هل القهوة مفيدة أم مضرة بصحة القلب؟

نصائح طبية بتناولها باعتدال

هل القهوة مفيدة أم مضرة بصحة القلب؟
TT

هل القهوة مفيدة أم مضرة بصحة القلب؟

هل القهوة مفيدة أم مضرة بصحة القلب؟

لا يستطيع كثير من الناس تخيل بدء يومهم من دون فنجان أو فنجانين من القهوة. وعلى الرغم من شعبيتها، فإن القهوة ظلت مشروباً مثيراً للجدل فيما يتعلق بصحة القلب.

في هذا السياق، يقول الدكتور مايكل غازيانو، الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد: «لقد تأرجح التفكير فيما يخص تأثير القهوة على القلب في كلا الاتجاهين؛ تارة بالفائدة والأخرى بالضرر».

خلال عقد الستينات، عُدّت القهوة عامل خطر لمرض الشريان التاجي، لكن أبحاثاً لاحقة أشارت إلى أن استهلاك القهوة بمعدل كبير فقط (أي أكثر من 5 أو 6 أكواب في اليوم) قد يضر بصحة القلب. ومع ذلك؛ فإن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من القهوة غالباً ما تختلف تأثيرات القهوة عليهم بطرق متباينة عن أولئك الذين يتناولون كميات محدودة، وفق الدكتور غازيانو.

دفقة نشاط؟

نظراً إلى أن القهوة تحتوي مادة الكافيين المنبهة، فقد تساءل الناس منذ مدة طويلة عما إذا كان تناول القهوة ربما «ينشط» القلب، مما يؤدي إلى الشعور بـ«خفقان القلب (palpitations)» (الإحساس الغريب بعدم انتظام ضربات القلب أو عدم حدوثها أو حدوثها بقوة)، أو «الرجفان الأذيني (atrial fibrillation)» (مشكلة في إيقاع القلب تتسبب في تسارع النبضات وعدم انتظامها).

ومع ذلك، يبدو أن الأشخاص الذين يتناولون كميات معتدلة من القهوة (من كوب إلى 3 أكواب يومياً) أقل عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني، وفقاً لدراسة أجريت عام 2019 شارك في وضعها الدكتور غازيانو. ووجدت الدراسة أن أولئك الذين تناولوا قهوة أكثر أو أقل لم يكونوا أكثر أو أقل عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني.

شأن كثير من الأبحاث الغذائية، اعتمدت هذه الدراسة على الملاحظة، بمعنى أن المشاركين أبلغوا عما يستهلكونه، وتتبع الباحثون صحتهم على مدار سنوات. إلا إن دراسة حديثة اتخذت نهجاً مختلفاً، ذلك أنها تولت بشكل مباشر قياس الآثار قصيرة المدى لتناول القهوة.

دراسة جديدة لتأثيرات القهوة

يهوى كثير من شاربي القهوة ذلك الإحساس المنشط الذي يجلبه فنجان قهوة الصباح، لكن هل لهذه العادة أي آثار قصيرة المدى على صحة القلب أو السلوكيات الأخرى المتعلقة بالقلب أو عوامل الخطر، وتحديداً ممارسه الرياضة والنوم، ومستويات السكر في الدم؟

لمعرفة ذلك، استعان الباحثون بأجهزة استشعار يمكن ارتداؤها، ووزعوها على المتطوعين لمدة أسبوعين. ونشرت دراستهم التي حملت عنوان «القهوة وتجربة التنظير الأذيني والبطيني في زمن حدوثها الفعلي Coffee and Real-time Atrial and Ventricular Ectopy (CRAVE)» في 23 مارس (آذار) 2023، في دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين» المختصة. (يشير التنظير الأذيني والبطيني إلى الانقباضات المبكرة للغرف العلوية أو السفلية للقلب. عادة ما يعاني الناس من هذه النبضات القوية أو السريعة أو غير المنتظمة، والمعروفة باسم الخفقان).

* الخاضعون للتجربة: 100 رجل وامرأة أصحاء بمتوسط عمر 39 عاماً.

* المؤشرات: ارتدى المشاركون 3 أجهزة منفصلة: جهاز يتتبع مستويات النشاط والنوم، وآخر يقيس نسبة السكر في الدم، وثالث يراقب إيقاع ضربات القلب. وجرى اختبار الأجهزة أيضاً، بحثاً عن المتغيرات الجينية الشائعة التي تؤثر على سرعة استقلاب الناس للكافيين.

* الطريقة: حرص الباحثون على توجيه المشاركين لتناول كميات من القهوة التي تحتوي على الكافيين وفق رغبتهم لمدة يومين، وطالبوهم بتنشيط جهاز مراقبة القلب بعد كل كوب يتناولونه، ثم الامتناع عن تناول القهوة لمدة يومين. وكرروا هذه الدورة على مدار 14 يوماً.

* النتائج الرئيسية: في الأيام التي تناول فيها المشاركون القهوة، لوحظ سيرهم 1000 خطوة إضافية في المتوسط يومياً، لكنهم كانوا ينامون نحو 36 دقيقة أقل من المعتاد في المتوسط كل ليلة. ولم يكن لتناول القهوة أي تأثير واضح على مستويات السكر في الدم. وعلى الرغم من أن استهلاك القهوة لم يزد من تقلصات الأذين المبكرة، فإنه يبدو أنه كان يزيد بشكل طفيف من احتمالات حدوث تقلصات البطين المبكرة. ولم يكن للاختلافات الجينية في استقلاب الكافيين أي آثار ملحوظة على أي من هذه النتائج.

تحليل النتائج

* خطوات أكثر ونوم أقل: وفق الدكتور غازيانو: «تجيب هذه التجربة الجديدة عن جانب كبير من اللغز». تشير واحدة من النتائج إلى أن المشاركين ساروا مزيداً من الخطوات في الأيام التي تناولوا فيها القهوة؛ مما يدعم الأبحاث الأخرى التي تظهر أن الكافيين يمكن أن يعزز الأداء البدني بشكل طفيف. من ناحية أخرى، فإن الآثار الضارة للكافيين على النوم معروفة بدرجة كبيرة أيضاً، ويجري تعريف النوم غير الكافي بصورة متزايدة على أنه خطر على صحة القلب والأوعية الدموية.

من الصعب معرفة ما إذا كانت التمرينات الإضافية تعوض بفائدتها مساوئ انخفاض معدل النوم الذي قد يحدث للأشخاص نتيجة تناول القهوة. يعرف معظم الناس كيف يتفاعلون مع القهوة ويضبطون تناولهم وفقاً لذلك، وفق الدكتور غازيانو، الذي يتناول كوباً يحتوي على قهوة منزوعة نصف كمية الكافيين يومياً.

* قيود الدراسة. شأن جميع الدراسات، فإن الدراسة الجديدة لها قيودها. على سبيل المثال، شملت الدراسة شاربي القهوة من الشباب الأصحاء نسبياً. لذلك، قد لا تنطبق النتائج على كبار السن الأكثر عرضة للإصابة بخفقان القلب. في الواقع، قد يتجنب الأشخاص الذين لا يتناولون القهوة (وبالتالي لم يكونوا جزءاً من الدراسة) ذلك المشروب، لأنهم يلاحظون أنه يسبب لهم الخفقان.

تأثيرات أخرى تتعلق بالقلب

اكتشفت الدراسة كذلك أن تناول القهوة أدى إلى زيادة طفيفة في تقلصات البطين المبكرة. هذه الاضطرابات قصيرة الإيقاع (والتي يمكن أن تشعر خلالها كما لو أن القلب ينبض بشدة أو يتخبط) شائعة وعادة ما تكون غير ضارة، خصوصاً عند الأشخاص الأصحاء. ومع ذلك، يجب على الأشخاص المصابين بأمراض القلب الذين يلاحظون استمرار ضربات القلب الغريبة التحدث إلى طبيبهم.

بحثت الدراسات السابقة في تأثيرات القهوة على المخاطر الشائعة الأخرى المتعلقة بالقلب، فعلى الرغم من أن تناول القهوة يرفع ضغط الدم، فإن التأثير مؤقت ولا يجعلك أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، بل وربما يقلل من خطر إصابتك.

وفي الوقت ذاته، تحتوي القهوة غير المفلترة، مثل القهوة الفرنسية والاسبريسو، على مركبات قد ترفع نسبة الكوليسترول الضار، لكن من المحتمل أن يكون التأثير ضئيلاً مقارنة ببقية نظامك الغذائي، خصوصاً إذا كنت لا تتناول أكثر من كوبين من القهوة غير المفلترة يومياً.

من جهته، يتساءل الدكتور غازيو على النحو التالي: «سؤالي الذي أطرحه: ما التأثير العام على النتائج التي تعنيني؛ وهي مرض القلب والأوعية الدموية؟»، عندما تنظر إلى الأدلة بشكل كلي، لا يبدو أن للقهوة تأثيراً إيجابياً أو سلبياً، وفق الدكتور غازيو. إذا كنت تحب القهوة، فيمكنك الاستمتاع بما يصل إلى بضعة أكواب يومياً، ما دامت لا تؤثر على نومك. ويختتم قائلاً: «لا تضع كثيراً من منتجات الحليب الدسمة والسكر في قهوتك؛ لأن ذلك يضيف الدهون المشبعة والسعرات الحرارية الفارغة، الخالية من القيمة الغذائية».

* «رسالة هارفارد للقلب» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق الفواكه والخضراوات تساعد على انتظام عملية الهضم خلال الشتاء (جامعة ماريلاند)

أطعمة ضرورية في الشتاء لتعزيز المناعة وصحة الأمعاء

غالباً ما يرتبط فصل الشتاء بالأطعمة المريحة والعادات الهادئة، وأحياناً ببعض السلوكيات غير الصحية. ومع ذلك، يُعد هذا الموسم فرصة مثالية لإعادة التركيز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)

هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

عند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، قد يتبادر إلى ذهنك أن حمامات الساونا والغطس في الماء البارد أشبه بعلاج سحري، يُعزز المناعة، ويحرق الدهون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)

الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

يعاني كثير من الأشخاص من قلق شديد، مصحوب بأعراض تتراوح بين تسارع الأفكار والأرق، وصولاً إلى نوبات الهلع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أحماض أوميغا 3 الموجودة في  السردين تساعد في المحافظة على مستويات السكر في الدم (بيكسباي)

دور السردين في المحافظة على مستويات السكر في الدم

تعرف الفوائد الصحية للسردين والأسماك الدهنية على نطاق واسع، فمحتواها العالي من الدهون غير المشبعة يُساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

من الطقس البارد إلى المباريات الرياضية... 14 سبباً غير متوقع للنوبات القلبية

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
TT

من الطقس البارد إلى المباريات الرياضية... 14 سبباً غير متوقع للنوبات القلبية

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)

يعاني العديد من الأشخاص حول العالم يومياً من النوبات القلبية، وقد تكون أسباب ذلك متوقعة، مثل ارتفاع ضغط الدم المتكرر وأمراض القلب والكولسترول، وحتى نمط الحياة المليء بالتوتر والقلق وعادات مثل التدخين والأنماط الغذائية السيئة.

ولكن تبرز أيضاً أسباب غير متوقعة للنوبات القلبية، أبرزها، حسب موقع «ويب ميد»:

1- قلة النوم

ستشعر بالضيق والتعب إذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم بانتظام، ولكن ذلك قد يزيد أيضاً من خطر إصابتك بنوبة قلبية. في إحدى الدراسات، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين ينامون عادةً أقل من 6 ساعات في الليلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بمقدار الضعف مقارنةً بمن ينامون من 6 إلى 8 ساعات. لا يعرف الأطباء السبب الدقيق لذلك، لكنهم يعلمون أن قلة النوم قد ترفع ضغط الدم وتؤدي إلى التهابات، وكلاهما ضار بصحة القلب.

2- الصداع النصفي

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم مقارنةً بمن لا يعانون منه. ويبدو أن الصداع النصفي المصحوب بهالة - أي رؤى أو أصوات أو أحاسيس غريبة تبدأ قبل بدء الصداع - يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمشاكل القلب.

3- الطقس البارد

يُشكّل البرد صدمةً للجسم. فالتواجد في الخارج خلال أشهر الشتاء قد يُؤدي إلى تضييق الشرايين، مما يُصعّب وصول الدم إلى القلب. إضافةً إلى ذلك، يضطر القلب إلى بذل جهد أكبر للحفاظ على دفء الجسم. إذا كنت قلقاً بشأن ذلك، فتوخَّ الحذر في درجات الحرارة المنخفضة، وقلّل من النشاط البدني الشاق، مثل جرف الثلج.

4- تلوث الهواء

تزداد احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية مع ارتفاع مستويات تلوث الهواء. فالأشخاص الذين يتنفسون هواءً ملوثاً بانتظام أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب. وقد يكون الجلوس في زحام المرور خطيراً بشكل خاص؛ لأنه قد يجمع بين عوادم السيارات والغضب أو الإحباط.

5- وجبة دسمة وكبيرة

فكّر ملياً قبل تناول المزيد، فقد لا يقتصر ضررها على زيادة محيط خصرك فقط. فتناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة يرفع مستويات هرمون النورأدرينالين، وهو هرمون التوتر، في الجسم. وهذا بدوره قد يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وقد يُسبب نوبات قلبية لدى البعض. كما أن الوجبات الدسمة جداً قد تُسبب ارتفاعاً مفاجئاً في نسبة نوع معين من الدهون في الدم، مما قد يُلحق ضرراً مؤقتاً ببعض الأوعية الدموية.

6- المشاعر القوية: سلبية كانت أم إيجابية

يُعرف الغضب والحزن والتوتر بأنها عوامل مُحفزة لمشاكل القلب، ولكن قد تؤدي الأحداث السعيدة أحياناً إلى نوبة قلبية أيضاً. ويمكن أن تُحفزها المشاعر المصاحبة لحفلة عيد ميلاد مفاجئة، أو حفل زفاف، أو ولادة حفيد.

7- الإجهاد المفاجئ أو الشديد

يُساعد الحفاظ على لياقتك البدنية على حماية قلبك على المدى الطويل، ولكن الإفراط في ذلك قد يكون خطيراً. نحو 6 في المائة من النوبات القلبية تحدث نتيجة الإجهاد البدني الشديد. ورغم أنك ربما سمعت أن الرياضة وسيلة جيدة لتخفيف التوتر، فمن المهم جداً عدم الإفراط فيها عند الشعور بالغضب أو الانزعاج.

8- الزكام أو الإنفلونزا

عندما يقاوم جهازك المناعي جرثومة، قد يُسبب ذلك التهاباً يُلحق الضرر بالقلب والشرايين. في إحدى الدراسات، كان الأشخاص المصابون بعدوى الجهاز التنفسي أكثر عرضةً للإصابة بنوبة قلبية بمقدار الضعف. لكن مستوى الخطر لديهم عاد إلى طبيعته بعد شفائهم من العدوى ببضعة أسابيع. كما ترتفع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية خلال فترات تفشي الإنفلونزا، وهذا سبب وجيه آخر لتلقي لقاح الإنفلونزا.

9- الربو

تزداد احتمالية إصابتك بنوبة قلبية بنسبة 70 في المائة تقريباً إذا كنت تعاني من هذا المرض الرئوي. حتى مع استخدامك لجهاز الاستنشاق للسيطرة عليه، يبقى خطر إصابتك أعلى من المعتاد. بسبب الربو، قد تميل أيضاً إلى تجاهل ضيق الصدر، الذي قد يكون علامة مبكرة على نوبة قلبية. لا يعرف الأطباء ما إذا كانت مشاكل التنفس تُسبب النوبات القلبية أم أنها ببساطة ناتجة عن سبب مشترك: الالتهاب.

10- النهوض من السرير صباحاً

تزداد احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية في الصباح؛ إذ يُفرز الدماغ كمية كبيرة من الهرمونات في الجسم لتنشيطه، مما يُشكل ضغطاً إضافياً على القلب. كما قد يُعاني الشخص من الجفاف بعد نوم طويل، مما يزيد من جهد القلب.

11- الكوارث

أظهرت الدراسات أن معدلات الإصابة بالنوبات القلبية ترتفع بعد الكوارث الكبرى كالزلازل والهجمات الإرهابية، ليس فقط مباشرةً بعدها، بل حتى بعد مرور بضع سنوات. قد لا يكون بالإمكان تجنب هذه المواقف، ولكن يمكن اتخاذ خطوات لإدارة التوتر بعد وقوعها، كالحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة وممارسة الرياضة.

12- الرياضات الجماهيرية

قد تؤدي ممارسة الرياضة، وكذلك مشاهدتها، إلى الإصابة بنوبة قلبية. ففي عام 2006، ارتفعت حالات النوبات القلبية في ألمانيا بشكل ملحوظ خلال مباريات المنتخب الوطني في كأس العالم لكرة القدم. وبعد مباراة السوبر بول عام 1980، زادت حالات النوبات القلبية المميتة في لوس أنجلوس عقب خسارة فريق رامز.

13- الكحول

الإفراط في شرب الكحول قد يؤدي إلى رفع ضغط الدم، ويزيد من أنواع معينة من الكولسترول الضار، ويؤدي إلى زيادة الوزن، وكلها عوامل تضر بالقلب. كما أن هناك عواقب قصيرة المدى؛ فقد أظهرت إحدى الدراسات أن ليلة واحدة من الإفراط في الشرب قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية خلال الأسبوع التالي.

14- القهوة

للقهوة فوائدها ومضارها. يرفع الكافيين ضغط الدم لفترة وجيزة، مما قد يُسبب نوبة صرع، خاصةً إذا لم تكن تشربها بانتظام أو كنت مُعرضاً لخطر الإصابة بها لأسباب أخرى. عموماً، لا يبدو أن شرب كوب أو كوبين يومياً ضار.


هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
TT

هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)

عند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، قد يتبادر إلى ذهنك أن حمامات الساونا والغطس في الماء البارد أشبه بعلاج سحري، يُعزز المناعة، ويحرق الدهون، ويُعالج كل شيء من آلام المفاصل إلى تقلبات المزاج.

لكن الحقيقة، كما يقول الخبراء، أكثر تعقيداً.

أفادت الدكتورة هيذر ماسي، الأستاذة المشاركة في علم البيئة القاسية وعلم وظائف الأعضاء بجامعة بورتسموث البريطانية: «هناك الكثير ممن يُؤمنون بفاعلية التعرض للحرارة والبرودة، لكننا لا نملك حتى الآن أدلة كافية تُؤكد فوائدها بشكل قاطع».

وتُوضح أن أجسامنا «مذهلة» في الحفاظ على استقرار درجة حرارتها الداخلية، التي تتراوح عادةً بين 36.5 و37 درجة مئوية.

وفي حياتنا اليومية، نادراً ما نُعرّض هذا النظام للخطر؛ إذ نقضي فترات طويلة في أماكن مُدفأة أو مُكيّفة.

وتُضيف أن تسخين الجسم أو تبريده يُسبب ضغطاً طفيفاً، قد يُحفز استجابات تكيفية أو وقائية، حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

العلم وراء الساونا

تكمن جاذبية الساونا في هذه الفكرة، حيث نادراً ما تخلو منها الصالات الرياضية والمنتجعات الصحية هذه الأيام.

بالنسبة للبعض، تُعدّ الساونا مكافأة بعد التمرين، بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي للبعض الآخر، ويُقسم الكثيرون بفوائدها، مُقتنعين بأنّ 15 دقيقة من الحرارة الشديدة تُحدث فرقاً كبيراً في صحة الجسم والعقل.

ولا شكّ في أنّها تُشعِر بالراحة.

قالت الدكتورة ماسي: «عندما تجلس في الساونا وتتعرّق، قد تشعر بمزيد من الاسترخاء والحرية، وتزداد مرونتك، وقد تخفّ آلامك قليلاً... إذن، هناك بالتأكيد بعض الفوائد لاستخدام الساونا، لكن السؤال هو: هل هذه فائدة صحية طويلة الأمد أم أنها فائدة نفسية في المقام الأول؟».

أوضحت ماسي أن دراسة حديثة أجريت على أشخاص خضعوا لجلسات متكررة في أحواض المياه الساخنة، وأظهرت النتائج تغيرات في مستويات الأنسولين وضغط الدم.

وأضافت: «بدأنا بدراسة ما إذا كان تسخين الجسم قد يُفيد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة».

مع ذلك، تحثّ على توخي الحذر عند إطلاق ادعاءات صحية جريئة؛ إذ لا تزال الأدلة العلمية الموثوقة محدودة.

شرحت: «لم نُجرِ تجربة سريرية حقيقية للساونا. أعتقد أننا سنكتشف فوائد في المستقبل، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد».

وأكدت أنه من المعقول حالياً الاستمتاع بهذه العادة لما تُضفيه من شعور، دون افتراض أنها طريق مختصر ومضمون لتحسين الصحة.

وإذا قررت تجربة الساونا أو أحواض المياه الساخنة، تنصح الدكتورة ماسي بالحذر، والبدء تدريجياً، واستشارة طبيبك أولاً إذا كنت تعاني من أي أمراض مزمنة أو كنتِ حاملاً.

ماذا عن السباحة في الماء البارد؟

يُفضّل البعض تجربة عكس ذلك تماماً.

تزداد شعبية مجموعات السباحة في الماء البارد، حيث باتت السباحة في الصباح الباكر مشهداً مألوفاً على الشواطئ والبحيرات والأنهار.

تمارس الدكتورة ماسي، التي سبحت في القناة الإنجليزية وشاركت في بطولة العالم للسباحة في الجليد، السباحة في الماء البارد مرة واحدة أسبوعياً، لكنها لا تمكث فيه سوى بضع دقائق.

تجد الأمر «مؤلماً» في البداية، لكن تلك الصدمة الأولية هي ما يسعى إليه الناس.

تشرح قائلة: «عند الغطس لأول مرة، ينتابك شعورٌ بالاختناق اللاإرادي وتسارع في التنفس». يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وتزداد هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.

وتضيف: «تصل هذه الاستجابة إلى ذروتها بعد نحو 30 ثانية، ثم تتلاشى بسرعة كبيرة».

يُقلل التعرض المتكرر من استجابة الصدمة، وبعد عدة مرات، يمكن تقليلها بنسبة 50 في المائة تقريباً.


الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
TT

الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)

يعاني كثير من الأشخاص من قلق شديد، مصحوب بأعراض تتراوح بين تسارع الأفكار والأرق، وصولاً إلى نوبات الهلع. وبينما تُعتبر العلاجات النفسية وتغييرات نمط الحياة، وأحياناً الأدوية، عناصر أساسية في إدارة القلق، فإن صحة الأمعاء تُعدُّ جانباً غالباً ما يُغفل عنه.

وتزداد الأدلة التي تُشير إلى أن توازن البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى في الأمعاء -المعروفة باسم الميكروبيوم المعوي- يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية، ولا سيما حالات القلق والاكتئاب، وفقاً لموقع «هيلث لاين».

وعلى سبيل المثال، أظهرت البحوث أن الأفراد الذين يعانون من القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات، واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء.

وعندما يختل توازن الأمعاء، قد يُساهم ذلك في حدوث التهاب، ويُعطِّل إنتاج النواقل العصبية المنظمة للمزاج، مثل السيروتونين. لذا، فإن دعم صحة الأمعاء قد يُساعد في تخفيف أعراض القلق وتحسين الصحة النفسية العامة.

وفيما يلي بعض الطرق المُستندة إلى الأدلة لتحسين صحة الأمعاء، والتي قد تُساعد أيضاً في دعم التوازن العاطفي:

اختر الأطعمة الكاملة المفيدة للأمعاء

يلعب النظام الغذائي دوراً رئيسياً في صحة ميكروبيوم الأمعاء. فالأطعمة المُصنَّعة بكثرة، والسكريات المُضافة، والدهون المُشبعة، تُغذي البكتيريا الضارة، وتُعزز الالتهابات، وهما عاملان قد يُؤثران سلباً على الصحة النفسية.

فحاول استبدال الأطعمة الكاملة بالأطعمة فائقة المعالجة، والغنية بالسكريات والدهون.

وتشمل هذه الأطعمة:

الأطعمة الغنية بالألياف: البروكلي، والكرنب، والشوفان، والبازلاء، والأفوكادو، والكمثرى، والموز، والتوت، فهي غنية بالألياف التي تُساعد على الهضم الصحي.

الأطعمة الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية: سمك السلمون، والماكريل، والجوز، وبذور الشيا، وبذور الكتان، فهي غنية بأحماض «أوميغا 3» التي قد تُساعد على تقليل الالتهابات وتحسين الهضم.

تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والبريبيوتيك

يعتمد توازن ميكروبيوم الأمعاء على كلٍّ من البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) والبريبيوتيك (الألياف التي تغذيها). ويمكن أن يساعد تناول مزيج من كليهما في دعم التنوع الميكروبي، المرتبط بصحة عقلية وهضمية أفضل.

من طرق إدخال البروبيوتيك والبريبيوتيك في نظامك الغذائي ما يلي:

أطعمة غنية بالبروبيوتيك: مخلل الملفوف، والكفير، والكيمتشي، والكومبوتشا، وخل التفاح، والكفاس، والزبادي عالي الجودة.

أطعمة غنية بالبريبيوتيك: الجيكاما، والهليون، وجذر الهندباء البرية، وأوراق الهندباء، والبصل، والثوم، والكراث.

مارِس عادات هضم صحية

لا يقتصر دعم الهضم على ما تأكله فحسب؛ بل تلعب العادات اليومية دوراً أساسياً في صحة الأمعاء والصحة النفسية.

حافظ على رطوبة جسمك: يساعد الماء على تحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي، ويدعم امتصاص العناصر الغذائية.

تناول الطعام بوعي: تناول الطعام ببطء وفي جو هادئ يُحسِّن الهضم ويُخفف التوتر.

مارس الرياضة بانتظام: النشاط البدني يدعم انتظام حركة الأمعاء ووظائفها.

احصل على قسط كافٍ من النوم: قلة النوم تُخلُّ بتوازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتزيد من القلق. احرص على النوم من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة.