ضجيج المرور يُسرّع الإصابة بالخرف

ضجيج حركة المرور يؤثر على صحة الدماغ (رويترز)
ضجيج حركة المرور يؤثر على صحة الدماغ (رويترز)
TT

ضجيج المرور يُسرّع الإصابة بالخرف

ضجيج حركة المرور يؤثر على صحة الدماغ (رويترز)
ضجيج حركة المرور يؤثر على صحة الدماغ (رويترز)

أفادت دراسة دنماركية بأن ضجيج حركة المرور وتلوث الهواء يعززان الالتهاب في الدماغ، مما يُسرّع التدهور المعرفي ويزيد خطر الإصابة بالخرف.

وأوضح الباحثون أن الدراسة هي الأولى في الدنمارك التي تُظهر وجود صلة بين تلوث الهواء والخرف، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «ألزهايمر والخرف».

ويُعد تلوث الهواء عامل الخطر البيئي الرئيسي الذي يؤثر على الجميع، ويرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والمُعدية، ويتسبب في 6.7 مليون حالة وفاة مبكرة سنوياً حول العالم.

ويحتل تلوث الهواء المرتبة الرابعة بين عوامل الخطر الرئيسية للوفيات بعد التبغ وارتفاع ضغط الدم والنظام الغذائي. ويمكن للجزيئات المحمولة بالهواء أن تدخل الدورة الدموية وتصل إلى الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى الالتهاب والإجهاد التأكسدي، أو تأثيرات سامة مباشرة على الدماغ.

في حين يمثل ضجيج حركة المرور على الطرق ضغوطاً بيئية رئيسية، حيث يُسبّب الإزعاج واضطراب النوم والإجهاد، كما ثبت أنه يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات النفسية.

ويشترك تلوث الهواء وضجيج حركة المرور في المسارات البيولوجية التي تزيد خطر الإصابة بالخرف، بما في ذلك التهاب الأعصاب أو تلف الدماغ.

وأجرى الفريق دراسته لرصد العلاقة بين التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء وضجيج حركة المرور على الطرق، وخطر الإصابة بالخرف، والتأثير الذي يُحدثه النشاط البدني في الحد من خطر التدهور المعرفي.

وتابعت الدراسة 25 ألفاً و233 من الممرضات في الدنمارك لمدة 27 عاماً، من 1993 حتى 2020. وخلال فترة المتابعة، أصيب 1409 من المشارِكات بالخرف.

ووجد الباحثون أن التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء وضجيج حركة المرور يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف.

كما وجدوا أن ممارسة النشاط البدني بانتظام تحدّ من التأثيرات السلبية التي يحدثها تلوث الهواء وضجيج حركة المرور على صحة الدماغ.

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة كوبنهاجن، الدكتورة زورانا يوفانوفيتش أندرسن: «ما توصلت إليه الدراسة يُعد اكتشافاً مهماً يرصد التأثيرات طويلة الأمد لتلوث الهواء وضجيج حركة المرور على صحة الدماغ، ويضاف إلى تأثيرات التلوث المعروفة على الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية».

وأضافت، عبر موقع الجامعة: «وجدنا أيضاً أن الممرضات اللاتي يمارسن نشاطاً بدنياً مرتفعاً لديهن خطر أقل للإصابة بالخرف عند تعرضهن لتلوث الهواء، مقارنة بالممرضات اللاتي يمارسن نشاطاً بدنياً أقل، وهذا يشير إلى أن النشاط البدني قد يخفف الآثار الضارة لتلوث الهواء على التدهور المعرفي وخطر الإصابة بالخرف».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
بيئة فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة

أفاد تقرير إخباري بأن فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة عناصر من وزارة الطوارئ الروسية يعملون على تنظيف شاطئ لوَّثه تسرُّب نفطي في القرم (إ.ب.أ)

إعلان حالة الطوارئ في شبه جزيرة القرم إثر تسرب نفطي

أعلنت السلطات الروسية، اليوم (السبت) أن الوضع بات خطراً إثر تسرب نفطي نجم عن غرق ناقلتَي نفط، في منتصف ديسمبر الحالي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
بيئة حقل قمح في أوساس سوهير بجنوب غربي فرنسا (أ.ف.ب)

المواد البلاستيكية الدقيقة منتشرة بقوة في التربة الزراعية الفرنسية

كشفت دراسة نشرت نتائجها «الوكالة الفرنسية للتحول البيئي» الخميس عن وجود شبه منهجي للمواد البلاستيكية الدقيقة في التربة الزراعية في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا متطوعون ينظفون التلوث الذي غطى الشواطئ الرملية في منتجع أنابا الصيفي بعد تسرب نفط من ناقلتين في البحر الأسود (رويترز)

منطقة روسية تعلن حالة الطوارئ بسبب تسرب نفطي في البحر الأسود

أعلنت السلطات في منطقة كراسنودار بجنوب روسيا، اليوم الأربعاء، حالة الطوارئ على مستوى المنطقة، قائلة إن النفط لا يزال يتدفق إلى الساحل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«الارتباط المباشر» بين تناول الألياف وتأثيرات مكافحة السرطان - أي الأطعمة هي الأفضل؟

توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)
توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)
TT

«الارتباط المباشر» بين تناول الألياف وتأثيرات مكافحة السرطان - أي الأطعمة هي الأفضل؟

توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)
توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)

تؤكد دراسة جديدة أجريت في كلية الطب بجامعة ستانفورد الأميركية على أهمية الألياف الغذائية، حيث قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان بتغيير نشاط الجينات. ووفقا لموقع «نيويورك بوست» الأميركي، عندما نستهلك الألياف، تقوم البكتيريا في أمعائنا بتفكيكها إلى جزيئات صغيرة تسمى الأحماض الدهنية القصيرة.

فحص باحثو جامعة ستانفورد اثنين من هذه المنتجات الثانوية ووجدوا أن هذه المركبات يمكن أن تساعد في تغليف الحمض النووي، مما يجعل الحمض النووي أكثر سهولة في الوصول إليه ويؤثر على التعبير الجيني. هذا يعني أنه من الممكن قمع الجينات التي تعزز السرطان وتنشيط الجينات الكابتة للأورام.

ويوضح أستاذ علم الوراثة بجامعة ستانفورد مايكل سنايدر: «لقد وجدنا رابطاً مباشراً بين تناول الألياف وتعديل وظيفة الجينات التي لها تأثيرات مضادة للسرطان، نعتقد أن هذه الآلية عالمية على الأرجح لأن الأحماض الدهنية القصيرة الناتجة عن هضم الألياف يمكن أن تنتقل إلى جميع أنحاء الجسم». وتتبع فريق سنايدر التأثيرات على خلايا القولون السليمة والسرطانية وخلايا أمعاء الفئران التي تتغذى على أنظمة غذائية غنية بالألياف. وقال سنايدر: «يمكننا أن نفهم كيف تمارس الألياف تأثيراتها المفيدة وما الذي يسبب السرطان».

ونظراً لارتفاع حالات سرطان القولون والمستقيم، خاصة بين الشباب، يقترح سنايدر تحسين الأنظمة الغذائية بالألياف لتحسين الصحة وتقليل خطر الإصابة بالأورام، فالألياف تعزز حركة الأمعاء المنتظمة، وتساعد في استقرار مستويات السكر في الدم، وخفض الكوليسترول، وتساهم في صحة القلب بشكل عام. وتوصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 25 إلى 30 غراماً من الألياف يومياً من الطعام.

يضيف سنايدر: «النظام الغذائي للأغلبية حاليا فقير جداً بالألياف، وهذا يعني أنه لا يتم تغذية ميكروبيوم المعدة بشكل صحيح ولا يمكن صنع العديد من الأحماض الدهنية القصيرة كما ينبغي وهذا لا يفيد صحتنا بأي شكل من الأشكال».

خمسة أطعمة أساسية للحصول على المزيد من الألياف في نظامك الغذائي:

  • الحبوب الكاملة: مثل دقيق الشوفان والشعير والبرغل.
  • الفاصوليا والبازلاء والبقوليات: مثل الفاصوليا السوداء والفاصوليا البحرية والعدس والبازلاء المجففة.
  • الفواكه: التوت والتوت الأسود والكمثرى والتفاح.
  • الخضراوات: مثل البروكلي والهليون والخرشوف وبراعم بروكسل.
  • المكسرات والبذور: مثل بذور الشيا وبذور الكتان وبذور اليقطين واللوز.