تعرّف على الأدوار المهمة للكورتيزول في جسم الإنسان

تعرّف على الأدوار المهمة للكورتيزول في جسم الإنسان
TT
20

تعرّف على الأدوار المهمة للكورتيزول في جسم الإنسان

تعرّف على الأدوار المهمة للكورتيزول في جسم الإنسان

يلعب الكورتيزول، الذي يشار إليه غالبًا باسم «هرمون التوتر»، دورًا حيويًا في جسم الإنسان. فالكورتيزول، الذي تنتجه الغدد الكظرية، يشارك في مجموعة واسعة من العمليات الفسيولوجية.

وفي حين أن ارتباطه بالإجهاد معروف جيدًا، فإن الكورتيزول يخدم العديد من الوظائف الأساسية الأخرى التي تساهم في الصحة العامة والرفاهية. وتتمثل إحدى وظائف الكورتيزول الأساسية في مساعدة الجسم على الاستجابة للتوتر.

ففي أوقات الخطر أو التوتر، ترتفع مستويات الكورتيزول، ما يؤدي إلى سلسلة من الاستجابات الفسيولوجية المعروفة باسم استجابة «القتال أو الهروب».

ووفقًا لبحث، يزيد الكورتيزول من مستويات السكر في الدم ويعزز الطاقة ويعزز اليقظة ويجهز الجسم للتعامل مع الضغوطات بفعالية. وهذه الاستجابة ضرورية للبقاء وتساعدنا على التكيف مع المواقف الصعبة، وذلك وفق ما ذكر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

التمثيل الغذائي

يلعب الكورتيزول دورًا مهمًا في تنظيم عملية التمثيل الغذائي. إذ يتفاعل مع الأنسولين ويؤثر على كيفية معالجة الجسم للكربوهيدرات والبروتينات والدهون؛ من خلال التأثير على إنتاج الغلوكوز وامتصاصه فيساعد الكورتيزول في الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الكورتيزول في تكسير الدهون للحصول على الطاقة، خاصة خلال فترات الصيام أو الإجهاد لفترات طويلة. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي مستويات الكورتيزول المرتفعة بشكل مزمن إلى اختلالات في التمثيل الغذائي وتساهم في حالات مثل مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن.

تعديل جهاز المناعة

يمارس الكورتيزول تأثيرًا قويًا على جهاز المناعة. حيث يساعد في تنظيم الاستجابة الالتهابية للجسم ويلعب دورًا في موازنة وظيفة المناعة. كما يمكن أن تكون خصائص الكورتيزول المضادة للالتهابات مفيدة في المواقف الحادة، مثل مكافحة العدوى أو تقليل تلف الأنسجة. لذا يمكن أن يؤدي التعرض لفترات طويلة لمستويات عالية من الكورتيزول إلى تثبيط جهاز المناعة، ما يجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالعدوى ويضعف قدرة الجسم على تكوين استجابة مناعية فعالة.

تنظيم ضغط الدم

يؤثر الكورتيزول على ضغط الدم من خلال العمل على الأوعية الدموية والكلى. فيساعد على تنظيم توازن السوائل ومستويات الشوارد في الجسم، بما في ذلك الصوديوم والبوتاسيوم. حيث يعزز الكورتيزول احتباس الماء ويزيد من حجم الدم، مما قد يرفع ضغط الدم. وفي حالات معينة، تكون هذه الاستجابة ضرورية للحفاظ على تدفق الدم الكافي إلى الأعضاء الحيوية.

يمكن أن يساهم الارتفاع المطول في الكورتيزول بارتفاع ضغط الدم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

تنظيم دورة النوم والاستيقاظ

يتبع الكورتيزول إيقاعًا نهاريًا طبيعيًا، حيث تكون المستويات أعلى في الصباح وتنخفض تدريجيًا على مدار اليوم. هذا النمط مهم للحفاظ على دورة النوم والاستيقاظ، والمعروفة أيضًا بإيقاع الساعة البيولوجية.

يساعد الكورتيزول في تعزيز الاستيقاظ في الصباح وينخفض تدريجيًا في المساء، ما يسمح بنوم مريح.

ويمكن أن تتداخل الاضطرابات في إيقاع الكورتيزول، مثل ارتفاع مستويات المساء أو المستويات الصباحية المكبوتة، في أنماط النوم وتساهم في اضطراباته.

الوظيفة المعرفية والعاطفية

يؤثر الكورتيزول على وظائف المخ ويلعب دورًا في العمليات المعرفية والتنظيم العاطفي. إذ يساعد في تعديل تكوين الذاكرة واسترجاعها والانتباه واتخاذ القرار. فبكميات مناسبة، يمكن أن يعزز الكورتيزول اليقظة والتركيز. ومع ذلك، يمكن أن يكون للتوتر المزمن ومستويات الكورتيزول المرتفعة باستمرار آثار سلبية على الإدراك والرفاهية العاطفية، ما يساهم في القلق والاكتئاب ومشاكل الذاكرة. الكورتيزول هو هرمون مهم يؤثر على العديد من العمليات الفسيولوجية في جسم الإنسان؛ من الاستجابة للتوتر وتنظيم التمثيل الغذائي إلى تعديل الجهاز المناعي والتحكم في ضغط الدم، يلعب الكورتيزول دورًا متعدد الأوجه في الحفاظ على التوازن والتكيف مع متطلبات الحياة المتغيرة باستمرار.

وفي حين أن تأثيرات الكورتيزول ضرورية للبقاء على قيد الحياة ووظيفة الجسم الطبيعية، إلّا انه من الضروري الحفاظ على توازن صحي.


مقالات ذات صلة

5 معلومات خاطئة عن تناول البروتين وبناء العضلات

صحتك العضلة المستقيمة البطنية التي يمكن أن تظهر كعضلات بطن سداسية في الأشخاص الذين لديهم نسبة دهون منخفضة

5 معلومات خاطئة عن تناول البروتين وبناء العضلات

يمثل البروتين عنصراً غذائياً أساسياً وحيوياً لعمل الجسم وأساساً لصحة الإنسان، لكن بعض الخرافات التي ترتبط به لا تتفق مع أي سند علمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يتيح التطبيب عن بُعد التواصل مع المريض مما يسمح باستمرار الرعاية والتدخلات والمراقبة (جامعة جنوب كاليفورنيا)

قميص طبي يقلل فترات الإقامة بالمستشفى بعد الجراحة

يمكن لقميص طبي يراقب العلامات الحيوية للمريض بعد الجراحة أن يُساعد المرضى على العودة بشكل أسرع من المستشفى للتعافي في المنزل.

صحتك إقبال شديد على السفر بالقطارات التي يمكن النوم فيها (ترينيتاليا)

تقنية «التخيل العشوائي»... طريقة بسيطة تساعدك على النوم

اكتشف الدكتور جو ويتنغتون تقنية بسيطة وغير تقليدية تُعرف باسم «التخيل العشوائي»، التي غيّرت تجربته مع النوم كلياً.

صحتك النشاط الاجتماعي يؤخر إصابة كبار السن بالخرف لمدة 5 سنوات (أرشيفية - رويترز)

كيف يحسن الضوء الأزرق الصباحي نوم كبار السن ونشاطهم اليومي؟

تزداد صعوبة الحصول على نوم هانئ ليلاً والشعور بالراحة التامة في اليوم التالي مع التقدم ​​في السن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك استخدام الإسفنجة نفسها في جميع أنحاء المطبخ يمكن أن يتسبب في نشر الجراثيم بين الأسطح (معهد التنظيف الأميركي)

«جنة البكتيريا»... هل إسفنجة المطبخ مضرة بالصحة؟

تعد إسفنجة المطبخ من الأدوات المهمة حيث نستخدمها لتنظيف الأطباق التي نتناولها، لكنها بيئة رطبة مليئة بالفتات وتعتبر مثالية لنمو البكتيريا

«الشرق الأوسط» (لندن)

«جنة البكتيريا»... هل إسفنجة المطبخ مضرة بالصحة؟

استخدام الإسفنجة نفسها في جميع أنحاء المطبخ يمكن أن يتسبب في نشر الجراثيم بين الأسطح (معهد التنظيف الأميركي)
استخدام الإسفنجة نفسها في جميع أنحاء المطبخ يمكن أن يتسبب في نشر الجراثيم بين الأسطح (معهد التنظيف الأميركي)
TT
20

«جنة البكتيريا»... هل إسفنجة المطبخ مضرة بالصحة؟

استخدام الإسفنجة نفسها في جميع أنحاء المطبخ يمكن أن يتسبب في نشر الجراثيم بين الأسطح (معهد التنظيف الأميركي)
استخدام الإسفنجة نفسها في جميع أنحاء المطبخ يمكن أن يتسبب في نشر الجراثيم بين الأسطح (معهد التنظيف الأميركي)

تعد إسفنجة المطبخ من الأدوات المهمة، حيث نستخدمها لتنظيف الأطباق التي نتناولها، لكنها بيئة رطبة مليئة بالفتات وتعتبر مثالية لنمو البكتيريا، والتي تتميز أنواع عديدة منها بمهاراتها في التعامل مع البيئة القاسية لكن أفضل مكان تفضل العيش فيه، هو إسفنجة المطبخ، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

حيث إن الإسفنج هو جنة البكتيريا فهو دافئ ورطب ومليء بفتات الطعام المغذي الذي تتغذى عليه الميكروبات.

ولفتت «بي بي سي» إلى أن ماركوس إيغرت، عالم الأحياء الدقيقة في جامعة فورتفاغن في ألمانيا نشر في عام 2017، بيانات جديدة عن البكتيريا في إسفنجات المطبخ المستعملة، حيث اكتشف عدداً هائلاً من الميكروبات في تلك الإسفنجيات، بلغ 362 نوعاً، وفي بعض الأماكن، وصلت كثافة البكتيريا إلى 54 مليار فرد لكل سنتيمتر مربع، وقال: «هذه كمية هائلة، تُقارب عدد البكتيريا الموجودة في عينة براز بشرية».

وتوفر الإسفنجيات المليئة بالثقوب والجيوب، بيئةً مناسبةً لتجمع الميكروبات.

ووفقاً لما وجده لينغتشونغ يو، عالم الأحياء في جامعة ديوك الأميركية، وفريقه، في دراسة أجريت عام 2022 أن الإسفنجيات ذات الجيوب ذات الأحجام المختلفة تُشجع على نمو الميكروبات بشكل أكبر.

ويقول إيغرت: «وجود مجموعة متنوعة من أحجام المسام المختلفة في إسفنجات المطبخ أمرٌ بالغ الأهمية لتشجيع نمو البكتيريا، وهذا منطقي، فبالنسبة للميكروبات، هناك كائنات فردية مثل البكتيريا التي تفضل النمو بمفردها، وهناك بكتيريا تحتاج إلى صحبة غيرها. داخل الإسفنجة، يوجد العديد من التراكيب أو البيئات المختلفة التي تُسعد الجميع».

وقالت الصحيفة إنه لا شك إن الإسفنج مكان جيد للبكتيريا ومع ذلك، لا يعني هذا بالضرورة أن هذه الأدوات تُشكل خطراً على صحتنا أيضاً فالبكتيريا موجودة في كل مكان على جلدنا، وفي التربة، وفي الهواء المحيط بنا وليست جميعها ضارة، بل إن العديد منها يؤدي وظائف حيوية. لذا، السؤال المهم هو: هل تستحق البكتيريا الموجودة في الإسفنج القلق حقاً؟

وفي الدراسة التي أجراها إيغرت عام 2017، قام بتتبع تسلسل الحمض النووي لأكثر أنواع البكتيريا شيوعاً على الرغم من استحالة تحديد النوع الدقيق لكل بكتيريا، فإن خمسة من كل عشرة أنواع من أكثر الأنواع شيوعاً كانت وثيقة الصلة ببكتيريا معروفة بأنها تُسبب عدوى للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة كما أن إجراءات التنظيف مثل التسخين في الميكروويف أو الشطف بالماء الساخن والصابون، لم تنفع، فرغم أنها قضت على بعض البكتيريا، فإنها سمحت لسلالات أخرى أكثر مقاومة بالازدهار.

ويقول إيغرت: «فرضيتنا هي أن إجراءات التنظيف قد تُؤدي إلى نوع من عملية الانتقاء، حيث يُمكن للبكتيريا الناجية القليلة أن تنمو وتتكاثر بأعداد كبيرة مرة أخرى، وإذا كررت هذا الأمر عدة مرات، فقد يؤدي ذلك إلى ظهور مجموعة من البكتيريا أكثر تكيفاً مع التنظيف».

ولفتت الصحيفة إلى دراسة أجريت في عام 2017، حيث جمعت جينيفر كوينلان، أستاذة سلامة الغذاء في جامعة برايري في الولايات المتحدة، وزملاؤها، إسفنجات مطبخ من 100 منزل، ووجدت أن 1-2 في المائة فقط من هذه الإسفنجات تحتوي على بكتيريا مرتبطة بالتسمم الغذائي.

إسفنجة مستخدمة في تنظيف الأطباق (أ.ف.ب)
إسفنجة مستخدمة في تنظيف الأطباق (أ.ف.ب)

ودُعمت هذه النتيجة بدراسة أجريت عام 2022، قارنت فيها سولفيج لانغسرود، العالمة في معهد نوفيما النرويجي لأبحاث الأغذية، البكتيريا الموجودة في إسفنجات وفرش غسل الأطباق، ووجدت مجموعة شائعة من البكتيريا غير الضارة وغير المسببة للأمراض في كلا النوعين من الأدوات.

وقالت كوينلان: «الغالبية العظمى من البكتيريا الموجودة على الإسفنج لا تسبب الأمراض، بل تُسبب فقط رائحة كريهة، ستجعلها كريهة مع مرور الوقت مع ذلك، هناك احتمال أن يكون استخدام إسفنجة لمسح اللحوم النيئة أو الدجاج النيء سبباً في وجود بعض هذه البكتيريا المسببة للأمراض عليها، وقد وجدت الدراسات أنه يمكن عزل مسببات الأمراض من إسفنج المطبخ».

لذا، في حين أن البكتيريا التي تنمو في الإسفنجة ليست ضارة عادةً، إلا أنه في حال ظهور بكتيريا خطيرة مثل السالمونيلا، فإن بنية الإسفنجة تجعلها مكاناً مثالياً لنمو هذه البكتيريا.

وهناك أدلة على ذلك، ففي دراسة لانغسرود، عندما أدخل الباحثون السالمونيلا إلى إسفنجات المطبخ، ازدهرت، ولكن عندما أضافوا هذه البكتيريا إلى الفرش، ماتت، وقد يكون ذلك لأن الفرش غالباً ما تجف بشكل أكثر فعالية بين الاستخدامات، مما يؤدي إلى قتل بكتيريا السالمونيلا، بينما يمكن أن تظل الإسفنجة رطبة من الداخل إذا استُخدمت يومياً.

وبشأن المدة التي يجب عندها تغيير إسفنجة المطبخ؟ قالت كوينلان إنه من منظور النظافة، يُفضّل استبدالها أسبوعياً، ولكن هناك أشياء يمكنك القيام بها لإطالة عمرها الافتراضي.

وأضافت: «هناك طريقتان سهلتان لتنظيفها يمكنك وضعها في غسالة الأطباق في نهاية المساء، أو تسخينها في الميكروويف لمدة دقيقة حتى ترى البخار يتصاعد، وهذا سيقضي على معظم مسببات الأمراض».

وكانت الدراسات أظهرت أن غسل الإسفنجة في غسالة الأطباق أو الميكروويف يُقلل من تراكم البكتيريا، ويكون أكثر فعالية من نقعها في المُبيّض. ولكن كما أوضحت دراسة إيغرت، فإن هذا قد يُؤدي إلى ظهور سلالات أكثر مقاومة، وبالتالي يُصبح التنظيف أقل فعالية مع مرور الوقت.

كما أن وضع الإسفنجة في الماء المغلي والمطهر يقضي على معظم البكتيريا، مع أن بعضها قد يبقى على قيد الحياة، وخاصة تلك التي تُشكّل أغشية حيوية لزجة واقية ولكن وُجد أن هذه الطريقة فعالة في الحد من مُسببات الأمراض المُحتملة مثل السالمونيلا.

ومن جانبها قالت إيغرت: «لا أنصح باستخدام إسفنجات المطبخ إطلاقاً. في الواقع، لا أجد أي معنى لاستخدامها في المطبخ. الفرشاة أفضل بكثير لأنها تحتوي على بكتيريا أقل وتجف بسهولة أكبر، كما أنها أسهل في التنظيف».