ما علاقة بكتيريا الأمعاء بالعمى الوراثي؟

أشخاص يخضعون لفحوص العين (رويترز)
أشخاص يخضعون لفحوص العين (رويترز)
TT

ما علاقة بكتيريا الأمعاء بالعمى الوراثي؟

أشخاص يخضعون لفحوص العين (رويترز)
أشخاص يخضعون لفحوص العين (رويترز)

كشفت دراسة بريطانية أن فقدان البصر الناتج عن الإصابة ببعض أمراض العين الوراثية قد يكون ناجماً عن بكتيريا الأمعاء. وأوضحت نتائج الدراسة التي نُشرت، الاثنين، في دورية «سيل» بكلية لندن الجامعية، أنه من المحتمل قابلية هذا الأمر للعلاج بمضادات الميكروبات.

وتحتوي الأمعاء على تريليونات من البكتيريا النافعة التي تلعب دوراً مهماً في عملية الهضم وتحفيز جهاز المناعة وحماية الجسم من العدوى.

ومع ذلك، فإن بعض أنواع بكتيريا الأمعاء يمكن أن تكون ضارة، وترتبط بمشكلات صحية مثل عدوى الأمعاء والتهابات القولون.

وخلال الدراسة، استكشف الباحثون علاقة بكتيريا الأمعاء بالعمى الوراثي، وهو فقدان البصر الناجم عن حالة وراثية، تنتقل من الآباء إلى الأبناء عبر الجينات، وتؤثر في أجزاء من العين، بما في ذلك القرنية والعدسة والقزحية والشبكية والعصب البصري.

وعثر الباحثون، في دراسة أُجريت على الفئران، على بكتيريا الأمعاء داخل المناطق المتضررة من العيون التي تعاني فقدان البصر بسبب طفرة جينية.

وتحدث الطفرة في جين يسمى (CBR1) في شبكية العين، مسؤول عن طبقة رقيقة من الخلايا الموجودة في الجزء الخلفي من العين، تعمل بمثابة حاجز لتنظيم ما يتدفق داخل العين وخارجها.

ويرتبط حدوث طفرة في هذا الجين بالإصابة بمرض وراثي في العين مثل داء ليبر الخلقي، والتهاب الشبكية الصباغي.

بالإضافة إلى ذلك، اكتشف الباحثون أن هذا الجين هو مفتاح التحكم في سلامة الجهاز الهضمي، وهي أول ملاحظة من نوعها على الإطلاق، إذ إن هذا الجين يحارب مسببات الأمراض والبكتيريا الضارة عن طريق تنظيم ما يمر بين الأمعاء وبقية الجسم.

وذكروا أن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن حدوث طفرة في هذا الجين قد يُضعف دفاعات الجسم، ممّا يسمح للبكتيريا الضارة باختراق الحواجز بين شبكية العين والأمعاء، والوصول إلى العين، والتسبب في العمى.

والأهم، اكتشاف الباحثين أن علاج هذه البكتيريا بمضادات الميكروبات، مثل المضادات الحيوية، كان قادراً على منع فقدان البصر لدى الفئران، على الرغم من أنه لم يبنِ حواجز الخلايا المتضررة في العين من جديد.

وتُعد أمراض العيون الوراثية السبب الرئيسي للعمى لدى الأشخاص في سن العمل بالمملكة المتحدة. وقد يختلف ظهور المرض من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة البلوغ، ولكنَّ التدهور لا رجعة فيه، وله آثار مدى الحياة. وحتى الآن، ركّز تطوير العلاجات بشكل كبير على العلاجات الجينية.

وأشار الباحثون إلى إفادة نتائج الدراسة بأن مجرد استخدام مضادات الميكروبات قد يساعد على منع تدهور أمراض العيون المرتبطة بجين (CRB1)، وسيواصل الفريق أبحاثه لمعرفة ما إذا كانت هذه النتائج تنطبق على البشر أيضاً.


مقالات ذات صلة

دراسة: كوب من الحليب يومياً يقلل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء

صحتك أكواب تحتوي على مخفوق الحليب بنكهات متعددة (أ.ب)

دراسة: كوب من الحليب يومياً يقلل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء

كشفت دراسة حديثة عن أن كوباً واحداً من الحليب يومياً يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنحو الخُمس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

دراسة تنصح بالقراءة والصلاة والاستماع إلى الموسيقى للوقاية من الخرف

قالت صحيفة نيويورك بوست الأميركية إن دراسة جديدة نصحت كبار السن الذين يفكرون في كيفية قضاء وقت فراغهم من أجل الحفاظ على صحتهم على المدى الطويل بالقراءة والصلاة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الربو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال (جامعة هارفارد)

اختبار بسيط لتحديد نوع الربو لدى الأطفال

نجح باحثون في جامعة «بيتسبرغ» الأميركية في تطوير اختبار بسيط باستخدام مسحة الأنف يمكنه تشخيص الأنواع المختلفة من الربو، ما يتيح للأطباء تقديم علاجات أكثر دقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ نفوق حيوانات في أميركا بسبب إنفلونزا الطيور (رويترز)

نفوق نمر و20 قطة بسبب إنفلونزا الطيور في محمية بواشنطن

نفقت عشرون قطة، بالإضافة إلى نمر بنغالي، وأربعة أُسود، بعد إصابتها بإنفلونزا الطيور شديدة الضراوة في محمية للحيوانات بولاية واشنطن الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«الارتباط المباشر» بين تناول الألياف وتأثيرات مكافحة السرطان - أي الأطعمة هي الأفضل؟

توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)
توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)
TT

«الارتباط المباشر» بين تناول الألياف وتأثيرات مكافحة السرطان - أي الأطعمة هي الأفضل؟

توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)
توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)

تؤكد دراسة جديدة أجريت في كلية الطب بجامعة ستانفورد الأميركية على أهمية الألياف الغذائية، حيث قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان بتغيير نشاط الجينات. ووفقا لموقع «نيويورك بوست» الأميركي، عندما نستهلك الألياف، تقوم البكتيريا في أمعائنا بتفكيكها إلى جزيئات صغيرة تسمى الأحماض الدهنية القصيرة.

فحص باحثو جامعة ستانفورد اثنين من هذه المنتجات الثانوية ووجدوا أن هذه المركبات يمكن أن تساعد في تغليف الحمض النووي، مما يجعل الحمض النووي أكثر سهولة في الوصول إليه ويؤثر على التعبير الجيني. هذا يعني أنه من الممكن قمع الجينات التي تعزز السرطان وتنشيط الجينات الكابتة للأورام.

ويوضح أستاذ علم الوراثة بجامعة ستانفورد مايكل سنايدر: «لقد وجدنا رابطاً مباشراً بين تناول الألياف وتعديل وظيفة الجينات التي لها تأثيرات مضادة للسرطان، نعتقد أن هذه الآلية عالمية على الأرجح لأن الأحماض الدهنية القصيرة الناتجة عن هضم الألياف يمكن أن تنتقل إلى جميع أنحاء الجسم». وتتبع فريق سنايدر التأثيرات على خلايا القولون السليمة والسرطانية وخلايا أمعاء الفئران التي تتغذى على أنظمة غذائية غنية بالألياف. وقال سنايدر: «يمكننا أن نفهم كيف تمارس الألياف تأثيراتها المفيدة وما الذي يسبب السرطان».

ونظراً لارتفاع حالات سرطان القولون والمستقيم، خاصة بين الشباب، يقترح سنايدر تحسين الأنظمة الغذائية بالألياف لتحسين الصحة وتقليل خطر الإصابة بالأورام، فالألياف تعزز حركة الأمعاء المنتظمة، وتساعد في استقرار مستويات السكر في الدم، وخفض الكوليسترول، وتساهم في صحة القلب بشكل عام. وتوصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 25 إلى 30 غراماً من الألياف يومياً من الطعام.

يضيف سنايدر: «النظام الغذائي للأغلبية حاليا فقير جداً بالألياف، وهذا يعني أنه لا يتم تغذية ميكروبيوم المعدة بشكل صحيح ولا يمكن صنع العديد من الأحماض الدهنية القصيرة كما ينبغي وهذا لا يفيد صحتنا بأي شكل من الأشكال».

خمسة أطعمة أساسية للحصول على المزيد من الألياف في نظامك الغذائي:

  • الحبوب الكاملة: مثل دقيق الشوفان والشعير والبرغل.
  • الفاصوليا والبازلاء والبقوليات: مثل الفاصوليا السوداء والفاصوليا البحرية والعدس والبازلاء المجففة.
  • الفواكه: التوت والتوت الأسود والكمثرى والتفاح.
  • الخضراوات: مثل البروكلي والهليون والخرشوف وبراعم بروكسل.
  • المكسرات والبذور: مثل بذور الشيا وبذور الكتان وبذور اليقطين واللوز.