دور خفي لمتغيرات جينية موروثة في سرطان الدم النادر !

دور خفي لمتغيرات جينية موروثة في سرطان الدم النادر !
TT

دور خفي لمتغيرات جينية موروثة في سرطان الدم النادر !

دور خفي لمتغيرات جينية موروثة في سرطان الدم النادر !

ساعد تحليل جيني واسع النطاق الباحثين على الكشف عن التفاعل بين الطفرات الجينية المسببة للسرطان والمتغيرات الجينية الموروثة في نوع نادر من سرطان الدم.

فقد قام باحثون من معهد ويلكوم سانجر بجامعة كامبريدج والمتعاونون، بدمج مجموعات بيانات شاملة مختلفة لفهم تأثير كل من الطفرات العفوية المسببة للسرطان والتنوع الجيني الموروث على خطر الإصابة بالأورام التكاثرية النقوية (MPN).

وتصف الدراسة، التي نشرت اليوم (الأربعاء) بمجلة «Nature Genetics»، كيف يمكن للمتغيرات الجينية الموروثة أن تؤثر على ما إذا كانت الطفرة التلقائية في جين معين تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم النادر هذا.

وهذا التحليل له تأثير على التنبؤات السريرية الحالية لتطور المرض لدى الأفراد. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الآليات البيولوجية الكامنة وراء كيفية تأثير هذه المتغيرات الجينية الموروثة على فرص الإصابة بسرطان الدم النادر. وفي المستقبل، يمكن لهذه المعرفة أن تساعد في تطوير الأدوية والتدخلات التي تقلل من خطر الإصابة بالأمراض. وذلك وفق ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

والأورام التكاثرية النقوية (MPNs) هي مجموعة من سرطانات الدم النادرة والمزمنة.

وهناك حوالى 4000 حالة من حالات MPN في المملكة المتحدة كل عام.

وتحدث هذه الحالات عندما يقوم نخاع العظم بإفراط في إنتاج خلايا الدم، ما قد يؤدي إلى جلطات الدم والنزيف. ويمكن أن تتطور MPNs أيضًا إلى أشكال أخرى من سرطان الدم.

ويوجد بين السكان قدر كبير من التباين الطبيعي بين خلايا الدم لدى الأفراد، ما يمكن أن يؤثر على عدد خلايا الدم التي يمتلكها الشخص وسماته الخاصة. وذلك لأن عدة جينات مختلفة يمكن أن تؤثر على خصائص خلايا الدم لدى الفرد.

وخلال اختبارات الدم الروتينية، يأخذ الباحثون المعلومات المعروفة حول هذه الجينات ويحللون الاختلاف لإعطاء درجة المخاطر الجينية؛ وهي مدى احتمالية إصابة الفرد بمرض ما على مدار حياته.

وقد تم ربط MPNs بطفرات جسدية عشوائية في جينات معينة بما في ذلك جين يسمى JAK2.

ومع ذلك، فإن طفرة JAK2 توجد بشكل شائع بين سكان العالم، والغالبية العظمى من هؤلاء الأفراد ليس لديهم MPN أو يستمرون في تطويره.

وفي حين أن الدراسات السابقة قد حددت أكثر من اثني عشر من المتغيرات الجينية الموروثة المرتبطة التي تزيد من خطر الإصابة بـ MPN، فإن هذه الدراسات لا تشرح بشكل كافٍ سبب عدم إصابة معظم الأفراد بـ MPN.

وقد جمعت الدراسة الجديدة، التي أجراها معهد ويلكوم سانجر والمتعاونون معه، معلومات حول الطفرات الجسدية المعروفة في MPN، والمتغيرات الجينية الموروثة، ودرجات المخاطر الجينية من الأفراد المصابين بـ MPN. فوجدوا أن المتغيرات الموروثة التي تسبب تباينًا طبيعيًا في خلايا الدم لدى السكان تؤثر أيضًا على ما إذا كانت طفرة JAK2 الجسدية ستستمر لتسبب MPN. كما وجدوا أيضًا أن الأفراد الذين لديهم خطر وراثي للإصابة بارتفاع عدد خلايا الدم يمكن أن يظهروا ميزات MPN في غياب الطفرات المسببة للسرطان، وبالتالي محاكاة المرض.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال الدكتور جينغ جو المؤلف الأول للدارسة من معهد ويلكوم سانجر وجامعة كامبريدج «لقد ساعدت دراستنا الإحصائية واسعة النطاق في سد الفجوات المعرفية في كيفية تفاعل المتغيرات في الحمض النووي، سواء الموروثة أو الجسدية، للتأثير على مخاطر الأمراض المعقدة. وأنه من خلال الجمع بين هذه الأنواع الثلاثة المختلفة من مجموعات البيانات، تمكنا من الحصول على صورة أكثر اكتمالا لكيفية دمج هذه المتغيرات لتسبب اضطرابات الدم».

من جهتها، قالت البروفيسورة نيكول سورانزو المؤلفة الرئيسية المشاركة من معهد ويلكوم سانجر بجامعة كامبريدج وهيومان تيكنوبول بإيطاليا «لقد كان هناك إدراك متزايد بأن الأمراض البشرية لها أسباب معقدة تنطوي على مزيج من المتغيرات الجينية الشائعة والنادرة ذات الاختلافات الجينية المختلفة. ففي السابق، أظهرنا أن الاختلاف في بارامترات خلايا الدم ووظيفتها له تباين وراثي معقد من خلال تسليط الضوء على آلاف التغيرات الجينية التي تؤثر على وظائف الجينات المختلفة. وهنا نظهر لأول مرة أن المتغيرات الشائعة في هذه الجينات تؤثر أيضًا على سرطانات الدم، بغض النظر عن الطفرات الجسدية المسببة. وهذا يؤكد مساهمة مهمة جديدة للتقلب الطبيعي بما يتجاوز المرض المعقد، ما يساهم في فهمنا للأورام التكاثرية النقوية وسرطان الدم عمومًا».

من جانبه، يقول الدكتور جيوتي نانجاليا المؤلف الرئيسي المشارك من معهد ويلكوم سانجر ومعهد ويلكوم إم آر سي كامبريدج للخلايا الجذعية بجامعة كامبريدج «لدينا فهم جيد للأسباب الوراثية للأورام التكاثرية النقوية. في الواقع، العديد من هذه الطفرات الجينية هي اختبارات تشخيصية روتينية في العيادة، ومع ذلك، يمكن العثور على هذه الطفرات في كثير من الأحيان لدى الأفراد الأصحاء الذين لا يعانون من المرض. لكن دراستنا على فهم كيف يمكن أن يتفاعل اختلاف الحمض النووي الموروث من شخص لآخر مع الطفرات المسببة للسرطان ستساعدنا في تحديد ما إذا كان المرض يحدث في المقام الأول، وكيف يمكن أن يغير هذا نوع أي مرض لاحق». مؤكدا «أملنا في إمكانية دمج هذه المعلومات بجهود التنبؤ بالأمراض في المستقبل».


مقالات ذات صلة

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

يُعدّ الشعور بعدم الثقة بالنفس من المشاعر التي يصعب التعامل معها، وقد نشعر بها جرّاء عوامل خارجية، مثل اجتماع سيئ مع المدير في العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك»... «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

وجد باحثون أن دواء إنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» قد يبطئ الشيخوخة وله «فوائد بعيدة المدى» تتجاوز ما كان متصوراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن اعتقاده أن تفشي فيروس جدري القردة في أفريقيا قد يتوقف في الأشهر الستة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)
الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)
TT

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)
الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

يُعدّ الشعور بعدم الثقة بالنفس من المشاعر التي يصعب التعامل معها، وقد نشعر بها جرّاء عوامل خارجية، مثل اجتماع سيئ مع المدير في العمل.

وتقدّم شبكة «سي إن بي سي» الأميركية نصائح للتعامل مع هذا الشعور، وكذلك تنمية القدرات الذهنية، قدّمها سكوت ماوتز، أحد كبار المديرين التنفيذيين السابقين في شركة «بروكتر آند غامبل»، وهو مؤلف كتاب «القائد القوي عقلياً: بناء العادات لتنظيم عواطفك وأفكارك وسلوكياتك بشكل منتج».

1. توقف عن الاعتقاد بأن الثقة هي غياب الشك

جميعنا شعرنا بالشك في مواقف حياتية مختلفة، والثقة تتعلّق بإدارة علاقتك بالشك، وتعلُّم احتضانه، وقبول حقيقة أنك لن تعرف كل ما تريد معرفته في مواجهة عدم اليقين، والإيمان بقدرتك على فهم الأشياء دائماً.

2. حدِّد مَن الذي يهمك حقاً

فقط لأن شخصاً ما يقدّم لك ملاحظات، وخصوصاً النقد، فهذا لا يعني أنه يجب عليك قبولها، ولكن لا يجب عدم الاستماع إلى جميع الملاحظات، فهذا من شأنه أن يعيق زيادة خبرتك، فقط كن محدَّداً بشأن من يمكن أن يكون في دائرتك الداخلية من النقّاد.

وعندما يتعلق الأمر بالملاحظات التي تصلح، فقط استمِع إليها عندما تأتي من شخص تثق فيه، وركِّز على إيجاد الحقيقة فيما يُقال، حتى تتمكن من زيادة خبرتك، وحتى لو كانت الملاحظات لاذعة، تذكَّر أن الأشخاص الذين يهتمون بك يقدِّمونها لمساعدتك، وليس لإيذائك.

3. قرِّر أن الفشل يحدث عموماً وليس لك

يقول ماوتز إن «الانتكاسات من المفترض أن تجعلك أقوى، فعندما جاءت جائحة كورونا توقفت أعمالي، وشعرت بالدمار، كل ما بنيته تعرَّض للخطر، وانخفضت ثقتي بنفسي، ثم أدركت أنني أستطيع أن أرى هذا الفشل يحدث لي، لقد وجدت طرقاً لجعل محادثاتي وورش العمل الخاصة بي قوية بنفس القدر في بيئة افتراضية، ونمَت الخيارات التي يمكنني تقديمها للعملاء بشكل كبير، وأنا أقوى كثيراً بفضل ذلك».

عاملون في شركة (رويترز)

4. تصرَّف كما لو كنت قد حصلت بالفعل على الموافقة

لا تنتظر الحصول على «ختم الموافقة» من مصدر خارجي للمُضي قُدماً، فقد يمكن أن يبطئك ويزيد من شعورك بعدم الأمان عندما لا تحصل عليه، والأفضل أن تتصرَّف كما لو كنت قد حصلت بالفعل على الموافقة.

5. توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين

بعض المقارنات جيدة، فهي تساعدنا في قياس أنفسنا ووضع المعايير، لكن هناك مقارنات غير مفيدة، مثل تلك الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نميل إلى مقارنة أخطائنا بالآخرين، ونشعر بثقتنا في أنفسنا تتراجع تبعاً لذلك، ولكن المقارنة الوحيدة التي تهم هي مَن كنت عليه بالأمس، وما إذا كنت تصبح نسخة أفضل من نفسك أم لا.

6. تحدَّث إلى نفسك بالطريقة التي تتحدث بها مع صديق

توقف عن الثرثرة الداخلية السلبية، مثل الأفكار والمعتقدات والمواقف المدمِّرة، وتخلَّص من ذلك الشيطان الصغير الذي يجلس على كتفنا ويلعب دور الناقد غير المفيد، بدلاً من ذلك تحدَّث إلى نفسك كما تفعل مع صديق.

فعلى سبيل المثال، بدلاً من أن تقول لنفسك: «لقد أفسدت هذا الاجتماع حقاً، أنا أحمق حقاً، قل: لم يَسِر الأمر كما كنت أتمنى، لكنه مجرد اجتماع واحد، ما الذي يمكنني تعلُّمه منه لتطبيقه في المرة القادمة؟».

7. اعترِف بإنجازاتك

من المهم أن تتذكر إنجازاتك، وهناك تمرين يمكن أن يساعدك، وذلك بأن تذكر جميع الأسباب الخارجية التي أدّت إلى وصولك إلى ما أنت عليه الآن، مثل: لقد حصلت على مساعدة من هذا الشخص. كنت في المكان المناسب في الوقت المناسب، وتذكَّر أن الإنجازات لم تكن لتحدث بدونك.

8. ذكّر نفسك بأنك جيد بما فيه الكفاية

ينصح سكوت ماوتز بتذكر هذا: أنت كافٍ وجيد بما فيه الكفاية، ومن السهل أن تنظر إلى اختلافاتك على أنها عبء، لكنها ما يجعلك فريداً.

وبالتأكيد، هناك أشياء يمكنك العمل عليها لتحسينها، مثل أي شخص آخر، لكن نقطة البداية الخاصة بك هي شيء يجب أن تفخر به، وعندما يبدأ ذلك الناقد الداخلي غير المفيد بالثرثرة في أذنك قل له: «كفى»، ثم قل بصوت عالٍ: «أنا كافٍ»، وصدِّق ذلك.