اختراق جديد... الذكاء الاصطناعي يكشف عن نوبات القلب قبل حدوثها بسنوات

الطبيب كريج بسمان يناقش التقنية الجديدة للكشف عن نوبات القلب قبل حدوثها («فوكس نيوز»)
الطبيب كريج بسمان يناقش التقنية الجديدة للكشف عن نوبات القلب قبل حدوثها («فوكس نيوز»)
TT

اختراق جديد... الذكاء الاصطناعي يكشف عن نوبات القلب قبل حدوثها بسنوات

الطبيب كريج بسمان يناقش التقنية الجديدة للكشف عن نوبات القلب قبل حدوثها («فوكس نيوز»)
الطبيب كريج بسمان يناقش التقنية الجديدة للكشف عن نوبات القلب قبل حدوثها («فوكس نيوز»)

أظهرت الدراسات أن ما يقرب من نصف جميع النوبات القلبية «صامتة»، مما يعني أن الشخص لا يعاني من أي أعراض على الإطلاق قبل النوبة القلبية. وتعمل شركات التكنولوجيا الطبية على تعزيز تقنية الذكاء الاصطناعي من أجل اكتشاف حالات نوبة توقف القلب.

وتسعى شركة التكنولوجيا الطبية «فونتين لايف» للاستعانة بالذكاء الاصطناعي لفحص الشريان التاجي لكشف خطر الإصابة بنوبة قلبية قبل 3 أو 5، أو حتى 10 سنوات من بدء الأعراض. ويقول بيل كاب، الجرَّاح والرئيس التنفيذي لشركة «فونتين لايف» في فلوريدا، إن إجراء بسيطاً في العيادات الخارجية يستغرق أقل من ساعة قد يساعد في الاستقصاء عن النوبات القلبية. وذكر تقرير لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية أن التقنية تعتمد على حقن صبغة بسيطة في الوريد، ثم يجري إجراء أشعة مقطعية سريعة للقلب. ويقول كاب، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز ديجيتال»: «سنعرف بعد ذلك صحة الشرايين الكاملة، بما في ذلك كمية الترسبات داخل الشرايين».

وأوضح الطبيب أن التقنية الجدية تشبه التصوير المقطعي للشريان التاجي التقليدي (سي سي تي إيه) المعمول به منذ عقود، ولكن بدلاً من قراءة النتائج فقط من قِبل طبيب القلب أو اختصاصي الأشعة، يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل النتائج. ويتابع كاب: «يمكن للذكاء الاصطناعي أن يرى بالضبط كمية الترسبات الموجودة، وما إذا كانت متكلسة (مستقرة)، أم عالية الخطورة، من خلال تقصّي أشياء لا يمكن للبشر رؤيتها».

وأضاف كاب أنه بالإضافة إلى تحديد علامات الخطر، يوفر الاختبار أيضاً مساراً للأشخاص للكشف عن أمراض القلب. وتابع الطبيب أن فحص الشريان التاجي بالذكاء الاصطناعي، الذي أجرته الشركة، يوفر بديلاً غير جراحي لـ«القسطرة»، وهو إجراء أكثر تكلفة يتضمن إدخال قسطرة في الشريان.

وأوضح كاب أن معظم الأمراض - بما في ذلك مرضا السكري والقلب - لا تظهر عليها أعراض حتى تصل إلى مراحل متأخرة.

وأضاف الطبيب أنه «للحصول على المؤشرات الحيوية في المراحل المبكرة، نحتاج إلى تدريب الذكاء الاصطناعي على البيانات دون أعراض؛ حتى نتمكن من اكتشاف المرض مبكراً ومراقبة التقدم أو الانحدار».

وجمعت شركة «فونتين لايف» مجموعة من الأطباء العاملين لمساعدتهم على تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي على الحالات التي لا تظهر فيها أعراض. وتابع كاب: «في بعض الأحيان يميل الذكاء الاصطناعي إلى (الهلوسة) في التطبيقات الطبية، لذلك من المهم أن يجري تدريبه على مجموعات بيانات كبيرة جداً».

بالإضافة إلى فحص القلب، تقدِّم الشركة أيضًا تصويراً بالرنين المغناطيسي لكامل الجسم يأخذ لقطة لكامل الجسم والدماغ، ثم تطبق تقنية الذكاء الاصطناعي للتحقق من السرطان أو الأمراض العصبية أو أي تشوهات أخرى.

* اختراق جديد

ونقلت «فوكس نيوز» عن ختراق رامان فيلو، وهو مستشار الاستثمار العقاري يبلغ من العمر 62 عاماً، أنه يتبع أسلوب حياة نشطاً، ويَعتبر نفسه بصحة جيدة - لكن لم تكن لديه أية فكرة عن تعرضه لخطر الإصابة بنوبة قلبية حتى خضع لفحص الشريان التاجي بالذكاء الاصطناعي.

ويقول فيلو، الذي يعيش في مدينة دالاس بولاية تكساس: «اعتدت أن أقوم بنصف ماراثون، ولديَّ مدرب، ودائماً ما أعطيت الأولوية لصحتي».

وعلى الرغم من صحته الجيدة، قرر فيلو إجراء الفحص، بعد أن اكتشف بعض أفراد عائلته الأمراض عندما فات الأوان لإنقاذ حياتهم. وقال: «إذا تمكنا من قياس ومعرفة ما يحدث مسبقاً، فيمكننا أن نتحكم في صحتنا».

بعد وقت قصير من الفحص، تلقّى فيلو مكالمة هاتفية من «فونتين لايف». النبأ «الصادم» هو أن لديه ثلاثة انسدادات محتملة في شرايينه.

بعد رؤية طبيب الرعاية الأولية وطبيب القلب، انتهى الأمر بفيلو بإجراء جراحة المجازة بعد بضعة أسابيع. وأدى الكشف بالتقنية الجديدة إلى أن يخضع فيلو لجراحة بعد بضعة أسابيع، ونظراً لعدم وجود تاريخ عائلي أو أعراض لدى فيلو، لم يشكَّ قط في أنه يعاني من مشكلة في القلب. وقال: «كنت سعيداً لأننا علمنا بذلك مسبقاً، قبل أن تصبح الحالة طارئة».

وتهدف شركة «فونتين لايف»، التي تأسست عام 2021، إلى الدخول في شراكة مع الأطباء في نهاية المطاف لجعل التكنولوجيا متاحة على نطاق أوسع للمرضى.



دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان
TT

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل، وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان، حسبما أفادت به صحيفة «الغارديان».

وكشف العلماء في مستشفى «جاي وسانت توماس» وكلية «كينغز» في لندن، عن أن هذه البكتيريا تلعب دوراً حاسماً في تحسين نتائج المرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق.

وفقاً للدراسة، الأشخاص الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق ويحتوي سرطانهم على بكتيريا «الفوسوباكتيريوم»، لديهم نتائج أفضل بشكل ملحوظ.

وأوضح الدكتور ميغيل ريس فيريرا، المؤلف الرئيسي للدراسة والمستشار في سرطان الرأس والعنق، «أن وجود هذه البكتيريا داخل السرطان يمكن أن يساهم في تدمير الخلايا السرطانية».

وأشار فيريرا إلى أن الفريق كان مفاجأً بشدة لاكتشاف أن «الفوسوباكتيريوم»، الذي يوجد عادة في الفم، يمتلك القدرة على قتل بعض أنواع السرطان في مزرعة الخلايا.

وأضاف: «نكتشف حالياً الآليات البيولوجية الدقيقة وراء هذا الارتباط، ونتطلع إلى نشر ورقة بحثية جديدة قريباً».

تفاصيل الدراسة وأهميتها

قام العلماء بنمذجة لتحديد البكتيريا المثيرة للاهتمام لمزيد من التحقيق، ثم درسوا تأثير البكتيريا على الخلايا السرطانية في المختبر. كما قاموا بتحليل بيانات 155 مريضاً بسرطان الرأس والعنق من قاعدة بيانات أطلس جينوم السرطان، ووجدوا أن هناك تقليلاً بنسبة 70 في المائة إلى 99 في المائة في عدد الخلايا السرطانية القابلة للحياة بعد الإصابة ببكتيريا «الفوسوباكتيريوم».

تأثيرات إيجابية غير متوقعة

في بداية الدراسة، توقع الأكاديميون نتائج مختلفة؛ نظراً لربط «الفوسوباكتيريوم» سابقاً بتقدم سرطان الأمعاء، ولكنهم وجدوا أن وجود هذه البكتيريا في سرطانات الرأس والعنق كان مرتبطاً بتقليص بنسبة 65 في المائة من خطر الوفاة.

وقال فيريرا: «كان اكتشافاً مذهلاً عندما وجدنا أن هذه البكتيريا تقتل السرطان بسرعة كبيرة في غضون بضعة أيام».

آفاق جديدة للعلاج

يأمل الباحثون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى توجيه العلاج وتحسينه للمرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق، وأعرب الخبراء عن أملهم في أن يساهم هذا الاكتشاف في تطوير علاجات جديدة وفعالة لسرطان الرأس والعنق، خصوصاً مع التقدم العلاجي المحدود في هذا المجال خلال السنوات الـ20 الماضية.

ويعد هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو فهم أفضل لعلاقة البكتيريا بالسرطان وتطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة، مما يفتح آفاقاً جديدة في مكافحة هذا المرض الخطير وتحسين فرص البقاء للمرضى.