اضطرابات نمو اللغة عند أطفال سن «ما قبل المدرسة»

مؤشراتها وانعكاساتها وأهمية المعالجة

اضطرابات نمو اللغة عند أطفال سن «ما قبل المدرسة»
TT

اضطرابات نمو اللغة عند أطفال سن «ما قبل المدرسة»

اضطرابات نمو اللغة عند أطفال سن «ما قبل المدرسة»

تحدثنا في عدد الأسبوع الماضي من ملحق «صحتك» عن الأساسيات والأساليب التي تساعد الأسرة في عودة أبنائها إلى المدارس بصحة وعافية وتفوق وإنتاجية عالية. وقد كان ذلك موجهاً للأطفال الطبيعيين الأصحاء الذين لا يعانون من أي اضطرابات قد تحول دون اندماجهم مع أقرانهم بشكل طبيعي، وقد تقلل من مستوى فهمهم وتحصيلهم.

وعلينا ألا نغفل فئة من الأطفال الموجودين بين هؤلاء الطلبة، هم من ذوي الاضطرابات اللغوية النمائية. وهنا تبرز مجموعة من التساؤلات حول كيفية التعرف عليهم، وما يمكننا أن نقدمه لهم لمساعدتهم.

إن البيئة التعليمية متمثلة في المدرسة، وعلى وجه الخصوص في مراحلها الأولى، تقوم بالتركيز على المهارات الأكاديمية واللغوية والاجتماعية بهدف تطويرها بالشكل الذي يساعد الطفل على الاستمرار في المراحل التالية من التعليم، بنمط يتسم بالنمو الفعال والناجح خلال هذه المراحل الأولية؛ حيث يتم تعليم الأطفال قواعد اللعب والتفاعل والتواصل الاجتماعي. وهنا، يبرز التحدي الكبير الذي يواجه الأطفال الذين يعانون من اضطراب في نمو المهارات اللغوية، وهو ما قد يتطلب دعماً إضافياً.

الأطفال وتعلم اللغة

التقت «صحتك» الدكتور وائل عبد الخالق الدكروري، رئيس قسم اضطرابات التواصل بمجمع عيادات العناية النفسية بالرياض، وهو أكاديمي وباحث ومستشار لعدد من الهيئات، وأستاذ مشارك بكلية الطب بجامعة الفيصل بالرياض، كما أنه السفير الدولي للجمعية الأميركية للنطق والسمع، لتخصص علاج أمراض النطق واللغة. وقد قمنا باستشارته في هذا الموضوع بصفته متخصصاً في علاج أمراض النطق واللغة.

وبدأ الدكتور وائل حديثه موضحاً حقيقة علمية علينا أن نعيها، وهي أن الأطفال يتعلمون اللغة بالطريقة نفسها، ولكن ليس دائماً في الوقت نفسه.

وشرح ذلك بأنه من الطبيعي أن يبدأ بعض الأطفال في التواصل لغوياً بشكل مبكرٍ، ويفهمون كل ما يُقال لهم، ولكن البعض الآخر لا يتواصلون لغوياً بشكل فعالٍ وكافٍ، كما أن البعض منهم قد يجد صعوبة في الاستماع والانتباه. وأوضح -أيضاً- أنه من الممكن أن يعاني بعض الأطفال من مشكلات في النطق أو اللغة قبل أن يبدأوا المدرسة.

إن الأطفال في سن «ما قبل المدرسة» الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات، منهم من يحظى بالالتحاق بروضة الأطفال مبكراً، ومنهم من لم يحظَ بذلك بعد، فتواجه هذه المجموعة الأخيرة مشكلات في اتباع التوجيهات أو فهم الأسئلة، عندما يبدأون الدراسة. قد يواجهون صعوبة في تعلم كلمات جديدة أو استخدام جمل مناسبة من ناحية التركيب أو المحتوي الدلالي. كما يمكن أن يواجه الطفل، من هذه المجموعة، مشكلات في كليهما، وهو ما يعرف باضطرابات اللغة النمائية.

مؤشرات اضطرابات اللغة

هل هناك مؤشراتٌ لاضطرابات اللغة في مرحلة ما قبل المدرسة؟

يجيب الدكتور وائل الدكروري: نعم، هناك مؤشرات لاضطرابات اللغة في مرحلة ما قبل المدرسة، وإن هذه المؤشرات تظهر على مستويات اللغة المختلفة التي تتمثل بأن يواجه الأطفال مشكلات في الفهم والتعبير ومهارات استخدام اللغة، وتكون على النحو التالي:

• «اللغة الاستقبالية»: مشكلات الفهم اللغوي عند الأطفال في مواجهة الصعوبات على مستوى:

- الإشارة إلى الأشياء والصور عند الطلب منهم.

- الإجابة عن الأسئلة.

- اتباع الإرشادات.

- فهم ما يعنيه الأشخاص عندما يستخدمون الإيماءات والإشارات، مثل هز الكتفين أو الإيماء.

- فهم الجمل والعبارات الطويلة.

- فهم ما يعنيه الأشخاص عندما يستخدمون الضمائر وظروف المكان والزمان.

• «اللغة التعبيرية»: قد يعاني بعض الأطفال من مشكلات في التعبير أو التحدث، وهي ما تسمى «اللغة التعبيرية»، وتتمثل في مواجهة مشكلات على مستوى:

- تسمية الأشياء.

- كيفية طرح الأسئلة واستخدام أدوات الأسئلة المناسبة.

- تَرَكُّز حصيلة المفردات على الأسماء إلى حد كبير، وضعف حصيلة المفردات على مستوى الأفعال والصفات.

- استخدام الإيماءات.

- تجميع الكلمات في جمل، في ضوء القواعد النحوية والصرفية للغة المنطوقة، تبعاً للهجة التي يتحدثها الطفل.

- تعلم الأغاني والأناشيد.

- استخدام الضمائر الصحيحة وظروف الزمان والمكان.

• «اللغة العملية»: من المحتمل -أيضاً- أن يعاني بعض الأطفال من مشكلات في مهارات استخدام اللغة، وهي ما تسمى «اللغة العملية»، والتي تتمثل في مواجهة مشكلات على مستوى:

- معرفة كيفية بدء المحادثة والاستمرار فيها.

- معرفة كيفية تبادل الأدوار عند التحدث مع الآخرين.

- تغيير طريقة التحدث مع أشخاص مختلفين وفي أماكن مختلفة. على سبيل المثال: التحدث مع شخص بالغ بشكل مختلف عن التحدث مع طفل صغير، والتحدث في الخارج بصوت أعلى من التحدث في الداخل.

• القراءة والكتابة: من الجدير بالذكر أنه في الوقت الذي يعاني فيه كثير من الأطفال من مشكلات في الفهم والتحدث، يمكن أن يتزامن ذلك مع مشكلات على مستوى المهارات الأولية للقراءة والكتابة، مثل:

- النظر إلى الصور في الكتاب وقلب الصفحات.

- سرد قصة ذات بداية ووسط ونهاية.

- تسمية الحروف والأرقام.

- تعلم الأبجدية والأرقام.

ثنائية اللغة

هل ثنائية اللغة ممكنة؟ أوضح الدكتور وائل الدكروري أن هناك كثيراً من الخرافات التي يجب التعامل معها حول اضطرابات اللغة النمائية، مثل:

الخرافة الشائعة في كثير من المجتمعات من أن «تعلم لغة ثانية قد يسبب مشكلات لغوية». هذه الخرافة تم دحضها، وثبت علمياً عدم صحتها؛ حيث يتعلم الأطفال في جميع أنحاء العالم التحدث بلغات أخرى غير لغتهم الأصلية، كما أن الطفل سيواجه مشكلات في اللغتين إذا كان يعاني من اضطراب لغة نمائي، فلا ضرر من تعلم أكثر من لغة لغوياً.

قد يشعر بعض الناس بالقلق من أن «تعلم أكثر من لغة واحدة هو أمر سيئ للطفل»، ولكن هذا شيء بعيد عن الحقيقة. وفي الواقع، هناك كثير من المزايا لمعرفة أكثر من لغة واحدة؛ حيث يشعر كثير من اللغويين بأن معرفة لغة ثانية تفيد في تطور النمو المعرفي والإدراكي للطفل؛ حيث أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتحدثون لغتين تكون اللغتان في صراع، كما لو كانت كل منهما تحاول إقناع الطفل باختيارها عند الاستجابة لمثير لغوي، وهو ما يتطلب قدرة على تنحية لغة وإعلاء اللغة الأخرى؛ ما يستلزم تفعيل الانتباه الاختياري والمرونة الإدراكية؛ حيث توصلت دراسة حديثة إلى أن هذه المهارات تكون أفضل عند الأطفال الذين يتحدثون لغتين، وهو ما يظهر بشكل واضح عند بداية الدراسة الأكاديمية؛ حيث يُظهر الأطفال الذين يتحدثون لغتين تقدماً في المجال الإدراكي، يتمثل في تطورٍ أعلى لمهارات السيطرة على الذات، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على مستقبلهم الأكاديمي وتطور المهارات الاجتماعية لديهم، فالطفل الذي لديه مهارات متقدمة في السيطرة على الذات يكون من السهل عليه تركيز انتباهه على النقاط المهمة، وأقل تفاعلاً مع المشتتات المختلفة، مما يكون له تأثير إيجابي على التطور الأكاديمي. أما بالنسبة للتفاعل الاجتماعي فتكون لديه سيطرة أكبر على سلوكياته وتفاعلاته.

إن استخدام أكثر من لغة مع الطفل لا يسبب تأخراً في حد ذاته، في حين أن الأطفال الذين يتعرضون لأكثر من لغة قد تكون بداية الكلام عندهم أبطأ قليلاً من الأطفال الذين يتعرضون للغة واحدة، ولكن يظلون ضمن الحدود الطبيعية؛ بل لقد أظهرت الدراسات، أنه حتى الأطفال الذين يعانون من تأخر في نمو مهارات اللغة والكلام يمكنهم الاستفادة من تعلم أكثر من نظام لغوي.

علاج اضطرابات ما قبل المدرسة

وحول علاج اضطرابات اللغة عند أطفال سن ما قبل المدرسة، يؤكد الدكتور وائل الدكروري أن دور اختصاصي علاج أمراض النطق واللغة المعتمد مهم ومحوري، بالنسبة لتطوير المهارات اللغوية عند الأطفال، على مستوى الفهم والتعبير والاستخدام. كما يلعب برنامج التدخل الذي يقدمه اختصاصي علاج أمراض النطق واللغة دوراً مهماً في مساعدة الطفل على الاستعداد للقراءة والكتابة.

وينوه الدكتور وائل إلى أن المهارات اللغوية الجيدة تساعد الطفل على التعلم والتفاعل الاجتماعي، وتكوين الصداقات والشعور بالثقة والرضا تجاه النفس.

ويضيف الدكتور وائل أنه من الجدير بالذكر أن اختصاصي علاج أمراض النطق واللغة يجب أن يعمل مع الأسرة ويشركها في البرنامج العلاجي الذي يجب أن يحتوي أنشطة وأهدافاً محتملة، مثل:

- زيادة فهم الطفل.

- تحسين كيفية استخدام الطفل للغة للتعبير والتواصل الفعال.

- تدريب المعلمين والعائلة على كيفية التفاعل مع الطفل، ومعرفة المزيد حول ما يمكن القيام به في المنزل لمساعدة الطفل.

- مساعدة الطفل على استخدام طرق أخرى للتواصل عند الحاجة.

- تعليم مهارات القراءة والكتابة مبكراً.

* استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)
TT

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

دماغ (أ.ف.ب)
دماغ (أ.ف.ب)

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم، لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين. وذكر أنه، مع التقدُّم في العمر، قد تصبح حالات، مثل الخرف أو مرض ألزهايمر، مصدر قلق أكبر، وهناك طرق لدعم صحة الدماغ، منها الحصول على قدر كافٍ من التمارين الرياضية والنوم والنظام الغذائي.

ولفت إلى بعض الأشخاص قد يلجأون للمكملات الغذائية لسد الفجوات الغذائية في نظامهم الغذائي وتعزيز صحتهم الإدراكية.

وفي حين يتم تسويق العديد من المكملات الغذائية لصحة الدماغ، حيث تلعب بعض العناصر الغذائية دوراً في الوظيفة الإدراكية، فإن الأدلة التي تدعم استخدام وفعالية المكملات الغذائية لصحة الدماغ لا تزال محدودة. وقدَّم الموقع مجموعة من المكملات الغذائية وصفها بأنها الأفضل لدعم صحة الدماغ:

1. أشواغاندا:

هي عشبة شائعة في الطب التقليدي قد تفيد في علاج العديد من الحالات المرتبطة بالدماغ، بما في ذلك القلق والأرق والتوتر والشيخوخة. ووجدت إحدى الدراسات التي أُجريَت على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عاماً أن تناول 600 ملليغرام من أشواغاندا يومياً لمدة 12 أسبوعاً أدى إلى تحسين الصحة العامة وجودة النوم واليقظة العقلية مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوها. ووفقاً للموقع، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم فوائد أشواغاندا للدماغ.

2. فيتامينات «ب»

فيتامينات مثل «ب6» (بيريدوكسين)، و«ب9» (حمض الفوليك)، و«ب12» (كوبالامين) هي فيتامينات أساسية تلعب دوراً في العديد من الوظائف في الجسم والدماغ. وتم ربط مشاكل الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة ومهارات التفكير العامة، بانخفاض مستويات فيتامين «ب»، خصوصاً فيتامين «ب12». ووجد الباحثون أيضاً علاقة بين مستويات فيتامين «ب» والخرف ومرض ألزهايمر، وخلصت إحدى الدراسات إلى أن انخفاض مستويات فيتامين «ب12»، وارتفاع مستويات فيتامين «ب9» مرتبطان بارتفاع خطر ضعف الإدراك. ومع ذلك، لم تجد دراسات أخرى نتائج مماثلة، ولم تتمكن من استنتاج أن مستويات فيتامين «ب» تؤثر على صحة الدماغ. وهناك حاجة إلى دراسات إضافية لفهم دور فيتامينات «ب» في صحة الدماغ. ويمكن تناول فيتامينات «ب»، من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية، والحد الأقصى الموصى به لفيتامين «ب6» 100 ملليغرام يومياً؛ بالنسبة لفيتامين «ب9»، الحد الأقصى هو 1000 ميكروغرام يومياً.

الدراسات السابقة قالت إن المكملات تدعم صحة الدماغ والقلب (رويترز)

3- الكافيين

منبه يوقظك ويعزز الطاقة، ويبدو أن تناوله يحسن القدرة الإدراكية واليقظة العقلية طوال اليوم، ولا يؤثر على الأداء العقلي أو الدقة، ومن المحتمل ألا تكون له فوائد طويلة الأمد لصحة الدماغ. ويمكن تناول الكافيين في المشروبات، مثل القهوة والشاي، ولكن الكافيين متوفر أيضاً في شكل مسحوق أو أقراص. وتتراوح الجرعات غالباً من 50 إلى 260 ملليغراماً يومياً وبالمقارنة، يوفر كوب واحد من القهوة عادة 95 إلى 200 ملليغرام من الكافيين.

4- الكولين

عنصر غذائي يساعد دماغك على إنتاج الأستيل كولين، وهو ناقل عصبي ضروري لإشارات الخلايا والذاكرة والمزاج والإدراك. وقامت إحدى الدراسات بتقييم تناول الكولين من خلال النظام الغذائي والمكملات الغذائية والوظيفة الإدراكية لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً في الولايات المتحدة. ووجد الباحثون أن تناول 188 - 399 ملليغراماً من الكولين يومياً يقلل من خطر انخفاض الوظيفة الإدراكية بنحو 50 في المائة مقارنةً بتناول أقل من 188 ملليغراماً. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين تناول الكولين والوظيفة الإدراكية. وتبلغ مستويات الكمية الكافية اليومية من الكولين لدى البالغين 550 ملليغراماً لدى الذكور والمرضعات، و425 ملليغراماً لدى الإناث، و450 ملليغراماً لدى الحوامل.

والحد الأقصى المسموح به للكولين لدى البالغين هو 3500 ملليغرام. ويوصى بهذه المستويات بناءً على خطر تلف الكبد وانخفاض ضغط الدم ورائحة الجسم السمكية التي تظهر مع مستويات تناول أعلى. ويحتوي البيض واللحوم والدجاج ومنتجات الألبان بشكل طبيعي على الكولين، وتتوفر أيضاً مكملات غذائية، تتراوح عادة من 10 إلى 250 ملليغراماً.

5- الكرياتين

هو حمض أميني يوجد بشكل طبيعي في أنسجة العضلات والدماغ، وهو مهم للطاقة والوظائف الخلوية. وغالباً ما يُستخدم الكرياتين كمكمل للمساعدة في بناء العضلات الهيكلية. تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه قد يحسن أيضاً صحة الدماغ. ووجدت مراجعة للدراسات أن مكملات الكرياتين أثبتت أنها تعمل على تحسين الذاكرة والإدراك والاكتئاب، فضلاً عن وظائف الدماغ بعد الارتجاج أو الإصابة. هناك فائدة محدودة تُرى في الأمراض التي تؤثر على الدماغ، مثل مرض باركنسون أو التصلُّب المتعدد. والجرعة الأكثر استخداماً من الكرياتين في الدراسات هي 20 غراماً يومياً لمدة 5 - 7 أيام، تليها 2.25 - 10 غرام يومياً لمدة تصل إلى 16 أسبوعاً.

6- بيلوبا

مكمل شائع نشأ في الطب الصيني التقليدي، وقد وجدت دراسات أن مستخلص أوراق الجنكة قد يحسن الذاكرة والدماغ.

دماغ (رويترز)

7. المغنيسيوم

معدن أساسي موجود في الأطعمة والمكملات الغذائية، ويلعب دوراً في صحة الدماغ، ويساعد في نقل الإشارات عبر الأعصاب والدماغ. وتشير بعض الأدلة إلى أن انخفاض مستويات المغنيسيوم يرتبط بالتهاب الدماغ وارتفاع خطر الإصابة بضعف الإدراك والأمراض العصبية. وهناك تقارير متضاربة حول ما إذا كان تناول المغنيسيوم بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر مرتبطاً بتحسين الوظيفة الإدراكية. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف يمكن للمغنيسيوم أن يفيد صحة الدماغ. ويمكن العثور على المغنيسيوم بشكل طبيعي في الأطعمة، مثل الخضراوات الورقية الخضراء والحبوب الكاملة والمكملات الغذائية متوفرة أيضاً. وتتراوح الكمية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم للبالغين من 310 إلى 420 ملليغراماً بناءً على العمر والجنس وما إذا كنت حاملاً أو مرضعة، والحد الأقصى لمكملات المغنيسيوم للبالغين هو 350 ملليغراماً.

النظام الغذائي المتوازن هو الأفضل لصحة الدماغ (أ.ف.ب)

8. أحماض «أوميغا 3» الدهنية

تلعب أحماض «أوميغا 3» الدهنية دوراً في العديد من وظائف الجسم التي تدعم صحة الدماغ، فعلى سبيل المثال، تساعد الأحماض الدهنية في بناء الخلايا ولها خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.

وتشير الدراسات إلى أن دمج أحماض «أوميغا 3» الدهنية في نظامك الغذائي أو روتين المكملات الغذائية قد يساعد في صحة الدماغ، بما في ذلك الحالة المزاجية والذاكرة. وارتبطت الأنظمة الغذائية الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وضعف الإدراك. وتحتوي الأسماك الدهنية (مثل السلمون) وفول الصويا والمكسرات على أحماض «أوميغا 3» الدهنية، ويتوفر أيضاً مكملاً غذائياً، وغالباً ما يكون في شكل كبسولات.

9- البروبيوتيك والبريبايوتيك

يتواصل الجهاز الهضمي والدماغ لمراقبة وظائف الجسم، بما في ذلك الجوع وحركة محتويات الطعام عبر الجهاز الهضمي. يعتقد الباحثون أن الأمعاء الصحية تساعد في تعزيز وظائف المخ الصحية.

تساعد البروبيوتيك والبريبايوتيك في تنظيم محور الأمعاء والدماغ عن طريق تقليل الالتهاب وزيادة كمية البكتيريا المفيدة في الجسم.

قد تمنع البروبيوتيك والبريبايوتيك المشكلات المعرفية الخفيفة أو تعكسها. ووجدت العديد من الدراسات أن كلا المكملين يمكن أن يحسن الوظيفة الإدراكية والمزاج. وتحدث هذه النتائج بشكل أقل شيوعاً لدى كبار السن الأصحاء والنشطين جسدياً والأفراد الأصغر سناً الذين لا يعانون من حالات صحية.

10- الثيانين

حمض أميني طبيعي موجود في الشاي قد يحسِّن الأداء العقلي، خصوصاً عند دمجه مع الكافيين، ويحتوي الشاي الأخضر بشكل طبيعي على الثيانين والكافيين. ووجدت دراسة أن جرعة واحدة من الثيانين بمقدار 100 ملليغرام تعمل على تحسين الانتباه ومع ذلك، عندما تم إعطاء المشاركين 200 ملليغرام من الثيانين يومياً لمدة أربعة أسابيع، لم يُلاحظ أي تحسن في الذاكرة أو سرعة الحركة أو اتخاذ القرار أو المهارات اللفظية. وتأثيرات الثيانين على التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والانتباه ومرض ألزهايمر ليست واضحة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات. وجد بعض الباحثين أن تناول الثيانين والكافيين معاً يحسن اليقظة والدقة، ولكنه لا يحسِّن وقت رد الفعل. ومن غير الواضح ما إذا كان الثيانين أو الكافيين يسبِّب هذا التحسن. ويعتبر الثيانين آمناً بجرعات تصل إلى 900 ملليغرام يومياً لمدة 8 أسابيع، يمكن العثور عليه في الشاي أو الأقراص أو المسحوق.

11- فيتامين «د»

هو فيتامين أساسي مهم لصحة العظام والعضلات والأعصاب، وقد يلعب أيضاً دوراً كبيراً في صحة الدماغ. وربطت العديد من الدراسات بين انخفاض مستويات فيتامين «د» وارتفاع خطر الإصابة بالتدهور المعرفي والخرف. وقامت إحدى الدراسات بتقييم مستويات فيتامين «د» في أدمغة الأشخاص بعد وفاتهم. وارتبطت المستويات الأعلى في الدماغ بانخفاض احتمالات الإصابة بالخرف أو ضعف الإدراك بنسبة 25 – 33 في المائة. وخلص الباحثون إلى أن تركيزات فيتامين «د» الأعلى في الدماغ كانت مرتبطة بصحة الدماغ والوظيفة الإدراكية الأفضل. ويمكنك الحصول على فيتامين «د» من التعرض المباشر لأشعة الشمس أو من خلال بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية، مثل السلمون والفطر والحليب. وللحصول على تناول فيتامين «د» بشكل ثابت، يمكنك تناول كبسولة أو مسحوق أو مكمل سائل. والجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين «د» هي 15 ميكروغراماً، للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و70 عاماً، بما في ذلك الأشخاص الحوامل أو المرضعات. ويجب أن يحصل الأشخاص فوق سن 70 عاماً على 20 ميكروغراماً.