هل استعمال خيط تنظيف الأسنان صحيّ أكثر من الخيط العادي؟

يمكن أن تكون أدوات تنظيف الأسنان (المعروفة أيضًا باسم تلك العصي البلاستيكية الصغيرة التي تحتوي على خيط) بديلاً مناسبًا لخيط تنظيف الأسنان التقليدي، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل في حركة المعصم؛ مثل التهاب المفاصل. ولكن إذا لم يكن لديك صعوبة في استخدام الخيط العادي، فهل هو خيار أفضل؟

يقول ديريك جاتا طبيب الأسنان مؤسس خط العناية بالفم «RiseWell» «أشيد بأي شخص يأخذ الوقت والجهد للتنظيف بين أسنانه. ومع ذلك، قد يكون لأدوات تنظيف الأسنان بعض الجوانب السلبية التي تجعل من خيط تنظيف الأسنان القديم هو الأفضل بالنسبة لمعظم الناس». وذلك وفق تقرير نشره موقع «livestrong.com» العلمي.

خيط تنظيف الأسنان

توصي جمعية طب الأسنان الأميركية (ADA) بالتنظيف بين أسنانك باستخدام خيط تنظيف الأسنان أو أي نوع آخر من المنظفات بين الأسنان مرة واحدة على الأقل يوميًا.

إن خيط تنظيف الأسنان يناسب من الناحية الفنية الفاتورة، لكنه ليس المفضل لدى جميع أطباء الأسنان.

ويقول الخبراء مثل الدكتور جاتا إن أدوات تنظيف الأسنان بالخيط قد لا تؤدي وظيفة التنظيف بين أسنانك بنفس جودة الخيط العادي. موضحا «عندما تستخدم خيط الأسنان، من المهم لف الخيط حول كل سن على شكل حرف (C) لإزالة المواد العضوية المتسخة. ومن الصعب القيام بذلك».

وأضاف جاتا «هناك أيضًا احتمال أن يؤدي المعول إلى إعادة توزيع البلاك حول فمك بدلاً من التخلص منه فعليًا، لأن كمية الخيط الموجودة على المعول صغيرة جدًا». وتابع «في كل مرة تمررها بين أسنانك، فإنك تلتقط البكتيريا وتضعها في موقع جديد». مبينا أن «الخيط التقليدي عبارة عن خيط أطول، لذا يمكنك استخدام قسم جديد في كل مرة تمر فيها بين مجموعة جديدة من الأسنان».

خيط الأسنان أم العادي أيهما أفضل؟

لا توجد أي دراسات تقارن بشكل مباشر بين الاثنين، لذلك من الصعب أن نقول على وجه اليقين ما إذا كان أحدهما لديه «أفضلية» على الآخر. إلّا ان جاتا من محبي الخيط العادي بالنسبة لمعظم الناس. لأنه حسب رأيه «من الأسهل استخدام قطعة بسيطة منه حول سنك لتنظيف البقع الموجودة. إضافة إلى ذلك، يمكنك استخدام قطعة جديدة من الخيط للتنقل بين الأسنان المختلفة، حتى لا ترسل المادة اللزجة عن غير قصد من منطقة في فمك إلى أخرى».

ويشرح الدكتور جاتا «قد يختار المرضى الأكبر سناً الذين يعانون من مشاكل بأيديهم استخدام الخيط؛ فالأمر أسهل بالنسبة لهم وأفضل من عدم القيام بأي شيء لتنظيف ما بين الأسنان».

كيفية استخدام الخيط

إذا كنت بحاجة إلى استخدام خيط تنظيف الأسنان (في حالة الضرورة أو بسبب مشكلات صحية أخرى)، فهناك بعض الخطوات للقيام بذلك بفعالية منها:

- مرر الخيط بين الأسنان.

أمسك جانبي حامل الخيط وحاول ثني الخيط ليأخذ شكل (C) حول سنك.

يقول جاتا «يمكن لهذا أن يزيل التراكمات بشكل أكثر توقعًا مثل الخيط التقليدي».

- حرك الخيط لأعلى ولأسفل لإزالة التراكمات حول خط اللثة ثم حركه من جانب إلى آخر للحصول على أي بقايا وجزيئات طعام إضافية بين أسنانك.

- إذا كانت لثتك تنزف، فقد يكون استخدام خيط الأسنان صعبًا للغاية.

- كرر ذلك مع بقية أسنانك، واشطف الخيط في منتصفه للحفاظ على نظافته.

ما مدى سوء استخدام خيط تنظيف الأسنان بدلًا من الخيط العادي؟

من المؤكد أن استخدام خيط تنظيف الأسنان أفضل من تخطي استخدامه تمامًا، لكن من الجيد الاستمرار في استخدام خيط تنظيف الأسنان العادي إذا استطعت. إذ لا يمكن أن تزيل التراكمات حول أسنانك كما يفعل الخيط. ولكن «إذا كنت لا تستطيع استخدام الخيط التقليدي بسبب مشاكل في المعصم أو اليد، أو كنت تحب الراحة التي يوفرها خيط تنظيف الأسنان، فإن استخدامه أفضل بكل الأحوال».

ويخلص جاتا الى القول «ما زلت أفضّل الخيط التقليدي لأنه أكثر تنوعًا ولا يدخل البكتيريا السيئة إلى أجزاء أخرى من فمك».

تنظيف الأسنان يومياً يقلل الإصابة بالالتهاب الرئوي

ذكرت دراسة أميركية أن تنظيف الأسنان بشكل يومي يعد «وسيلة سهلة وفعالة للمساعدة في خفض معدلات الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى». وأوضح الباحثون في دراسة نُشرت نتائجها، الاثنين، بدورية «جاما للطب الباطني»، أن «تنظيف الأسنان يُمكن أن يقلل من كمية البكتيريا في الفم، ما يحد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي».

والالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى يحدث عندما تدخل البكتيريا الموجودة في الفم إلى الشعب الهوائية للمريض وتصيب رئتيه. ويكون المرضى الذين يعانون من الضعف أو المرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي معرّضين بشكل خاص للإصابة بالالتهاب الرئوي أثناء إقامتهم في المستشفى.

ويعتمد العلاج على المضادات الحيوية، وفق نوع البكتيريا المسببة للعدوى، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى علاج إضافي، مثل الأكسجين أو الأدوية لتخفيف الألم.

وبحثت الدراسة فيما إذا كان تنظيف الأسنان يومياً بين المرضى في المستشفى يرتبط بانخفاض معدلات الالتهاب الرئوي. وخلال الدراسة، راجع الباحثون نتائج 15 تجربة سريرية، شملت أكثر من 2700 مريض من مناطق مختلفة حول العالم، لرصد تأثير العناية بالفم بانتظام باستخدام فرشاة الأسنان على حدوث الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى.

ووجد الباحثون أن «معدلات الالتهاب الرئوي المكتسب في المستشفى كانت أقل بين المرضى الذين نظّفوا أسنانهم بشكل يومي، مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك». كما وجدوا أن اتباع نظام يومي لتنظيف الأسنان يعد أداة غير مكلفة وفعالة، ويمكن أن تحدث فارقاً للمساعدة في تقليل معدلات الالتهاب الرئوي لدى المرضى في المستشفى.

ومن جانبه، قال الباحث الرئيسي بالدراسة، في كلية الطب بجامعة هارفارد، الدكتور مايكل كلومباس، لـ«الشرق الأوسط»: «أثبتت النتائج أن تنظيف الأسنان بانتظام لدى المرضى في المستشفى يقلل من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، وبالتالي فإن ممارسة هذه العادة بشكل يومي في المستشفى قد تنقذ الأرواح».

وأضاف أن النتائج أثبتت أيضاً أنه بالنسبة للمرضى الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي، فإن «تنظيف الأسنان يومياً يقلل من مقدار الوقت الذي يقضونه على جهاز التنفس الصناعي، ويقلل مقدار الوقت الذي يقضونه في وحدة العناية المركزة، وبالتالي يقلل من خطر الموت».

وأشار كلومباس إلى أن الدراسة تؤكد «أهمية تنظيف الأسنان لكل من صحة الفم والصحة العامة، لذلك يُنصح المرضى بأن يحرصوا على الاستمرار في تنظيف أسنانهم عند دخولهم المستشفى من أجل حماية أنفسهم من الالتهاب الرئوي، وتسريع شفائهم من المرض، وتقليل معدلات الوفاة في المستشفى، كما تُنصح المستشفيات بالتأكد من أن لديها سياسات وإجراءات معمولاً بها للتأكد من تنظيف أسنان كل مريض مرتين على الأقل يومياً أثناء وجوده في المستشفى».

خيط تنظيف الأسنان ينقل سموماً إلى الجسم

حذرت دراسة أميركية من خطورة انتقال مادة سامة إلى داخل الجسم من خلال خيط تنظيف الأسنان، الذي يحتوي على مادة من المواد الكيميائية تسمى PFAS.
ومواد PFAS مقاومة للماء والشحوم وتدخل في تغليف الوجبات السريعة والملابس المقاومة للماء والسجاد المقاوم للبقع، ويمكن أن يتعرض المستهلكون لها من خلال المنتجات التي يستخدمونها والطعام الذي يتناولونه، كما يمكن أن يتعرضوا لها من خلال الهواء والغبار داخل المنازل.
وسبق أن أجريت دراسات حذرت من خطورة استخدام هذه المواد التي تسهم في مستويات مرتفعة في الجسم من المواد الكيميائية السمية، ولكن الدراسة الجديدة التي نشرت أول من أمس في دورية علم دراسة الأوبئة «JESEE» اكتشفت وجود أحد مواد PFAS في نوع من أنواع خيط تنظيف الأسنان.
وخلال الدراسة التي يقودها معهد سايلنت سبرينغ، بالتعاون مع معهد الصحة العامة في بيركلي بكاليفورنيا، قام الباحثون بقياس 11 مادة كيميائية مختلفة من PFAS في عينات دم مأخوذة من 178 امرأة في منتصف العمر، ثم قاموا بمقارنة قياسات الدم مع نتائج المقابلات التي سألوا فيها النساء عن 9 سلوكيات يمكن أن تؤدي إلى زيادة التعرض.
ويقول الباحث الرئيسي بالدراسة د. كاتي بورونو في تقرير نشره موقع معهد «سايلنت سبرينغ» بالتزامن مع نشر الدراسة: «وجدنا أن السيدات اللاتي تستخدمن خيط تنظيف الأسنان (Oral - B Glide) لديهم مستويات عالية من حامض السلفونيك البيرفلوروهكساني (PFHxS)، مقارنة بأولئك الذين لا يستخدمون هذا المنتج، وباستخدام تقنية يطلق عليها التحليل الطيفي لانبعاثات أشعة غاما (PIGE)، تم اختبار منتجات (Oral - B Glide)، فعثرنا على الحمض الموجود في دماء السيدات».
ويضيف: «وجدنا مواد أخرى من مواد PFAS في دماء بعض السيدات، وكانت بسبب استهلاك الطعام السريع المغلف بورق يحتوي عليها، وسجاد مقاوم للبقع في منازلهم أو ملابس مقاومة للماء، لكن كانت المفاجأة في خيط الأسنان».
ويشعر العلماء بالقلق من الانتشار الواسع النطاق لمواد PFAS بين السكان، ولا سيما بعد أن أثبتت دراسات أخطارها الصحية.
ويقول د. بورونو: «هذه المواد مرتبطة بالآثار الصحية السلبية المسببة لسرطان الكلى والخصية، وأمراض الغدة الدرقية، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وانخفاض الوزن عند الولادة، وانخفاض الخصوبة، والتأثيرات على جهاز المناعة».