​كيف تحصل على مفعول «أوزمبيك» وأخواته بشكل طبيعي؟

أدوية إنقاص الوزن تحاكي هرمون الشبع (رويترز)
أدوية إنقاص الوزن تحاكي هرمون الشبع (رويترز)
TT

​كيف تحصل على مفعول «أوزمبيك» وأخواته بشكل طبيعي؟

أدوية إنقاص الوزن تحاكي هرمون الشبع (رويترز)
أدوية إنقاص الوزن تحاكي هرمون الشبع (رويترز)

تعمل أدوية إنقاص الوزن، مثل أوزمبيك ومونجارو وويغوفي، عن طريق محاكاة هرمون الشبع لدى مستخدميها، لكن بحسب تقرير لصحيفة «التلغراف»، يعتقد الأطباء أنه بإمكان الأشخاص تعزيز هرمون الشبع من خلال النظام الغذائي وحده.

ووفق الصحيفة، تعد أدوية إنقاص الوزن الشهيرة من أكثر الأدوية التي تم الحديث عنها في العقد الماضي، وربما حتى في القرن الحالي.

وهذه الأدوية، وأكثرها شهرة هو دواء «أوزمبيك»، يمكن أن تساعد في التخلص من الدهون وخسارة ما يصل إلى خمس وزن الجسم، وتحقيق مجموعة كبيرة من الفوائد الصحية، بما في ذلك تقليل خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب.

رغم ذلك، قد تصل فاتورة أدوية إنقاص الوزن إلى مئات الدولارات شهرياً، ناهيك بالآثار الجانبية التي يجب التعامل معها، بدءاً من الانزعاج الهضمي بما في ذلك الغثيان والقيء، و«الوجه الأوزيمبي» المخيف نتيجة الجلد المتجعد والمترهل بسبب فقدان الوزن السريع، وصولاً إلى التهاب البنكرياس والفشل الكلوي، كما أن زيادة الوزن بعد إنهاء العلاج أمر شائع.

تم تصميم الجيل الجديد من أدوية إنقاص الوزن، من ويغوفي ومونجارو ساكسيندا، لتقليد الهرمونات التي تتحكم في شهية الأشخاص، ولكن بمعدل أقوى. يعتقد بعض الأطباء أنه يمكنك تضخيم هذه العمليات بشكل طبيعي، وذلك ببساطة عن طريق إضافة أطعمة معينة إلى نظامك الغذائي، وفق «التلغراف».

يعتقد الأطباء أنه بإمكان الأشخاص تعزيز هرمون الشبع من خلال النظام الغذائي وحده (رويترز)

كيف تعمل هرمونات الشبع؟

عندما نأكل، تنتج أمعاؤنا هرمونين هما إنكريتين: الببتيد الشبيه بالغلوكاجون 1 (GLP - 1) وببتيد الإنسولين المعتمد على الغلوكوز (GIP).

وأوضح أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة «هارفارد» جون وايلدنغ، أنه عندما اكتشف العلماء، في التسعينات، أن الإنكريتينات تخبر البنكرياس بإفراز الإنسولين، طوروا أدوية تحاكي آثارها لعلاج مرض السكري (الذي يحدث عندما لا ينتج البنكرياس أي إنسولين أو القليل جداً من الإنسولين).

وقال: «لاحقاً، تم اكتشاف أن هذه الهرمونات (خاصة GLP - 1) تلعب أيضاً دوراً في نظام الشبع الذي يرسل إشارات إلى الدماغ عندما نكون ممتلئين بعد تناول الوجبة». وأضاف: «أدى ذلك إلى تطوير موجة من الأدوية المضادة للسمنة التي تجري مناقشتها بشدة اليوم: سيماغلوتيد، المعروف باسمه التجاري ويغوفي (لإنقاص الوزن) أو أوزيمبيك (لمرض السكري من النوع الثاني)، وليراغلوتيد، المعروف باسم ساكسيندا».

تحاكي هذه الأدوية عمل «GLP - 1»، فهي تستهدف مركز التحكم في الشهية بمنطقة ما تحت المهاد في الدماغ للحد من آلام الجوع، وإبطاء معدل خروج الطعام من المعدة، مما يجعل مستخدميها يشعرون بالشبع لفترة أطول، وتجعل البنكرياس يفرز الإنسولين الذي يخفض نسبة السكر في الدم.

في حين أن هرمون «GLP - 1» الذي يحدث بشكل طبيعي يتم تفكيكه في مجرى الدم في غضون دقائق، فإن ويغوفي، الذي يتم إعطاؤه بوصفه حقنة أسبوعية، يستمر لمدة سبعة أيام على الأقل ويكون أكثر قوة، حسبما شرح وايلدنغ. ومع ذلك، فإن عقار ساكسيندا (ليراغلوتيد) لا يستمر فترة طويلة ويلزم تناول جرعة يومية.

لكن كلاهما يساعد المستخدمين على تناول كميات أقل من الطعام من دون الحاجة إلى الاعتماد على قوة الإرادة.

وثمة خيار آخر هو مونجارو (تيرزيباتيد). وهو يعمل مثل كل من GLP - 1 وGIP، وقد تبيّن أنه أكثر فاعلية في قمع الشهية، مما يساعد المرضى على إنقاص ما يصل إلى 22.5 في المائة من وزن الجسم.

ووفق ما أوضحت تريشيا تان، أستاذة الطب الأيضي والغدد الصماء في «إمبريال كوليدج» بلندن، فإن تيرزيباتيد أكثر فاعلية قليلاً من سيماغلوتيد في مساعدة الأشخاص على إنقاص الوزن، ولكن ليس من الواضح حالياً ما إذا كان هذا الدواء له الفوائد الصحية التي نعرفها عن سيماغلوتيد.

كيف يمكننا الحصول على مفعول أدوية إنقاص الوزن من خلال نظامنا الغذائي؟

إذا كنت لا ترغب في اللجوء إلى أدوية إنقاص الوزن، ولكنك تشعر وكأنك تحارب لكبح شهيتك، فتشير الدراسات إلى أن بعض الأطعمة يمكن أن يرفع مستويات GLP - 1 - الذي يعمل بوصفه شكلا طبيعيا من دواء أوزمبيك، ومنها:

الطبخ مع الزيت والزبدة

رغم احتوائها على نسبة عالية من السعرات الحرارية، فإن تناول الزيت والزبدة يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الجوع، وفقاً للدكتور جيسون فونغ، طبيب أمراض الكلى الكندي وخبير إدارة الوزن.

في إحدى الدراسات، تناول المشاركون حساء الخبز الأبيض إما بمفرده، مع 80 غراماً من زيت الزيتون، وإما مع 100 غرام من الزبدة. وأظهرت النتائج أن الزيت والزبدة رفعا مستويات الإنكريتين أعلى بمقدار 2.5 مرة من تناول الحساء والخبز وحدهما. وقال فونغ: «للحصول على التأثير نفسه، ما عليك سوى إضافة الزبدة أو الزيت إلى الطعام عند الطهي».

تناول 3 غرامات من البروتين لكل كيلوغرام من الوزن

وأوضح أن مضاعفة تناول البروتين ثلاث مرات، من نحو 0.75 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم الموصى به يومياً، إلى 2 إلى 3 غرامات من البروتين لكل كيلوغرام يومياً، يمكن أن يمنع الناس من تناول الوجبات الخفيفة والإفراط في تناول الطعام.

وأضاف فونغ: «من المعروف بالفعل أن تناول البروتين يؤدي إلى مزيد من الشبع. على سبيل المثال، إذا كنت تأكل شريحة لحم مقابل تناول البسكويت أو شرب المشروبات الغازية، فأنت تعلم أن اللحم سيجعلك تشعر بالشبع أكثر».

وأكدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين اتبعوا نظاماً غذائياً يحتوي على 30 في المائة من البروتين مقارنة بنسبة 10 في المائة من البروتين، انخفضت مستويات الجوع لديهم وزادت مستويات GLP - 1 لديهم بنسبة 50 في المائة.

وأشار فونغ إلى أن ارتفاع البروتين يؤدي إلى زيادة GLP، مما يؤدي إلى تقليل الجوع، وهذا هو تأثير هرمون الشبع.

الفاكهة والخضار

الألياف الموجودة في الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والفاصولياء، تعزز كمية GLP - 1 التي يفرزها الجسم.

وقال فونغ: «إذا تناولت مزيداً من الألياف، فإنك تحصل على تأثير مزدوج». ويوضح أن الألياف تعمل على زيادة حجم الطعام، وبالتالي تزيد من مستقبلات التمدد في المعدة، مما يؤدي إلى إنتاج GLP - 1 ويتم هضمه ببطء، مما يجعل الناس يشعرون بالشبع لفترة أطول.

ويوصي فونغ بتناول مزيد من الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه والخضراوات والفاصولياء والعدس، وتناولها قبل الكربوهيدرات، مثل الخبز والمكرونة، لزيادة الشبع.

القرع المر

يُعتقد أن القرع المر يزيد من مستويات GLP - 1 وبالتالي يقلل من الجوع، حسبما وجدت دراسة.

وأكد فونغ أن «هذه هي بالضبط الطريقة التي يعمل بها أوزمبيك لعلاج مرض السكري من النوع 2، وقد تفعل الأطعمة المرة الشيء نفسه».

وشرح أن الدراسة نظرت فقط إلى القرع المر، لكن الأطعمة أو المشروبات المرة الأخرى قد يكون لها التأثير نفسه، وأضاف: «يمكنك إضافة الطعم المر إلى المشروبات، لأنها تستخدم عادة مع الجين والمنشط».

الكاري

يوجد الكركم في معظم أنواع الكاري، لكن الكركمين، وهي مادة كيميائية صفراء زاهية موجودة داخل التوابل، لها تأثير على GLP بشكل كبير، وبالتالي تقلل الجوع بشكل طبيعي، بحسب فونغ.

ولفت إلى أن التوابل الأخرى المستخدمة أيضاً في الكاري، مثل القرفة والحلبة، لها التأثير نفسه أيضاً.

ويوصي بإعداد الكاري مع اللحوم أو الأسماك أو الخضار وإضافة الكركم للشعور بالشبع.


مقالات ذات صلة

تناول الحديد مع الفيتامين «C»... كيف تدمج العناصر الغذائية لأكبر قدر من الاستفادة؟

صحتك كيف نحصل على أكبر قدر من العناصر الغذائية؟ (رويترز)

تناول الحديد مع الفيتامين «C»... كيف تدمج العناصر الغذائية لأكبر قدر من الاستفادة؟

من المهم جداً اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة والعناصر الغذائية، لكن كيفية تناول هذه العناصر الغذائية تلعب دوراً في الحصول على أكبر فائدة ممكنة منها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تعرف على أفضل 10 دول في العالم من حيث جودة الحياة (رويترز)

الدنمارك رقم 1 في جودة الحياة... تعرف على ترتيب أفضل 10 دول

أصدرت مجلة «U.S. News and World Report» مؤخراً تصنيفها لأفضل الدول في العالم بناءً على جودة الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

تُعد السمنة من أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، حيث تتزايد معدلاتها بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، وتلقي بتأثيراتها السلبية على الصحة العامة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (الخبر - المنطقة الشرقية)
صحتك فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

مع بدء العام الدراسي، سلط العلماء في جامعة فلوريدا أتلانتيك، الضوء على أهمية ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الطفل الإبداعية والفكرية في مرحلة ما قبل الدراسة.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عند استخدام لغة الأرقام، فإن حالات آلام العضلات تمثل مشكلة صحية واسعة الانتشار.

د. عبير مبارك (الرياض)

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة
TT

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

تُعد السمنة من أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، حيث تتزايد معدلاتها بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، وتلقي بتأثيراتها السلبية على الصحة العامة.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 650 مليون شخص بالغ من السمنة، وهو ما يمثل نحو 13 في المائة من سكان العالم البالغين. تتسبب السمنة في زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل داء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع السرطان. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر السمنة على جودة الحياة بشكل عام، حيث يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الحركة والنوم، وتزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق. من هنا، تبرز أهمية التوعية بمخاطر السمنة وضرورة اتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية للحد من انتشارها وتحسين صحة الأفراد والمجتمعات.

معرض الصحة والجمال

نظمت مجموعة مستشفيات المانع، أكبر شركة طبية ومزود خدمات رعاية صحية في المنطقة الشرقية، «معرض الصحة والجمال» الأول في مجمع المانع الطبي بفرع الراكة، حيث قدم المعرض معلومات شاملة حول الصحة وأبرز الإجراءات التجميلية الحديثة، وآخر التطورات في عالم العلاجات المتعلقة بالجمال.

عن معرض الصحة والجمال الأول، قال مانع المانع، الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات المانع: «يسرّنا استضافة أول معرض للصحة والجمال في الراكة. وإنّ تركيزنا على تقديم حلول متطورة لمرضانا ومشاركة المعرفة المبنية على الأدلة بمساعدة وإشراف خبرائنا يُعد خطوة أساسية في تعزيز خدماتنا للمجتمع، إذ يعكس تنظيم هذا المعرض التزامنا بتحقيق التميز في مجال الصحة والرفاهية، ويؤكد حرصنا على تلبية احتياجات مرضانا بما يتماشى مع (رؤية السعودية 2030)».

لقاء طبي

تحدث إلى «صحتك» الدكتور أسامة الخطيب كبير استشاريي الغدد والسكري والسمنة في مستشفى المانع بالخبر. وعرف السمنة بأنها هي زيادة في وزن الإنسان، وتقاس بمؤشر كتلة الجسم (BMI)، وهو عبارة عن تقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر. فإذا كان المؤشر 18 - 25، فهو يعني الوزن المثالي، أما إذا كان المؤشر ما بين 25 و27 فإنه يعني زيادة في الوزن، وما بعد 30 تعتبر سمنة. والسمنة أيضاً تقسم إلى ثلاثة أنواع: سمنة بسيطة يكون فيها المؤشر ما بين «30 و35»، وسمنة متوسطة (35 - 40)، وسمنة مَرَضية (يزيد فيها المؤشر على 45).

الدكتور أسامة الخطيب

وأضاف أن السمنة أو زيادة الوزن تختلف من عصر إلى عصر، فقبل 500 سنة، كانت السمنة رمزاً للجمال والصحة والثروة. أما الآن فقد تغير ذلك المفهوم بسبب التبعات والمضاعفات التي تنجم عنها، حيث أصبحت السمنة هي المصدر الرئيسي لمعظم الأمراض في العصر الحالي، مثل أمراض القلب، وأمراض السكري، وأمراض الكلى، وأمراض الضغط. حتى عند النساء اللائي يعانين من السمنة، فباتت الأمراض أكثر شيوعاً، ومنها مشاكل الحمل الناتجة عن الاعتلالات في المبايض.

السمنة في أرقام

يقول الدكتور أسامة الخطيب إن أنماط الحياة، في العصر الحالي، قد تغيرت كثيراً وابتعدنا عن تطبيق واتباع النظم الصحية كما يجب، وانتشر الاعتماد على الوجبات السريعة المشبعة بالدهون، إضافة إلى قلة الحركة والاعتماد على السيارة حتى للمسافات القصيرة.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لم تعد السمنة ظاهرة كما كانت قبل عقد وأكثر من الزمان، بل صنفت بأنها مرض حقيقي يؤدي إلى أمراض أخرى متعددة.

* السمنة والأمراض. إذ إن زيادة الوزن والسمنة هما أهم سبب لمرض السكري من النوع الثاني (90 في المائة)، ولمرض ارتفاع ضغط الدم (70 - 90 في المائة). وتزداد نسبة أمراض التنفس (أكثر من 50 في المائة) عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وتتسبب السمنة في مرض السرطان بنسبة 10 - 15 في المائة.

* السمنة في العالم. ويضيف الدكتور الخطيب أن هناك دراسة حديثة نشرتها مجلة «لانسيت»، وساهمت فيها منظمة الصحة العالمية، أظهرت أن أكثر من مليار شخص في العالم كانوا يعانون من السمنة في عام 2022، وأن معدلات السمنة بين البالغين زادت في جميع أنحاء العالم أكثر من الضعف منذ عام 1990، وأربع مرات بين الأطفال والمراهقين بين سن 5 و19 سنة.

* السمنة في دول الخليج. لو قارنا نسبة السمنة بدول العالم نجد أن دول الخليج تكاد تكون من أكثر الدول في السمنة. وقد وُجد أن الكويت والبحرين هما الأعلى في نسبة زيادة الوزن والسمنة، تليهما المملكة العربية السعودية ثم الإمارات ثم عُمان.

ولو قارنا السمنة على مستوى دول الخليج، نجد أن نسبة زيادة الوزن والسمنة في السعودية قد وصلت إلى 52 في المائة. منها 27 في المائة عبارة عن زيادة الوزن، وأكثر من 25 في المائة هي السمنة المفرطة.

كما أشار الدكتور الخطيب إلى دراسة حديثة أخرى أظهرت أن في السعودية هناك 18 في المائة من الأطفال ما دون السنوات الخمس يعانون من زيادة الوزن والسمنة. وهذه النسبة العالية هي بسبب الاعتقاد الخاطئ لدى الآباء والأمهات بأن السمنة عند الأطفال هي ظاهرة صحية.

الوقاية من السمنة

حقيقة علمية، مفادها بأن السمنة هي حالة طبية خطيرة يمكن أن تؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، والوقاية منها تتطلب اتباع نمط حياة صحي يشمل النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم. وهذه أهم خطوات الوقاية:

* أولاً: اتباع نظام غذائي صحي، يتضمن:

- تقليل السعرات الحرارية، بالتأكد من أنها تتناسب مع مستوى النشاط البدني. وتوصي منظمة الصحة العالمية بالنظام الغذائي المعتمد 30 - 40 في المائة على الخضراوات والفاكهة، و10 - 15 في المائة نشويات، و20 في المائة بروتينات.

- تناول الأطعمة الغنية بالألياف، فهي تساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يقلل من كمية الطعام المتناولة.

* تجنب الدهون غير الصحية. وأهمها المتحولة والمشبعة، واستبدالها بزيت الزيتون، والأفوكادو، والمكسرات.

* ثانياً: ممارسة النشاط البدني، يتضمن:

- التمارين الرياضية المنتظمة: مثل المشي، والجري، والسباحة لحرق السعرات الحرارية. وعمل ممشى صحي في الأحياء السكنية.

- زيادة النشاط اليومي: من خلال القيام بالأعمال المنزلية.

* ثالثاً: النوم الجيد: النوم الكافي ذو الجودة العالية يساعد في تنظيم الهرمونات التي تتحكم في الشهية والوزن. قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن.

آخر المستجدات في علاج السمنة

يقول الدكتور أسامة الخطيب إن الأبحاث الطبية شهدت في السنوات الأخيرة تطورات كبيرة في مجال علاج السمنة، من أهمها:

* أولاً: العلاجات الدوائية. تم تطوير أدوية جديدة تساعد في تقليل الشهية وزيادة حرق السعرات الحرارية والوقاية من مضاعفات السكري والسمنة على القلب والكلى. ومن أحدثها ما يعمل عن طريق محاكاة هرمون (GLP - 1) الذي يخفض نسبة السكر في الدم ويبطئ عملية الهضم فيشعر الشخص بالشبع فترة أطول.

لقد مرت هذه العقاقير بثلاثة أجيال، الجيل الأول اسمه «ساكسندا Saxenda»، والثاني «أوزمبك Ozempic»، والثالث «مُنجارو Mounjaro» وهذا الأخير يعتمد على نوعين من الهرمونات (GIP and GLP - 1). وجميعها أثبتت فعاليتها في إنقاص الوزن إلى نحو 20 في المائة خلال سنة، ولكن جميع هذه العقاقير لا يتم صرفها إلا بعد استشارة الطبيب للتأكد من سلامتها وأنها موصوفة للشخص المناسب طبياً، كما يتم التأكد من صحة الغدة الدرقية، وعدم وجود أي سرطان أو مرض آخر.

* ثانياً: التدخلات الجراحية التنظيرية. شهد العقد الماضي تطوراً في الجراحات التنظيرية التي تستخدم أنبوباً مرناً مزوداً بكاميرا، مما يجعلها أقل تدخلاً وأكثر أماناً للمرضى، ومنها عمليات قص المعدة أو تحويل مسار المعدة.

وبالمقارنة مع الإبر الحديثة، نجد أن العمليات تؤدي إلى تنقيص الوزن بنحو 20 إلى 30 في المائة كبداية، بينما العقاقير الحديثة ربما تصل في تنزيل الوزن لأكثر من 22 في المائة، وفقاً لإحدى الدراسات الحديثة. والأمر الجيد في هذه الإبر أن ليس لها مضاعفات مقارنة بالعمليات التي تحمل مضاعفات كثيرة وما يتسبب عنها من هشاشة العظم ونقص الفيتامينات وغيرهما، في حين أن الإبر بالعكس تقي من أمراض القلب والكلى وتحمي كثافة العظم.

معدلات السمنة بين البالغين زادت في العالم أكثر من الضعف منذ عام 1990 وأربع مرات بين الأطفال والمراهقين

* ثالثاً: وسائل أخرى تحت الدراسة:

- التدخل الجيني: أظهرت دراسة حديثة (Davidson، Weizmann 2020) أن إزالة جين معين من الأنسجة الدهنية باستخدام تقنية كريسبر (CRISPR) يمكن أن يزيد من حرق السعرات الحرارية دون الحاجة إلى اتباع نظام غذائي صارم.

- العلاجات الحيوية الاصطناعية: كشفت دراسة جديدة عن علاجات حيوية واعدة يمكن أن تساعد في علاج الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السرطان وحساسية الأنسولين (مؤسسة مايوكلينيك).

يختتم الدكتور أسامة الخطيب حديثه بالتأكيد على أن الوقاية من السمنة تظل هي الخطوة الأولى والأهم، وهي متاحة للجميع من خلال اتباع نمط حياة صحي، وأن التطورات الحديثة في العلاج تقدم أملاً جديداً للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة. والمهم في موضوع إنقاص الوزن هو أن نغير من أنماط حياتنا، وأن نتبع أنماطاً صحية تقينا من السمنة، وأن نبدأ في تطبيقها مع جميع أفراد العائلة وخصوصاً الأطفال الصغار. علينا ملاحظة الصغار وإبعادهم عن تناول الأكل المحتوي على كثير من النشويات كالبطاطا والخبز والرز، وأن نستبدلها بالأكل الصحي الغني بالبروتينات والخضراوات والفواكه، وأن نشجعهم على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ولمدة 1/2 ساعة أو ساعة يومياً، وخاصة بعد توفر المماشي الصحية في معظم المدن، وأن نعودهم على عدم الاعتماد على السيارة في المشاوير القصيرة.

وبعدما يتم تحقيق خفض كبير في الوزن للأشخاص الذين يعانون من السمنة وينتقلون إلى وزن أكثر صحة، تبدأ شكواهم من الجلد الزائد المترهل والأنسجة الرخوة الضعيفة، وتبدأ معاناتهم من عدم الراحة الجسدية والنفسية والتحديات العاطفية. تتطلب هذه الحالة نحت الجسم وإجراء جراحة ترميمية. تعتبر هذه الإجراءات ضرورية لأنها تساعد على إزالة الجلد الزائد والدهون، وشد الأنسجة، وفي النهاية تحسين وظيفة الجسم ومظهره. هذا ما قد نتناوله لاحقاً مع أحد المتخصصين في جراحة التجميل ونحت القوام.

*استشاري طب المجتمع.