش؟

انظر في المرآة، فقد تلاحظ بروزاً طفيفاً حول خصرك، أو ربما أصبحت سراويلك ضيقة بعض الشيء. وحتى لو كان إجمالي وزن جسمك طبيعياً، فقد تكون لا تزال تحمل دهوناً زائدة في البطن يمكن أن تزيد من خطر إصابتك بمشاكل صحية خطيرة.

إضافة إلى تراكم دهون البطن، يميل الرجال الأكبر سناً إلى فقدان الكتلة العضلية، وهو تغيير يُعرف باسم ساركوبينيا «Sarcopenia»، حيث يفقد أغلبهم نحو 30 في المائة من كتلتهم العضلية على مدار حياتهم بدءاً من سن 30 عاماً.

تقول الدكتورة كارولين أبوفيان، المديرة المشاركة لمركز إدارة الوزن والعافية في مستشفى بريغهام والنساء التابع لجامعة هارفارد: «عندما تفقد الكتلة العضلية، تعمل آلة حرق السعرات الحرارية والدهون بكفاءة أقل، ويصبح من الأسهل تخزين السعرات الحرارية دهوناً». ثم تضيف: «والرجال لا يخزنون الدهون في أرجلهم وصدورهم مثل النساء. بدلاً من ذلك، تتجه مباشرة إلى البطن».

أنواع الدهون

> الدهون «تحت الجلدية»: يفترض الناس عادة أن الدهون «الضارة» حول الخصر هي النوع الذي يتراكم تحت الجلد مباشرة (الدهون تحت الجلدية subcutaneous fat)، التي يمكنك قرصها ورؤيتها، لكن الدكتورة أبوفيان تقول: «ومع ذلك، يبدو أن هذه الدهون، في حد ذاتها، تسبب القليل من المشاكل الصحية».

> الدهون الحشوية : النوع الأكثر خطورة من الدهون هو النوع الذي لا يمكنك رؤيته، وهي الدهون الحشوية Visceral Fat، تلك التي تُخزّنُ داخل تجويف البطن وتحيط بالأعضاء الحيوية، بما في ذلك البنكرياس والكبد والأمعاء. وتنتج الدهون الحشوية المزيد من البروتينات المسماة السيتوكينات «Cytokines»، التي يمكن أن تثير التهاباً منخفض المستوى. كما أنها تنتج مادة أولية لـالأنجيوتنسين «Angiotensin»، وهو بروتين يتسبب في انقباض الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم.

في حين أن الدهون الحشوية قد تمثل نحو 10 في المائة فقط من إجمالي دهون الجسم لدى الشخص، فقد أظهرت الأبحاث أن حتى هذه الكمية يمكن أن تزيد من عدة عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب، مثل مستويات ضغط الدم، ومستويات السكر في الدم، والكوليسترول الكلي، إضافة إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني.

قياس الدهون الحشوية

> تصوير الدهون الحشوية : إذا كنت لا تستطيع رؤية الدهون الحشوية، فكيف تعرف ما إذا كان لديك الكثير منها؟ تقول الدكتورة أبوفيان: «لا يزال المجال الطبي يتصارع مع أفضل نهج لتحقيق ذلك». والطريقة الأكثر دقة هي التصوير بالرنين المغناطيسي «MRI»، أو التصوير المقطعي المحوسب «CT scan»، لكنها قد تكون مكلفة (ولا يغطي التأمين الصحي الأميركي تكلفة الاختبار إذا طُلب فقط لتقييم الدهون الحشوية). يمكن للدهون تحت الجلدية أن تقدم دليلاً مهماً، إذ تشير الكميات الزائدة منها عادة إلى كميات أعلى من الدهون الحشوية.

> مؤشر كتلة الجسم : في الماضي، كان مؤشر كتلة الجسم «BMI» هو الطريقة القياسية لتقدير الدهون الزائدة في الجسم، ولكنه ليس مقياساً يمكن الاعتماد عليه، خاصة كمقياس للدهون الحشوية. إذ إن هذا المؤشر لا يأخذ في الاعتبار الاختلافات العرقية، ولا يأخذ في الحسبان الوزن الزائد الناتج عن الكتلة العضلية والعظمية (ولهذا السبب يعدّ العديد من الرياضيين ذوي اللياقة البدنية الجيدة زائدين في الوزن أو يعانون من السمنة وفقاً لمعايير مؤشر كتلة الجسم).

> محيط الخصر : تُعد طريقة قياس محيط خصرك طريقة أكثر ملاءمة لتقدير الدهون الحشوية. ضع الحافة السفلية لشريط القياس عند الجزء العلوي من عظمة الورك الأيمن، ثم لف الشريط حول الخصر عند مستوى السرة (وليس أضيق جزء من جذعك). لا تشفط بطنك للداخل ولا تشد الشريط بإحكام لدرجة الضغط على المنطقة.

تقول الدكتورة أبوفيان: «لدى الرجال، يُشير مقاس الخصر الذي يبلغ 40 بوصة (102 سم) أو أكثر دائماً تقريباً إلى زيادة الدهون الحشوية». ومن الناحية المثالية، يجب أن يهدف الرجال الذين تتراوح أطوالهم بين 5 أقدام و6 بوصات (168 سم) و6 أقدام و6 بوصات (198 سم) إلى قياس خصر لا يزيد على نصف طولهم.> نسبة الخصر إلى الورك : هناك طريقة بديلة وهي نسبة الخصر إلى الورك: اقسم قياس محيط خصرك على محيط الوركين. بالنسبة للرجال، يجب أن تكون النتيجة أقل من 1.0 (تشير بعض المراجع إلى أن النسبة المثالية للرجال لا تزيد على 0.9).

تقليص الدهون ببناء العضلات

ليس من المستغرب أن تكون أفضل طريقة لتقليل الدهون الحشوية هي مزيج من التمارين الرياضية والنظام الغذائي الصحي. ومع ذلك، فإن نوع التمرين مهم، وكذلك كيفية تعديل نظامك الغذائي.

>تمارين المقاومة : تقول الدكتورة أبوفيان: «لتحفيز حرق دهون البطن، تحتاج إلى بناء الكتلة العضلية، وهذا يعني زيادة ممارسة تمارين المقاومة resistance exercises». تتكون تمارين المقاومة (المعروفة أيضاً باسم تدريبات القوة strength training) من تمارين للجزء العلوي والسفلي من الجسم باستخدام الأوزان الحرة (مثل الدمبل - الثُّقَّالة dumbbells، أو كيتل بيل الثُّقالة الكروية - kettlebells، أو البار- الثَّقْلَة أو الحديدة «barbells»، أو آلات رفع الأثقال، أو أحزمة المقاومة، أو وزن الجسم).

وتزيد تمارين المقاومة من الكتلة العضلية من خلال العمل على تضخم العضلات، وهي عملية يتسبب فيها التلف المجهري لألياف العضلات في تحفيز إصلاحها ونموها. وتحفز هذه العملية الجسم على زيادة عدد اللييفات العضلية «Myofibrils»، وهي هياكل أنبوبية طويلة داخل الألياف العضلية، ما يجعل الألياف أكثر سمكاً وأقوى.

يمكن أن تؤدي زيادة الأنسجة العضلية إلى تحويل الخلايا الدهنية البيضاء إلى خلايا دهنية بنية، التي تنتج الطاقة لتوليد الحرارة والحفاظ على درجة حرارة الجسم. تقول الدكتورة أبوفيان: «هذا التحوّل البني للخلايا الدهنية البيضاء يمكن أن يعيد تشغيل آلة حرق الدهون ويؤدي إلى تقلص الدهون الحشوية وتقليل دهون البطن».

>التمارين الهوائية

تلعب التمارين الهوائية «Aerobic Exercise» أيضاً دوراً في تحسين التمثيل الغذائي للعضلات. توصي الدكتورة أبوفيان بممارسة 30 إلى 60 دقيقة من التمارين الهوائية ذات الشدة المعتدلة لثلاثة أيام أو أكثر كل أسبوع، بالإضافة إلى تدريبات المقاومة المنتظمة. ثم تقول: «يمكن أن يؤدي الجمع بين التمارين الهوائية وتمارين المقاومة إلى استغلال الدهون الحشوية المخزنة بشكل أكبر». لا يهم نوع التمارين الهوائية، فالركض، والسباحة، وركوب الدراجات، والمشي السريع كلها تمارين مثالية. وتقول الدكتورة أبوفيان: «المفتاح هو جعل قلبك يضخ بقوة أكبر خلال غالبية وقت التمرين».

الحصول على ما يكفي من البروتين

لبناء العضلات، يحتاج جسمك أيضاً إلى كمية كافية من البروتين، الذي يفككه إلى أحماض أمينية تُكوّن العضلات.

والكمية الغذائية الموصى بها من البروتين هي 0.8 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، أو نحو 0.36 غرام لكل رطل. هذا يعني أنك تضرب وزنك في 0.36 لمعرفة متطلباتك اليومية من البروتين. بالنسبة لرجل يزن 180 رطلاً، فإن ذلك يعادل 65 غراماً تقريباً من البروتين يومياً.

ومع ذلك، تشير الأبحاث المنشورة في عدد يونيو (حزيران) 2023 من «دورية علم الشيخوخة: السلسلة إيه - The Journals of Gerontology: Series A» إلى أن كبار السن الذين يتطلعون إلى زيادة الكتلة العضلية قد يستفيدون من استهلاك ما يصل إلى ضعف هذه الكمية (أي ما يقرب من 82 إلى 130 غراماً للفرد الذي يزن 180 رطلاً).

يجب أن يشكل البروتين 40 في المائة من سعراتك الحرارية اليومية. وتتمثل إحدى الطرق السهلة لتتبع هذه الكمية في أن تحتوي كل وجبة ووجبة خفيفة على نحو 30 غراماً من البروتين. وتعد الأسماك، والدواجن، والبقوليات، والزبادي مصادر ممتازة للبروتين. يمكنك أيضاً إضافة مساحيق البروتين إلى العصائر، أو الشوفان، أو كوب من الماء أو الحليب.

السعرات الحرارية وفقدان الوزن

يحتاج الرجال الأكبر سناً أيضاً إلى الانتباه إلى سعراتهم الحرارية، لأن استهلاك الكثير منها يساهم في تراكم الدهون الحشوية. ووجدت مراجعة أجريت عام 2023 لـ40 تجربة أن الأشخاص الذين اتبعوا أنظمة غذائية مقيّدة بالسعرات الحرارية فقدوا دهوناً حشوية أكثر مقارنة بالمجموعات التي لم تتبع تلك الأنظمة الغذائية. ووفقاً لدراسة نُشرت على الإنترنت في 3 يونيو (حزيران) عام 2025 في مجلة «نتشر ميتابوليزم - Nature Metabolism»، فإن استهلاك سعرات حرارية أقل يمكن أن يحول الخلايا الدهنية البيضاء إلى خلايا بنية منتجة للطاقة.

ومع ذلك، تنصح الدكتورة أبوفيان بعدم الاعتماد فقط على تقليل السعرات الحرارية للحد من دهون البطن. وتقول: «نحو 25 في المائة من أي فقدان للوزن هو أيضاً فقدان للكتلة العضلية، ما قد يؤثر على أداء آلة حرق السعرات الحرارية والدهون». ثم تضيف: «يجب عليك إدارة مدخولك من السعرات الحرارية - فالرجال النشطون باعتدال، الذين تتراوح أعمارهم بين 50 عاماً وما فوق، يحتاجون إلى ما يقرب من 2200 إلى 2400 سعرة حرارية يومياً - ولكن للحصول على أفضل النتائج، يجب عليك إعطاء الأولوية لزيادة الكتلة العضلية».

رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».


اضطرابات الغدد الصماء وعلاج الأمراض النادرة عند الأطفال

اضطرابات الغدد الصماء وعلاج الأمراض النادرة عند الأطفال
TT

اضطرابات الغدد الصماء وعلاج الأمراض النادرة عند الأطفال

اضطرابات الغدد الصماء وعلاج الأمراض النادرة عند الأطفال

في ظل التحولات المتسارعة في العلوم الطبية، وتزايد الحاجة إلى تبادل الخبرات في مجالات الغدد الصماء والأمراض النادرة عند الأطفال، وترسيخ نهجٍ وقائي واستباقي يُعنى بصحة الطفل منذ مراحله المبكرة، شهدت مدينة جدة صباح يوم 13 نوفمبر (تشرين الأول) 2025 انطلاق فعاليات المؤتمر الثالث للمستجدات في أمراض الغدد الصماء والأمراض النادرة لدى الأطفال (3rd Update Congress on Pediatric Endocrine & Rare Diseases)، والذي يُختتم مساء يوم السبت بجلسة ختامية تتضمن أبرز مخرجات المؤتمر، وتوصياته العلمية.

وجاءت المناقشات العلمية ثرية بالمعلومات، ومبنية على أحدث البحوث والدراسات، ما سوف يساهم في تعزيز المعرفة الطبية، وتبادل الخبرات السريرية بين المتخصصين من مختلف المؤسسات الأكاديمية والطبية داخل المملكة، وخارجها.

منصة للحوار العلمي

في حديثه إلى ملحق «صحتك» بـ«الشرق الأوسط»، أوضح رئيس المؤتمر الدكتور عبد العزيز التويم، استشاري الغدد الصماء والسكري عند الأطفال ونائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأطفال، أن المؤتمر تنظمه الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع–فرع جدة بالتعاون مع المجموعة السعودية لأطباء الغدد، والمجموعة الخليجية لدراسة مرض السكري، وملتقى الخبرات لتنظيم المعارض والمؤتمرات الطبية «FEXC».

وأضاف أن المؤتمر يمثل منصة علمية للحوار بين مختلف التخصصات، حيث يناقش أحدث المستجدات في اضطرابات الغدد الصماء، والسمنة، واضطرابات النمو، والأمراض الوراثية النادرة لدى الأطفال. وأنه يستهدف تحفيز البحث العلمي، وتحديث الممارسة السريرية وفق أحدث الأدلة العلمية المعتمدة من الهيئات العالمية، إلى جانب تعزيز التعاون بين مختلف التخصصات الطبية ذات العلاقة، وذلك من خلال أكثر من ثلاثين محاضرة علمية متخصصة يقدمها ثلاثة وعشرون متحدثاً محلياً ودولياً من نخبة الاستشاريين والخبراء في طب الغدد الصماء وطب الأطفال.

من جانبه، أكد الدكتور سامي صالح عيد، نائب رئيس المؤتمر والمشرف العام على الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع–مكتب جدة، أن هذا المؤتمر يأتي استمراراً لجهود الجمعية في دعم التعليم الطبي المستمر، وتعزيز الوقاية المبكرة، ورفع كفاءة التشخيص والعلاج المبني على الأدلة العلمية.

وأضاف أن «الارتقاء بوعي الأطباء تجاه التشخيص المبكر والوقاية من اضطرابات الغدد الصماء يمثل حجر الزاوية في بناء مستقبل صحي مستدام للأطفال»، مشيراً إلى أن المؤتمر يُجسد أهداف رؤية المملكة 2030 في تطوير الخدمات الصحية الوقائية والمجتمعية، وتحقيق التكامل بين القطاعات الصحية المختلفة.

مستجدات علاج اضطرابات النمو

ناقش المؤتمر التطورات المذهلة في علاج اضطرابات النمو لدى الأطفال، بما في ذلك استخدام النسخ المطوّلة لهرمون النمو طويل المفعول، والتي تُمكّن من إعطاء جرعة أسبوعية بدلاً من اليومية، وهو ما يُعد نقلة نوعية في ممارسات العلاج الحديثة.

تحدث في المؤتمر البروفيسور أريستيديس مانيتاتيس (Prof. Aristides Manitatis) أستاذ مشارك بجامعة كولورادو للعلوم الصحية–الولايات المتحدة، موضحاً أهمية اختيار المرضى المناسبين للعلاج بالهرمون طويل المفعول «LAGH»، مبيناً الأسس السريرية لاستخدامه في الحالات الانتقائية. كما تناولت البوفيسورة شيري ديل (Prof. Cheri Deal)، أستاذة طب الغدد الصماء للأطفال بجامعة مونتريال–كندا، التطورات الحديثة في علاج نقص هرمون النمو (pHGD)، وأهمية البيانات السريرية المستقاة من التجارب العالمية حول فعالية الدواء الجديد Somatrogon في تحسين الالتزام العلاجي.

وتحدث الأستاذ الدكتور عبد المعين الأغا، البروفيسور بجامعة الملك عبد العزيز استشاري الغدد الصماء عند الأطفال والرئيس التنفيذي لمركز وأكاديمية رعاية الغدد الصماء بجدة، عن أحدث الأدلة حول قِصَر القامة مجهول السبب (ISS – Idiopathic Short Stature)، وصغار الحجم عند عمر الحمل (SGA – Small for Gestational Age)، مشدداً على أهمية الفحوص الجينية الحديثة في إعادة تصنيف الحالات التي كانت تُعتبر مجهولة السبب سابقاً، وعلى فعالية العلاجات الحديثة باستخدام هرمون النمو طويل المفعول (Somatrogon) الذي أثبت فعالية مماثلة للعلاج اليومي التقليدي (Somatropin)، مع تحسن كبير في الالتزام والراحة لدى المرضى. وأكد أن الجمع بين التشخيص الدقيق، والمتابعة المنتظمة، والبدء المبكر في العلاج، هو ما يحقق أفضل النتائج الطولية لأطفال هاتين الحالتين (ISS و SGA).

يلخص هذا المحور التحول التدريجي نحو العلاجات المستدامة، مثل (Somatrogon Therapy) التي تسهم في رفع الالتزام العلاجي، وتخفيف الأعباء النفسية عن الأطفال وعائلاتهم، وتشكل نموذجاً متقدماً للعلاج الموجّه والشخصي الذي يراعي احتياجات كل مريض على حدة. كما يعكس هذا التوجه تطور الوعي الطبي المحلي بمواكبة المستجدات الدوائية العالمية، وتطبيقها ضمن معايير دقيقة تضمن الفعالية، والسلامة.

اضطرابات الغدد الصماء لدي الأطفال

تعد اضطرابات الغدد الصماء لدى الأطفال من أكثر التحديات تعقيداً في طب الأطفال، نظراً لتأثيرها المباشر على النمو، والبلوغ، والأيض، وجودة الحياة في مرحلتي الطفولة والمراهقة.

في هذا المؤتمر طُرحت أحدث المستجدات العلمية عبر سلسلة محاضرات متخصصة لخبراء في هذا المجال؛ حيث تناولت الأستاذة الدكتورة نسيم اليحيوي، بروفيسورة مشاركة واستشارية الغدد الصماء للأطفال بجامعة الملك عبد العزيز و كينغز كوليدج–جدة، العلاجات الحديثة في إدارة فرط تنسج الكظر الخلقي (Novel Therapies in Management of CAH)، وأشارت إلى تطور العلاجات الهرمونية البديلة، ودقتها المتزايدة، وتحدثت عن التحول من العلاج التعويضي التقليدي بالكورتيزون إلى حلول أدق وأكثر أماناً تتحكم في التوازن الهرموني، وتقلل الآثار الجانبية.

أما الأستاذ الدكتور أحمد الغامدي، بروفيسور واستشاري الغدد الصماء للأطفال وعميد كلية الطب بجامعة الباحة، فقد تحدّث عن اضطرابات الغدة الدرقية الشائعة لدى الأطفال. بينما ناقشت الدكتورة هبة غندورة، استشارية الغدد الصماء للأطفال بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني–جدة، حالات الغدة الدرقية المحيّرة من واقع الممارسة السريرية. وتحدثت الدكتورة نـشوى بناني، استشارية طب الأسرة وحاصلة على دبلوم صحة المراهقين، عن مشكلات البلوغ في الرعاية الأولية، وأهمية التكامل بين طب الغدد وطب الأسرة في التشخيص المبكر، والمتابعة.

تؤكد هذه الأوراق العلمية على أهمية التشخيص المبكر والدقيق لاضطرابات الغدة الدرقية والكظرية، وأوضحت كيف يمكن للتعاون بين تخصصات الغدد وطب الأسرة أن يُسهم في الكشف المبكر للحالات، وتقديم رعاية متكاملة تضمن أفضل النتائج. كما عكست النقاشات إدراك الأطباء المتزايد لأهمية المتابعة الهرمونية الشاملة التي تدمج الطب الوقائي بالعلاج المبني على الأدلة.

داء السكري والسمنة

تنوّعت الأوراق العلمية المقدمة في هذا المحور بين الأساليب الحديثة في التشخيص والعلاج، والتقنيات الجديدة في المتابعة والرعاية. قدّمت الأستاذة الدكتورة ريم آل خليفة، بروفيسورة الغدد الصماء لدى الأطفال واستشارية في جامعة الملك سعود، محاضرة عن الإدارة الفعالة للحماض الكيتوني السكري عند الأطفال (Effective Management of DKA in Children)، وتطرقت فيها إلى أحدث بروتوكولات العلاج السريع للحد من المضاعفات.

وتحدثت الدكتورة سنية عويضة، استشارية طب الأطفال والغدد الصماء في «عيادتي»–جدة، عن الابتكارات الحديثة في إدارة داء السكري لدى الأطفال (Childhood Diabetes Management Innovations)، مركزة على دور التقنيات الرقمية الحديثة في متابعة السكر المستمر (CGM)، وتحسين جودة الحياة.

كما قدّم الأستاذ الدكتور عدنان الشيخ، بروفيسور واستشاري الغدد الصماء للأطفال بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية–جدة، محاضرة بعنوان: «ليس كل سكري من النوع الأول» (Not All Diabetes is Type 1)، تناول فيها أهمية التشخيص الجزيئي الدقيق للأنواع النادرة من السكري، مثل السكري أحادي الجين (Monogenic Diabetes)، وذلك لتفادي الأخطاء العلاجية. أما الدكتورة أحلام العتيبي، استشارية الغدد الصماء للأطفال بمدينة الملك سعود الطبية–الرياض، فقد تحدثت عن دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز طب الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال (The Role of AI in Promoting Pediatric Endocrinology & Diabetes)، واستعرضت إمكانات التحليل الذكي للبيانات الطبية في التنبؤ المبكر بالمضاعفات.

ومن قطر، قدم الأستاذ الدكتور خالد حسين، بروفيسور طب الأطفال ورئيس قسم الغدد الصماء بمستشفى سدرة–الدوحة، محاضرة حول التعامل مع فرط الإنسولين بعد المرحلة الحادة (Management of Hyperinsulinism beyond the acute phase)، واستعرض خلالها أحدث الأساليب الدوائية والجراحية. أما الدكتورة نور قزاز، أستاذة مساعدة واستشارية الغدد الصماء للأطفال بجامعة الملك عبد العزيز–جدة، فقد قدّمت محاضرة عن تقييم وعلاج السمنة لدى الأطفال والمراهقين (Evaluation and Treatment of Obesity in Children and Adolescents)، وأوضحت العلاقة بين نمط الحياة المبكر والسمنة اللاحقة. وقدم الأستاذ الدكتور أمير بابكر، أستاذ مشارك الغدد الصماء للأطفال بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية–الرياض، محاضرة عن فوائد الاكتشاف المبكر في داء السكري النوع الأول من خلال فحص الأجسام المضادة (Benefits of Early Detection: T1D Through Aabs Screening)، مبيناً كيف يمكن للكشف المبكر أن يغير مسار المرض.

كما قدّمت الدكتورة ريناد عبد النبي، استشارية الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال بمستشفى السلامة–جدة، محاضرة بعنوان: السكري والتقنية (Diabetes & Technology)، استعرضت فيها أحدث التطبيقات والأجهزة المساندة في تحسين ضبط السكر، مثل أنظمة المراقبة المستمرة (CGM)، ومضخات الإنسولين الذكية (Smart Insulin Pumps)، إلى جانب التطورات في خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تساعد الأطباء والمرضى على متابعة البيانات بشكل لحظي ودقيق. وأكدت أن دمج هذه التقنيات في الممارسة السريرية اليومية يسهم في تحقيق توازن أفضل بين العلاج الدوائي والإدارة الذاتية للمرض، مما يرفع جودة الحياة لدى الأطفال المصابين بالسكري.

أبرزت هذه الجلسات كيف أصبح التكامل بين العلاجات الدوائية والتقنيات الذكية، مثل أجهزة المراقبة المستمرة للغلوكوز (CGM)، ومضخات الإنسولين الذكية، والذكاء الاصطناعي (AI)، عنصراً محورياً في السيطرة على داء السكري لدى الأطفال. كما أكدت أهمية التوجه نحو الطب الشخصي (Personalized Medicine)، والاعتماد على التحول الرقمي في الرعاية الصحية باعتبار أنه اتجاه مستقبلي واعد يعزز جودة الحياة، ويقلل من عبء المرض على الطفل وعائلته، ويمنح الأطباء القدرة على تصميم علاج دقيق يناسب الحالة الفردية واستجابتها البيولوجية والسلوكية.

توظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز «طب السكري»

الأمراض النادرة عند الأطفال

يُعدّ هذا المحور من أبرز محاور المؤتمر، إذ يتناول الأمراض الوراثية النادرة التي يتجاوز عددها عالمياً 7000 مرض، معظمها ذو أصل جيني.

قدم فيه الأستاذ الدكتور عبد الهادي حبيب، أستاذ الغدد الصماء للأطفال بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني–المدينة المنورة، محاضرتين تناول فيهما العلاجات المحفّزة للنمو في حالات التقزم (Achondroplasia)، والمضاعفات الهرمونية لمرض الثلاسيميا، مستعرضاً الخبرة المحلية في التعامل مع هذه الحالات المعقدة.

وعرضت الدكتورة أمل بن لادن، استشارية الغدد الصماء للأطفال بمستشفى شرق جدة، التجربة السعودية في متلازمة لارون (Laron Syndrome) بوصفها أحد النماذج الوطنية المتميزة في متابعة الأمراض النادرة. كما تحدث الدكتور فهد الجريبة، استشاري الغدد الصماء للأطفال بمستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال–الرياض، عن تقييم وعلاج حالات الكساح الوراثي (Inherited Forms of Rickets)، مؤكداً أهمية الفحوص الجينية في توجيه الخطة العلاجية.

كشف لنا هذا المحور عن عمق الخبرة المحلية في التعامل مع الأمراض النادرة، وأبرز التوجه نحو دمج التشخيص الجيني مع المتابعة الهرمونية في منظومة واحدة لتحسين نتائج العلاج. كما شدد الخبراء على أن الرعاية المتكاملة القائمة على التعاون بين أطباء الأطفال والغدد والوراثة تمثل مستقبل التعامل مع الحالات النادرة والمعقدة، وتؤكد أن الطب الحديث يسير بخطى ثابتة نحو التكامل بين البحث العلمي والممارسة السريرية.

ختاماً، يؤكد المؤتمر على أهمية التعاون بين المراكز الطبية والجامعات لتطوير برامج وطنية لمتابعة أمراض الغدد الصماء لدى الأطفال، مع التركيز على التعليم الطبي المستمر، والتطبيق العملي للأبحاث الحديثة.

لقد أجمع المشاركون على أن مستقبل هذا التخصص يتجه نحو العلاجات المخصصة، واستخدام الذكاء الاصطناعي، والعلاج الجيني بوصفها دعائم أساسية للمرحلة المقبلة، بما ينعكس إيجاباً على صحة الطفل السعودي، وجودة حياته، ويعزز مكانة المملكة باعتبار أنها مركز علمي رائد في مجال طب الغدد الصماء للأطفال.

*استشاري طب المجتمع


تحذيرات من تزايد إقبال طلاب الجامعات على مشروبات الطاقة

تحذيرات من تزايد إقبال طلاب الجامعات على مشروبات الطاقة
TT

تحذيرات من تزايد إقبال طلاب الجامعات على مشروبات الطاقة

تحذيرات من تزايد إقبال طلاب الجامعات على مشروبات الطاقة

على الرغم من ازدياد الوعي الصحي بخطورة تناول مشروبات الطاقة energy drinks، التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين، فإن أحدث دراسة نُشرت في مجلة التغذية «Nutrients» مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي، تُشير إلى تزايد الإقبال على هذه المشروبات بين طلبة الجامعة، ومنهم طلبة في كلية الطب، وذلك لتعزيز قدرتهم على المذاكرة ومدهم بالطاقة اللازمة للدراسة.

أضرار مشروبات الطاقة

وأوضحت الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة وارسو الطبية Medical University of Warsaw في بولندا، أن مشروبات الطاقة تتمتع بشعبية كبيرة بين المراهقين خاصة الذكور والأشخاص الذين يمارسون نشاطاً بدنياً عنيفاً، لأن تسويق هذه المنتجات يركز على أثرها الإيجابي في تعزيز النشاط وزيادة التركيز ولكنه يتجاهل أضرارها الطبية بشكل كبير.

من المعروف أن البدء في تناول هذه المشروبات في سن مبكرة، في الأغلب يؤدي إلى أخطار صحية تستمر لفترات طويلة، ومن أهم هذه الأخطار زيادة ضربات القلب، وجود مشاكل في النوم، الصداع النصفي، مشاكل في القلب على المدى البعيد.

وتبعاً للدراسات السابقة، يرتبط تناول مشروبات الطاقة في الأغلب بأنماط غذائية غير صحية، لأن من يتناول هذه المشروبات يدرك أنها غير صحية مثل المشروبات الغازية. ولذلك فإن معظم من يتناولون هذه المنتجات يميلون إلى تعاطي مواد أخرى، بما في ذلك التدخين وتناول المشروبات الكحولية.

أكد الباحثون أن إقبال طلبة الجامعة على تناول مشروبات الطاقة رغم التحذيرات الطبية، ربما يكون بسبب عدم وضوح الصورة الطبية لمخاطر هذه المشروبات بشكل كامل، حيث يعتقد معظم الطلبة أن أضرار هذه المنتجات لا تتعدى أضرار تناول الشاي أو القهوة من حيث اعتياد تناولها وتسببها في القليل من الأرق.

أوضحت الدراسة أن الأعباء الأكاديمية تلعب دوراً مهماً في زيادة الإقبال على تناول هذه المشروبات، ولذلك تكون أوقات الامتحانات أكثر الأوقات التي يتم فيها زيادة استهلاك هذه المنتجات، ما يفسر زيادة تناول هذه المشروبات بين طلبة الكليات الطبية.

وقام الباحثون باستطلاع رأي الطلاب في الدراسة التي شملت ما يزيد على 800 طالب، منهم نحو 42 في المائة من طلاب الكليات الطبية معظمهم من الإناث، وطُلب منهم استكمال استبيان إلكتروني حول استهلاك مشروبات الطاقة، ومدى معرفتهم بالمكونات، ومواقفهم تجاه تنظيم بيعها.

وتبعاً لإجابات الاستبيان تناولت نسبة من الطلاب بلغت نحو 75 في المائة مشروبات الطاقة من حين لآخر، بينما لم تتعاطَ النسبة الباقية (ربع الطلاب) هذه المشروبات مطلقاً. وأيضاً كانت هناك نسبة بلغت 14 في المائة ممن تناولوا هذه المشروبات مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً، تناول نحو 9 في المائة منهم هذه المشروبات بشكل يومي تقريباً، ولم يُلاحظ الباحثون أي فروق في معدل الاستهلاك بين طلاب الطب وطلاب الكليات الأخرى.

أعراض صحية سيئة

أظهرت النتائج، أن استهلاك مشروبات الطاقة لا يتم من خلال الدوافع الفردية للطالب فقط ولكن أيضاً من خلال قوة التأثيرات الاجتماعية، والمعلومات التسويقية المضللة، حول محتوى المنتج وسهولة الوصول إليه.

لاحظ العلماء أن معدلات استهلاك هذه المشروبات مرتفعة بين طلاب الطب، حيث كانت المتطلبات المتعلقة بالدراسة والحاجة إلى الطاقة بشكل دائم هي الدوافع الرئيسية، وكانت وسائل الإعلام والأقران بمثابة مصادر رئيسية للمعلومات.

أوضحت النتائج أن ثلث الطلاب فقط كان على دراية بالحد اليومي الموصى به لاستهلاك الكافيين (نحو 400 ملغرام يومياً)، بينما ذكر 35 في المائة أنهم لا يعرفون شيئاً عن وجود حد معين لتناول الكافيين، وفي المجمل كان طلاب الطب أكثر معرفة بالإجابة الصحيحة عن هذا السؤال.

كانت مجموعة طلبة الكليات الطبية هي المجموعة الأقدر على الإجابة عن الأسئلة الخاصة بطبيعة مكونات مشروبات الطاقة، والأكثر دراية بهذه المكونات، وذكروا أن هذه المشروبات تحتوي على سكريات بسيطة، وفيتامينات بي، وكارنيتين L-carnitine، وبعض الأملاح.

ولاحظ الباحثون، أن معظم الطلاب سواء طلبة الطب أو طلبة الكليات العادية لم يكونوا على دراية كافية، بوجود ألوان صناعية، ولا حتى بوجود الكافيين، الذي يُعد المكون الأساسي في هذه المشروبات، ما يعني أن الطلاب يتعاملون معها مثل تعاملهم مع المشروبات الغازية العادية، خاصة لأن معظم الإجابات أكدت وجود السكر في هذه المشروبات.

كان طلاب الكليات الطبية أكثر دراية بالآثار السلبية لتناول مشروبات الطاقة، بما في ذلك الغثيان، والحموضة والأعراض المتعلقة باضطراب الجهاز العصبي مثل زيادة التوتر والانفعال والإحساس بالدوار، بالإضافة إلى حدوث صعوبة في النوم.

كان لدى كل الطلاب بمن فيهم طلاب الكليات الطبية، معدل استهلاك مشروبات الطاقة نفسه تقريباً، على الرغم من معرفة طلاب الكليات الطبية الأعراض الجانبية لهذه المشروبات، وكان طلاب كلية الطب أيضاً أكثر عرضة لاستهلاك القهوة بالإضافة إلى مشروبات الطاقة.

أظهرت النتائج أن الذكور أكثر عرضة لتناول مشروبات الطاقة من الإناث. وذكر جميع مُستهلكي مشروبات الطاقة تقريباً أنهم عانوا من اضطرابات النوم، وقال 95 في المائة منهم إنهم عانوا من ارتفاع ضغط الدم، بينما ذكر أكثر من 90 في المائة أنهم شعروا بالقلق والانفعال.

وقالت نسبة من الطلاب تراوحت بين 40 إلى 60 في المائة أنهم شعروا بالدوار أو الغثيان، أو القيء، وأظهرت كلتا المجموعتين (طلبة الطب وطلبة بقية الكليات) أنماطاً متشابهة عند تعاطي الكحول وتدخين السجائر الإلكترونية والأدوية المهدئة.

• استشاري طب الأطفال.