التكنولوجيا المتقدمة لاستبدال المفاصل توفر حياة نشطة لكبار السن

التكنولوجيا المتقدمة لاستبدال المفاصل توفر حياة نشطة لكبار السن
TT

التكنولوجيا المتقدمة لاستبدال المفاصل توفر حياة نشطة لكبار السن

التكنولوجيا المتقدمة لاستبدال المفاصل توفر حياة نشطة لكبار السن

هشاشة العظام هي حالة تؤثر بشكل متكرر على مفصل الركبة، وتنتج عن انهيار الغضروف.

وتلعب الركبة، كونها مفصلًا يتحمل الوزن، دورًا مهمًا في المشي والجري، وكذلك القفز.

ومع التقدم في السن، تحدث تغيرات في كتلة العضلات المحيطة بالمفصل ما يؤدي إلى انحطاطه. كما أن التغيرات في بنية العظام بسبب الشيخوخة والسمنة والإصابات المؤلمة تساهم في الإصابة بالفصال العظمي في الركبة.

وعلى الرغم من أنه يمكن التحكم في المراحل المبكرة من آلام الركبة وتيبسها عن طريق الأدوية وممارسة الرياضة، إلا أنه يجب التفكير في جراحة استبدال المفاصل لأولئك الذين يفشلون في الاستفادة من هذه الخيارات غير الجراحية.

ولقد كانت جراحة استبدال المفاصل منذ فترة طويلة منارة أمل لكبار السن، حيث توفر طريقًا للعودة إلى حياة نشطة ومرضية.

وفي السنوات الأخيرة، شهد هذا المجال تطورات ملحوظة، حيث كسر حواجز الألم وعدم القدرة على الحركة التي يواجهها العديد من كبار السن. وذلك وفق ما ذكر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

ما هي تقنية زرع المفصل

لقد أدى تطور مواد الزرع إلى تحول كبير بنتائج عمليات استبدال المفاصل.

ويقول الدكتور برامود بور مدير جراحة العظام وجراح استبدال المفاصل الروبوتية بمستشفى فورتيس «اليوم، أصبح استخدام المواد المتقدمة مثل السيراميك والتيتانيوم حجر الزاوية في هذا الإجراء، ما يوفر متانة ومرونة غير مسبوقتين؛ إذ تحاكي هذه المواد الحركة الطبيعية للمفاصل البشرية بشكل أقرب من أي وقت مضى، ما يسمح للمرضى بمجموعة من الحركات كانت تعتبر في السابق مستحيلة بعد الجراحة». وأضاف «ان هذه القفزة في تكنولوجيا زرع الأعضاء تعني أن كبار السن لا يمكنهم أن يحلموا بحياة خالية من الألم فحسب، بل يمكنهم أيضًا مطاردة أحفادهم في جميع أنحاء الحديقة دون تفكير ثانٍ». وفق قوله.

دور الجراحة بمساعدة الروبوت

ووفقا لمجلة جمعية جراحي المناظير والروبوتات، فإن مفهوم استخدام الروبوتات في العمليات الجراحية نشأ منذ أكثر من 50 عاما، ولكن التطبيق الحقيقي بدأ في أواخر الثمانينات.

ووفقًا للدكتور بور، تمثل الجراحة بمساعدة الروبوت أحد أهم التطورات التكنولوجية في مجال استبدال المفاصل. حيث يعزز هذا النهج المتطور قدرة الجراح على إجراء العملية بدقة لا مثيل لها. وفوائد هذه التكنولوجيا متعددة بينها؛ تقليل أوقات التعافي وانخفاض ملحوظ في مضاعفات ما بعد الجراحة. فيما تضمن المساعدة الروبوتية في جراحة استبدال المفاصل أن كل إجراء مصمم خصيصًا ليناسب التشريح الفريد للمريض، ما يؤدي إلى نتائج وظيفية أفضل وعملية تعافي أكثر سلاسة. اضافة الى تخفيف الألم واستعادة القدرة على الحركة؛ فالفوائد الأساسية تعد قدرة جراحة استبدال المفاصل على تخفيف الألم المزمن واستعادة وظيفة المفاصل الحيوية أمرًا أساسيًا لفعاليتها.

وبالنسبة للعديد من المرضى الأكبر سنًا، تضع هذه العملية حدًا لصراع طويل مع أمراض المفاصل المزمنة التي حدت من أنشطتهم اليومية وقللت من جودة حياتهم.

وعلى الرغم من النجاحات الملحوظة التي حققتها جراحة استبدال المفاصل، إلا أن العديد من كبار السن يترددون في اتباع هذا الخيار، ويرجع ذلك غالبًا إلى المفاهيم الخاطئة والأساطير المحيطة بهذا الإجراء. لذا فإن رفع مستوى الوعي حول التقدم التكنولوجي والمادي في هذا المجال أمر بالغ الأهمية.

ويخلص الدكتور بور الى القول «إن تثقيف كبار السن ومقدمي الرعاية لهم حول فوائد وحقائق عمليات استبدال المفاصل الحديثة يمكن أن يمكّنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهم».

لقد تطورت جراحة استبدال المفاصل من الملاذ الأخير إلى تدخل يغير حياة كبار السن، وذلك بسبب الإنجازات الكبيرة في التكنولوجيا والمواد.

ومع تعزيز المتانة والدقة والتركيز على المتطلبات الخاصة بالمريض، فإن هذه العمليات تبشر بعصر جديد من الحركة والحياة الخالية من الألم لكبار السن.

ومع انتشار الوعي، سيتمكن عدد أكبر من الأشخاص من الوصول إلى هذه الإجراءات الثورية، ما يخلق عالمًا جديدًا من إمكانيات الشيخوخة النشطة.


مقالات ذات صلة

صحتك الشاي يمكن أن يساعد في تحسين الأداء العقلي (أرشيفية - رويترز)

دراسة: الشاي والتوت الأحمر يحميان من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة جديدة أن تناول ست حصص إضافية من الأطعمة الغنية بالفلافونويد يومياً يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالخرف بنسبة 28 في المائة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يعاني آلاف الأشخاص من فقدان السمع المفاجئ كل عام (رويترز)

7 أشياء لا يفعلها أطباء الأذن

يبيِّن الأطباء المتخصصون في مجال الأنف والأذن الأشياء التي لا يفعلونها أبداً، من أجل صحة آذانهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك خضراوات مغلفة في عبوات بلاستيكية بسوبر ماركت بلندن (أ.ف.ب)

3600 مادة كيميائية تستخدم في تغليف الأغذية تصل لأجسامنا

أظهرت دراسة، نُشرت أمس الثلاثاء، أن أكثر من 3600 مادة كيميائية تستخدم في تغليف أو تحضير الطعام جرى اكتشافها في أجسام البشر، بعضها خطير على الصحة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ما هي علامات اضطراب حساسية الرفض؟ (جامعة كونيتيكت)

7 علامات تشير إلى إصابتك باضطراب «حساسية الرفض»

يبلغ العديد من الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بأنهم يعانون من تجربة اضطراب حساسية الرفض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

عندما يطلب مني طفلي أن أقوم بأشياء يستطيع القيام بها بنفسه… ماذا أفعل؟

أحياناً يتصرف الأطفال باعتمادية كاملة على والديهم لأنهم يربطون بين الاعتماد والحب (أرشيفية)
أحياناً يتصرف الأطفال باعتمادية كاملة على والديهم لأنهم يربطون بين الاعتماد والحب (أرشيفية)
TT

عندما يطلب مني طفلي أن أقوم بأشياء يستطيع القيام بها بنفسه… ماذا أفعل؟

أحياناً يتصرف الأطفال باعتمادية كاملة على والديهم لأنهم يربطون بين الاعتماد والحب (أرشيفية)
أحياناً يتصرف الأطفال باعتمادية كاملة على والديهم لأنهم يربطون بين الاعتماد والحب (أرشيفية)

يستوعب الأطفال شعورهم بالذات بطرق مختلفة مع أهاليهم، فأحياناً يتصرف الأطفال باعتمادية كاملة على والديهم؛ لأنهم يربطون بين الاعتماد والحب.

وحسب موقع «سايكولوجي توداي»، فهذه معضلة تواجه الأسر كثيراً، فالطفل قادر على العمل بشكل أكثر استقلاليةً وثقةً بعيداً عن والديه، ولكن في وجودهم يعرف أنهما سيقومان بأشياء يستطيع القيام بها بنفسه، ما يؤدي إلى خلق نمط متكرر.

ما سبب هذا الاختلاف في السلوك من مكان إلى آخر؟

يكوّن الأطفال أفكاراً حول أنفسهم وقدراتهم بناءً على طبيعة علاقاتهم، والتوقعات المتأصلة في تلك العلاقات، ففي المدرسة مثلاً يضع المعلمون توقعات واضحة مناسبة لأعمار الأطفال، ويكون هدفهم مساعدة الأطفال على تطوير مهاراتهم والثقة بالنفس، والعمل بشكل مستقل بشكل يناسب المتوقع منهم في السنوات الدراسية الأولى.

في المدرسة، يُعِدُّون الأطفال للنجاح، وبالتالي فإنهم لا يفعلون أشياء للأطفال يمكنهم القيام بها بأنفسهم. وبالتالي، فالأطفال يرون أنفسهم أكثر استقلاليةً وكفاءةً مع المعلمين مقارنةً بالمواقف التي يقوم فيها الكبار بأشياء يمكن للأطفال القيام بها بأنفسهم.

على الآباء هنا ملاحظة التالي لمساعدة أطفالهم على التطور:

  • التأكد من أن الطفل يملك جميع المهارات اللازمة للقيام بمهمة معينة بمفرده.
  • ملاحظة إن كان الطفل يقوم بالتصرف بشكل أقل كفاءةً للحصول على المزيد من الاهتمام.

من المتوقع جداً بعد أن يجد الطفل أن أبويه يتركانه للقيام بأموره دون مساعدة منهما، أن يتصرف بشكل مزعج، ولكن هنا على الأبوين مقاومة الرغبة في توبيخه؛ لأن هذا السلوك النابع من الطفل لا يسبّب أي ضرر، هو يحاول فقط الحصول على المزيد من الاهتمام.

بعد أسابيع وأشهر، وأحياناً سنوات من تعزيز الاستقلالية يرى الآباء تغييرات كبيرة في سلوك طفلهم وثقته بنفسه،⁠ ومع هذا النجاح من المهم جداً تطبيق نفس النهج في المزيد من المهام، أو الأمور المناسبة لعمر الطفل.

المنبه المرئي:

هو من الأدوات المفيدة جداً للطفل في هذه المرحلة لتعليمه الالتزام، مثال: عند تعويد الطفل على ارتداء ملابسه بنفسه قبل المغادرة إلى المدرسة في الصباح، فالمنبه يساعده على تقدير الوقت، والسيطرة على مهامه الصباحية، وإلا سيذهب إلى المدرسة بملابس النوم إن لم يتمكّن من ارتداء ملابس مناسبة مثلاً.

ننصح بضبط أكثر من توقيت، بحيث يعرف الطفل أن الوقت يمرّ، فمثلاً لو كنت ترغب في أن يكون الطفل مستعداً وجاهزاً عند الثامنة والنصف صباحاً ننصح بضبط المنبه عند الثامنة والربع، ليعرف أن عليه الانطلاق خلال 15 دقيقة.

الأمر ليس سهلاً، فعندما لا يرتدي طفلك ملابسه عند انتهاء الوقت المحدّد، قد تشعر بالانزعاج الشديد، ولكن عند اتباع النظام الجديد عليك أن تفرضه بهدوء ومحبة، فإن الأطفال يتعلمون بأنفسهم مع الوقت، والطفل لا يريد الذهاب إلى المدرسة بملابس النوم، فسيطلب من نفسه المزيد من الوقت، أو السماح له باستكمال مهامه في السيارة مثلاً.

والمفتاح هو القيام بذلك بشكل واقعي دون أي انزعاج أو غضب، أنت فقط تعلّمهم كيف يعمل العالم بطريقة مُحبّة.

من بين تجارب العائلات التي بدأت فرض نظام يساعد الطفل على الاستقلالية، تقول إحدى الأمهات: «بعد وضع نظام واضح لوقت النوم، أصبحت ابنتي ذات الـ5 سنوات تتصرف بشكل أكثر نضجاً، إنها تريد الآن أن تحضر إفطارها بنفسها، وهي أكثر تعاوناً في روتين الصباح».