ما تأثير تلوث الهواء في الشتاء على النوبات القلبية؟

ألم الصدر من أبرز أعراض النوبة القلبية (بابليك دومين)
ألم الصدر من أبرز أعراض النوبة القلبية (بابليك دومين)
TT

ما تأثير تلوث الهواء في الشتاء على النوبات القلبية؟

ألم الصدر من أبرز أعراض النوبة القلبية (بابليك دومين)
ألم الصدر من أبرز أعراض النوبة القلبية (بابليك دومين)

كشفت دراسة أميركية أن تلوث الهواء بزيادات قصيرة المدى يمكن أن تسبب مشكلات لكثير من الأشخاص؛ لكنها تكون أخطر على من يعانون أمراض القلب.

وأوضح الباحثون أن حرائق الغابات في فصل الصيف، وتلوث الهواء في الشتاء، يزيدان مخاطر الإصابة بنوبات قلبية وألم شديد في الصدر.

والنوبة القلبية هي حالة طبية طارئة تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من القلب، ويحدث هذا بسبب انسداد الشريان التاجي، وهو الشريان الذي يزود القلب بالدم والأكسجين. وأبرز أعراضها: ألم في الصدر، والإرهاق، وشعور مفاجئ بالدوار والغثيان، وتتطلب العلاج الفوري لتجنب الوفاة.

وأجرى الباحثون مسحاً للسجلات الصحية لـ21414 شخصاً عولجوا من نوبة قلبية أو آلام غير مستقرة في الصدر، بين عامي 1999 و2022، في 11 مستشفى بأنحاء منطقة واساتش فرونت بولاية يوتا الأميركية.

ودرس الباحثون المرضى خلال موسم حرائق الغابات الصيفي، من يونيو (حزيران) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وخلال موسم الانقلاب الشتوي، من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مارس (آذار). ونظراً لارتفاع درجات الحرارة، يحتفظ الهواء بالملوثات الناتجة عن المركبات والصناعة في الطبقة السفلية الباردة من الهواء الذي تحبسه سلسلة الجبال المحيطة بمنطقة البحث.

ويوضح الباحث الرئيس للدراسة، مدير علم الأوبئة القلبية الوعائية والوراثية في نظام «إنترماونتين هيلث» للرعاية الصحية في الولايات المتحدة، الدكتور بنيامين هورن، أن «الملوثات المحاصرة في طبقات الهواء المنخفضة والباردة في المناطق الجبلية تشكل في بعض الأحيان خطراً أكبر على من يعانون أمراض القلب».

وخلال الدراسة التي عُرضت نتائجها في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأميركية في مدينة فيلادلفيا (الأحد)، فحص الباحثون العلاقة بين الجسيمات الدقيقة التي يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر أو أقل (جسيمات صغيرة بما يكفي للدخول إلى الرئتين والتسبب في مشكلات صحية) والاستشفاء من الذبحة الصدرية غير المستقرة والنوبات القلبية.

وأضاف هورن عبر موقع جمعية القلب الأميركية، أن نتائج الدراسة أكدت «زيادة مخاطر الإصابة بنوبات قلبية، بسبب دخان حرائق الغابات المنبعث من مناطق بعيدة».

ووجد الباحثون أن الزيادات في الجسيمات الدقيقة خلال موسمي حرائق الغابات الصيفي والانقلاب الشتوي ارتبطت بزيادة معدلات الإصابة بنوبة قلبية خلال موسم الانقلاب الشتوي.

ولاحظوا أن خطر الإصابة بألم الصدر غير المستقر يزداد خلال كلا الموسمين؛ لكن المرضى انتظروا أسبوعين قبل طلب العلاج خلال فصل الشتاء.

وتابع هورن أن هذه الدراسة «تحث الأشخاص الذين يعيشون في تلك المناطق الجبلية ويشعرون بألم في الصدر على الذهاب إلى المستشفى، بغض النظر عن التوقيت خلال العام، وذلك لتجنب خطر الوفاة».


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية
TT

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ماريلاند بالولايات المتحدة، ونُشرت في النصف الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة «الرابطة الطبية الأميركية» (JAMA Network Open) أن المراهقين الذين يعانون من أعراض الشخير (snoring) باستمرار، أكثر عرضة لمشاكل السلوك، مثل: عدم الانتباه، وخرق القواعد المتبعة، والعدوانية. وأكدت أن هذه السلوكيات ليست نتيجة لمرض عضوي عصبي في المخ، وبالتالي فإنهم لا يعانون من أي تراجع في قدراتهم المعرفية.

أسباب الشخير

يحدث الشخير بسبب صعوبة التنفس بشكل طبيعي من الأنف، لكثير من الأسباب، أشهرها تضخم اللوز واللحمية. ونتيجة لذلك يتنفس الطفل من الفم، وفي بعض الأحيان يحدث توقف مؤقت في التنفس أثناء النوم يجبر الطفل على الاستيقاظ. وعادة ما يكون ذلك بسبب ضيق مجرى الهواء أو انسداده. وفي الأغلب تؤدي مشاكل التنفس أثناء الليل إلى تقليل إمداد المخ بالأكسجين بشكل بسيط. وعلى المدى الطويل يؤدي ذلك إلى تغييرات طفيفة في المخ؛ خصوصاً أثناء التكوين في فترة الطفولة.

تتبع أثر الشخير لسنوات طويلة

تُعد هذه الدراسة هي الأكبر حتى الآن في تتبع عرض الشخير وأثره على الأطفال، بداية من مرحلة الدراسة الابتدائية وحتى منتصف مرحلة المراهقة؛ حيث قام الباحثون بتحليل البيانات الخاصة بنحو 12 ألف طالب مسجلين في دراسة خاصة بالتطور المعرفي للمخ في المراهقين (ABCD) في الولايات المتحدة.

وتم عمل مسح كامل للتاريخ المرضي لعرض الشخير عن طريق سؤال الآباء عن بداية ظهوره، ومعدل تكراره، سواء في مرحلة الطفولة أو المراهقة. وكانت سن الأطفال وقت بداية الدراسة يتراوح بين 9 و10 سنوات. وكانت هناك زيارات سنوية لهم حتى سن 15 سنة، لتقييم تطور عرض الشخير، وكذلك لمتابعة قدراتهم المعرفية ومعرفة مشاكلهم السلوكية.

عدوانية وفشل اجتماعي

وجد الباحثون أن المراهقين الذين يعانون من عرض الشخير 3 مرات أو أكثر في الأسبوع، كانوا أكثر عرضة لمشاكل سلوكية، مثل عدم الانتباه في الفصل، وافتعال المشكلات مع الآخرين، وفي المجمل اتسم سلوكهم بالعدوانية والعنف، ومعظمهم عانوا من الفشل الاجتماعي وعدم القدرة على تكوين أصدقاء، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التعبير عن عواطفهم أو أفكارهم بشكل كافٍ.

وجدت الدراسة أيضاً أن هذه المشاكل السلوكية لم ترتبط بمشاكل إدراكية، وهؤلاء الأطفال لم يظهروا أي اختلافات في قدرتهم على القراءة والكتابة أو التواصل اللغوي، وأيضاً لم يكن هناك أي اختلاف في اختبارات الذاكرة والمهارات المعرفية والقدرة على استدعاء المعلومات، مقارنة بأقرانهم الذين لا يعانون من الشخير. ووجد الباحثون أيضاً أن معدلات الشخير انخفضت مع تقدم الأطفال في السن، حتى من دون أي علاج.

علاج الشخير لتقويم السلوك

تُعد نتائج هذه الدراسة شديدة الأهمية؛ لأنها تربط بين الشخير ومشاكل السلوك، وبالتالي يمكن أن يؤدي علاج سبب اضطراب التنفس (الذي يؤدي إلى الشخير) إلى تقويم سلوك المراهق، وعلى وجه التقريب هناك نسبة من الأطفال الأميركيين تصل إلى 15 في المائة، تعاني من شكل من أشكال اضطراب التنفس أثناء النوم. وفي كثير من الأحيان يتم تشخيص نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال خطأ على أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويتم علاجهم بالأدوية المنشطة، رغم عدم احتياجهم لهذه الأدوية.

في النهاية، نصحت الدراسة الآباء بضرورة متابعة عرَض الشخير باهتمام. وفي حالة ارتباط العرض بمشاكل سلوكية يجب عرض الطفل على الطبيب لتحديد السبب، إذا كان نتيجة لمشاكل في التنفس أو مشكلة عصبية، ويتم العلاج تبعاً للحالة المرضية.