أنماط حياتية تقلل من الإصابة بالسرطان... داوم عليها

أنماط حياتية تقلل من الإصابة بالسرطان... داوم عليها
TT

أنماط حياتية تقلل من الإصابة بالسرطان... داوم عليها

أنماط حياتية تقلل من الإصابة بالسرطان... داوم عليها

من المهم تثقيف الجمهور حول مرض السرطان، بما في ذلك الكشف المبكر والعلامات والأعراض المرتبطة به. وفي الوقت نفسه، يعد نشر الوعي حول تغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تمنع حدوث السرطان أمرًا بالغ الأهمية أيضًا للحد بشكل فعال من الوفيات الناجمة عن هذا المرض.

ويقول الدكتور أنيل هيرور رئيس قسم الأورام استشاري جراحة الأورام بمستشفى فورتيس بمولوند انه «على الرغم من عدم وجود عوامل مسببة مسؤولة عن حدوث السرطان، إلا أن هناك مخاطر عالية مرتبطة بمزيج من العوامل المتعددة. وفي هذا الصدد، يعد الوعي بالعوامل، خاصة تلك التي يمكن السيطرة عليها، مثل العوامل الغذائية ونمط الحياة، أمرًا ضروريًا؛ فمن خلال نشر الوعي حول تأثير خيارات نمط الحياة على زيادة خطر الإصابة بالسرطان، من الممكن أيضًا ضمان التشخيص المبكر الذي يمكن أن يؤدي بسهولة إلى نتائج أفضل للمرضى وحتى أن يكون الفارق بين الحياة والموت». وذلك وفق ما ذكر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

كيف تؤثر عوامل نمط الحياة على خطر الإصابة بالسرطان؟

أظهرت دراسة مستقلة أن بعض عوامل الخطر المتوقعة والتي يمكن تجنبها تسبب معظم أنواع السرطان التي يمكن الوقاية منها. إذ ترتبط معظم عوامل الخطر هذه بالإدمان الذي يمكن إيقافه أو السيطرة عليه من خلال اتخاذ خيارات نمط الحياة المناسبة؛ على سبيل المثال، الامتناع عن التدخين، وتجنب الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وممارسة النشاط البدني، والحفاظ على وزن صحي، والاعتدال في استهلاك الكحول، وتناول الوجبات التي تركز على الفواكه والخضروات بدلا من المواد الغذائية المصنعة، يمكن أن تقطع شوطا طويلا في الحد من مخاطر السرطان.

ويضيف الدكتور هيرور «ليس هناك شك في أن تاريخ العائلة يلعب أيضًا دورًا حيويًا في زيادة خطر الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، نادرا ما تكون هذه العوامل تحت سيطرتنا. ومن ناحية أخرى، فإن التدخين وشرب الكحول، هما عاملا خطر مؤكدان لكن يمكن السيطرة عليهما». مبينا «في حين أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان والتدخين وشرب الخمر كلها عوامل خطر، إلا أنه يمكن الوقاية من هذا الأخير إذا لم ينغمس الشخص في تلك العادات».

ويعد شرب الكحول اليوم شكلاً مهمًا من أشكال الإدمان المسؤول عن زيادة حالات السرطان. إذ يمكن أن تسبب هذه العادة العديد من أنواع السرطان بأعضاء مختلفة، بما في ذلك الكبد والبنكرياس والجهاز الهضمي.

وفي السيناريو الحالي، يعتبر التبغ مسؤولاً عن مجموعة واسعة من أنواع السرطان لدى الفرد.

ووفقًا للمسح العالمي للتبغ بين البالغين بالهند، 2016-2017، فإن ما يقرب من 267 مليون بالغ (15 عامًا فما فوق) في الهند (29 % من جميع البالغين) يتعاطون التبغ؛ هذه المادة هي المسؤولة عن الكثير من حالات السرطان، بدءا من سرطانات الرأس والرقبة إلى سرطان المثانة البولية.

وإلى جانب التبغ، فإن استهلاك الجوتكا (نوع هندي من التبغ يحتوي على مستويات عالية من المواد المسرطنة) مسؤول أيضًا عن العديد من سرطانات الفم في شبه القارة الهندية.

ما خيارات نمط الحياة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان؟

على الرغم من أن 5 % - 10 % من حالات السرطان التي تحدث ترتبط بتاريخ عائلي وعوامل أخرى لا يمكن السيطرة عليها، إلا أن بقية الحالات ترتبط باختيارات نمط الحياة.

ان أهم الركائز لحياة خالية من السرطان ممارسة الرياضة اليومية واتباع نظام غذائي صحي. حيث يمكن أن تزيد السمنة من خطر إصابة الشخص بـ 13 نوعًا مختلفًا من السرطان، والتي تشمل سرطان الثدي (بعد انقطاع الطمث)، والأمعاء، والكلى، والكبد، وبطانة الرحم، والمبيض، والمعدة، والغدة الدرقية، والمريء، والمرارة، والبنكرياس، والورم النقوي المتعدد، والبروستاتا.

وإلى جانب المساعدة في منع تراكم الوزن الزائد في الجسم، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تقلل من الأنسولين وعوامل النمو الشبيهة بالأنسولين، والتي يمكن أن تعزز نمو الخلايا السرطانية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأنشطة البدنية أيضًا أن تقلل من التعرض للمواد الغذائية المسرطنة (المعروفة بأنها تسبب السرطان) عن طريق تسريع مرور الطعام عبر الأمعاء.

من ناحية أخرى، فإن التركيز على تناول وجبة متوازنة غنية بالعناصر الغذائية الأساسية يعد أمرًا حيويًا أيضًا في مكافحة السرطان.

وبما أن الفواكه والخضروات غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية، فإنها تقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. ليس هذا فحسب، بل إنها أيضًا منخفضة في إجمالي السعرات الحرارية، ما يمكن أن يساعد في الحفاظ على وزن صحي للجسم ويضيف المزيد من الحماية ضد السرطان.


مقالات ذات صلة

دراسة: الجراحة قد لا تفيد المصابات بسرطان القنوات الموضعي بالثدي

صحتك سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء (جامعة ولاية كينت)

دراسة: الجراحة قد لا تفيد المصابات بسرطان القنوات الموضعي بالثدي

أكدت نتائج أولية لدراسة طبية أن التدخل الجراحي ربما لا يفيد معظم النساء المصابات بسرطان القنوات الموضعي، وهو نوع منخفض الخطورة من سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (تكساس)
صحتك فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)

فيروس الهربس قد يزيد خطر الإصابة بألزهايمر

كشفت دراسة جديدة عن أن مرض ألزهايمر قد يكون ناجماً في بعض الأحيان عن فيروس الهربس الذي ينتقل من الأمعاء إلى الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أحد حمامات الصين (أرشيفية - أ.ف.ب)

كم مرة يجب عليك التبول يومياً وفقاً للخبراء؟

هل هناك عدد محدَّد لمرات التبول في اليوم؟ وماذا ينصح الخبراء الصحيون في هذا الأمر؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

كشفت دراسة جديدة أن استئصال اللوزتين يمكن أن يزيد من خطر إصابة المريض باضطرابات عقلية في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك مسافرون  بمطار هامبورج، مع بدء إجازة عيد الميلاد (د.ب.أ)

نشاط واحد قد يعزز من صحة عقلك بشكل كبير... ما هو؟

الخبراء يقولون إن هناك ترابطاً بين الإجازات والفوائد الصحية المؤثرة على صحتك الإدراكية والعقلية، إليك كيف يمكن للسفر أن يحسِّن من صحة دماغك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
TT

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام، لتحسين التنفس أثناء النوم، أو تقليل العدوى المتكررة.

إلا أن هناك دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين، كشفت أن هذا الإجراء الشائع نسبياً يمكن أن يزيد من خطر إصابة المريض باضطرابات عقلية في وقت لاحق من الحياة، حسب موقع «ساينس آليرت» العلمي.

وقام الباحثون التابعون لجامعة قوانغشي الطبية في الصين ومعهد كارولينسكا في السويد، بتحليل بيانات أكثر من مليون شخص مسجلين في سجل صحي سويدي، ووجدوا أن استئصال اللوزتين مرتبط بزيادة -بنسبة 43 في المائة- في خطر الإصابة بحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة، أو الاكتئاب، أو القلق.

وكانت نسبة الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة هي الأبرز من بين الاضطرابات الأخرى؛ حيث إن نسبة الإصابة به بين أولئك الذين خضعوا لاستئصال اللوزتين في وقت مبكر من حياتهم كانت أعلى 55 في المائة، مقارنة بأولئك الذين لم يخضعوا للإجراء.

وبما أن الدراسة قائمة على الملاحظة، فلم يتمكن الباحثون من تحديد سبب هذه النتيجة، إلا أن الخطر المتزايد كان موجوداً حتى بعد مراعاة جنس المشاركين، والعمر الذي خضعوا فيه لاستئصال اللوزتين، وأي تاريخ عائلي لاضطرابات مرتبطة بالتوتر، ومستوى تعليم الوالدين (والذي يعد مؤشراً على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمشاركين).

وكتب الباحثون في الدراسة: «تشير هذه النتائج إلى دور محتمل لأمراض اللوزتين، أو الحالات الصحية المرتبطة بها، في تطور الاضطرابات العقلية».

وأضافوا: «لقد وجدنا أنه على الرغم من أن زيادة المخاطر كانت أعظم خلال السنوات الأولى بعد الجراحة، فإن زيادة خطر الاضطرابات العقلية المرتبطة بالتوتر كانت لا تزال ملحوظة بعد أكثر من 20 عاماً من الجراحة».

يذكر أن بعض الدراسات السابقة ربطت استئصال اللوزتين بزيادة في مشاكل صحية أخرى، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية والسرطان.