هناك عوامل كثيرة تزيد من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان. وان الكشف المبكر والعلاج في الوقت المناسب يمكن أن يقلل من هذا الخطر.
وفي بعض الأشخاص، يمكن أن تكون الآفات أو الحالات السابقة للتسرطن أيضًا عامل خطر رئيسيا للإصابة بالسرطان.
وعلى الرغم من صعوبة الحصول على التشخيص، فمن المهم معرفة أنه يمكن مراقبته والتحكم فيه.
ومن الطبيعي جدًا أن تكون لديك أسئلة مثل؛ ماذا لو تطورت إلى آفة سرطانية؟ من أجل ذلك يجيب الدكتور برافين بانسال مدير طب الأورام بالمستشفى الآسيوي بفريد آباد على هذه التساؤلات، وفق موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.
ما هي الآفة السابقة للتسرطن؟
الآفة السابقة للتسرطن هي منطقة غير طبيعية من الأنسجة التي لديها القدرة على التطور إلى سرطان إذا تركت دون علاج. فهي غير سرطانية ولكنها قد تظهر تغيرات في خلاياها تشير إلى زيادة خطر التطور إلى السرطان بمرور الوقت.
ووفقا للدكتور بانسال، فإن الآفات السابقة للتسرطن لديها إمكانية التطور في أي مكان في الجسم، ويعتبر الكشف المبكر أحد أهم الأجزاء في علاج السرطان.
وما لا يجب تجاهله «في بعض الحالات، يتمكن الأطباء من اكتشاف السرطان في وقت مبكر جدًا، والذي يشار إليه بالمرحلة 0 أو الآفات السابقة للتسرطن. لذلك، عندما نتحدث عن مرحلة ما قبل التسرطن، فهذا يعني أن هناك تغيرات غير طبيعية في الخلايا أو الأنسجة التي يمكن أن تصبح سرطانية».
ويوضح الدكتور بانسال «تشمل بعض الحالات السرطانية الأكثر شيوعًا نوعًا من سلائل القولون، والتي يمكن أن تتطور إلى سرطان القولون، وخلل التنسج العنقي، الذي يمكن أن يتطور إلى سرطان عنق الرحم».
هل يمكن أن تتطور الحالات السابقة للتسرطن إلى السرطان؟
يقول بانسال «إذا لم يتم علاج الخلايا السرطانية، فقد تتطور أحيانًا إلى خلايا سرطانية غزوية. إذ يمكن أن تتطور هذه الخلايا في بعض الأحيان ببطء، وتستغرق سنوات أو حتى عقودًا». ويضيف «في حالات أخرى، يمكن أن تكون هذه الخلايا مجرد علامة أو إشارة إلى أن سرطان غزوي من المرجح أن يتطور». لكنه يستدرك قائلا «يمكن الآن التعرف على العديد من الاضطرابات السابقة للتسرطن في وقت مبكر، وذلك بفضل الطب الحديث. على سبيل المثال، يمكن أن يكشف تنظير القولون عن سلائل القولون، كما أن فحوصات سرطان الجلد التي يجريها طبيب الأمراض الجلدية لها الفضل في العثور على العديد من أورام الجلد التي قد تتطور وتحتاج إلى إزالتها».
الاستراتيجيات الوقائية ودور الفحوصات المنتظمة
مع التشخيص السابق للسرطان، تكون فرصتك في الإصابة بالسرطان أعلى مقارنة بشخص لا يحتوي على خلايا غير طبيعية؛ حسب بانسال، الذي يبين «نتيجة لذلك، يجب عليك البقاء على اتصال دائم مع طبيبك وإبلاغه بأي تغييرات قد تراها. تعد الفحوصات المنتظمة أيضًا أمرًا بالغ الأهمية حتى يتمكن طبيبك من تحديد أي مؤشرات مبكرة للسرطان. إلى جانب المراقبة المنتظمة لمرحلة ما قبل السرطان، من الضروري اتباع نمط حياة صحي يتضمن الحفاظ على نظام غذائي متوازن مع الكثير من الخضار والفواكه وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على وزن صحي وتجنب التدخين والامتناع عن الكحول. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المرء أن يعمل على الحد من عوامل الخطر المعروفة بأنها تساهم في الإصابة بالسرطان والتي تشمل تجنب منتجات التبغ، وحماية بشرتك من التعرض المفرط لأشعة الشمس والجنس الآمن للحد من خطر الأمراض المنقولة جنسيا».
ويخلص الدكتور بانسال الى القول «إن وجود حالة ما قبل السرطان لا يضمن إصابة الشخص بالسرطان أو إصابته به في السنوات القادمة، بل يشير فقط إلى أن الشخص لديه فرصة أكبر للإصابة بالسرطان، وهو ما يجب أن يكون بمثابة تذكير له. لذا يجب إجراء فحوصات منتظمة وإبلاغ المتخصصين الطبيين بأي مخاوف أو تغييرات».