لماذا تريد إنجلترا إخضاع أصحاب الجذور اليهودية إلى اختبار الكشف عن السرطان؟

بعض الأشخاص يولدون بخلل في أحد الجينات مما يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان (رويترز)
بعض الأشخاص يولدون بخلل في أحد الجينات مما يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان (رويترز)
TT

لماذا تريد إنجلترا إخضاع أصحاب الجذور اليهودية إلى اختبار الكشف عن السرطان؟

بعض الأشخاص يولدون بخلل في أحد الجينات مما يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان (رويترز)
بعض الأشخاص يولدون بخلل في أحد الجينات مما يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان (رويترز)

من المقرر أن يُعرض على عشرات الآلاف من الأشخاص في إنجلترا من أصول يهودية، الذين لديهم خطر أكبر للإصابة ببعض أنواع السرطان، اختبار جيني تقدمه هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

الأشخاص ذوو الأصول اليهودية هم أكثر عُرضة بستة أضعاف لحمل عيوب في جينات BRCA، مقارنةً بعامة السكان. ويشكل المخطط الجديد جزءاً من حملة وطنية يقودها قادة الصحة لتحديد مزيد من الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان، في محاولة لاكتشاف المرض وعلاجه في وقت مبكر، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

ويشير BRCA إلى جينين، BRCA1 وBRCA2، اللذين يعملان على إصلاح تلف الحمض النووي ويساعدان عادة على الحماية من السرطان. يولد بعض الأشخاص بخلل في أحد الجينات، مما يزيد من احتمالية الإصابة ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والمبيض والبروستاتا والبنكرياس.

يؤثر الخلل في أحد جينات BRCA على واحد من كل 400 شخص، لكن هيئة الخدمات الصحية الوطنية قالت إن الأشخاص ذوي الأصول اليهودية كانوا أكثر عرضة بستة أضعاف لحمل العيوب.

تقدم هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا برنامجاً وطنياً لاختبار جينات BRCA لالتقاط التغييرات التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، إذ يُجرى اختبار لُعاب بسيط لأي شخص يزيد عمره على 18 عاماً من أصل يهودي. تؤخذ عينات اللعاب في المنزل ثم تُرسل إلى المختبر لفحصها.

يمكن لأي شخص لديه أصول يهودية التسجيل للخضوع للاختبار.

ويهدف البرنامج إلى تحديد آلاف الأشخاص الذين يحملون عيوباً في جينات BRCA خلال العامين المقبلين. سيكونون قادرين على إجراء فحوصات منتظمة للتحقق من نمو الورم والحصول على العلاج بسرعة أكبر إذا لزم الأمر. وتتوقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا اختبار نحو 30 ألف شخص خلال العامين المقبلين.

وقال بيتر جونسون، المدير في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا: «نعلم أنه قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان لديك جين BRCA متغير أم لا، وقد يشعر بعض الأشخاص بأنهم يفضلون عدم المعرفة، ولكن الاكتشاف المبكر يمكّن الناس من الحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه».

وتابع جونسون: «نريد أن يستفيد أكبر عدد ممكن من الأشخاص من برنامج الاختبار هذا، لذا يرجى التقدم لإجراء اختبار لُعاب بسيط إذا كنت مؤهلاً لذلك. لن يكون لدى معظم الأشخاص جينات معدلة، ولكن إذا حدث ذلك، يمكن لهيئة الخدمات الصحية الوطنية أن توفر لك مزيداً من الاختبارات أو المراقبة أو العلاج في أقرب وقت ممكن».

وقالت نيكول غوردون، الرئيسة التنفيذية لجمعية «جينيتكس» الخيرية، إن مخطط اختبار الجينات «سيوفر للمجتمع اليهودي فرصة كبيرة لاكتساب المعرفة التي ستساعد على التخفيف من تأثير السرطان الوراثي وإنقاذ الأرواح في نهاية المطاف».

ووصفت ليزا ستيل، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة «تشاي» الخيرية لرعاية مرضى السرطان، عملية الإطلاق بأنها «لحظة تاريخية».


مقالات ذات صلة

علاجات «الخصوبة الذاتية»... الفوائد والمحاذير

علوم علاجات منزلية للخصوبة سهلة وبكلفة زهيدة (أدوبي ستوك)

علاجات «الخصوبة الذاتية»... الفوائد والمحاذير

في سن 32، كانت تيسا ميلز وزوجها يواجهان صعوبة في الإنجاب. فقد أمضيا عامين في المحاولة وخضعا لسلسلة من الفحوصات.

شالين غوبتا (واشنطن)
علوم تحديد 6 مناطق وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس

تحديد 6 مناطق وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس

حددت دراسة جديدة أجرتها جامعة شرق فنلندا بالتعاون مع شركاء دوليين، متغيرات وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس ذي الضغط الطبيعي.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
يوميات الشرق التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)

جهاز منزلي لقياس التوتر

طوّر باحثون من الصين والمملكة المتحدة جهازاً جديداً للكشف عن مستويات التوتر في الدم من المنزل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك قد يعرضك ارتفاع ضغط الدم لخطر السكتات الدماغية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أربعة أطعمة على مرضى ضغط الدم المرتفع تجنبها

يرصد التقرير بعض الأطعمة التي تؤثر في ارتفاع ضغط الدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

يقول الأطباء إن اختبار الدم البسيط «ثلاثي الأبعاد» يمكنه التنبؤ بدقة بخطر إصابة المريض بنوبة قلبية وسكتة دماغية قبل 30 عاماً من حدوثها

«الشرق الأوسط» (لندن)

«أوزمبيك» يتجاوز التوقعات... دواء إنقاص الوزن الشهير «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

«أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)
«أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)
TT

«أوزمبيك» يتجاوز التوقعات... دواء إنقاص الوزن الشهير «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

«أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)
«أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

وجد باحثون أن دواء إنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» قد يبطئ الشيخوخة وله «فوائد بعيدة المدى» تتجاوز ما كان متصوراً، بحسب تقرير لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

ولحظت دراسات متعددة أن عقار «سيماغلوتيد» (المتوفر تحت الأسماء التجارية «ويغوفي» و«أوزمبيك») يقلل من خطر الوفاة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن والذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية من دون أن يكونوا مصابين بمرض السكري.

ووجد الباحثون أن المشاركين الذين تناولوا دواء «أوزمبيك» أو «ويغوفي» (سيماغلوتيد) ماتوا بمعدل أقل من جميع الأسباب، وكذلك من أسباب القلب والأوعية الدموية و«كوفيد-19».

ورداً على بحث نُشر في «JACC»، المجلة الرائدة للكلية الأميركية لأمراض القلب، قال البروفيسور هارلان إم كرومولز من كلية الطب بجامعة «ييل»: «ربما يكون عقار (سيماغلوتيد)، من خلال تحسين صحة القلب والأيض، له فوائد بعيدة المدى تتجاوز ما تخيلناه في البداية».

وأضاف: «هذه الأدوية الرائدة على استعداد لإحداث ثورة في رعاية القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن تعزز بشكل كبير صحة القلب والأوعية الدموية».

كما نقلت تقارير متعددة عن البروفيسور كرومولز قوله: «هل هو نافورة الشباب؟».

وأضاف: «تحسين صحة القلب والأيض لدى شخصٍ ما بشكل كبير، يعني أنك تضعه في وضع يسمح له بالعيش لفترة أطول وبصورة أفضل».

وأوضح أن «الأمر لا يتعلق فقط بتجنب النوبات القلبية. فهذه عوامل تعزز الصحة. ولن يفاجئني أن تحسين صحة الناس بهذه الطريقة يؤدي في الواقع إلى إبطاء عملية الشيخوخة».

وقد تم إنتاج الدراسات، التي عُرضت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب لعام 2024 في لندن، من تجربة «Select» التي درست 17604 أشخاص تبلغ أعمارهم 45 عاماً أو أكثر، ويعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ولديهم أمراض القلب والأوعية الدموية ولكن ليس مرض السكري.

وقد تلقوا 2.4 مجم من «السيماغلوتيد» أو دواء وهمي، وتم تتبعهم لأكثر من ثلاث سنوات.

وتُوفي ما مجموعه 833 مشاركاً أثناء الدراسة، وكانت 5 في المائة من الوفيات مرتبطة بأسباب القلب والأوعية الدموية، و42 في المائة من أسباب أخرى.

وكانت العدوى هي السبب الأكثر شيوعاً للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، ولكنها حدثت بمعدل أقل في مجموعة «السيماغلوتيد» مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي.

وكان الأشخاص الذين يستخدمون عقار إنقاص الوزن أكثر عرضة للإصابة بـ«كوفيد-19»، لكنهم كانوا أقل عرضة للوفاة بسببه؛ 2.6 في المائة يموتون بين أولئك الذين تناولوا «السيماغلوتيد» مقابل 3.1 في المائة من الذين تناولوا الدواء الوهمي.

كما وجد الباحثون أن النساء عانين من عدد أقل من النكسات القلبية الوعائية الضارة الكبرى، لكن «السيماغلوتيد قلّل باستمرار من خطر» النتائج القلبية الوعائية الضارة بغض النظر عن الجنس.

وقال الدكتور بنيامين سيريكا، المؤلف الرئيسي لإحدى الدراسات وأستاذ طب القلب والأوعية الدموية في كلية الطب بجامعة «هارفارد»: «كان الانخفاض القوي في الوفيات غير القلبية الوعائية، وخاصة الوفيات الناجمة عن العدوى، مفاجئاً وربما لا يمكن اكتشافه إلا بسبب الارتفاع المرتبط بـ(كوفيد-19) في الوفيات غير القلبية الوعائية».

وأوضح أن «هذه النتائج تعزز أن زيادة الوزن والسمنة تزيد من خطر الوفاة بسبب العديد من الأسباب، والتي يمكن تعديلها بعلاجات قوية تعتمد على الإنكريتين مثل (السيماغلوتيد)».