الأسبرين يحدّ من الأمراض المرتبطة بقلّة النوم

جرعة منخفضة من الأسبرين تحد من الالتهاب الناجم عن قلة النوم (رويترز)
جرعة منخفضة من الأسبرين تحد من الالتهاب الناجم عن قلة النوم (رويترز)
TT
20

الأسبرين يحدّ من الأمراض المرتبطة بقلّة النوم

جرعة منخفضة من الأسبرين تحد من الالتهاب الناجم عن قلة النوم (رويترز)
جرعة منخفضة من الأسبرين تحد من الالتهاب الناجم عن قلة النوم (رويترز)

أفادت دراسة أميركية بأن جرعة منخفضة من الأسبرين تحدّ من الأمراض المرتبطة بقلة النوم.

وأوضح الباحثون، أن نتائج دراستهم التي نُشرت الاثنين، في دورية «Sleep» قد تعزّز تطوير علاجات جديدة تستهدف المسارات الالتهابية الناجمة عن قلّة النوم.

ويُعد نقص النوم، الذي ينتج عن قلّة مدته أو أعراض الأرق، عاملاً خطراً رئيسياً للإصابة بالأمراض المزمنة المتنوعة مثل أمراض القلب والسّكري والسّمنة. وتشير الأبحاث إلى أن الالتهاب الناجم عن قلّة النوم يلعب دوراً مهماً في الإصابة بهذه الأمراض.

وعندما لا نحصل على قسطٍ كافٍ من النوم، يزداد نشاط الجهاز المناعي، ما يؤدي لارتفاع مستويات البروتينات الالتهابية في الجسم، وهذه البروتينات، على الرغم من ضرورتها لمحاربة العدوى وإصلاح الأنسجة، فإن تراكمها بشكل مفرطٍ يسهم في الإصابة بالأمراض.

لذلك، يُعدّ تخفيف الالتهاب نهجاً واعداً لتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بنقص النوم، وفقاً للباحثين.

وأجرى الفريق دراسته لرصد دور الأسبرين، المعروف بتأثيراته المضادة للالتهابات، في التخفيف من المسارات الالتهابية الناجمة عن قلّة النوم، مقارنةً بالدواء الوهمي، عبر مراقبة 46 بالغاً يتمتعون بصحة جيدة.

وجرّب الفريق 3 بروتوكولات هي: تقييد النوم مع تناول الأسبرين، وتقييد النوم مع تناول الدّواء الوهمي، ومجموعة المراقبة مع تناول الدواء الوهمي.

وتضمّن كل بروتوكول 14 يوماً في المنزل، تليها إقامة في المستشفى لمدة 11 يوماً. وفي حالة تقييد النوم/ الأسبرين، تناول المشاركون جرعة منخفضة من الأسبرين خلال المرحلة المنزلية والإقامة في المستشفى.

وبدأت الإقامة في المستشفى بليلتين من النوم لمدة 8 ساعات، تلتها 5 ليالٍ من النوم لمدة 4 ساعات تحت ظروف تقييد النوم، ومن ثَمّ 3 ليالٍ من النوم الجيد للتعافي.

وفي مجموعة المراقبة، كان النوم لمدة 8 ساعات متاحاً طوال فترة التجربة. وقُيّم النوم والتدابير المناعية في مراحل مختلفة خلال الدراسة.

وأظهرت النتائج أنه بالمقارنة مع الدواء الوهمي، فإن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين بشكل وقائي خلال تقييد النوم يقلّل من الاستجابات المسبّبة للالتهابات.

وقالت الدكتورة لاريسا إنغيرت، الباحثة الرئيسية للدراسة في جامعة هارفارد الأميركية: «تظهر هذه النتائج أنه من الممكن تخفيف المسارات الالتهابية التي تنشط عن طريق تقييد النوم من خلال تناول جرعة منخفضة من الأسبرين بوصفه إجراءً وقائياً».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن «هذه النتائج قد تعزّز تطوير علاجات جديدة تستهدف تلك المسارات على وجه التحديد، من دون اللجوء إلى الآثار الجانبية غير المرغوب فيها المرتبطة بالأسبرين، مثل النزف والسكتة الدماغية».

وأشارت إلى أنّ مثل هذه العلاجات يمكن أن تُكمل علاجات تحسين النوم السّلوكية لمنع الالتهاب أو السيطرة عليه بشكل أفضل لدى أولئك الذين يعانون من فترات نقص النوم.


مقالات ذات صلة

نزف عقول في عصر ترمب... علماء يفكّرون في الهجرة من أميركا

الولايات المتحدة​ أشخاص يسيرون في حرم جامعة كولومبيا في اليوم الأول من الفصل الدراسي الجديد في مدينة نيويورك يوم 3 سبتمبر 2024 (رويترز)

نزف عقول في عصر ترمب... علماء يفكّرون في الهجرة من أميركا

في أروقة الجامعات ومختبرات الأبحاث الأميركية، يتزايد التساؤل حول إمكان الانتقال إلى الخارج مع إحكام الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبضته على هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يؤثر الاكتئاب في العقل والجسد (رويترز)

أدوية الاكتئاب تزيد مخاطر الوفاة بالنوبات القلبية

كشفت دراسة أوروبية عن أن تناول أدوية علاج الاكتئاب يزيد مخاطر الوفاة المفاجئة بسبب النوبات القلبية.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
علوم صورة قدمتها شركة «كولوسال بيوساينسز» لجروين عُدِّلا وراثياً ليشبها الذئب الرهيب المنقرض (أ.ب)

باحثون أميركيون ينجحون في إعادة ذئب شرس انقرض قبل 10 آلاف عام

أعلنت شركة أميركية ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية عن إعادة إحياء ذئب من الانقراض بعد أكثر من 10 آلاف عام.

«الشرق الأوسط» (تكساس (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق بيئة العمل الجماعي تحفز الطلاب على تعلم اللغات بشكل أفضل (جامعة باث البريطانية)

العمل الجماعي يحفز الطلاب على تعلم اللغات

توصلت دراسة يابانية إلى أن بيئة العمل الجماعي تؤدي دوراً محورياً في تحفيز الطلاب على التعلم في صفوف اللغة الإنجليزية كلغة ثانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك المهم  الوصول إلى 150 دقيقة أسبوعياً من التمارين

ممنوع التأجيل... 150 دقيقة فقط تفصلكم عن النجاة من أخطر أمراض العصر

كشفت دراسة حديثة أن ممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين المعتدلة إلى القوية أسبوعياً يمكن أن تقلّل خطر الوفاة بسبب الأمراض المزمنة مثل السرطان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

طريقة غير دوائية لعلاج آلام الظهر المزمنة

آلام الظهر المزمنة واحدة من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم (جامعة فال ديبرون الإسبانية)
آلام الظهر المزمنة واحدة من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم (جامعة فال ديبرون الإسبانية)
TT
20

طريقة غير دوائية لعلاج آلام الظهر المزمنة

آلام الظهر المزمنة واحدة من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم (جامعة فال ديبرون الإسبانية)
آلام الظهر المزمنة واحدة من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم (جامعة فال ديبرون الإسبانية)

أظهرت دراسة أميركية أن تقنيات العلاج السلوكي مثل التأمل والعلاج السلوكي المعرفي يمكن أن تكون فعالة للغاية في تخفيف آلام الظهر المزمنة وتحسين جودة الحياة لدى المرضى.

وأوضح الباحثون من جامعة بنسلفانيا أن هذا العلاج غير الدوائي يوفر خياراً آمناً وفعالاً لتخفيف آلام الظهر المزمنة، مع تحسين الوظائف وتقليل الاعتماد على مسكنات الألم الأفيونية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «JAMA Network Open».

وتُعد آلام الظهر المزمنة واحدة من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، إذ يعاني منها نحو ربع الأميركيين، وتُعتبر السبب الرئيسي للإعاقة في كثير من الدول. ولسنوات طويلة، كان العلاج الدوائي، خصوصاً الأدوية الأفيونية، هو الحل الأكثر استخداماً للتعامل مع هذه الآلام، ولكن مع المخاطر المرتبطة بالإدمان والآثار الجانبية، بدأ البحث عن حلول غير دوائية.

وشملت الدراسة 770 مريضاً يعانون من آلام الظهر المزمنة التي تتطلَّب علاجاً يومياً بالمسكنات الأفيونية. قُسّم المشاركون إلى مجموعتين، الأولى تلقَّت العلاج بالتأمل، والثانية تلقت العلاج السلوكي المعرفي. وتعلَّم المشاركون في مجموعة العلاج بالتأمل كيف يلاحظون الأحاسيس التي يمرون بها، مما يتيح لهم القدرة على التعامل مع الألم بشكل أكثر وعياً وهدوءاً. وفي مجموعة العلاج السلوكي المعرفي، تم تدريب المشاركين على كيفية تغيير أنماط التفكير السلبية والبحث عن استراتيجيات للتعامل مع الألم بشكل إيجابي.

وتلقى المشاركون جلسات جماعية لمدة ساعتين أسبوعياً على مدار 8 أسابيع، مع تدريب يومي لمدة 30 دقيقة. ولم يُطلب منهم تقليل جرعة المُسكنات الأفيونية خلال فترة الدراسة، بل طُلب منهم متابعة التقييمات الشهرية للألم وجودة الحياة.

وبعد تلقي العلاج، أظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في مستوى الألم لدى المشاركين في كلتا المجموعتين. واستمر هذا التحسن لفترة تصل إلى 12 شهراً بعد العلاج. كما أفاد المشاركون بتحسن كبير في القُدرة على أداء الأنشطة اليومية والعودة إلى حياتهم الطبيعية، وسجلوا انخفاضاً في استخدام الأدوية الأفيونية اليومية بنسبة كبيرة. كما سجل المشاركون تحسناً في نوعية حياتهم، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية، ما يدل على تأثير العلاج السلوكي في تحسين الصحة العامة.

وأشار الباحثون إلى أن هذه الدراسة يمكن أن تُمهِّد الطريق لتبنِّي العلاج السلوكي بوصفه علاجاً أساسياً في خطط علاج آلام الظهر المزمنة. وأضافوا أنه يمكن تطبيق هذه النتائج على نطاق واسع في علاج حالات الألم المزمن الأخرى، إذ إن العلاج السلوكي لا يتطلب أي تدخلات جراحية أو أدوية قد تكون ضارة أو مرفوضة من بعض المرضى. كما يمكن للمرضى استخدام هذه التقنيات بوصفها جزءاً من خطة علاج شاملة للمساعدة في التعايش مع الألم وتحسين جودة حياتهم.