احذر... آثار جانبية خطيرة للاستخدام الطويل للمليّنات

احذر... آثار جانبية خطيرة للاستخدام الطويل للمليّنات
TT

احذر... آثار جانبية خطيرة للاستخدام الطويل للمليّنات

احذر... آثار جانبية خطيرة للاستخدام الطويل للمليّنات

إن الإمساك وعدم القدرة على التبرز والإحساس المزعج الذي يأتي مع مرور البراز الجاف والصلب والمتكتل يمكن أن يجعل الأمر أكثر إزعاجًا.

في مثل هذه الظروف، يوصي الخبراء عادة بزيادة تناول الألياف وشرب الكثير من الماء. ومع ذلك، قد يشعر بعض الأشخاص بالحاجة إلى تناول المسهلات والملينات، وهو نوع من الأدوية يساعد على تخفيف الإمساك ومنعه. لكن هل هذه الملينات آمنة للاستخدام على المدى الطويل؟ هل يجب أن تأخذها في كل مرة تجد فيها صعوبة في إخراج البراز؟ هذا ما يكشفه تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

الإمساك والملينات

الملين هو دواء مصمم لعلاج الأشخاص الذين يعانون من الإمساك ومشاكل الجهاز الهضمي الأخرى، مثل متلازمة القولون العصبي (IBS).

والإمساك المزمن هو عندما يكون لديك أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، ويكون البراز في الغالب صلبًا أو متكتلًا، وحركات الأمعاء الصعبة لأكثر من 6 أشهر؛ في مثل هذه الحالات يمكن أن تساعد الملينات في تعزيز عملية الهضم وحركات الأمعاء السهلة التي لا تتطلب الإجهاد.

ومع ذلك، ليس كل من يعاني من الإمساك يحتاج إلى أدوية مسهلة.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال الدكتور سوشروت سينغ المدير الإضافي لأمراض الجهاز الهضمي بمستشفى فورتيس بنويدا «إن الملينات تُستخدم غالبًا في حالة تغير نمط الحياة، مثل زيادة كمية الألياف في نظامك الغذائي، وشرب الكثير من السوائل، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. ويمكن أن توفر الراحة للأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي، والإمساك المزمن مجهول السبب، والإمساك الناجم عن المواد الأفيونية. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدامها أحيانًا أيضًا لتفريغ الأمعاء قبل إجراءات مثل تنظير القولون».

فهم إساءة استخدام الملينات وآثارها الجانبية

يشير تعاطي الملينات المتكرر الى التسبب في حركات الأمعاء، عادة دون أي ضرورة طبية.

ووفقًا لموقع Medical News Today، يرتبط هذا السلوك عادةً بالأفراد الذين يحاولون إنقاص الوزن بسرعة أو التعامل مع اضطرابات الأكل.

فقد قامت دراسة نشرت بالمجلة الدولية لاضطرابات الأكل بمتابعة مجموعة من النساء الشابات لمدة 10 سنوات لمعرفة ما إذا كان استخدام حبوب الحمية أو المسهلات لإنقاص الوزن يزيد من خطر الإصابة باضطرابات الأكل. فوجدت أن النساء اللاتي استخدمن هذه المنتجات كن أكثر عرضة للإصابة باضطراب الأكل بنسبة 3 إلى 5 مرات في غضون 5 سنوات مقارنة باللاتي لم يفعلن ذلك، ما يؤكد الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن استخدام هذه المنتجات للتحكم في الوزن يمكن أن يكون بمثابة علامة حمراء لمرض السكري.

اضطرابات الأكل في المستقبل

وفقًا للدكتور سينغ، فإن الملينات المنشطة مثل بيساكوديل، وزيت الخروع، وكاسكارا ساجرادا، والسنا، والفينول فثالين هي الملينات الأكثر شيوعًا التي يتم إساءة استخدامها، ووصفها بأنها «خطيرة»، على الرغم من أنها أدوية بدون وصفة طبية.

وان أحد الآثار الجانبية الشائعة المرتبطة باستخدام الملين على المدى الطويل هو عدم توازن الكهارل. وتشمل الإلكتروليتات الكالسيوم والكلوريد والبوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم، والتي تساعد في تنظيم العديد من وظائف الجسم.

ويوضح الدكتور سينغ، أن عدم توازن الشوارد الكهربائية يمكن أن يسبب تغيرات في ضربات القلب، والضعف، والارتباك، والنوبات. علاوة على ذلك، يمكن أن يسبب أيضًا الجفاف، وتلف الأعصاب والعضلات في الجهاز الهضمي، ويؤدي إلى الاعتماد على الملينات، وتلف الكلى، وسوء امتصاص العناصر الغذائية.

طرق طبيعية لعلاج الإمساك

بدلًا من اختيار الملينات، ما لم تكن ضرورية من الناحية الطبية، يمكنك أيضًا اللجوء إلى تغييرات نمط الحياة الصحية.

يبين سينغ «ان تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة يمكن أن يعزز الهضم الصحي وحركة الأمعاء المنتظمة. كما ان الترطيب أمر بالغ الأهمية أيضًا، لأن شرب الكثير من الماء يساعد على تليين البراز ويساعد على مروره. حيث يعمل الاثنان معًا على زيادة حجم البراز، ما يساعد على تحريكه بسرعة عبر القولون. اما بالنسبة لأولئك الذين يتناولون مكملات الألياف، فمن الضروري شرب كمية كافية من الماء لتقليل احتمالية الإصابة بانتفاخ البطن والانسداد المحتمل».

يعد استخدام الملين أمرًا شائعًا بين الأشخاص الذين يعانون من الإمساك المزمن. ومع ذلك، من المهم استشارة أخصائي الرعاية الصحية لتحديد ما إذا كنت في حاجة إليه حقًا وما إذا كان من الممكن تخفيف الأعراض باستخدام العلاجات الطبيعية.

وفي حين أن الملينات يمكن أن توفر راحة قصيرة المدى للإمساك المزمن، فإن التغييرات الغذائية، وزيادة النشاط البدني، وإدارة الإجهاد يمكن أن تحسن صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.


مقالات ذات صلة

ما مقدار النوم المناسب لصحتنا كل يوم؟

صحتك الحصول على قسط قليل جداً من النوم يمكن أن يسبب تأثيرات سلبية كثيرة (أرشيفية - رويترز)

ما مقدار النوم المناسب لصحتنا كل يوم؟

من المعروف أن النوم له فوائد صحية مذهلة ولكن ما مقدار النوم الذي يعد أكثر من اللازم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جهاز قياس ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

كم ساعة تحتاجها أسبوعياً في التدريب لتحمي نفسك من «القاتل الصامت»؟

قالت دراسة جديدة إن الحفاظ على النشاط البدني أثناء مرحلة الشباب بمستويات أعلى من الموصى بها سابقاً قد يكون مهماً بشكل خاص لمنع ارتفاع ضغط الدم

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)

دراسة تحذر من الإفراط في القهوة... ومفاجأة عن «الشاي بالحليب»

أشارت دراسة جديدة إلى أن تناول المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة، وأكثر من أربعة أكواب من القهوة يومياً قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
علوم سيتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب الأسبوع المقبل (رويترز)

إعلان الجوائز الأسبوع المقبل... 4 اكتشافات «مذهلة» كانت تستحق «نوبل» ولم تفز بها

سيتم تسليط الضوء على أفضل العقول في مجال العلوم الأسبوع المقبل عندما يتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

أشاد الأطباء بنتائج التجارب «المذهلة» التي أظهرت أن تركيبة دوائية جديدة أوقفت تقدم سرطان الرئة لوقت أطول بـ40 في المائة من العلاج التقليدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة تحذر من الإفراط في القهوة... ومفاجأة عن «الشاي بالحليب»

كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)
كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة تحذر من الإفراط في القهوة... ومفاجأة عن «الشاي بالحليب»

كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)
كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)

أشارت دراسة جديدة إلى أن تناول المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة، وأكثر من أربعة أكواب من القهوة يومياً قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

واستندت الدراسة إلى دراسة أخرى بارزة تمت في عام 2017، والتي أجريت في 32 دولة على نحو 27 ألف فرد، إذ سعت الدراسة الأولى إلى تحديد أهمية عوامل الخطر القابلة للتعديل المحتملة للسكتة الدماغية في مناطق مختلفة من العالم.

وأجريت التحليلات الحالية لبيانات الدراسة التي عُرفت باسم «إنترستروك» بشكل تعاوني من قبل باحثين في جامعة ماكماستر في أونتاريو بكندا وجامعة جالواي في آيرلندا.

وتباينت المخاطر المرتبطة بالمشروبات إلى حدٍ ما، اعتماداً على الموقع الجغرافي والسكان في التحليلات الجديدة.

وهذه أبرز النتائج وفقاً للتحليلات:

* ارتبطت المشروبات الغازية، سواء المحلاة بالسكر أو المحلاة صناعياً، مثل المشروبات الغازية، بزيادة احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية الأولى أو السكتة الدماغية النزفية القلبية بنسبة 22 في المائة. وكان هذا الارتباط أقوى في أفريقيا وأوروبا الشرقية والوسطى والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية.

* يزيد عصير الفاكهة والمشروبات الغازية من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية القلبية بنسبة 37 في المائة، حيث تكون النساء أكثر عرضة للخطر من الرجال. ويضاعف تناول مشروبين من هذا القبيل يومياً هذا الخطر ثلاث مرات. ويقترح الباحثون أن هذا قد يكون بسبب السكر والمكونات الأخرى المضافة إلى المشروبات التي تعتمد على الفاكهة والتي تطغى على خصائصها الصحية.

* يزيد شرب أكثر من أربعة أكواب من القهوة يومياً من احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية الأولى بنسبة 37 في المائة.

* لم يرتبط الاستهلاك اليومي المعتدل للقهوة - أقل من أربعة أكواب - بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

* وجدت التحليلات الجديدة أن الشاي له تأثير وقائي ضد السكتات الدماغية في أميركا الجنوبية والصين، لكنه ارتبط بزيادة احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية في جنوب آسيا.

* ووجد الباحثون أيضاً أن شرب أكثر من سبعة أكواب (56 أونصة) من الماء يومياً يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 18في المائة.

المشروبات الغازية والمحلات الصناعية

وعدَّ موقع «ميديكال نيوز توداي» أن الاستنتاج بأن المشروبات الغازية قد لا تكون صحية ليس مفاجئاً بشكل خاص، وفي هذا الصدد يقول كريستوفر يي، وهو جراح الأوعية الدموية المعتمد في مركز ميموريال أورانغ كوست الطبي في فاونتن فالي، بكاليفورنيا: «يمكن أن يساهم ارتفاع نسبة السكر في المشروبات الغازية العادية في السمنة ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وكلها عوامل خطر رئيسية للسكتة الدماغية».

وقال يي، الذي لم يشارك في البحث: «وبالمثل، يمكن أن تتسبب إضافات السكر في مشروبات الفاكهة في ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم والإنسولين، مما قد يعزز الالتهاب وخلل وظائف البطانة، مما يزيد من خطر السكتة الدماغية».

أما بالنسبة للمشروبات المحلاة صناعياً، فقد لاحظت الدكتورة جين مورغان أنه «يمكن أن تؤثر السكريات الصناعية سلباً على صحة الأوعية الدموية ووظائف الأوعية الدموية، بل وتساهم حتى في الالتهاب، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

وتتابع مورغان: «كانت هناك العديد من الدراسات التي تدعم هذا الاكتشاف، بما في ذلك دراسة في عام 2019 وجدت أن الأشخاص الذين تناولوا مشروبين أو أكثر محلى صناعياً يومياً كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية من أولئك الذين تناولوا أقل أو لم يتناولوا أياً من تلك المشروبات يومياً».

القهوة والشاي والماء... والحليب

ويقول يي عن شرب القهوة: «كما هو الحال مع معظم الأشياء التي يتم استهلاكها، فإن الاعتدال أكثر أماناً من الإفراط».

في حين أن الكافيين الموجود في القهوة يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، فإن القهوة تحتوي أيضاً على البوليفينول المفيد، ويقول يي إن البوليفينول «له خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة التي يمكن أن تقلل من تصلب الشرايين وتحسن وظائف الأوعية الدموية».

ويقول مورغان: «بيانات القهوة في كل مكان. لكن بيانات الشاي أكثر قابلية للتكرار ومتسقة. على وجه التحديد، ثبت أن الشاي الأخضر والأسود يقللان من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

في المناطق التي وجد فيها أن الشاي يقلل من المخاطر، كان للشاي المختلف تأثيرات مختلفة قليلاً، إذ وجد التحليل أن من ثلاثة إلى أربعة أكواب من الشاي الأسود يومياً يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 29 في المائة، كما أن نفس عدد أكواب الشاي الأخضر خفض من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 27 في المائة.

وتوضح مورغان: «يعتقد أن هذا التأثير يرجع إلى الكمية الغنية من مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي. يمكن أن تقلل الكاتيكين والإبيكاتشين من الالتهاب في الأوعية الدموية، مما يقلل من الضرر التأكسدي الذي يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

وتابعت الطبيبة: «كما ارتبط الشاي بانخفاض ضغط الدم وتحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

أشارت البيانات في الدراسة أيضاً إلى أن إضافة الحليب إلى الشاي قلل من تأثيره المفيد ضد السكتة الدماغية، ربما بسبب تثبيطه لتأثيرات مضادات الأكسدة.

شرحت مورغان دور الماء في الحد من الجفاف، وهو عامل خطر كبير للسكتة الدماغية، ويتابع: «يتسبب الجفاف في زيادة لزوجة الدم مما يزيد من احتمالية تجلطه. كما يتدفق الدم الرقيق بسهولة أكبر إلى جميع مناطق الجسم، بما في ذلك الدماغ، مما يوفر الحماية من الجلطات والسكتة الدماغية. يمكن أن يؤدي الجفاف أيضاً إلى ارتفاع ضغط الدم حيث يكافح الجسم لتنظيم ضغط الدم».

وأضافت مورغان: «ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر كبير للسكتة الدماغية. حجم الدم الجيد ضروري لتنظيم ضغط الدم».