البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

دراسة لرصده لدى المراهقين

البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي
TT

البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

​أظهرت أحدث دراسة استقصائية شملت نحو 12 ألف مراهق من مختلف دول العالم خطورة التنمر المرتبط بالوزن «weight-related bullying» على المراهقين في العالم كله؛ حيث أعرب نحو 17 في المائة من المراهقين المشاركين في البحث عن تعرضهم للتنمر بسبب وزنهم بشكل أو بآخر عبر الإنترنت؛ خصوصاً بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. ونُشرت هذه النتائج في مجلة «بلوس ون» (PLOS ONE) في منتصف شهر أبريل (نيسان) الحالي.

وقام باحثون من جامعة تورونتو بكندا بتحليل البيانات الخاصة بمراهقين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً من أستراليا وكندا وتشيلي والمكسيك والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، أُخذت من استبيان سابق تم إجراؤه في عام 2020 لدراسة السياسة الغذائية الدولية «International Food Policy Study» وأثرها على صحة الشباب بشكل عام، سواء العضوية أو النفسية.

وتم سؤال المشاركين عن عدد الساعات التي يقضونها أم منصات التواصل الاجتماعي بشكل يومي وأسبوعي؛ سواء كانت هذه الساعات بمشاركة سلبية من خلال المشاهدة فقط، مثل الفيديوهات أو الألعاب والبحث العشوائي، أو مشاركة إيجابية بالتعليق ونشر الصور ومقاطع الفيديو المصورة.

المضايقة والسخرية

أجاب المراهقون على سؤال: «هل تتعرض للمضايقة أو السخرية بسبب وزنك؟». وتضمنت خيارات الإجابة: (في كل وقت) و(كثيراً) و(أحياناً) و(نادراً) و(أبداً). وقام العلماء بتثبيت العوامل التي يمكن أن تؤثر في النتيجة، مثل العمر لكل فئة تتم مقارنتها، والعرق، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) ودخل الأسرة، ونوعية الغذاء.

أوضحت الإجابات أن معظم المراهقين الذين شملهم الاستطلاع قضوا في المتوسط 7.5 ساعة أمام منصات التواصل المختلفة كل يوم، وأعربت نسبة منهم عن تعرضهم للتنمر بسبب وزنهم في بعض الأحيان، ونسبة أخرى عن تعرضهم للتنمر بشكل ملحوظ، ونسبة أخرى تعرضوا للتنمر طوال الوقت. وكانت هناك زيادة بنسبة 13 في المائة في التنمر المُبلغ عنه لكل ساعة إضافية على المنصات.

مستخدمو «تويتر» الأكثر تعرضاً

وعلى وجه التحديد أبلغ ما يقرب من 70 في المائة من مستخدمي «تويتر» («إكس» حالياً) عن تعرضهم للتنمر، وكان الارتباط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتنمر المرتبط بالوزن أقوى لدى المراهقين في كندا وأستراليا والمملكة المتحدة. وفي الأغلب كان المراهقون الذكور أقل عرضة للتنمر المرتبط بالوزن من الفتيات؛ خصوصاً عند استخدام منصات التواصل أو ممارسة ألعاب الفيديو.

وأوضح الباحثون أن خطورة التنمر المرتبط بالوزن تأتي من تأثيره السلبي على صورة الجسد «body image» ما يدفع المراهق إلى عمل محاولات متعددة لتغيير هذه الصورة والوصم المتعلق بالوزن «weight stigma». ويحدث اضطراب في علاقته بالطعام؛ سواء بالامتناع شبه الكامل عن تناوله في حالة الوزن الزائد، أو الإفراط في تناول الأطعمة الضارة صحياً في حالة النحافة الزائدة؛ خصوصاً للفتيات، مما يؤدي إلى خلل في التمثيل الغذائي.

ضغوط التنمر لخفض الوزن

كل محاولات التعامل مع السمنة أو زيادة الوزن الناتجة من ضغط التنمر في الأغلب تفشل؛ سواء كان ذلك بطرق طبيعية عن طريق عدم تناول كميات كافية من الطعام، وإجبار الذات على القيء، أو تناول حبوب لتثبيط الشهية؛ لأن ذلك يؤدي إلى كثير من المشكلات الصحية، وفقدان كثير من المعادن والفيتامينات، ما يؤثر بالسلب على الصحة العضوية والنفسية أيضاً، ويدخل المراهق في دائرة مفرغة من محاولات إنقاص الوزن والفشل وتراجع صورة الذات وتدني الحالة النفسية.

قال الباحثون إن الآباء في بعض الأحيان ينصحون أبناءهم بضرورة تغيير صورة الجسد حتى يتجنبوا التنمر. والحقيقة أن هذه النصيحة في وقت تعرض الأطفال للأذى تزيد من آلامهم النفسية؛ لأنهم يشعرون بالذنب، بجانب اعتقادهم بأنهم يستحقون بالفعل السخرية بسبب شكل جسدهم، وهو الأمر الذي يضاعف من المشكلة. ويجب على الآباء تقديم الدعم النفسي غير المشروط لأطفالهم، مع التأكيد على أن الخطأ في التنمر وليس في جسده، مع توضيح أهمية الاعتدال في النظام الغذائي للحفاظ على الصحة العضوية في المقام الأول.

في النهاية، نصحت الدراسة بضرورة وضع حد للتنمر الإلكتروني المرتبط بالوزن، ووضع رقابة قوية على منصات التواصل تمنع وصول العبارات المسيئة والسخرية للأطفال لحمايتهم.

حقائق

7.5 ساعة في المتوسط

قضاها معظم المراهقين الذين شملهم الاستطلاع في منصات التواصل كل يوم

حقائق

13 %

نسبة الزيادة في التنمر المُبلغ عنه لكل ساعة إضافية على المنصات


مقالات ذات صلة

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أفريقيا المرض الغامض أودى بحياة أكثر من 67 شخصاً (رويترز)

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أعلن وزير الصحة في إقليم كوانغو بجنوب غربي الكونغو، أبولينير يومبا، اليوم (الأربعاء)، وفاة 67 شخصاً على الأقل في الأسبوعين الماضيين نتيجة مرض غامض.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا )
صحتك القلب لديه نظامه العصبي المعقد الذي يُعد أمراً بالغ الأهمية للتحكم في إيقاعه (معهد كارولينسكا)

القلب له دماغه الخاص

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي من معهد كارولينسكا في السويد بالتعاون مع باحثين من جامعة كولومبيا الأميركية، أن القلب لديه دماغ صغير عبارة عن نظام عصبي خاص.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأنشطة الروتينية عالية الكثافة مثل صعود السلالم تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية إلى النصف (رويترز)

4 دقائق من المجهود اليومي تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يقمن يوميّاً بـ4 دقائق من المجهود اليومي والأنشطة الروتينية عالية الكثافة يقللن من خطر إصابتهن بالنوبات القلبية إلى النصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

أكدت دراسة جديدة أن طريقة الكلام قد تتنبأ باحتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟

هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟
TT

هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟

هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟

يمكن أن يتّسم السعال بأي من هذه الأوصاف: جاف، متقطع، خفيف، عميق، مليء بالبلغم، أشبه بالنباح، مليء بالمخاط. وفي الواقع، فإنه غالباً ما يتّسم بأكثر من صفة في الوقت ذاته. ويمكن أن تشير هذه السمات، بعض الأحيان، إلى السبب وراء السعال.

السعال المستمر

والآن، يمكن إضافة سمة أخرى: سعال مستمر. ماذا يخبرنا ذلك؟ ليس بقدر ما قد نأمل، حسبما شرح أحد خبراء جامعة هارفارد.

في هذا الصدد، أوضحت د. جيسيكا ماكانون، اختصاصية الرعاية الحرجة الرئوية في مستشفى ماساتشوستس العام بريغهام، التابع لجامعة هارفارد، أن السعال يمثل رد فعل طبيعياً، يساعد على الحفاظ على مجرى الهواء لدينا نظيفاً، وعادةً ما يحدث ذلك بسبب البرد أو فيروس تنفسي آخر، ويستمر لمدة 3 أسابيع أو أقل.

أما إذا استمر السعال لمدة 8 أسابيع أو أكثر، فإنه يعدّ مزمناً. ورغم أنه نادراً ما يكون خطيراً، فإنه يمكن أن يكون محيراً.

وأضافت د. ماكانون: «عندما يأتي الناس إلى طبيب الرئة؛ بسبب سعال مزمن، فإنهم عادة ما يأملون في إنهاء الزيارة الأولى حاملين إجابات وبعض الأدوية، وسيشعرون بتحسن سريع. لكن من بين كل الأشياء التي نهتم بها، فإن السعال يعدّ واحداً من أصعب الأشياء. وإذا لم نتحدث صراحة عن ذلك في البداية، فأعتقد بأن الناس سيصابون بالإحباط وخيبة أمل مستمرة».

أسباب متعددة

في الواقع، يقف كثير من «الجناة» المحتملين وراء السعال؛ إذ ولدى إصابتك بالسعال، كن على استعداد لخوض مطاردات أشبه بتلك التي يخوضها مسؤولو المباحث.

يقف خلف السعال المزمن أكثر من سبب واحد، لذلك لا يمعن الأطباء النظر إلى مجرى الهواء أو الرئتين فقط لكشف السبب. وهنا، شرحت د. ماكانون أنه «غالباً ما نفكر من الأعلى إلى الأسفل: في الجيوب الأنفية، ووظيفة البلع، والمريء، والمعدة، علاوة على مجرى الهواء والرئتين».

يمكن لأكثر من 12 حالة أو موقفاً أن تفسر السعال المستمر، بينها:

- مشكلات الجيوب الأنفية، مثل التهاب الجيوب الأنفية.

- التهاب الشُّعب الهوائية.

- الحساسية الموسمية.

- مرض الارتجاع المعدي المريئي gastroesophageal reflux disease (GERD).

- الآثار الجانبية للأدوية، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين لعلاج ارتفاع ضغط الدم.

أسباب أخطر

لكن، هناك عدد قليل فقط من محفزات السعال المزمن تتسم بالخطورة، مثل:

- الربو

- مرض الانسداد الرئوي المزمن chronic obstructive pulmonary disease (COPD).

- مرض الرئة الخلالي (interstitial lung disease)، حالة متقدمة تشمل السعال، وضيق التنفس.

- التهابات الرئة المزمنة.

- توسع القصبات الهوائية، وهو التهاب مزمن في القصبات المؤدية إلى الرئتين.

- سرطان الرئة.

وفي بعض الأحيان، ينشأ السعال المزمن من «أسباب شديدة الغرابة»، مثل تراكم شمع الأذن، حسبما أفادت د. ماكانون. وفي أحيان أخرى، يكون السبب شديد الوضوح: التدخين؛ سواء كان بالتبغ أو الماريغوانا أو التدخين الإلكتروني. وأضافت: «في الأساس، أي شيء يدخل الرئتين ولا ينبغي أن يكون هناك، من المحتمل أن يسبب السعال».

التشخيص

يبدو من المنطقي محاولة تجربة الأدوية المتاحة دون وصفة طبية للتغلب على السعال. ويعتمد الاختيار على السبب الواضح للسعال، لذلك قد تتوجه لتناول مثبطات السعال cough suppressants، أو مضادات الهيستامين antihistamines، إذا كنت تعتقد بأنه قد يكون حساسية، أو مضادات الحموضة antacids لارتجاع الحمض. أما إذا لم يحدث ذلك فرقاً، فقد حان الوقت لزيارة اختصاصي رعاية صحية، بحسب نصيحة د. ماكانون، التي أضافت: «أخبر طبيبك بما نجح وما لم ينجح معك؛ لأن هذا يمكن أن يمنحنا بعض الأدلة».

علامات «حمراء»

وهناك بعض العلامات الحمراء تجعل زيارة الطبيب أشد إلحاحاً. عليك تحديد موعد (أو متابعة)، إذا لم يختفِ السعال المستمر بعد العلاج بالمضادات الحيوية أو إذا كنت تعاني كذلك من ضيق في التنفس، أو وجود صفير مع السعال، أو ألم أو ضغط في الصدر، أو دم في البلغم، أو فقدان الوزن، أو الشعور بالتعب.

هنا، شددت د. ماكانون على أن «حدوث السعال باستمرار مع أي من هذه الأمور، يجب أن يدفعك إلى طلب الرعاية سريعاً».

ومن المحتمل أن يستلزم الوصول إلى حقيقة السبب وراء السعال، إجراء فحص جسدي أو فحص بالأشعة السينية أو اختبار وظائف الرئة. وقد يطلب طبيبك كذلك التصوير المقطعي المحوسب. وقالت د. ماكانون: «يبقى هذا أمراً غير ضروري عند عتبة 3 أشهر، ما لم ترافق السعال علامات تحذيرية أخرى».

وسعياً لجعل زيارتك للطبيب أكثر فائدة، تقترح د. ماكانون استراتيجية مهمة واحدة: «تتبع السعال».

وهي تنصح بتتبع أنماطه، والظروف المسببة له، وهل هو جاف؟ وهل يزداد سوءاً بعد تناول الوجبات، أو عندما تستلقي؟ هل يتدخل في النوم؟ وأكدت على أن «الانتباه إلى الظروف التي تلاحظها حول السعال، يمكن أن يمدنا ببعض الأدلة المفيدة».

• رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة» - خدمات «تريبيون ميديا»