مضادات حيوية جديدة تقضي على الالتهابات البكتيرية المقاومة للأدوية

مضادات حيوية جديدة تقضي على الالتهابات البكتيرية المقاومة للأدوية
TT

مضادات حيوية جديدة تقضي على الالتهابات البكتيرية المقاومة للأدوية

مضادات حيوية جديدة تقضي على الالتهابات البكتيرية المقاومة للأدوية

اكتشف علماء طريقة جديدة تمامًا لقطع السيقان من تحت الالتهابات البكتيرية المقاومة للأدوية. حيث تم تحديد الفئة الجديدة من المضادات الحيوية من قبل باحثين بجامعة أوبسالا السويدية. وعلى الرغم من أنه تم اختبارها على الفئران فقط، إلا أن الفريق يأمل أن يؤدي تطوير الدواء بشكل أكبر إلى «مساهمة مهمة في الكفاح المستمر ضد مقاومة المضادات الحيوية».

ويستهدف الدواء الفريد، مثل العديد من المضادات الحيوية الأخرى قيد التطوير حاليًا، الغشاء المزدوج الذي يحيط بالبكتيريا سالبة الغرام، مثل الإشريكية القولونية، التي يمكن أن تسبب التهابات الأمعاء والدم والكلبسيلا الرئوية؛ التي يمكن أن تسبب التهابات الرئة والمثانة والدم.

وعلى عكس البكتيريا إيجابية الغرام، التي تم تصنيع العديد من عائلات الأدوية لها، فإن هذا الحاجز الثاني الهائل المحيط بالخلايا البكتيرية سلبية الغرام يجعل من الصعب على المضادات الحيوية أن يكون لها تأثير؛ فالغشاء الخارجي قاس ومدمج مع عديدات السكاريد الدهنية، التي تمنح الخلية السلامة، وتسمح لها بالتفاعل مع الأسطح الأخرى. كما تسمح بخروج السموم ودخول العناصر الغذائية. وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي عن مجلة «PNAS» المرموقة.

ولسنوات عديدة، حاول العلماء العبث بالأغشية الدهنية نفسها، لأنها ضرورية لعمل البكتيريا سالبة الغرام. لكن الباحثين في السويد هم أول من استهدف إنزيمًا يسمى LpxH، والذي يساعد في تصنيع المكونات المهمة الأخرى للغشاء الخارجي والتي تسمى «عديدات السكاريد الدهنية». وبما أن ما يقرب من 70 % من البكتيريا سالبة الغرام تستخدم هذا الإنزيم، فقد يكون هدفًا مناسبًا للعديد من أنواع العدوى.

من أجل ذلك، تم حقن الفئران ببكتيريا E. coli أو K. pneumoniae المقاومة للأدوية بمجموعة من المركبات بعد ساعة مصممة لتثبيط LpxH الخاص بالبكتيريا. وقد أظهرت النتائج أنه من الممكن علاج التهابات مجرى الدم خلال أربع ساعات بجرعة واحدة فقط.

وأوضح فرق الدراسة أنه «خلال مسار نموذج العدوى هذا، انتشرت البكتيريا إلى مجرى الدم لدى الفئران. حيث إن قدرة هذه المركبات على تقليل عدد البكتيريا المستردة من الدم بقوة في جرعة واحدة فقط من العلاج تسلط الضوء على قدرتها على علاج معظم حالات العدوى التي تهدد الحياة بمسببات الأمراض سالبة الغرام (المقاومة للأدوية المتعددة)».

وفي هذا الاطار، بدأ الباحثون بمركب يسمى JEDI-1444، تم تجميعه من نتائج البحث في الأدبيات عن مثبطات مرشحة مناسبة. وعلى الرغم من أنه أظهر وعدًا لا يصدّق في منع نمو سلبية الغرام، إلا أنه لم يكن قابلاً للذوبان أو مستقرًا في الدم. لكن مع بعض التعديلات، وجد الفريق نجاحًا في نوعين مختلفين مرمزين بـ EBL-3599 وEBL-3647، لم يتم إذابتهما بشكل أفضل في المصل ولكنهما أظهرا نشاطًا «قويًا» مضادًا للميكروبات ضد مجموعة واسعة من عزلات E. coli وK. الرئوية.

وبغض النظر عن النمط الجيني للمقاومة؛ يعد هذا اكتشافًا بالغ الأهمية، نظرًا لأن كلا من هذه البكتيريا أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية القليلة المتاحة التي تعمل ضدها.

يذكر انه في عام 2019، كانت الوفيات الناجمة عن العدوى المقاومة للمضادات الحيوية ثالث سبب رئيسي للوفاة على مستوى العالم. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يموت عشرة ملايين شخص سنويا.

وبينما تتكيف البكتيريا مع أدويتنا، هناك حاجة ماسة لفئات جديدة من العلاجات لإنقاذ الأرواح. فاليوم، نصف المضادات الحيوية المتوفرة في السوق هي ببساطة أشكال مختلفة من الأدوية التي تم التعرف عليها منذ ما يقرب من قرن من الزمان.

وفي عام 2017، أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) قائمة بأخطر مسببات الأمراض المقاومة للأدوية، وتتصدر القائمة البكتيريا سالبة الغرام المقاومة للفئات الأكثر فعالية من المضادات الحيوية واسعة النطاق؛ وهذا يشمل الإشريكية القولونية والكولاريا الرئوية، والزائفة الزنجارية، التي تسبب أيضًا الالتهاب الرئوي، والراكدة البومانية، التي تسبب التهابات الدم والرئة والبول.

وخلص الباحثون في أوبسالا إلى أنه «على الرغم من أن النتائج الحالية واعدة للغاية، إلا أنه ستكون هناك حاجة إلى عمل إضافي كبير قبل أن تصبح مركبات هذه الفئة جاهزة للتجارب السريرية».


مقالات ذات صلة

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

صحتك المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك معاناة الأطفال من الربو تؤثر في ذاكرتهم على المدى الطويل (رويترز)

دراسة: الربو عند الأطفال يزيد فرص إصابتهم بالخرف في الكبر

ربطت دراسة جديدة بين معاناة الأطفال من الربو وخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة هي مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية - أ.ف.ب)

دراسة: جزيئات الخلايا المناعية قد توفّر علاجاً للسمنة

توصل باحثون من آيرلندا أن أحد جزيئات الخلايا المناعية تؤدي دوراً تنظيمياً في عملية اختزان الدهون.

«الشرق الأوسط» (دبلن)
صحتك مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

أطلق علماء بريطانيون تجربة علمية تهدف إلى تقييم فاعلية «الريسفيراترول»، وهو مركب كيميائي موجود بالعنب الأحمر، في الوقاية من سرطان الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والتصدي للسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: الربو عند الأطفال يزيد فرص إصابتهم بالخرف في الكبر

معاناة الأطفال من الربو تؤثر في ذاكرتهم على المدى الطويل (رويترز)
معاناة الأطفال من الربو تؤثر في ذاكرتهم على المدى الطويل (رويترز)
TT

دراسة: الربو عند الأطفال يزيد فرص إصابتهم بالخرف في الكبر

معاناة الأطفال من الربو تؤثر في ذاكرتهم على المدى الطويل (رويترز)
معاناة الأطفال من الربو تؤثر في ذاكرتهم على المدى الطويل (رويترز)

ربطت دراسة جديدة بين معاناة الأطفال من الربو وخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.

ووفق صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد أجريت الدراسة على 473 طفلًا جرت متابعتهم لمدة عامين، ووجد الباحثون أن أداء أولئك الذين أصيبوا بالربو في بعض المهام المتعلقة بالذاكرة والتركيز كان أسوأ من أداء الأطفال غير المصابين بهذه الحالة الرئوية.

وقد كان لدى أولئك الأطفال أيضاً تطوُّر أبطأ للذاكرة بمرور الوقت.

ووفقًا للباحثين، فإن عجز الذاكرة قد يكون له عواقب طويلة المدى، وقد يزيد حتى من خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، سيمونا غيتي، أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا: «تؤكد هذه النتائج على أهمية النظر إلى الربو بوصفه مصدراً محتملاً لصعوبات الإدراك لدى الأطفال».

وأضافت: «نحن بحاجة إلى فهم العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم مخاطر صعوبات الإدراك والتركيز وضعف الذاكرة والتوصل لحلول للتصدي لها».

ومن جهته، قال نيكولاس كريستوفر هايز، الحاصل على الدكتوراه في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، والذي شارك أيضاً في الدراسة: «قد يضع الربو الأطفال على مسار يمكن أن يزيد من خطر إصابتهم لاحقاً بمشكلات أكثر خطورة مثل الخرف كبالغين».

وعلى الرغم من أن الدراسة لم تبحث في الآلية المسؤولة عن صعوبات الذاكرة المرتبطة بالربو، فإن الباحثين يعتقدون أن الأمر يتعلق بالالتهاب المطول الناجم عن الربو أو الانقطاعات المتكررة في إمداد المخ بالأكسجين بسبب نوبات الربو.