دراسة: أوميغا 3 تخفض ضغط الدم وتقلل الإصابة بأمراض القلب

دراسة: أوميغا 3 تخفض ضغط الدم وتقلل الإصابة بأمراض القلب
TT

دراسة: أوميغا 3 تخفض ضغط الدم وتقلل الإصابة بأمراض القلب

دراسة: أوميغا 3 تخفض ضغط الدم وتقلل الإصابة بأمراض القلب

إن تبني أنماط غذائية صحية حتى بعد تشخيص ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يخفض ضغط الدم بشكل كبير وفرص الإصابة بمضاعفات أمراض القلب في المستقبل.

أما بالنسبة لما يجب تناوله لخفض ضغط الدم بعد تشخيصه، فقد حددت دراسة جديدة نوعًا معينًا من الدهون التي يجب تناولها؛ إذ يرتبط تناول المزيد من أوميغا 3 بتحسين طول عمر القلب والأوعية الدموية.

فقد بحثت دراسة نشرت أخيرا بمجلة «التغذية السريرية» تأثير تناول الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 على الأشخاص الذين يعانون بالفعل من ارتفاع ضغط الدم.

واشتهرت أحماض أوميغا 3 منذ فترة طويلة بفوائدها الصحية على القلب، لكن القليل من الدراسات بحثت تأثيرها على المصابين بارتفاع ضغط الدم.

وقد نظر الباحثون في هذه الدراسة إلى الأنظمة الغذائية لما يقرب من 27000 شخص بالغ يعانون من ارتفاع ضغط الدم لمعرفة عدد دهون أوميغا 3 التي كانوا يستهلكونها من الأطعمة والمكملات الغذائية.

وفي نهاية الدراسة، تم قياس الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب والوفيات القلبية الوعائية (أي حالة وفاة مرتبطة بأمراض القلب).

ومن المؤكد أن تناول المزيد من دهون أوميغا 3 كان مرتبطًا بانخفاض خطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب والوفيات القلبية الوعائية.

أما بالنسبة لأمراض القلب على وجه الخصوص، فتشير التقديرات إلى أن الخطر أقل بنسبة 32 % إلى 47 % بالنسبة لأولئك الذين تناولوا المزيد من أوميغا 3. لكن الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أن هذه العلاقة كانت مفيدة بشكل كبير عند النظر إلى تناول نوع واحد فقط من دهون أوميغا 3. (هناك ثلاثة أنواع: EPA وDHA نوعان من أوميغا 3 موجودان في الأسماك الدهنية وALA هو أوميغا 3 نباتي موجود في المكسرات والبذور)؛ لذا فإن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والذين يستهلكون المزيد من EPA، كان لدى DHA وALA خطر أقل للوفيات القلبية الوعائية بنسبة 13% و14% و11% (على التوالي)، وذلك وفق ما أفاىد موقع «MBGhealth» الطبي المتخصص.

وفي الدراسة، تم تعريف تناول ALA المرتفع على أنه 1.2 إلى 1.6 غرام يوميًا، في حين تم اعتبار المستويات العالية من تناول EPA وDHA 250 ملليغرام.

كيف تدعم أوميغا 3 ضغط الدم وتحمي من أمراض القلب؟

تستهدف أوميغا 3 ضغط الدم وصحة القلب بطرق مختلفة. فهي تساعد على تحسين تدفق الدم؛ حيث تشير الدراسات إلى أن EPA وDHA يعززان خلايا جدران الأوعية الدموية لإطلاق مركب يسمى أكسيد النيتريك، الذي يوسع الأوعية الدموية ويخفف الضغط على جدرانها.

ويؤدي الضغط المرتفع جدًا على جدران الشرايين إلى الإضرار بقلبك بمرور الوقت عن طريق إضعاف سلامة الأوعية الدموية.

تكافح الإجهاد التأكسدي

الإجهاد التأكسدي الناتج عن تراكم الجذور الحرة في الواقع يقلل من إنتاج مركبات مثل أكسيد النيتريك، ما يحافظ على تدفق الدم مقيدًا ويرفع ضغط الدم.

وتتمتع أوميغا 3 بخصائص مضادة للأكسدة في الجسم يمكن أن تساعد في مواجهة هذا التفاعل.

تخفض مستويات الدهون الثلاثية

الدهون الثلاثية هي مقياس لكمية الدهون المنتشرة في الدم. وتعد المستويات العالية من الدهون الثلاثية أيضًا خطرًا للإصابة بأمراض القلب.

وتوصي جمعية القلب الأميركية بزيادة أوميغا 3 للمساعدة في إدارتها.

زيادة تناول أوميغا 3

لاحظ الباحثون في الدراسة أن معظم تناول المشاركين للأوميغا 3 (حوالى 90 % في الواقع) جاء من مصادر ALA نباتية مثل بذور الشيا وبذور الكتان والجوز.

وفي حين أن هذه الأطعمة كلها مغذية، إلا أن الجسم لا يستخدم حمض ALA omega-3 بكفاءة، خاصة عند مقارنته بحمض EPA وDHA. فهذان الشكلان من أوميغا 3 يحتاج معظمنا إلى التركيز عليهما. وأن الأسماك الدهنية (مثل السلمون والماكريل والرنجة والأنشوجة) هي أفضل مصادرهما الغذائية.


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة بحلول عام 2030

صحتك السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)

دراسة: نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة بحلول عام 2030

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن دراسة حديثة أجراها الاتحاد العالمي للسمنة خلصت إلى أن ما يقرب من نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة أو زيادة الوزن.

صحتك 7 حقائق عن غازات البطن

7 حقائق عن غازات البطن

قد يستغرب البعض، لكنها حقيقة تُؤكدها المصادر الطبية، وهي أن عدد مرات إخراج الغازات يتراوح ما بين 12 إلى 25 مرة في اليوم لدى الإنسان «الطبيعي»

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال pediatric hypertension لا يُعد من الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة، فإنه في ازدياد مستمر.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك أغذية خالية من الغلوتين وغنية بالألياف

أغذية خالية من الغلوتين وغنية بالألياف

ترتبط الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف بانخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساتشوستس الأميركية)
صحتك «الحزَّاز المسطَّح»... علاجات موجهة واعدة

«الحزَّاز المسطَّح»... علاجات موجهة واعدة

يُعد الحزَّاز المسطح (Lichen Planus) من الأمراض الجلدية الالتهابية المزمنة ذات الطبيعة المناعية الذاتية، التي تؤثر في الجلد والأغشية المخاطية

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)

هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟
TT

هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال pediatric hypertension لا يُعد من الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة، فإنه في ازدياد مستمر.

وخلال الثلاثين عاماً الماضية تضاعف عدد الأطفال المصابين بذلك في الولايات المتحدة أربع مرات. وحالياً هناك نسبة من الأطفال الأميركيين تبلغ 4.5 في المائة يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وحسب الإحصاءات الأخيرة لجمعية القلب الأميركية AHA هناك نسبة تبلغ 15 في المائة من المراهقين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

إيقاف عوامل الخطر

حسب التوصيات الحديثة يمكن الحفاظ على ضغط الدم في معدلاته الصحية في مرحلة الطفولة من خلال الوقاية الأولية بمعنى إيقاف عوامل الخطر قبل ظهورها سواء العوامل الوراثية، مثل إصابة أحد الوالدين بالمرض، أو العوامل البيئية المتعلقة بطبيعة الطعام والمقبلات المستخدمة، أو ما يتعلق بالضغوط العصبية، والعادات الضارة مثل التدخين.

نظراً لخطورة الأمر هناك اهتمام عالمي بالمشكلة وتعاون بين الجهات الصحية في العالم كله. وهناك شبكة كاملة لعمل أبحاث تتعلق بضغط الدم في الأطفال والمراهقين (HyperChildNET) تُعد الأولى من نوعها في أوروبا لدراسة كل ما يتعلق بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال، سواء الأسباب أو طرق التشخيص أو أنواع العلاج.

وقام علماء الشبكة بوضع استراتيجية تهدف إلى السيطرة على ارتفاع الضغط لدى الأطفال من خلال خطوات معينة، أولها التأكد من دقة التشخيص عن طريق زيادة كفاءة أجهزة قياس الضغط المصنعة خصيصاً للأطفال سواء الأجهزة الزئبقية العادية أو الإلكترونية لتقليل نسبة الخطأ بين طريقة قياس وأخرى، وحتى يمكن متابعة الضغط في فترات مختلفة من اليوم. ثم قاموا ببناء أكبر قاعدة بيانات في أوروبا بمعلومات جُمعت من 39 ألف طفل في ثماني دول ما ساعدهم على فهم كيفية اختلاف ضغط الدم في الفئات السكانية المختلفة.

وأظهرت النتائج أن القراءات التي يتم أخذها أثناء زيارات الطبيب غالباً ما تختلف عن نتائج المراقبة على مدار 24 ساعة ما يدل على أن كلا النوعين من القياس يوفر معلومات قيّمة ولكنها مختلفة. وعلى سبيل المثال بعض الأطفال تكون قراءات الضغط الخاصة بهم طبيعية في عيادة الطبيب ولكن لديهم ارتفاع في ضغط الدم طوال اليوم وهو ما يسمى (ارتفاع ضغط الدم المقنَّع masked hypertension) بينما هناك أطفال آخرون تكون قراءة ضغطهم طبيعية في المنزل ولكن ترتفع بشكل كبير أثناء زيارة الطبيب نتيجة للتوتر والخوف، وهو ما يسمى ارتفاع ضغط الدم نتيجة للمعطف الأبيض white coat hypertension (كناية عن الخوف من الأطباء)

شبكة لدراسة ضغط الأطفال

قامت الشبكة بتطوير برامج إلكترونية مجانية عبر الإنترنت لتجعل طريقة القياس أكثر دقة بحيث يكون هناك رابط بيانات بين الأجهزة المختلفة التي ترصد ضغط الدم من خلال ربط الجهاز المستخدم لقياس ضغط الدم في عيادة الأطفال، والجهاز الذي يلازم الطفل أثناء التجول على مدار اليوم، وأخيراً الجهاز المستخدم للقياس في المنزل.

وتأخذ هذه البرامج في الاعتبار العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً في ارتفاع وانخفاض مستويات الضغط، مثل عمر الطفل وجنسه وطوله عند تقييم الضغط للوصول إلى قياس حقيقي.

أوضح العلماء أن هذه التقنيات غيّرت بالفعل من الطريقة التي يعمل بها مقدمو الرعاية الصحية، حيث يستخدمها أكثر من 10 آلاف متخصص في الرعاية الصحية من الأطباء والممرضين في جميع أنحاء العالم لتقييم القراءات بسرعة وتتبع تقدم العلاج.

وعلى الرغم من تقدم هذه التقنيات فلا يزال الأطباء بحاجة إلى تأكيد ارتفاع ضغط الدم نتيجة لثلاثة قياسات منفصلة قبل تشخيص المرض. ذلك لأن ارتفاع ضغط الدم في كثير من الأحيان يكون مجرد رد فعل للتوتر العصبي كما أنه في بعض الأحيان الأخرى يكون عرضاً ثانوياً لمرض آخر، مثل أمراض الكلى أو بعض الأورام.

وقامت الشبكة بنشر معلومات خاصة بارتفاع الضغط عند الأطفال في جميع أنحاء أوروبا وخارجها من خلال مواد تعليمية جذابة ومتعددة اللغات بشكل مبسط وسهل تتعلق بالمخاطر المترتبة على الارتفاع وطريقة القياس والأعراض وطرق الوقاية، مثل لعب الرياضة باستمرار، والتقليل من استخدام ملح الطعام، والبُعد عن التوتر، وهذه المعلومات أسهمت في نشر الوعي بمعظم دول العالم.

ونصح الباحثون الآباء بضرورة قياس الضغط لأطفالهم بشكل دوري حتى لو كان الطفل لا يعاني من أي أعراض. وفي الأغلب لا يسبب ارتفاع ضغط الدم أعراضاً واضحة، مثل الصداع، أو خلل في الرؤية. ويؤدي ارتفاع الضغط على المدى الطويل إلى عواقب وخيمة، إذ وعلى وجه التقريب فإن 20 في المائة من الأطفال الذين يعانون من الارتفاع يصابون بتضخم في عضلة القلب، ولاحقاً يمكن أن يتسبب ذلك في حدوث سكتة دماغية في عمر مبكر.

وأكد العلماء أن ارتفاع ضغط الدم قابل للعلاج والسيطرة عليه خاصة في العمر الصغير، ولا داعي للمخاوف المتعلقة بتأثير الأعراض الجانبية للأدوية على صحة الطفل؛ لأن الجرعات التي يتم وصفها للأطفال تكون محسوبة بدقة، بحيث تحافظ على المستويات المطلوبة لكل مرحلة عمرية من دون أن تُسبب أعراضاً جانبية عنيفة، خاصة أن هذه الأدوية تكون من النوعية التي تتحملها أجهزة الجسم بسهولة. وحذّر العلماء من زيادة الوزن أو السمنة لدى الأطفال؛ لأن ذلك يجعلهم أكثر عُرضة للإصابة، بالإضافة لذلك في بعض الأحيان زيادة الوزن تكون هي السبب الوحيد لارتفاع الضغط لدى الأطفال والمراهقين.

*استشاري طب الأطفال