بعد أول وفاة بالفيروس في أميركا... ما هو «جدري ألاسكا»؟

من المحتمل أن يكون الرجل قد أُصيب به من خدشة قطة ضالة

رجل مسن أصيب بالفيروس في سبتمبر 2023 على الأرجح من قطة ضالة مصابة خدشته (إ.ب.أ)
رجل مسن أصيب بالفيروس في سبتمبر 2023 على الأرجح من قطة ضالة مصابة خدشته (إ.ب.أ)
TT

بعد أول وفاة بالفيروس في أميركا... ما هو «جدري ألاسكا»؟

رجل مسن أصيب بالفيروس في سبتمبر 2023 على الأرجح من قطة ضالة مصابة خدشته (إ.ب.أ)
رجل مسن أصيب بالفيروس في سبتمبر 2023 على الأرجح من قطة ضالة مصابة خدشته (إ.ب.أ)

أُبلغت السلطات الأميركية عن أول حالة وفاة بسبب جدري ألاسكا (ألاسكابوكس)، وهو نوع من فيروسات الجدري العادية، في شبه جزيرة كيناي في ألاسكا.

أصدر مسؤولو الولاية بياناً في 9 فبراير (شباط) يوضح بالتفصيل أن رجلاً مسناً أصيب بالفيروس في سبتمبر (أيلول) 2023، على الأرجح من قطة ضالة مصابة خدشته، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

لاحظ الرجل، الذي تم تثبيط جهازه المناعي بسبب علاجات السرطان، لأول مرة وجود نتوء حمراء رقيقة في إبطه. وخلال الأسابيع القليلة التالية، شعر أيضاً بالتعب والألم في ذراعه وكتفه.

في 17 نوفمبر (تشرين الثاني)، تم إدخال المريض إلى المستشفى بسبب التهاب النسيج الخلوي، وهو عدوى جلدية بكتيرية، وفقاً لإدارة الصحة العامة في ألاسكا (ADPH).

وتم نقل الرجل إلى مستشفى في أنكوراج، حيث حددت سلسلة من الاختبارات مصدر العدوى المؤلمة التي يعاني منها. وقال البيان إنه على الرغم من العلاج المكثف، توفي المريض في نهاية المطاف في يناير (كانون الثاني) 2024 بعد أن عانى من سوء التغذية والفشل الكلوي الحاد وفشل الجهاز التنفسي.

وذكر البيان أن «هذه هي الحالة الأولى لعدوى جدري ألاسكا الشديدة التي تؤدي إلى دخول المستشفى والوفاة... من المحتمل أن تكون حالة ضعف المناعة لدى المريض قد ساهمت في شدة المرض».

ما هو «جدري ألاسكا»؟

يشبه جدري ألاسكا فيروسات الجدري الأخرى، مثل جدري القرود، ولكن أعراضه عادة ليست شديدة. وهو فيروس حيواني المنشأ، ينتقل بين البشر والحيوانات.

ينتشر جدري ألاسكا عن طريق الثدييات الصغيرة في ألاسكا، وبشكل أساسي فئران الحقل.

منذ أول حالة موثقة في فيربانكس في عام 2015، لم تكن هناك سوى ست حالات إضافية، بما في ذلك رجل شبه جزيرة كيناي الذي توفي بسبب العدوى. وقد أثرت جميع الحالات على الأشخاص الذين يعيشون في مناطق حرجية وكانوا يعتنون بحيوانات أليفة على اتصال بالثدييات الصغيرة.

وأوضح الدكتور آرون غلات، رئيس قسم الطب ورئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى «ماونت سيناي ساوث ناسو» في نيويورك، أنه على الرغم من أن «ألاسكابوكس» هو نوع من فيروسات الجدري، فإنه «ليس قريباً» من أنواعها الأخرى.

وقال في مكالمة هاتفية مع شبكة «فوكس نيوز ديجيتال»: «إنه من نفس العائلة، لكن هذا لا يعني أنه يستدعي نفس المستوى من القلق لعامة الناس».

وتابع غلات «أعتقد أنه شيء يجب أن نكون جميعا على دراية به، لكنه ليس شيئا يمثل كارثة كبيرة على الصحة العامة».

«ألاسكابوكس» يشبه الفيروسات الأخرى مثل جدري القرود ولكن أعراضه عادة ليست شديدة (رويترز)

الانتشار والأعراض

على الرغم من عدم وجود حالات لانتشار الفيروس من شخص لآخر، توصي ADPH الأشخاص الذين يعانون من آفات جلدية يحتمل أن تكون ناجمة عن المرض بإبقاء المناطق المصابة مغطاة بضمادة وتجنب مشاركة الفراش أو البياضات الأخرى.

بالإضافة إلى الآفات الجلدية، قد يعاني المرضى المصابون من تضخم الغدد الليمفاوية وآلام في المفاصل أو العضلات.

يعاني معظم المرضى الذين أصيبوا بالفيروس من أعراض خفيفة فقط، والتي يتم حلها بلا أي تدخلات في غضون بضعة أسابيع.

وقال غلات: «عادة ما تكون عدوى خفيفة للغاية، ولكن هناك احتمال أن تكون أكثر خطورة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة... في هذه الحالة، فإن أي عدوى خفيفة لا تسبب عادة مرضاً خطيراً يمكن أن تكون أكثر خطورة».

وذكرت إدارة الصحة العامة في ألاسكا «من المحتمل أن يكون الفيروس موجوداً على نطاق أوسع في الثدييات الصغيرة في ألاسكا، وأن المزيد من الإصابات قد حدثت بين البشر ولكن لم يتم تحديدها... يتم إجراء المزيد من الاختبارات على الحيوانات لفهم توزيع الفيروس بشكل أفضل في جميع أنحاء الولاية».

على حد علم غلات، لا توجد أدوية موجهة خصيصاً لعلاج «ألاسكابوكس».

وفيما يتعلق بإمكانية انتشار «ألاسكابوكس» إلى ولايات أخرى، أكد غلات أن ذلك غير مرجح في هذه المرحلة.


مقالات ذات صلة

«البنتاغون»: وزيرا الدفاع الأميركي والإسرائيلي يجتمعان في واشنطن الأربعاء

الولايات المتحدة​ وزارة الدفاع الأميركية (رويترز)

«البنتاغون»: وزيرا الدفاع الأميركي والإسرائيلي يجتمعان في واشنطن الأربعاء

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأحد، إن الوزير لويد أوستن سيجتمع مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ القلق من تأثير المعلومات المضللة على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية يسيطر على أغلب الناخبين (إ.ب.أ)

الناخبون الأميركيون يخشون الأخبار المضللة الصادرة عن السياسيين أنفسهم

قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية، تواجه البلاد سيلاً من المعلومات الزائفة، وأكثر ما يخشاه الناخبون التضليل الإعلامي الصادر عن السياسيين أنفسهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وزوجته ميلانيا (د.ب.أ)

ميلانيا ترمب: لا أتفق مع كل قرارات زوجي

كشفت ميلانيا ترمب في مذكراتها الجديدة أنها لا تتفق مع كل قرارات زوجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب يتحدث في تجمع لحملته الانتخابية في نورث كارولاينا (رويترز) play-circle 00:56

ترمب يدعم ضرب «النووي» الإيراني… وإسرائيل لا تقدم ضمانات لبايدن

أرسلت وزارة الدفاع الأميركية(البنتاغون) مجموعة كبيرة من الأسلحة إلى المنطقة، ومنها حاملات طائرات ومدمرات بصواريخ موجهة وسفن هجومية برمائية وأسراب من المقاتلات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لحظة إصابة دونالد ترمب في أذنه اليمنى (رويترز)

ترمب يعود اليوم الى مسرح محاولة اغتياله في بنسلفانيا

يعود المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب، اليوم السبت، إلى بلدة باتلر في ولاية بنسلفانيا حيث تعرّض لمحاولة اغتيال بالرصاص.

«الشرق الأوسط» (بيتسبرغ)

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي
TT

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

تجدد النقاش الطبي في جامعة «بريستول» (University of Bristol) بالمملكة المتحدة حول إمكانية حماية الأطفال الخدج (المبتسرين) من المضاعفات الخطيرة للولادة المبكرة، أهمها على الإطلاق الشلل الدماغي (CP)، الذي يصيب الرضيع بالشلل في جميع أطراف جسده، ويلازمه طيلة حياته، وذلك باستخدام عقار بسيط هو «كبريتات الماغنسيوم» (magnesium sulphate) عن طريق التنقيط الوريدي.

والجدير بالذكر أن هذا الدواء لا يُكلف أكثر من 5 جنيهات إسترلينية في الجرعة الواحدة بالمملكة المتحدة. لكن هذه الإجراء يجب أن يجري في المستشفى فقط، تحت رعاية طاقم مدرب من الأطباء والممرضين، وفي حالة تعميمه في المستشفيات حول العالم يمكن أن يوفر حماية لملايين الرضع.

مخاطر الولادة المبكرة

من المعروف أن الولادة المُبكرة تمثل نوعاً من الخطورة على حياة الرضع؛ لذلك يجري وضعهم في الحضانات حتى يكتمل نموهم. ومن أهم المخاطر التي يمكن أن تحدث لهم، مشكلات الجهاز العصبي، لعدم وصول الأوكسجين بشكل كافٍ للمخ، بجانب عدم نضج الجهاز العصبي، ما يمكن أن يؤدي إلى خلل في التوصيلات العصبية.

لذلك تُعد الفكرة المطروحة بمثابة نوع من الإنقاذ. وفي البداية طرحت نظرية استخدام هذا الدواء بعد ملاحظة فاعليته في منع حدوث الشلل الدماغي في الأطفال الخدج، حينما تم وصفه لإحدى السيدات الحوامل لغرض طبي آخر، ربما، مثلاً، لمنع التشنجات التي تحدث في تسمم الحمل، والتي تستلزم ضرورة الولادة المبكرة.

ثم جرت تجربة الدواء بشكل عشوائي على عدة سيدات، وجاءت النتائج مبشرة أيضاً، ثم نُشرت هذه التجارب في دراسة طبية عام 2009. وبعد الدراسة بدأ استخدام العلاج يزداد، ولكن ليس بالشكل الكافي لحماية السيدات في المملكة المتحدة.

تحمست إحدى طبيبات الأطفال وحديثي الولادة، وهي الدكتورة كارين لويت (Karen Luyt)، لهذه النظرية وقامت بتنفيذها على الأمهات اللاتي اضطررن للولادة قبل 30 أسبوعاً من الحمل، وفي بعض الأحيان 32 أسبوعاً تبعاً للحالة الطبية العامة للأم والجنين. وأوضحت الطبيبة أن الدواء أسهم في تقليل فرص حدوث الشلل الدماغي بنسبة بلغت 30 في المائة.

وفي عام 2014، اكتشفت أن الدواء، رغم فاعليته الأكيدة في حماية الرضع، لم يكن يستخدم على نطاق واسع في المملكة المتحدة؛ لذلك بدأت برنامجاً خاصّاً بإعطاء الدواء لكل السيدات اللاتي تنطبق عليهن الشروط، بمساعدة السلطات الصحية في كل المناطق. وأطلقت مع زملائها على هذا البرنامج عنوان: «منع الشلل الدماغي في الأطفال المبتسرين» (PReCePT)، على أن يكون هذا الإجراء نوعاً من الاختيار للأمهات، ولا يتم العمل به بشكل روتيني.

دواء لدرء الشلل الدماغي

مع الوقت والتجارب وصلت الخدمات الطبية لمعظم السيدات الحوامل اللائي لديهن مشاكل طبية يمكن أن تؤدي إلى الولادة المبكرة في جميع أجزاء المملكة بالفعل. والبرنامج جرى إدراجه في النظام الصحي البريطاني (NHS) في الوحدات الخاصة برعاية السيدات الحوامل والأمهات. وخلال الفترة من 2018 وحتى 2023 فقط، جرى إعطاء العلاج لما يزيد على 14 ألف سيدة في إنجلترا، ما أسهم في خفض معدلات الشلل الدماغي بنحو 385 حالة عن العدد المتعارف عليه لهذا الكم من السيدات.

والجدير بالذكر أن إحدى السيدات اللائي بدأت البرنامج من خلال استخدام الدواء أثناء فترة حملها، وتُدعى إيلي، لديها طفل ذكر بصحة جيدة في عمر الـ11 عاماً الآن.

دواء يُنظم سريان الدم إلى المخ والتحكم في التوصيلات العصبية الطرفية

قال الباحثون إن الآلية التي يقوم بها العلاج بمنع الشلل الدماغي غير معروفة تماماً، ولكن هناك بعض النظريات التي توضح لماذا يحمي الجهاز العصبي، وذلك عن طريق تنظيم ضغط الدم وسريانه إلى المخ بجانب التحكم في التوصيلات العصبية الطرفية التي تربط الأعصاب بالعضلات، وتتحكم في انقباضها (neuromuscular transmission) ما يمنع تلفها ويسمح لها بممارسة وظائفها بشكل طبيعي.

وأوضح الباحثون أن المشكلة في استخدام الدواء تكمن في الحالات غير المتوقعة؛ لأنه من المستحيل معرفة ميعاد الولادة بنسبة 100 في المائة، فبعض السيدات يلدن مبكراً، على الرغم من عدم وجود أي مشاكل طبية، بشكل غير متوقع تماماً لا يسمح بالتدخل أساساً. إضافة إلى أن بعض السيدات يشعرن بألم ولادة غير حقيقي قبل الميعاد الفعلي بفترة كبيرة، ويكون بمثابة إنذار كاذب، ومن ثم يلدن في الميعاد الفعلي للولادة.

وتبعاً للبيانات الخاصة بشبكة «فيرمونت أكسفورد» (Vermont Oxford Network) (منظمة غير ربحية عبارة عن تعاون 1400 مستشفى حول العالم بهدف تحسين العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة)، لا يجري استخدام الدواء حتى الآن بالشكل المناسب في العالم كله، بما فيه الدول المتقدمة، على الرغم من رخص ثمنه وفاعليته الكبيرة، وعلى وجه التقريب من بين جميع النساء اللاتي يجب أن يتناولن الدواء. وهناك نسبة لا تزيد على الثلثين فقط، يمكنهن الحصول عليه، وتقل النسبة في الدول الأكثر احتياجاً والأقل تقدماً على المستوى الصحي.

ويحاول الباحثون، بالتعاون مع المنظمات الصحية حول العالم، توفير الدواء لكل السيدات الحوامل اللاتي يمكن أن يلدن قبل الميعاد المحدد للولادة، بصفته نوعاً من الوقاية للرضع، وبطبيعة الحال يجب أن تكون هناك طواقم مدربة تتعامل مع هذا الإجراء بجدية.

وقال الباحثون إن مزيداً من الدراسات في المستقبل القريب يمكن أن يساعد في شيوع الاستخدام، خصوصاً إذا جرى التوصل لطريقة لإعطاء الدواء بخلاف التنقيط الوريدي، لأن ذلك يمكن أن يسهم في حماية الأطفال بالمناطق النائية التي لا توجد بها مستشفيات مركزية.

• استشاري طب الأطفال.