استشارات

استشارات
TT
20

استشارات

استشارات

مرض الشريان السباتي في الرقبة

* هل الجراحة ضرورية لعلاج تضيق شريان الرقبة؟

- هذا ملخص أسئلتك عن تشخيص الطبيب وجود تضيقات شديدة في أحد شرايين الرقبة الرئيسية، وإصابتك السابقة بسكتة دماغية قبل بضعة أشهر، وزوال آثارها عنك. ومع ذلك اقترح الطبيب العملية الجراحية لمعالجة هذه المشكلة.

لاحظ معي النقاط التالية بشكل متسلسل:

• تشخيص الإصابة بمرض الشريان السباتي يعني أن ثمة ترسبات دهنية تُضيق أو تسد مجرى هذا الشريان المهم الذي ينقل الدم إلى الرأس والدماغ. ووجود هذا التضيق يزيد من احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية (أعراض تستمر أكثر من 24 ساعة) أو نوبة إقفارية عابرة (أعراض تزول خلال أقل من 24 ساعة). والسكتة الدماغية تعني توقف جميع إمدادات الدم أو أغلبها، عن الوصول إلى الدماغ أو أجزاء منه. وبالتالي لن يحصل الدماغ على الأكسجين، وتبدأ خلايا الدماغ في الموت في غضون دقائق. أما النوبة الإقفارية العابرة فهي نقص مؤقت في تدفق الدم إلى الدماغ. ولهذا فإن معرفة ومعالجة مسببات السكتة الدماغية أمر مهم للغاية.

• مرض الشريان السباتي يحصل في الغالب تدريجياً. ولا توجد عادة أعراض للمراحل المبكّرة من مرض الشريان السباتي، وغالباً تتطور الحالة المَرضية لدرجة تكون فيها التضيقات شديدة، بما يكفي لمنع وصول الدم إلى الدماغ، ما يسبب ظهور أعراض السكتة الدماغية أو النوبة الإقفارية العابرة.

ومن أعراضهما الخدر أو الضعف المفاجئ في الوجه أو أحد أطراف الجسم، وذلك في جانب من الجسم، أو حصول اضطراب مفاجئ في قدرات التحدّث وفهم الكلام، أو مشكلة إبصار مفاجئة في عين واحدة أو كلتا العينين، أو الدوخة وفقدان التوازن. أو نوبة شديدة ومفاجئة من الصداع. وإذا شعر الشخص، أو لاحظ من هم حوله ذلك عليه، يجدر الذهاب إلى قسم الإسعاف على وجه السرعة.

• الآلية المرضية الرئيسية لمرض الشريان السباتي هي حصول تراكم لترسّبات دهنية -التي تسمى اللويحات- في الشرايين التي تنقل الدم من القلب إلى الدماغ. وهذه الترسبات تحتوي على مزيج من كتل الكولسترول والدهون وأنواع من خلايا الدم. وتُسمى هذه العملية بـ«تصلب الشرايين». وما يحفز حصول هذه التغيرات المرضية في مكونات جدران شرايين الرقبة، هو إما وجود مرض ارتفاع ضغط الدم، وإما مرض السكري، وإما التدخين، وإما ارتفاع مستويات الكولسترول الخفيف والدهون الثلاثية، إضافة إلى السمنة، أو التقدم في العمر، أو الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، أو قلة ممارسة الرياضة البدنية.

• الفحص الإكلينيكي باستخدام السماعة الطبية، قد يُظهر سماع صوت لغط أو ضجيج فوق موقع الشريان السباتي في الرقبة. وحدوث هذا الصوت هو بسبب جريان الدم من خلال المنطقة المتضيقة في مجرى الشريان. وحينئذ يلجأ الطبيب إلى إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية، لتقييم مدى تدفق الدم ومقدار الضغط في الشرايين السباتية، ودرجة الضيق فيها (النسبة المئوية لمقدار الضيق)، وغيرها من المعلومات. كما يُجرى في بعض الأحيان تصوير مقطعي أو بالرنين المغناطيسي، للدماغ وللشرايين (غالباً مع الصبغة الملونة) لتقييم سلامة الدماغ من أي سكتات دماغية سابقة (حتى لو لم يشعر بها الشخص من قبل)، أو أي مشكلات أخرى في الدماغ أو الأوعية الدموية داخل الدماغ. كما توفر هذه الفحوص مزيداً من المعلومات عن تدفق الدم في الشرايين السباتية والشرايين الأخرى القريبة.

• وجود هذه التضيقات (وفق النسبة المئوية لدرجة شدتها) في الشرايين السباتية التي في الرقبة، يصعِّب عملية وصول الأكسجين والعناصر المغذية إلى الدماغ. وقد يبدو هذا واضحاً في الإصابة بالسكتة الدماغية. وتحديداً، فإن ما بين 10 و15 في المائة من مرضى هذه التضيقات الشديدة، قد يُصابون بالسكتة الدماغية.

ويحدث ذلك وفق 3 سيناريوهات محتملة: أولها نتيجة تطور تضيق الشريان السباتي بدرجة شديدة تتسبب في منع وصول ما يكفي من الدم إلى أجزاء الدماغ. وثانيها حصول تفتت لجزء من تلك الكتل المترسبة في جدران الشرايين بالرقبة، وقذفها إلى الشرايين الدماغية، وانحباسها في أحد الشرايين، ما يمنع تدفق الدم من تلك الشرايين الأصغر في داخل الدماغ، وبالتالي توقف وصول الدم إلى أحد أجزاء الدماغ. وثالثها، أن سائل الدم نفسه قد يتخثر موضعياً (يتجلط ليتحول إلى كتلة متماسكة) فوق سطح تلك التراكمات الجدارية داخل شرايين الرقبة، ثم تنتقل تلك الخثرة الدموية من تلك المنطقة إلى أحد شرايين الدماغ نفسه، ما قد يتسبب بالسدد فيه، وبالتالي تحصل السكتة الدماغية. ولذا فإن زيادة حجم تلك التراكمات الدهنية، وزيادة تضيق شرايين الرقبة، يتسبب في السكتة الدماغية عبر عدة آليات محتملة.

• إضافة إلى اتباع خطوات الوقاية (التوقف عن التدخين، ضبط معدلات ضغط الدم، ضبط مستويات الكولسترول، ضبط نسبة السكر في الدم، ممارسة الرياضة، خفض الوزن، وغيره)، وإضافة إلى احتمال اقتراح الطبيب تناول الأدوية التي تمنع تكوين الخثرة الدموية، قد يرى الطبيب أن من الضروري إجراء معالجة جذرية لتلك التضيقات في شرايين الرقبة، وذلك بغية توسيع مجرى الدم من خلالها أولاً، ولمنع احتمالات حصول تداعياتها ثانياً، وخصوصاً إذا كان يوجد تضيق شديد في الشريان السباتي (أي يصل إلى ما بين 70 و90 في المائة)، أو حصلت بالفعل سكتة دماغية أو نوبة إقفار عابرة.

• أحد الأساليب العلاجية الجذرية الممكنة، هو إجراء عملية جراحية لاستئصال بطانة الشريان السباتي، أي التي توجد فيها تلك التراكمات الدهنية الكبيرة (عملية استئصال بطانة الشريان السباتي). والأسلوب الآخر هو إجراء عملية «رأب وعائي للشريان السباتي»، لتوسيع التضيق من خلال القسطرة وبإدخال بالون، ثم تثبيت دعامة في مكان التوسيع. أي أشبه بما يتم إجراؤه لمعالجة تضيقات شرايين القلب التاجية. والنصائح الطبية تعتمد استخدام إحدى الطريقتين، ولكن لكل منها دواعيَ تفضلها عن الأخرى. أي أنه في حالات قد يُنصح بالجراحة كخط علاجي أول، بينما في حالات أخرى قد يُنصح بالتوسيع وتثبيت الدعامة كخط علاجي أول.

• وفق مراجعة كثير من المصادر الطبية، فإن تفضيل إجراء أي من الوسيلتين العلاجيتين يعتمد على عدة معطيات، في حالة الشرايين والدماغ والحالة الصحية العامة للمريض، ولعوامل أخرى لديه، وكذلك توفر إمكانات المعالجة والخبرة الطبية في تقديم المعالجة.

وللتوضيح، فإن عملية استئصال بطانة الشريان السباتي هي العلاج الأكثر شيوعاً للحالات الشديدة من مرض الشريان السباتي التي تسببت في أعراض دماغية (سكتة دماغية). ويتم إجراؤها إما تحت التخدير الموضعي أو العام. وخلالها يُجري الجراح شقاً جراحياً عبر الجزء الأمامي من الرقبة ويفتح الشريان السباتي ويزيل التكتلات التي تسد الشريان. ثم يُصلح الجراح بعد ذلك الشريان بغُرز جراحية، أو تثبيت رقعة مصنوعة من الوريد أو من مادة صناعية. ويُنصح في الغالب بإجراء الجراحة.

أما «الرأب الوعائي للشريان السباتي» وتركيب الدعامات، فيُفضل إجراؤه للانسدادات التي يصعب الوصول إليها من خلال استئصال بطانة الشريان السباتي، أو للأشخاص الذين لديهم حالات مرَضية أخرى تجعل الجراحة خطرة للغاية. ولكن تظل عدة عوامل أخرى لدى المريض، وأخرى لدى الطبيب، ومدى توفر الإمكانات، تجعل الطبيب المتابع بشكل مباشر لحالة المريض، هو الأفضل في تقديم اقتراح وسيلة المعالجة، دون أخرى، لمعالجة حالة المريض نفسه.


مقالات ذات صلة

10 خطوات صغيرة لتنشيط دماغك

علوم 10 خطوات صغيرة لتنشيط دماغك

10 خطوات صغيرة لتنشيط دماغك

تعديلات بسيطة على روتينك اليومي تُسهم في حماية مراكز التحكم في جسمك ومنع التدهور المعرفي

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
يوميات الشرق النشاط البدني يقلل معدلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال (جامعة ويست فرجينيا الأميركية)

6 عوامل لحماية الأطفال من السمنة

كشفت دراسة كندية عن 6 عوامل رئيسية خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل ترتبط بمستويات الدهون في الجسم لدى الأطفال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين علاج أمراض القلب (جامعة هارفارد)

الذكاء الاصطناعي لعلاج أمراض القلب بشكل أدق

طوَّر باحثون من جامعة كوين ماري في بريطانيا أداة ذكاء اصطناعي مبتكرة، قادرة على إنشاء نماذج رقمية دقيقة لأنسجة القلب المتليفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)

دراسة: 3 ملايين طفل تُوفوا بسبب «مقاومة المضادات الحيوية»

أظهرت دراسة أجراها خبيران في مجال صحة الطفل أن أكثر من 3 ملايين طفل حول العالم لقوا حتفهم في عام 2022 نتيجة للعدوى المقاومة للمضادات الحيوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً للحفاظ على الصحة والحيوية (رويترز)

10 أمور أساسية للتقدم في السن بصحة ورشاقة

التقدم في السن بشكل صحي لا يعتمد على الحظ، بل على الخيارات اليومية. فكيف نتقدم في السن بشكل صحيح وصحي؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

10 أمور أساسية للتقدم في السن بصحة ورشاقة

لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً للحفاظ على الصحة والحيوية (رويترز)
لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً للحفاظ على الصحة والحيوية (رويترز)
TT
20

10 أمور أساسية للتقدم في السن بصحة ورشاقة

لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً للحفاظ على الصحة والحيوية (رويترز)
لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً للحفاظ على الصحة والحيوية (رويترز)

التقدم في السن بشكل صحي لا يعتمد على الحظ، بل على الخيارات اليومية. ويعد إعطاء الأولوية لنظام غذائي متوازن، والحركة المنتظمة، والنوم الجيد، وإدارة التوتر، كلها عوامل أساسية للحفاظ على الصحة. كما أن الحفاظ على النشاط الذهني، والتواصل الاجتماعي، والحفاظ على عقلية إيجابية، يلعب دوراً مهماً.

ووفق ما ذكره موقع «ذا هيلث سايت» المهتم بأخبار الصحة، فإن الأوان لا يفوت أبداً للبدء في بناء عادات تدعم حياة أطول، وأقوى، وأكثر حيوية. وهذه عشرة أشياء يجب معرفتها إذا كنت ترغب في التقدم في السن بشكل صحي:

التغذية هي الأساس

ضع الأطعمة الصحية في أولوياتك، مثل: الخضراوات، والفواكه، والدهون الصحية، والبروتينات الخالية من الدهون، والألياف. وقلل من الأطعمة المصنعة، والسكر، والكحوليات.

التمارين اليومية

لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً. لا داعي لأن تُرهق نفسك، وتذكر أن الاستمرارية هي الأساس. امزج بين تمارين القوة، وتمارين الكارديو (التي تنشط الدورة الدموية مثل المشي وركوب الدراجة والسباحة)، وتمارين المرونة (مثل اليوغا أو المشي).

النوم ليس اختيارياً

احرص على الحصول على 7-9 ساعات من النوم الجيد. ترتبط قلة النوم بالتدهور المعرفي، وزيادة الوزن، وضعف المناعة.

قم بتنشيط دماغك

تعلم أشياء جديدة، اقرأ، العب ألعاباً استراتيجية، أو مارس هواية جديدة. التحفيز الذهني يُبقي مساراتك العصبية نشطة.

سيطر على توترك

يؤدي التوتر المزمن إلى التهاب يُسرّع شيخوخة جسمك. استخدم اليقظة الذهنية، والتأمل، وتدوين اليوميات، أو تمارين التنفس للسيطرة على نفسك.

إجراء الفحوصات الدورية

اكتشف المشاكل الصحية المزمنة مبكراً، مثل ارتفاع أو انخفاض الكوليسترول، ومشاكل مثل نقص الفيتامينات. الرعاية الوقائية أقل تكلفة وأكثر فعالية من الرعاية الطارئة.

احمِ بشرتك

لا يقتصر استخدام واقي الشمس على الشاطئ، بل استخدمه يومياً. فالجلد هو أكبر عضو في جسمك، وهو أول من تظهر عليه علامات الشيخوخة.

حافظ على تواصل اجتماعي

قد تكون الوحدة ضارة كالتدخين. خصص وقتاً للأشخاص الذين يُشجعونك ويُنشطونك.

ابنِ عقلية إيجابية

الامتنان، وتحديد الهدف، والتفاؤل كلها عوامل تُطيل عمرك. الشيخوخة ليست تراجعاً، بل هي تحول في التركيز.

ابدأ الآن فالأوان لم يفت

سواءً كنت في الثلاثين أو السبعين من عمرك، فإن تغيير نمط الحياة سوف يُجدي نفعاً. يتمتع الجسم بقدرة مذهلة على الشفاء والتكيف والنمو بقوة مع العزم.