هل يمكن إزالة حصوات المرارة بدون جراحة؟ أخصائية تجيب

هل يمكن إزالة حصوات المرارة بدون جراحة؟ أخصائية تجيب
TT

هل يمكن إزالة حصوات المرارة بدون جراحة؟ أخصائية تجيب

هل يمكن إزالة حصوات المرارة بدون جراحة؟ أخصائية تجيب

يمكن أن يشير الألم في الجانب الأيمن العلوي أو منتصف البطن إلى مشاكل صحية مختلفة؛ لكن أحدها هو وجود حصوات في المرارة. وغالبًا ما يوصف الألم بأنه إحساس مفاجئ وشديد وتشنج قد يأتي ويختفي ويستمر من عدة دقائق إلى بضع ساعات. فإذا كنت تشك في وجود حصوات في المرارة فمن المستحسن التماس العناية الطبية وتأكيد ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء جراحي.

ولمزيد من التوضيح حول هذا الأمر تناقش الدكتورة كافيا ديندوكوري أخصائية أمراض الجهاز الهضمي الأقدم بمستشفيات كامينيني بحيدر آباد، ما إذا كان يمكن إزالة حصوات المرارة دون جراحة ونوع والخيارات المتاحة، وذلك وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

كيف تتشكل حصوات المرارة؟

توضح ديندوكوري «ان حصوات المرارة هي رواسب صلبة تتشكل في المرارة، يمكن أن يتراوح حجمها من حبة الرمل إلى كرة الغولف وتتكون أساسًا من الكوليسترول أو البيليروبين. وتتكون عندما يكون هناك خلل في المواد التي تتكون منها الصفراء ، وهو سائل ينتجه الكبد ويخزن في المرارة. فيما تحتوي الصفراء على الكوليسترول والبيليروبين (صبغة مشتقة من تحلل خلايا الدم الحمراء) والأملاح الصفراوية ومركبات أخرى».

ووفقًا لدراسة نُشرت بالمجلة العالمية لجراحة الطوارئ يتأثر 10-15 % من السكان البالغين في البلدان المتقدمة بها.

هل يمكن إزالة حصوات المرارة بدون جراحة؟

في حين أن الجراحة يوصى بها عادة لإزالة حصوات المرارة اعتمادًا على حجم الحجر (أكبر من 5 ملم)، فقد تكون هناك خيارات علاج غير جراحية (للحصى أقل من 5 ملم)، وفقًا لديندوكوري.

وحسب المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK)، قد يُوصى بالعلاجات غير الجراحية لحصوات المرارة فقط في حالات خاصة، مثل إذا كان لديك حصوات الكوليسترول ولديك حالة طبية خطيرة تمنع الجراحة.

ومع ذلك، فحتى مع العلاج يمكن أن تعود حصوات المرارة، وهذا هو السبب في أنه قد يتعين على المرء أن يتعالج بانتظام من حصوات المرارة لفترة طويلة جدًا، أو حتى لبقية حياته.

وتحذر الدكتورة ديندوكوري «انه في معظم الحالات، لا تتحلل حصوات المرارة من تلقاء نفسها وغالبًا ما تتطلب التدخل الجراحي. ومع ذلك، قد تؤثر بعض العوامل على إمكانية الحل غير الجراحي. فمن المرجح أن تستجيب حصوات المرارة المكونة أساسًا من الكوليسترول للعلاجات غير الجراحية، بينما تقل احتمالية ذوبان تلك التي تحتوي على الكالسيوم أو البيليروبين دون تدخل جراحي». مشددة «من الضروري استشارة أخصائي أمراض الجهاز الهضمي أو اختصاصي أمراض الكبد لتحديد مسار العمل الأنسب بناءً على الظروف الفردية».

خيارات العلاج غير الجراحي

تشرح الطبيبة ما يعنيه وما الذي يسببه خيارات العلاج غير الجراحي لحصوات المرارة. وفيما يلي بعض خيارات العلاج غير الجراحية لحصوات المرارة:

- الأدوية

يمكن وصف بعض الأدوية لإذابة حصوات المرارة، خاصة تلك التي تتكون أساسًا من الكوليسترول. حيث يستخدم حمض Ursodeoxycholic (UDCA) بشكل شائع لتفكيك حصوات المرارة التي أساسها الكوليسترول بمرور الوقت. ومع ذلك، فإن هذه الطريقة غالبًا ما تكون أكثر فاعلية للأحجار الصغيرة وقد تستغرق شهورًا أو حتى سنوات لتحقيق الذوبان الكامل.

- علاج الذوبان الفموي

يتضمن علاج الذوبان الفموي تناول الأدوية التي تساعد على إذابة حصوات المرارة. وهذا العلاج هو الأكثر فعالية للحصى الصغيرة ويتطلب التقيد الصارم بالنظام الموصوف. ولا ينصح به بشكل عام للحصى الكبيرة أو للأفراد الذين يعانون من حالات طبية معينة.

- تفتيت الحصوات بموجة الصدمة خارج الجسم (ESWL)

ESWL هو إجراء غير جراحي يستخدم موجات الصدمة لتفتيت حصوات المرارة إلى أجزاء أصغر. فبمجرد تفتيت الحجارة يمكن أن تمر عبر القنوات الصفراوية بسهولة أكبر.

ويوصى عادةً باستخدام ESWL للمرضى الذين يعانون من حصوات المرارة الصغيرة أو المتوسطة الحجم فهو غير مناسب للجميع. ويتم إجراؤها عادة تحت التخدير العام.

العلامات المبكرة لوجود حصوات في المرارة

تبين الدكتورة ديندوكوري أن التعرف على العلامات المبكرة لحصوات المرارة أمر مهم للعلاج في الوقت المناسب.

وتشمل العلامات ما يلي:

- ألم متقطع أو مستمر في الجزء العلوي الأيمن أو الأوسط من البطن والذي يمكن أن يختلف في شدته وقد ينتشر إلى الظهر أو الكتف الأيمن.

- اضطرابات في الجهاز الهضمي تؤدي إلى الغثيان والقيء. يمكن أن يحدث بعد تناول الأطعمة الدهنية.

- اليرقان؛ الذي يتميز بإصفرار الجلد والعينين وبول داكن وشحوب البراز. ويحدث عندما تسد حصوة المرارة القناة الصفراوية

- الانتفاخ والغازات وعسر الهضم بعد الوجبات. ويحدث عندما تتداخل حصوات المرارة مع التدفق الطبيعي للصفراء.

وتخلص الدكتورة ديندوكوري الى القول «بغض النظر عما إذا كنت بحاجة لعملية جراحية أم لا، فمن المهم معالجة أي شك بشأن حصوات المرارة. يمكن أن تؤدي حصوات المرارة غير المعالجة إلى مضاعفات مثل المغص الصفراوي أو الألم الشديد والتهاب المرارة وانسداد القنوات الصفراوية والتهاب البنكرياس التي تتطلب اللجوء لمزود الرعاية على الفور».


مقالات ذات صلة

اختبار «ثوري» يشخّص سرطان البروستاتا خلال 15 دقيقة

صحتك أنابيب اختبار تحمل عينات (رويترز)

اختبار «ثوري» يشخّص سرطان البروستاتا خلال 15 دقيقة

طور العلماء اختباراً جديداً يمكنه اكتشاف سرطان البروستاتا في أقل من 15 دقيقة؛ حيث أثبت اختبار الدم الجديد قدرته على تشخيص الإصابة بدقة تصل إلى 90 في المائة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علاجات منزلية للخصوبة سهلة وبكلفة زهيدة (أدوبي ستوك)

علاجات «الخصوبة الذاتية»... الفوائد والمحاذير

في سن 32، كانت تيسا ميلز وزوجها يواجهان صعوبة في الإنجاب. فقد أمضيا عامين في المحاولة وخضعا لسلسلة من الفحوصات.

شالين غوبتا (واشنطن)
علوم تحديد 6 مناطق وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس

تحديد 6 مناطق وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس

حددت دراسة جديدة أجرتها جامعة شرق فنلندا بالتعاون مع شركاء دوليين، متغيرات وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس ذي الضغط الطبيعي.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
يوميات الشرق التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)

جهاز منزلي لقياس التوتر

طوّر باحثون من الصين والمملكة المتحدة جهازاً جديداً للكشف عن مستويات التوتر في الدم من المنزل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك قد يعرضك ارتفاع ضغط الدم لخطر السكتات الدماغية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أربعة أطعمة على مرضى ضغط الدم المرتفع تجنبها

يرصد التقرير بعض الأطعمة التي تؤثر في ارتفاع ضغط الدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
TT

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)

أظهر مسح جديد شمل 1563 شخصاً بالغاً، ونشر نتائجه موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية، أن ثلاثة أرباع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر يشعرون بالقلق بشأن تدهور صحة أدمغتهم في المستقبل.

ويحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات مثل حل الكلمات المتقاطعة وتناول المكملات الغذائية لتجنب «الخرف» – وهو مصطلح يُطلق على مجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية – لكن هل تأتي هذه الأساليب والاستراتيجيات بنتيجة؟

تُظهر الأبحاث أنه من الممكن منع أو تأخير 45 في المائة من حالات الخرف من خلال سلسلة من التغييرات الشخصية والمجتمعية، وفق «سيكولوجي توداي».

ويسلط تقرير جديد في مجلة «لانسيت» العلمية، نشر بتاريخ 31 يوليو (تموز) 2024، الضوء على عاملين جديدين «قابلين للتعديل» من عوامل الخطر التي قد تسبب الخرف، وهما فقدان البصر وارتفاع نسبة الكوليسترول، ما يرفع إجمالي عوامل الخطر المعروفة إلى 14.

ووفقاً لتقرير عام 2024، الذي أعدته «لجنة لانسيت للخرف»، والذي يسلط الضوء عوامل الخطر المتعلقة بالخرف وكيفية الوقاية منها، فإن العوامل الـ14 هي: «قلة التعليم، وحدوث إصابة في الرأس، وقلة النشاط البدني، والتدخين، والإفراط في تناول الكحول، وارتفاع ضغط الدم، والسِمنة، والإصابة بمرض السكري، وفقدان السمع، والاكتئاب، وقلة التواصل الاجتماعي، وتلوث الهواء، وفقدان البصر، وارتفاع نسبة الكوليسترول».

ووفق «سيكولوجي توداي»، فإن ضبط وتعديل جميع عوامل الخطر الـ14 من شأنهما أن يؤخرا أو يمنعا 45 في المائة من حالات الخرف، سواء كان الشخص يحمل جين «ألزهايمر» أم لا.

وتوصي «لجنة لانسيت» بعدة ممارسات للوقاية من الخرف أو تأخيره، مثل: «ضمان توفير التعليم الجيد للجميع، وتشجيع الأنشطة المحفزة للإدراك في منتصف العمر لحماية الإدراك، وجعل الأدوات المُعينة على السمع في متناول الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع، وتقليل التعرض للضوضاء الضارة، وعلاج الاكتئاب بشكل فعال، وتشجيع استخدام الخوذات، وحماية الرأس في الرياضات وعند استخدام الدراجة، وتشجيع ممارسة الرياضة، والحد من التدخين، والحفاظ على وزن صحي وعلاج السمنة، وجعل الفحص والعلاج لأمراض ضعف البصر متاحين للجميع، والحد من التعرض لتلوث الهواء».

وتوصي اللجنة بأنه يجب على الأشخاص وضع اعتبار جاد حيال الاهتمام بالوقاية من عوامل الخطر بدءاً من وقت مبكر من الحياة، وأن يظل هذا الانتباه مستمراً معنا طوال الحياة.