دراسة سعودية: إضافة بقايا القهوة والشاي للمخبوزات تعزز قيمتها الصحية

دراسة سعودية: إضافة بقايا القهوة والشاي للمخبوزات تعزز قيمتها الصحية
TT

دراسة سعودية: إضافة بقايا القهوة والشاي للمخبوزات تعزز قيمتها الصحية

دراسة سعودية: إضافة بقايا القهوة والشاي للمخبوزات تعزز قيمتها الصحية

تشير الأبحاث الناشئة إلى أن هناك الكثير من بقايا الطعام والشراب التي يمكنك الاستفادة منه.

فقد أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة الملك فيصل بالمملكة العربية السعودية، أنه إذا قمت بإضافة بقايا القهوة أو أوراق الشاي المستعملة إلى وصفات الكعك، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز القيمة الغذائية للمخبوزات وإطالة عمرها الافتراضي.

وكتب الباحثون الذين أجروا الدراسة «من خلال دمج بقايا الشاي والقهوة المستهلكة في مزيج الكعكة الإسفنجية، يمكن تعزيز القيمة الغذائية للكعكة، ما يوفر فوائد صحية إضافية للمستهلكين». وأضافوا «ان وجود المركبات النشطة بيولوجيًا في هذه المساحيق يساهم أيضًا في النشاط المضاد للأكسدة المحتمل ويؤخر نمو الميكروبات أثناء التخزين»، وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي عن مجلة «ACS أوميغا» العلمية.

ويعد الشاي والقهوة من أكثر المشروبات شعبية في جميع أنحاء العالم، حيث يوفران لعدد لا يحصى من الأشخاص جرعة يومية من مضادات الالتهاب ومضادات الأكسدة، والألياف وحتى بعض المركبات النشطة بيولوجيًا ذات الفوائد المعرفية والقلبية الوعائية.

ولسوء الحظ، فإن الطريقة التي يصنع بها معظمنا هذه المشروبات هي طريقة مسرفة للغاية؛ فبعد الاستخراج، يتم إلقاء حوالى 90 في المائة من منتجات الشاي والقهوة في مكب النفايات.

وفي السنوات الأخيرة، جرب العلماء الطرق الممكنة لاستخدام كل هذه النفايات بشكل أفضل.

وفي الآونة الأخيرة، وجدت دراسة أنه من خلال إضافة القهوة المتفحمة إلى الأسمنت، يمكن أن تجعل المادة أقوى بنسبة 30 في المائة. ولكن ليست صناعة البناء فقط هي التي يجب أن تهتم بجهود إعادة التدوير المستقبلية.

من أجل ذلك، اقترح العلماء أيضًا استخدام مخلفات الشاي والقهوة لتحصين الطعام؛ ففي عام 2020، على سبيل المثال، استكشف الباحثون فكرة إضافة القهوة المطحونة إلى الأغذية الخالية من الغلوتين في محاولة لتعزيز قيمتها الغذائية.

وفي عام 2023، أضافت دراسة أخرى الشاي الأخضر إلى الكعك لمعرفة ما إذا كانت مركبات الفلافونويد الموجودة في الأوراق استمرت بعد دخولها إلى الفرن. والفلافونويدات هي مركبات نباتية مهمة ذات خصائص مضادة للسرطان والأكسدة والالتهابات، ومضادة للفيروسات.

ويعتمد البحث الأحدث على تلك الدراسات السابقة ويتحقق مما إذا كان الشاي أو القهوة المستهلكة تحتفظ بمضادات الأكسدة بعد غليها وطحنها، وما إذا كان من الممكن إعادة تدوير هذه المواد لتحسين تغذية الكعكة أو مدة صلاحيتها.

ويقول مؤلفو الدراسة «كنا نهدف إلى تزويد الأسر العادية بأساليب سهلة الاستخدام لتقليل بصمتها الكربونية. وعندما قام فريق الباحثين بنقع الشاي الأسود والقهوة العربية في الماء المقطر المغلي لمدة 10 دقائق، وجد أنها لا تزال تحتفظ بنسبة كبيرة من مركباتها الفينولية، والتي تشمل مركبات الفلافونويد. فعلى سبيل المثال، احتفظ مسحوق الشاي بما يصل إلى 73 % من الفينول المسمى ثيفلافين تريجالات، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية الموصى بها لأولئك الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول أو السمنة أو أمراض القلب. من ناحية أخرى، احتفظت القهوة المستخدمة بما يقرب من 64 % من مضادات الأكسدة التي تسمى 1-caffeoylquinic acid، والتي لها أيضًا فوائد صحية معروفة. فحتى بعد دخولها الفرن، ظلت مضادات الأكسدة هذه موجودة في المنتج النهائي».

وبالمقارنة مع الكعكة الإسفنجية العادية، فإن الكعك المدعّم بالقهوة أو الشاي يحتوي على تركيزات أعلى من الفينولات، وكذلك الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والمغنيسيوم.

وبعد أسبوعين من التخزين، أظهر الكعك المدعّم أيضًا نموًا ميكروبيًا أقل من الكعك الآخر؛ ربما بفضل التأثير المثبط لمضادات الأكسدة المختارة على نمو البكتيريا.

وفي هذا الاطار، فان نتائج الدراسة الجديدة تشير إلى أن بقايا القهوة أو الشاي المستخدم يمكن أن تكون وسيلة طبيعية ومستدامة لتحسين العمر الافتراضي للسلع المخبوزة، وفي الوقت نفسه غرس المنتجات مع العناصر الغذائية المضافة.


مقالات ذات صلة

دراسة: الأطفال الذين يستخدمون مستحضرات العناية أكثر عرضة للتسمم

صحتك منتجات ومستحضرات العناية الشخصية تحتوي على الفثالات السامة (أرشيفية)

دراسة: الأطفال الذين يستخدمون مستحضرات العناية أكثر عرضة للتسمم

وجدت دراسة جديدة أن الأطفال الذين يستخدمون المزيد من منتجات ومستحضرات العناية الشخصية لديهم مستويات أعلى من الفثالات السامة في أجسادهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تم ربط السكريات المضافة خصوصاً المشروبات المحلّاة بالسكر بالسكتة الدماغية (د.ب.أ)

كيف يؤثر السكر الغذائي على صحة الدماغ؟

هل سمعت من قبل أن السكر سامّ وقاتل، ويضرّ بصحتك العامة؟ في الحقيقة، السكر مهم لوظائف الدماغ الصحية، لكن هناك بعض التفاصيل الدقيقة التي يجب أن تعرفها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك فوائد وعيوب الوجبات منخفضة الكربوهيدرات (BioDiet)

صحي للقلب... لكن هل يعد النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات متوازناً؟

من الكيتو إلى النظام الغذائي المرتفع بالبروتين، تحظى الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات بشعبية متزايدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك العلاج المناعي يستهدف تمكين الخلايا المناعية من مهاجمة الخلايا السرطانية (جامعة بنسلفانيا)

5 عوامل تتنبأ باستجابة مرضى السرطان للعلاج المناعي

أعلن باحثون بمعهد البحوث البيولوجية في برشلونة، اكتشاف 5 عوامل رئيسية تحدد استجابة مرضى السرطان للعلاج المناعي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الآباء الذين يتبعون نظاماً غذائياً غنياً بالكوليسترول قد يزيدون خطر إصابة بناتهم بأمراض القلب (رويترز)

الآباء غير الأصحاء قد ينقلون خطر الإصابة بأمراض القلب إلى بناتهم

كشفت دراسة علمية حديثة أن الآباء الذين يتبعون نظاماً غذائياً غنياً بالكوليسترول قد يزيدون خطر إصابة بناتهم بأمراض القلب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: الأطفال الذين يستخدمون مستحضرات العناية أكثر عرضة للتسمم

منتجات ومستحضرات العناية الشخصية تحتوي على الفثالات السامة (أرشيفية)
منتجات ومستحضرات العناية الشخصية تحتوي على الفثالات السامة (أرشيفية)
TT

دراسة: الأطفال الذين يستخدمون مستحضرات العناية أكثر عرضة للتسمم

منتجات ومستحضرات العناية الشخصية تحتوي على الفثالات السامة (أرشيفية)
منتجات ومستحضرات العناية الشخصية تحتوي على الفثالات السامة (أرشيفية)

وجدت دراسة جديدة أن الأطفال الذين يستخدمون المزيد من منتجات ومستحضرات العناية الشخصية مثل واقي الشمس والغسول والصابون وأدوات العناية بالشعر لديهم مستويات أعلى من الفثالات السامة في أجسادهم، التي تتسبب في عدد كبير من اضطرابات التكاثر والنمو، وتم العثور على أعلى مستويات الفثالات لدى الأطفال السود واللاتينيين.

ووفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد فحصت الدراسة أكثر من 600 عينة بول لأطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات بحثاً عن الفثالات، وهي اختلالات شديدة السمية في الغدد الصماء يمكن أن تغير إنتاج الهرمونات، وترتبط بأمراض الإنجاب والجهاز المناعي والتمثيل الغذائي. كما أنها تُعد مواد سامة تضر بنمو الأطفال وتؤثر على سلوكهم وقدرتهم على التعلم.

وقال مايكل بلوم، الباحث في جامعة جورج ميسن الأميركية والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن نتائج الدراسة «مثيرة للقلق». وأضاف: «تظهر النتائج أن استخدام منتجات العناية بالبشرة على الأطفال يعد من مصادر التعرض لهذه المواد الكيميائية... ما يثير القلق بالتأكيد هو أن هذه المنتجات يتم استخدامها بشكل متكرر وعلى مدى فترات طويلة من الزمن».

والفثالات هي مواد ملدنة شائعة (تُضاف لزيادة المرونة أو السيولة للمادة التي تضاف إليها)، وتضيفها العديد من الشركات كمكونات لمنتجات العناية الشخصية للمساعدة في تثبيتها أو حمل العطور. ويكون الأطفال معرضين للخطر بشكل أكبر عند امتصاص الفثالات لأن لديهم مساحة أكبر من سطح الجلد مقارنة بوزن الجسم، ولأن أنظمتهم الأيضية (التي يحول بها الجسم الطعام والشراب إلى طاقة) قد لا تكون متطورة بشكل كامل للمساعدة في معالجة هذه المركبات.

وقال بلوم إنه لا يزال هناك عدد قليل من الأبحاث التي تتقصى حول خطورة تعرض الأطفال للمواد الكيميائية الموجودة في منتجات العناية الشخصية. وعلى الرغم من أن الجسم يتخلص من المواد الكيميائية بسرعة، فإن التعرض لمستوى عالٍ منها وعبر العديد من الطرق وباستمرار يشكل خطراً على الصحة.

ووجدت الدراسة أن الأولاد يميلون إلى أن تكون لديهم مستويات أعلى من الفثالات من البنات، وأن المستويات المتفاوتة بين المجموعات العرقية قد تكون لها علاقة بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية، أو تفضيلات العلامات التجارية، أو إمكانية الوصول لهذه المنتجات، أو تكرار الاستخدام، كما قال بلوم. ومن المرجح أن تحتوي المنتجات الأرخص ثمناً والأقل جودة على مستويات أعلى من الفثالات، وعادةً ما تكون المنتجات التي تحمل علامة «خالية من الفثالات» أكثر تكلفة.

وأشار بلوم إلى أن الاتحاد الأوروبي مثلاً لديه قيود على العديد من أنواع الفثالات في منتجات العناية الشخصية، لذلك من الممكن صنع منتجات فعالة غير ملوثة بالمواد الكيميائية. وكتب مؤلفو الدراسة أنه يجب «تعزيز المناقشات بين صناع السياسات الذين ينظمون تصنيع وتعبئة منتجات العناية الشخصية للقضاء على التفاوتات في التعرض للمواد الكيميائية المسببة لاختلال الغدد الصماء بين الأطفال».